جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 22:12
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كلما يتبادر الى ذهني العبارة المصرية (اتفضل من غير مطرود) لا استطيع ان اكف عن الضحك لانها من ناحية تعني الطرد او اسوء منه و من ناحية اخرى تشير الى الغضب و لكن طبعا مع الاحتفاظ بدرجة قلليلة من الادب على الاقل شكليا في نفس الوقت اي انها تخلط بين الادب و البلادة. صياغة عبارة من هذا النوع يجمع بين نقيضين Oxymoron تبدأ بالدعوة (إتفضل) و تنتهي بالطرد (مطرود) في محيط شرقي يعتبر صادق و صريح يحافظ على ماء الوجه و يشير الى ان المتكلم يريد المحافظة على اعصابة و لا يفقد السيطرة على نفسه رغم غضبه وهي تسبب الضحك لهزليتها تفي بغرضها دون استعمال القوة. ما نعرفه عن الثقافة الشرقية هي انها عادة لا تخلط بين نقيضين لانها تنجب رؤوس حارة لا تبرد بسهولة تميل الى التطرف.
(إتفضل من غير مطرود و اياك تتجنن و تعود) لا يمكن ان تكون الا (اغنية) مصرية لتطور الثقافة المصرية الهادئة و هي صادقة افضل من تملق اداب التهذيب التي تنتشر في كثير من الثقافات رغم اني شخصيا افضل التملق المهذب من الصريح الفظ. تجمع الالمانية بين الكبر بالعمرو الذكاء للاشارة باحتقار الى صغير يتكلم بعقلانية الكبار alt klug او تجمع بين الضيف و العامل في عبارةGastarbeiter للاشارة الى العمال الاجانب والغريب ان الالمانية تجمع هنا بين الضيف و العمل لاننا لا يمكن ان نطلب من الضيف ان يعمل لان الذي يجبر ضيفه على العمل لا يحترمه.
هدف الخلط بين نقيضين هو للتأكيد و ابراز صفة غير حميدة او مجرد وسيلة لتكوين اسم مركب تستعمل لاغراض مختلفة خاصة الشعر و النثر كما يتبين من عبارة Oxymoron نفسها لانها تكونت من oxus بمعنى حاد و mōros اي جلف او فظ.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟