عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 00:02
المحور:
الادب والفن
ها أنذا .. أبلُغ ُ الستّين َ للمرّة ِ الألف ِ .. وأحبو إليها
ها أنذا ..
أبلغ ُ الستّين َ مرّة ً ثانية ْ
وحيدا ً مثل شجر ٍ مجنونْ
تُباغتني الريح ُ
كالقصب ِ الذي هجرَتْه ُ الطيورُ
والقـُبَلُ البيضاءُ
في الأهوار ِ المهاجرة .
***
ها أنذا ..
كحصان ٍ من القشِّ
خطوة ً
بعد خطوة ٍ
بعد َ خطوة ْ
وينفذ ُ سيف ُ الوقت ِ إلى التاريخ ِ
المدّجج ِ بالأكاذيب ِ الكبيرةْ .
***
ها أنذا ..
وحيد ٌ
" كصالح َ في ثمود ِ "
كدجلة َ في بغداد
وكالنخلِ
في البصرة ِ السابقة .
***
ها أنذا ..
مثلُ غصن ٍ غريب ٍ
بين َ شجر ِ الأهل ِ الآفل ِ منذ ُ قرون ْ
أتوق ُ إلى رائحة ِ العشب ِ
في الجذورِ القديمة .
***
ها أنذا ..
كالحكايات ِ المضيئة ِ في كتب ِ الجنيّات
تُقلّبُها السلالات ُ
صفحة ً
بعد َ صفحة ٍ
بعد َ صفحة ْ
ولا شيءَ سوى الليل ْ
لا شيء َ سوى الحبر ِ الأسود ِ
والورق ِ الأصفر ْ .
***
ها أنذا ..
حيث ُ مظلاّتُ الوحشة ِ
لن تمنع َ مطر َ الحزن ِ
من أن يهطل َ على سقف ِ الروح ِ
فيغمرها بالريح ِ
ورماد ِ الرحيل ِ المبكّر ْ .
وقطرة ً
بعد َ قطرة ٍ
بعد َ قطرة ْ
سينفذ ُ الضوء ُ الى القلب ِ
ويجعل ُ الحنين َ اليها
نابتا ً كالوجع ِ اليابس ِ
في الجروح ِ العتيقة .
***
ها أنذا ..
مثل ُ كتاب ٍ يأكله ُ العِـثّ ُ
فتهرب ُ منه ُ الكلمات ُ
حرفا ً
بعد َ حرف ٍ
بعد َ حرف ْ
إلى أن تموت َ الكتابة .
***
ها أنذا ..
أبلغ ُ الستّين َ للمرّة ِ الألف ْ
وحيدا ً مثل شجر ٍ مجنون ْ
أتعثّـر ُبها في روحي
وأتوسَد ُ ظفائرها الحلوة َ فوق َ قلبي
وأنام ُ على حنين ِ أصابعها
واحدا ً
واحدا ً
عسى أن تطرُق َ الباب َ يوما ً
فأبكــي .
***
ها أنذا ..
أبلغ ُ الستّين َ مرّة ً ثانية ً
كطفل ٍ جاء َ توّا ً
وأحبو إليــهــا .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟