أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جابر حسين - قفزة - فيليكس - ، شهادة لصالح قدرة الإنسان !














المزيد.....


قفزة - فيليكس - ، شهادة لصالح قدرة الإنسان !


جابر حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 20:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ضوء شاحب :

الألواح السبعة ...

في هذه الملحمة ،: (حينما في الاعالي) ، ثمة دلالات ثقافية وفكرية قاطعة حول انساق المعتقدات، خرافات وأساطير، التي كانت تتملك اذهان البابليين في تلك الأثناء البعيدة. نستنتج ان فكرة الخليقة، كوناً وانساناً، كانت تهيمن على عقولهم وتحثهم على استشراف ما يجعل حياتهم على الارض رهناً بنظام ما ، يدخل الطمأنينة الى قلوبهم ، ويبدد قلقهم ويقلص مساحة الحيرة التي كانت تشد على اعصابهم . تروي الملحمة، في هذا المجال، وفقاً للألواح السبعة المكتشفة، ان الشخصية الرئيسية فيها، ويدعى "مردوك" ، تمكن من القضاء على منافسته الأخطر، وتدعى "تئامت" ، وبدد شمل زمرتها وأوقعهم في الاسر.ثم شطر جسدها نصفين ، خلق منهما، كما تنص على ذلك الالواح السبعة، السماء والأرض، ثم خلق الانسان من دم احد الآلهة. يلاحظ، في هذا السياق، ان الانسان، كما جاء في هذه الاسطورة، خلق من دم إله ، ممزوجاً بالطين، ويشير هذا الامر الى عنصرين اثنين يشتركان في تكوين الانسان: احدهما إلهي خالد، والثاني ، من طين فان ... وظيفة العنصر الإلهي ، ان يجعل الإنسان يشاطر الآلهة في الفهم ، كما يعبر حكيم بابل في زمن الاسكندر" بيروسس " ، ووظيفة العنصر الطيني، كما يرد في هذه الخرافة، أن يحرم الانسان من الخلود لأن الآلهة إستأثرت وحدها بالحياة، كما جاء في ملحمة "جلجامش"! وجاء في الألواح السبعة، انه لو خلق الإنسان من دم الآلهة فقط، لشاطرها الخلود والفهم في آن معاً، لكن الالهة أرادت ان يكون الموت من نصيب البشر!
هكذا ، كانت تصورات الإنسان بدائية ، في الألف الثاني قبل الميلاد ، حسبما قالت به هذه الأسطورة البابلية في ذلك الزمن السحيق . لكن الإنسان في تطور مستمر ، أبدا لم يتوقف سريان ذلك التطور في متواليات لولبية ، تصعد بالإنسانية كل يوم جديد إلي الذري العاليات من تطورها العالي !

ضوء منير ...

" فيليكس باومجارنتر " ، النمساوي ذوال 43 عاما ، حقق يوم الأحد 14 أكتوبر 2012 ما يعد ، بحق ، أعجازا بشريا هائلا ، أشبه بالأساطير ، التي يصعب علي العقل الإنساني ، تصديقها ، والإطمئنان إليها ... لكن ، قفزة " فيليكس " ، حدثت واقعا شاهدناه ، مع الملايين في عالمنا علي شاشات التلفزة وعبر النت في كل أصقاع العالم في ذلك الصباح الهادئ ، الذي فضل الغمام أن ينسحب عنه ، وهدأت الرياح ، حتي لا يفسدا مشهد تلك اللحظة التاريخية النادرة في عمر البشرية وانجازاتها الباهرة .
صعد " فيليكس " عبر كبسولة معلقة في منطاد من مادة " الهيليوم " ، إلي حيث حدود الفضاء الخارجي ، خارج الكرة الأرضية ، خارج عالمنا ، بعلو 39 ألف متر ، بجملة أرتفاع 128 ألف قدم ، أي 39.014 كيلومتر ، مسجلا بذلك أعلي قفزة في تاريخ الإنسانية كله ... فعل ذلك حين قفز من ذلك العلو الهائل ، معتمدا علي جسده وحده ، دون الإستعانة بأي جهاز دفع أو محرك ... كانت قفزته ، مباشرة ، فوق صحراء نيومكسيكو الاميريكية ، بسرعة مهولة ، بلغت 1173 كم / في الساعة ، في ما يعد – حتي الآن – مأثرتان بمثابة المعجزات والأساطير : أعلي سقوط حر سجل في تاريخ الإنسان ، وفي ذات البرهة ، أعلي رحلة بمنطاد مأهول ! بلغت فترة القفزة 9.03
دقيقة ، شاهدها ملايين البشر من جميع بقاع العالم في ذات حدوثها المثير ، عبر شاشات التلفزة وعبر النت ... للعلماء ، الآن ، أن يفرحوا ، ويضيفوا إلي كتاب المعرفة ، كيفية تغلب جسم الإنسان علي الظروف الصعبة علي حافة الفضاء الكوني !
في لحظة الإنتصار بتحقيق الفكرة ، لأجل تطور الإنسانية والعلم ، في أجواء تلك اللحظات الباهرة السطوع و ... الفرح الأبيض في دواخله وقلبه الكبير ، وهو في ضحكات الإنتصار نفسها ، لحظة أحتضنه العلماء بعد هبوطه ، قال " فيليكس " : " لعل القفزة التالية ستكون من فوق سطح القمر نفسه " !
عندما عم ضوء التنوير
أرجاء الكون
وسجل " فيليكس " قفزته التاريخية
حيث عانق السموات العلا
وحلق ...
مجنحا كطائر خرافي ،
أمام الملأ
إنسحبت الآلهة ...
تاركة رحابة الملكوت كلها
للعقول النابهة ،
غدت ، هي لا سواها ،
في عالمنا ، الآلهة !

كم نجلك ، أيها القدوس ،
الإنسان ، والطائر الخرافي المجيد في السموات ، شكرا أيها العلم ، شكرا " فيليكس " العظيم ، جعلتم في سماواتنا عظمة المعرفة ... شكرا !
نكتة مظلمة ، صارخة ، كذئب مجروح ، يحتضر ، نكتة " المتأسلمين " حول قفزة " فيلكيس " ، كم أحتقرت مثل هذه العقول التي لاتزال تعيش في ظلام العصور المظلمة ، لن أذكرها النكتة ، تعرفونها ، لا شك ، فقد سمعتموها ، ومثلي ، ضحكتم من جهالتهم !.



#جابر_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي طريقتها ، تحبني ... !
- عشتار أيضا ، قصيدة لجسدها !
- حدثها عن جسدها ، فخاصمته !
- مياهها بيضاء !
- تعالي أنت إلي !
- ياعاصم الفرح ، سلاااااام !
- كتابة الجسد !
- عندما يبكي القلب غيابها !
- عندما تغيب السوسنة !
- الليلة أحن أيضا إليها !
- مقتل لوركا ... !
- أسئلة المطلقات للجسد !
- الشياطين !
- في انتظارها ، محبات محبات !
- حبها شجري !
- مسامرة مع حنا مينه !
- غيابها !
- القراءة بمحبة أم بوعي معرفي ؟
- في الشوق إليها !
- إلي صاحب الأخوات !


المزيد.....




- أمسكته أم وابنها -متلبسًا بالجريمة-.. حيوان أبسوم يقتحم منزل ...
- روبيو ونتانياهو يهددان بـ-فتح أبواب الجحيم- على حماس و-إنهاء ...
- السعودية.. 3 وافدات وما فعلنه بفندق في الرياض والأمن العام ي ...
- الولايات المتحدة.. وفاة شخص بسبب موجة برد جديدة
- من الجيزة إلى الإسكندرية.. حكايات 4 سفاحين هزوا مصر
- البيت الأبيض: يجب إنهاء حرب أوكرانيا بشكل نهائي ولا يمكن الق ...
- نتنياهو: أبواب الجحيم ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن ونزع سل ...
- رئيس وزراء بريطانيا يتعهد بـ-الضغط- لإطلاق سراح علاء عبدالفت ...
- وزارة الدفاع السورية تتوصل إلى اتفاق مع فصائل الجنوب
- -ربط متفجرات حول عنق مسن-.. تحقيق إسرائيلي يكشف فظائع ارتكبه ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جابر حسين - قفزة - فيليكس - ، شهادة لصالح قدرة الإنسان !