فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 23:52
المحور:
الادب والفن
1
الضوء معلق وسط الشارع
يلتمع البرد على اوراق آخر ايام الخريف
الليل طريق خال من الريح
والمحطة العتيقة خيمة خشب
من القرن الثامن عشر بعمر المدينة
التي هجرتها الخيول والعربات
صارت مشفى ً للريح والخيول القديمة
لااحد يتحدث سوى الضوء معلقا وسط الشارع
والبرد على الأوراق الذهبية
2
ألنافذة مقطوعة عن الحديث مع الشارع
والمرأة العجوز تلتصق بالزجاج
تستعيد طفولتها في الثانية والتسعين
انا مثلها التصق بنافذة الفراغ
استعيد طفولتي في الستين
ولكن من جهة الخوف
كلانا خائف من طفولته التائهه
كما اظن ،
ان نستعيدها في غفلة الليل والمكان
طفولتها التائهة خلف زجاج النافذة
وطفولتي المشتتة في الشارع
وهي تتعثر بسنوات لن تأتِ
أبدا
3
فراغ واسع لهواء الليل
هنا في المدينة الصغيرة كولبيك *
هواء يهزالأبواب ويلوّح ُ ذبالة الشمعة الأخيرة
في شرفة جارتي الكئيبة وهي تدخن طوال الليل
وتسمع اغنيتها الرتيبة
فراغ مذهل لنوبة النجم وهو يحرس سمائي
و يبعثر بأصابعه ظلال بصري المتعب
.وسط غيمة النعاس المستحيل
4
الليل ينبوع للتذكر ، يأخذ شكل خرير
صعب ان ترسم تفاصيله
انه خرير يأخذ شكل انسان يتذكر في الفراغ
بكل بساطة .. تتقافز مخلوقات ذاكرته
في غابة الليل الهاربة
5
الجسر ينحني منذ سنوات
على نافورة الليالي التي قضيتها هنا
سنوات من الليل تحت جسر ينحني على الماء
وهو زمن الليالي التي اخذت شكل قوس
لعمر يتبخر دون ان تكون هناك امرأة تحبها
واغنية تتماوج في ريح حنجرتك
وانت تغني ..
يأخذ قوس الجسر شكل اغنية مقوّسة
في قلبي كموقد شرقي مدفون
تحت انغام ربع التون السوداء..
6
الليل لايصلح للسفر ولا الكلام
الليل فراغ تركه الله ليستريح في خلوة السماء
الليل مجرد صوت في استراحة الأزمنة
بريد لم يصل .. خط مبهم في لوحة فنان عابث
يحب الزجاج والنوافذ والفراغ
ويتأمل النجم الخافت البعيد
وهو يدخن ليتخيل شكل الفراغ
في صورة ليل يرتعش من البرد
.في مدينة تحت الوصف
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟