أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - في انتظار غودو














المزيد.....

في انتظار غودو


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 19:37
المحور: المجتمع المدني
    


"في انتظار غودو"، هي مسرحية كتبها الكاتب الايرلندي صمويل بيكيت، وتدور أحداثها والصحيح حدثها حول رجلين يدعيان "فلاديمير" و"استراغون" ينتظران شخصا يدعى "غودو".
لقد أثارت هذه الشخصية، مع الحبكة الدرامية للمسرحية، الكثير من التحليل والجدل حول المعنى المبطن لأحداثها، وحازت على لقب أهم عمل مسرحي في القرن العشرين باللغة الإنكليزية، وترجمت إلى أكثر من خمسين لغة.
فصلان متناظران ومعادان، منهما تتكون المسرحية، والمشهدان يجريان في يومين متتاليين، ففي شارع ريفي، بالقرب من شجرة جرداء، يجلس مشرّدان، أحدهما فلاديمير (ديدي) والآخر إيستراغون (غوغو)، ينتظران شخصا يدعى (غودو)، إنهما لم يلتقيا به من قبل، ولو شاهداه فلن يعرفانه، ومع ذلك فهما يعتقدان أنه هو من رتب لهما هذا اللقاء وفي هذا المكان!.
في احدى اللقطات، يحاول "إيستراغون" نزع حذائه، يفشل ويعّلق: "ليس ثمة شيء يمكن عمله"، وحين يسمع صديقه "فلاديمير" تلك العبارة بالصدفة لايعزو دلالاتها لصعوبة خلع الحذاء، بل لمآزق أخرى تتعلق بالحياة، فيعيدها.
هذه العبارة: "ليس ثمة شيء يمكن عمله"، هي تعبير عن اليأس وعن الاتكالية وعن الجلوس بدون عمل وعن توقف التفكير، وهي مما يرددها نوابنا الان، فهم الحلقة الزائدة حقا في مجتمعنا، فقد يكون اللعب أو التسلية أو تلفيق القصص أو العمل البرلماني من أجل تمضية الوقت ليس الا، وقد تكون حكاية "غودو" أيضا حكاية ملفقة إختلقها الممثلان لاضفاء غاية على حياتهما العابثة، حيث العبرة ليس في مجىء "غودو" إنما في مواصلة الانتظار، وكذلك البرلمانيون الاشاوس اختلقوا حكاية "الاصلاح" وصدقوها، ومن عقمهم يريدوننا أن نصدقهم، لان لاشغل ولاعمل ولاخطط ولاتنمية ولامستقبل، وليس المطلوب منهم سوى اشغال الناس بالعنتريات مرة، وبالورديات مرات.
قيل أن ورقة للاصلاح طرحت حتى تكون خارطة طريق لحل الأزمة السياسية المستعصية، وانتشرت تصريحات متفائلة من بعض أطراف التحالف الوطني حول الرد الايجابي من قبل الكتل معها، وسرت اشاعة انها ـ أي الورقة ـ لاتساعد في تهدئة الأجواء والتمهيد لعقد المؤتمر الوطني فحسب، بل ستجعل الاهالي يتركون ابواب بيوتهم مشرعة قبل النوم، وستوصل الكهرباء والغاز والماء البارد والحار والخابط للبيوت، وانها ستجلب البنغال والفلبينيين زرافات زرافات كعمال خدمات وباعة جوالين لان العراقيين جميعا سيعيّنون، وانها ستمد شبكات للمرور السريع والسياحي والمترو الحلم.
ولكن تصريحات لاحقة لنواب من التيار الصدري ومن العراقية ومن التحالف الكردستاني، نفت وجود الورقة، فيما دعا نواب آخرون ـ تحديا ـ إلى الكشف عنها ان كانت موجودة حقا وإعلانها للرأي العام.
وأينك يا "بيكيت" لترى؟ فلدينا من العابثين من يكتب مسرحيات العبث المستهتر ويمثلها ويخرجها ويتفرج عليها، ولكن ناسنا (المفتحة باللبن) تعرف أن "غودو" يمكن أن يعود بينما الاصلاح لايأتي ولايتحقق الا بأيدي أهل الاصلاح والتغيير، وهم الديمقراطيون الحقيقيون.



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بُنى فوق .. بُنى تحت
- حكومة الشراكة الانقلابية
- اللاعب الثاني عشر
- مديرية الاستخبارات في السويد
- فقط حاسة الشمّ تشتغل عند الحكومة
- بغداد والشعراء والنوادي
- على رأي الحكومة: لسنا باكستان
- الاصلاح باطل
- ضد الاسلام والديمقراطية والدستور والقضاء
- .. ودمع لا يكفكف يادمشق
- ليلنا ورد وغول
- ملتقى قصيدة النثر في البصرة
- قبر الجواهري لا يقل إدانة عن المقابر الجماعية لنظام صدام
- علمني الحزب الشيوعي أن أقدم رغيفي الشعري ساخنا
- العراق والعرب في ساحة الادب
- .. وهذي الشهادةُ على أنّك -كاملُ-
- بعد ألفين !!
- التنقيط عند الفنان الراحل عزيز حسك البعقوبي.. كومونة البنفسج
- العلاقات العامة عند الجواهري
- آثمون.. من قصائد مهرجان المربد الخامس البصرة 9 11 أيار 200 ...


المزيد.....




- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...
- -رد إسرائيل يجب أن يتوافق مع سلوكيات المحكمة الجنائية الدولي ...
- مياه البحر تجرف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس ...
- مصرع عشرات المهاجرين بانقلاب قواربهم قبالة اليونان ومدغشقر
- الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه ...
- رايتس ووتش: تواطؤ أميركي بجريمة حرب إسرائيلية في لبنان
- الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي
- اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحت ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - في انتظار غودو