أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - لو وزعت الميزانية على العراقيين لاشتروا الكرة الارضية من الله














المزيد.....


لو وزعت الميزانية على العراقيين لاشتروا الكرة الارضية من الله


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 23:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقط العراق في شباك نفسه؛ ضحية نفسه، من خلال تعدد السلطات، ضمنيا، بما خلق دولا تحت لافتة الدولة الرئيسة، لكن اقوى منها.. تمزعت الدولة بقوة (المصارين العور) التي تفجرت في بطنها.
امانة بغداد ومحافظة بغداد ومجلس المحافظة، والدولة بسلطاتها: الرئاسة ومجلسي النواب والوزراء وهيئة القضاء، كلها قوى تتعارك داخل بغداد العاصمة، من دون ان تسميها عاصمة، دأبا على تهميش الطاغية المقبور صدام حسين للعراق برئاسته دولة من دون عاصمة ولا عمال.. اذ قلبهم موظفين و(احتار بلمها المد إيده).
ازداد هيكل الدولة تذبذبا، بعد 9 نيسان 2003، وهو يتلجلج في مهاوي الاخطاء، اذ ان أولي الامر الجدد اخذتهم العزة بالاثم وهيمنت عليهم رغية المال التي لم ترتوِ؛ وهم يضيفون الى تخبطات صدام اللادستورية، في ادارة الدولة، فسادا دستوريا يكافئ السراق ويعاقب المخلصين.
تعدد السلطات يجعل الدولة تنسخ نفسها فيضعف القرار تشظيا وتمسخ رفعة القرار وهيبة السلطة، فـ (السفينة اذا كثر ملاحوها تغرق).
تعددت السلطات في العراق، فرية، لا سند دستوري لها؛ ابتدعها المفسدون بغية شمول اكبر عدد من (جماعتهم) بالمناصب التي لا حاجة واقعية لها، انما هي منافذ لهم تيسر السطو على اموال الدولة.. انها محاصصة توفيقية، تعد جزءاً مهيضا من المحاصصة الادارية.
تعدد السلطات يغرق سفينة العراق، ارضاءً لتعدد القوى الفاعلة في البلد، وهو غرق يميت الفقراء، بينما الاقوياء تكتب لهم النجاة.. بالحق والباطل على حد سواء.
تراتبية السلطات، يبطئ التنمية.. واضعا عصا (التوفيقية الادارية) كنوع من محاصصة، في عجلة التنمية، المتوقفة حد التصدئ، على حساب متطلبات واقع الشعب العراقي، الخارج من نكبات التفرد الديكتاتوري بالسلطة، الى تشظي القرار حد التمويه، من خلال تشرذم ديمقراطي لقوى تتصارع داخل الكتلة الواحدة.
اذا ما انيط منصب ما - من حصة احدى الكتل - بعضو كردي داخل الكتلة، قال السنة والشيعة لماذا كردي من بيننا؟ واذا ما انيط بسني قال الكرد والشيعة ما قاله السنة بخصوص الكردي واذا شيعي فعل الكرد ما فعله الشيعة والسنة بهم، وهكذا يدور ناعور الخلافات داخل الكتلة يبدد مياه بئر العراق الفائضة، في الهباء.
بني الدستور على اسس غير مسؤولة، تغذي تراتبية مستويات الخلاف في العراق وتجعلها مركبة بشكل مضاعف.. خلافات طائفية عامة، واخرى بين الكتل النيابية، وخلافات بشأن توزيع العراق غنيمة تحت لافتة المحاصصة، التي لا احد يجد لها مبررا لكن الجميع يعمل بها كما لو كانت قدرا نستسلم له باتجاه الهلاك.
ومن متطلبات ارضاء الجميع وفق بدعة المحاصصة، هو تعدد السلطات، وبالتالي تعدد مصادر القرار، الذي ادى الى ان تصل ميزانية العراق الى مائة وسبعة مليارات، اي بواقع ثلاثة ملايين دولارلكل عراقي، والعراقيون معظمهم تحت خط الفقر.
طيب (أشلون؟) لو قسمنا (107 مليارات) على (30) مليونا؛ لاستحق كل مواطن ان يتسلم ثلاثة ملايين دولارٍ سنويا، لو اقتطعنا منها مليونين لاستطعنا ان نبني (الجبايش) بافضل من (نيويورك) ونعيد هدمها.. سنويا، مع ان مليون دولار يحصل عليها المواطن لمرة واحدة في العمر، كافية لان تغير حياته ومستقبل احفاده الى الابد؛ فكيف وهو يتقاضى ثلاثة ملايين دولار سنويا.
هذه الارقام الفلكية في الاقتصاد العراقي، تنعكس سلبا على المجتمع.. تفقره، وهي تتبدد؛ بسبب وجود سبع سلطات مقرة، في بغداد وحدها، في حين تدخل على صيرورة القرار كتل غير منظورة الوجود لكنها مشهودة الافعال والنتائج، التي تتضح على المواطنين دمارا، وليس رخاءً بالمعنى المفترض ان يتحقق لمواطني بلد يبلغ تعداده ثلاثين مليونا وميزانيته السنوية (107) مليون دولار، لو اختزلت الحكومة تعداد السلطات، مبقيةً على السلطات الضرورية، لمصلحة المواطن، ووزعت الميزانية على المواطنين باليد، لاستطاع العراقيون ان يشتروا الكرة الارضية من الله! بعقد موثق، شهوده الانبياء والملائكة.



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الاضحى في حياة العمل استكان شاي زائدا وحلم طفولة عبرته ا ...
- انصح واقبح واعظم امراة في العام
- نواب يربطون البنى التحتية بالارهاب
- السمفونية تطمئن المغتربين مفهوم شعبي للموسيقى النخبوية في ال ...
- الحروب والحصار والارهاب تغال الذائقة الغنائية في العراق
- من وحي سفر الخروج
- العراق دولة ضد شعبها
- الربيع العربي يوفر حكما ذاتيا لتنظيم القاعدة
- حسن وسوء استخدام الجزء الواحد من الجسد
- اليسو.. التأييد لا يعفينا من الهدر
- سبقت سوريا الجميع فتأخرت هذه الدورة
- براغماتية متعاشقة شعوب تطيح برؤسائها ورؤساء تطيح بشعوبها
- سآوي الى ركن شديد يعصمني
- تحييد الدين والقومية ينتشل الدستور من فشله ويحقق الرفاه الوط ...
- العراق.. حكومات متعاقبة ينصبها الاجنبي ضد مجتمعها
- آفة الرأي الهوى
- الطلقاء عائدون
- استقواء الايمان بانهيار الجسد المسيح الحي.. ما صلبوه ولكن شب ...
- خلايا تبحث عن ثغرة المالكي يعلن انتهاء المعركة ضد الارهاب
- اما التقوى او الدهاء علي يستشهد ساجدا فجر رمضان


المزيد.....




- -رمز الرومانسية-..هذه المدينة اليابانية المغطاة بالثلوج تعان ...
- كيف ترى الصحافة السعودية مستقبل العلاقات بين الرياض ودمشق؟
- روبيو: السلفادور توافق على استقبال المرحلين والمجرمين الأمري ...
- السفير الروسي: علاقاتنا مع مصر تتطور بثقة ونجاح وانضمامها إل ...
- أول ظهور علني لزوجة أحمد الشرع في السعودية (فيديو)
- تحليل لـCNN: هل الصين مستعدة لحرب تجارية ضد أمريكا بعد فرض ت ...
- المتمردون يعلنون وقف إطلاق النار في الكونغو الديمقراطية -لأس ...
- الولايات المتحدة تطالب بانتخابات في أوكرانيا
- من سيحصل على القارة القطبية الجنوبية
- سحب القوات الأمريكية من سورية يطلق أيدي تركيا وإسرائيل


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - لو وزعت الميزانية على العراقيين لاشتروا الكرة الارضية من الله