طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 20:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
2- الحروب الدينية في ألمانيا – حرب الثلاثين عاما" - (1618-1648)
أصدر الأمبراطور الهبسبورجي الألماني رودولف الثاني عام 1609, ما يسمى بالرسالة السامية, وكانت تسمح هذه الرسالة للبروتستانت التشيكيين بتشييد المعابد و بنشر دعوة مارتن لوثر للبروتستانية بكل حرية.
- أثارت هذه الرسالة غضب الكاثوليك الذين كانوا يمسكون بزمام الأمور السياسية في الإمبراطورية الجرمانية.
- أمر مطران براغ الكاثوليكي في مارس 1618 بتدمير معبد بروتستانتي كان قد شُيد قبل سنة بموجب قانون الرسالة السامية.
- انتفض على الحادث بروتستانت بوهيميا كلها وعقدوا اجتماعات برلمانية , حضر فيها ممثلي السلطة الكاثوليكية في مايو 1618 .
- تقرر في الأجتماع رمي مندوبي الإمبراطور الكاثوليكي من نوافذ الأطباق العليا, مما تسبب بوفاتهما. - تخلى الإمبراطور عن رسالة التسامح التي كان قد أصدرها من قبل.
- انقسم رعايا الإمبراطورية بين مناقض لرسالة التسامح و مؤيد لها.
- تابع البروتستانت تنظيم طاقاتهم في ألمانيا فبادروا إلى تنظيم دستور جديد لمملكة بوهيميا عام 1619 , كما انتخبوا لأنفسهم ملكا" جديدا" لهم بروتستانتيا"و وهو الأمير فريدريك الخامس.
- في نفس الأثناء, تم تنصيب فرديناند الثاني, الكاثوليكي, أمبراطورا" لجرمانيا كلها والتي من ضمنها مملكة بوهيميا.
- عمد فرديناند إلى استعادة مملكته من الملك البروتستانتي , فاستعان لهذا الغرض بالعصبة الكاثوليكية الذين كانوا يحكمون في أسبانيا.
- استعان البروتستانت بالعصبة الإنجيلية (البروتستانتية) التي كانت تضم هولندا والدانمارك وبريطانيا.
- في الثامن من نوفمبر عام 1620 انتصر الإمبراطور فرديناند الثاني يحالفه الجيش الأسباني الكاثوليكي على بروتستانت بوهيميا في معركة الجبل الأبيض, و تمت مصادرة أملاك ملكهم فردريك الخامس.
- بادر الملك كريستيان الخامس الدانمركي البروتستانتي ,عام 1625, إلى مناصرة البروتستانت الألمان فاحتلت جيوش الدانمرك المنطقة الشمالية من الإمبراطورية الجرمانية حيث كان يكثر السكان البروتستانت.
- عام 1630 و بتشجيع من فرنسا وروسيا, دخل ملك السويد غوستافادولف إلى الأراضي الألمانية لدعم البروتستانت .
- شمل جيش السويد 30 ألف جندي مشاة و 6 آلاف خيال و 100 مدفع., ازدادت القوات حتى بلغت في نهاية الحرب عام 1647 ما يقرب من 170 ألف جندي معظمهم من البروتستانت الألمان والسويسريين.
- في 24 أكتوبر عام 1648 تم توقيع اتفاق وستفاليا للسلام, ومن ضمن بنوده الاعتراف بحرية الاعتقاد والعبادة للبروتستانت .
- نتيجة لإحراق المدن و القرى وقتل المدنيين, أدت الحرب لمقتل حوالي 40 % من سكان الريف وحوالي 30 % من سكان المدن.
حسب موسوعة الحروب يقدر عدد القتلى من 3 إلى 8 مليون .
جاء في موسوعة قصة الحضارة :
"هبطت حرب الثلاثين بسكان ألمانيا من 20.000.000 إلى 13.500.000. وبعد عام أفاقت التربة التي روتها دماء البشر، ولكنها ظلت تنتظر مجيء الرجال. وكان هناك وفرة في النساء وندرة في الرجال. وعالج الأمراء الظافرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في العهد القديم. ففي مؤتمر فرانكونيا المنعقد في فبراير 1650 بمدينة نورمبرج اتخذوا القرار الآتي:- "لا يقبل في الأديار الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيراً جدياً، وينبه مراراً من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة".[3]
3- إخضاع إنجلترا لأيرلندا .
- عمد الملك الإنجليزي هنري الثامن إلى محاولة إخضاع أيرلندا دينياً بفرض المذهب البروتستانتي اعتبارا" من 1536 إلا أن سكان الجزيرة رفضوا وبقوا متمسكين بالمذهب الكاثوليكي.
- حاول ملوك إنجلترا محاربة الكاثوليكية من خلال تنظيم عمليات استيطان إنجليزية –بروتستانتية في قلب الجزيرة وفي سنة 1559 أُنشئت أول مستوطنة إنجليزية على الجزيرة.
- استغاث الايرلنديون بالأسبان ( الكاثوليك ) , فذهب الأسطول الأسباني لمساعدة الأيرلنديين في الصراع المذهبي مع إنجلترا, هاجم الأيرلنديون سكان المستوطنة وقتلوا البعض وهجروا الآخرين.
- جهز البريطانيون جيشا" وانتصر على الأيرلنديين والأسبان في معركة كينسال سنة 1601
- أسست السلطات الإنجليزية العديد من المزارع الإنجليزية على الجزيرة اعتبارا" من سنة 1607 وقامت بتوطين رعاياها البروتستانت في هذه المزارع التي صادرتها من الإيرلنديين الكاثوليك.
- بلغ عهد المستوطنين بعد 20 عاما" مائة ألف نسمة تم زرعهم داخل الجسم الأيرلندي.
- في 1641 هاجم الأيرلنديون المستوطنين الإنجليز وقتلوا عدا" كبيرا" منهم, ثم أعلنوا إنشاء فيدرالية كاثوليكية مستقلة.
- سنة 1690 وبعد حرب طويلة بين الإيرلنديين ( الذين استعانوا بالاسكوتلندييين) هاجم الجيش الإنجليزي القوات الايرلندية في لابوين وانتصر عليهم في 12 يوليو 1690.
- صادرت إنجلترا بعد ذلك المزيد من الأراضي لصالح مستوطنين إنجليز جدد.
- حدثت مجاعة في الجزيرة شتاء 1739-1740 خلفت 400 ألف ضحية من الأيرلنديين.
- أسس أحد المحاميين جمعية الإيرلنديين المتحدة القائلة بوحدة البروتستانت والكاثوليك على أرض الجزيرة وبالاستقلال التام عن بريطانيا عام 1791, وقد انبثق الجيش الجمهوري الأيرلندي من هذه الجمعية
- حدثت مجاعة أخرى في الجزيرة شتاء 1845- 1846 ذهب ضحيتها 700 ألف شخص . كما هاجر بسببها إلى أميركا 800 ألف شخص آخر.
4- حرب البوسنة
الحرب الأولى 1941- 1945
في الفترة من 1941 إلى 1945 وتحت مظلة الاحتلال الألماني النازي ليوغسلافيا أباد الكروات الكاثوليك 400 ألف صربي أرثوذكسي إضافة إلى 35 ألف يهودي و 25 ألف غجري, كلهم من أهل البلاد ومن سكانها الشرعيين.
تفصيل الأحداث :
بعد أن انتصرت جيوش هتلر على جيش المملكة اليوغوسلافية في أبريل 1941 , أنشأت السلطات الألمانية دولة كرواتيا المستقلة على كامل الأراضي السلافونية والكرواتية والبوسنية وقسم من إقليم فويفودين .
وأسندت قيادة هذه الدولة للفاشي الكرواتي "انتي بافيليتش".الذي كان زعيما" لميلشيا "الأوستاشي".
كانت الدولة تضم 3 مليون كرواتي وأقل من 2 مليون صربي و 700 ألف مسلم و 400 ألف من الأقليات المتفرقة.
تصور الجيش الوطني الكرواتي الكاثوليكي (على أساس نظرية أنتي ستارفيتش رئيس الدولة ) هو "أن الصرب الأرثوذكس دخلاء على الأمة , وأن المسلمين هم أقدم نبالة كرواتية أسلم أصحابها في القرن السادس عشر".
وضعت الحكومة الجديدة الصرب أمام خيارات ثلاثة : إما اعتناق المذهب الكاثوليكي , وأما الهجرة الطوعية أو التهجير , وأما الإبادة الجسدية , بحسب تصريح وزير الخارجية الكرواتي ميلوفان زانتيش في مايو 1941.
وحسب الوثائق المحفوظة في أرشف مدينة بانيالوكا ( البوسنية حاليا" ( والوقائع التي أوردتها , مطلع التسعينات المؤرخة الكرواتية فيكريتا جيليتش :
في 27 و 28 أبريل 1941 قُتل 148 مزارعا" صربيا" رميا" بالرصاص في قرية غودوفاك , وفي قرية بلاغاج قُتل 250 صربيا" رميا" بالرصاص أيضا".
في 11 و12 مايو قُتل 300 صربيا" في مدينة غلينيا رميا" بالرصاص.
أما في 2 يونية 1941 فقد بدأت الجازر في قلب مدينة البوسنة, ففي قرية ليوبيني قُتل 140 مزارعا" صربيا" . وفي 5 يونية ذُبح 180 مزارعا" صربيا" في قرية كوريتا. ثم في 23 يونية قتل 240 رجلا" وامرأة وطفلا" صربيا" في قرى متفرقة.
وفي 25 يونية , في منطقة ستولاك , ذُبح 260 صربيا".
في 30 يونية , في قرية ليوبوسكو, قُتل 90 صربيا" رميا" بالرصاص.
بعدها بدات عمليات خطف لمزارعين صرب من القرى المتاخمة للشاطئ الأدرياتيكي , فكانوا يُقتادون إلى قرية كنين حيث كانوا يُذبحون توفيرا" للرصاص.
في يوليو 1941 بلغت المجازر أوجها , وأصبحت تطال في كل دفعة , آلاف الضحايا.
أنشأت الميليشيات الأوستاشية , اعتبارا" من صيف 1941, مخيمات ترانزيت للمساجين الصرب سرعان ما تحولت إلى معسكرات إبادة في جازينوفاك وجادوفنو وستاراغراديسكا وجاستريباكو.
وقد قدرت لجنة كرواتية محايدة , مطلع التسعينات أن بين 500 ألف و 600 ألف شخص ( معظمهم من الصرب ) قد قُتلوا ذبحا" في مخيم جازينزفاك.
وفي 1942 , خلال عملية مشتركة للجيشين الكرواتي والألماني , تم تطويق منطقة كوزارا في البوسنة, وقتل عشرات الآلاف من الصرب, رجالا" ونساء" وأطفالا" .
كما تم قتل ثلاثة مطارين أرثوذكس وتم إعدام ما يقرب من 300 كاهن أرثوذكس وطرد عدد كبير من الذين بقوا أحياء".
وتذكر التقارير أن 175 كنيسة أرثوذكسية أُحرقت أو دُمرت في منطقة كارلوفاك وحدها . وفي أبرشية باكراك دُمرت 53 كنيسة , وفي أبرشية والماتيا دُمرت 18 كنيسة . وهكذا دواليك. حتى بلغت الحصيلة النهائية للكنائس الصربية المدمرة , بعد 5 سنوات من الحكم مايقرب من 400 كنيسة ودير أرثوذكسي .
حولت الميلشيات هذه الكنائس إلى مستودعات, وبعضها إلى مسالخ لذبح الأبقار وبعضها إلى مراحيض عامة. كما أن الكثير من المدافن الصربية دُمر وفُلحت أراضيه في بانالوكا وكاينيتشي وبركو وتراف### وموستار وبوروفو وتنجا وغيرها من البلدان والمدن ذات الأغلبية السكانية الصربية الأرثوذكسية.
وقد ترافقت المجازر الكرواتية التي حصلت بين 1941 و 1945 , مع عمليات فرض اعتناق المذهب الكاثوليكي على الصرب بالقوة , وكان بطلها رهبان الفرانسيسكان الكروات الذين رافقوا العسكر خلال تنقلاته , مباركين الأعمال الوحشية للجنود ومساندين لهم في إجبار السجناء الصرب على تغيير المذهب وكان الموت البديل الوحيد المطروح أمامهم.
وإذا كان الصرب يرفضون اعتناق الكاثوليكية راحت تحصل أشرس المجازر , كما حصل في منطقة بانيالوكا في فبراير 1942 , فيما أُجبر 240 ألف صربي على اعتناق الكاثوليكية خلال العامين 1941 و 1942 , حسب المؤرخة جيليتش.
حرب البوسنة الثانية 1991 - 1995
– في 25 يونية 1991 تم الإعلان عن استقلال كرواتيا وسلوفينيا بضغط من ألمانيا خاصة والمجموعة الأوربية عامة.
– ابتداء من 27 يونية وحتى 3 يوليو 1991 حصل تدخل للجيش اليوغسلافي (حيث الأكثرية صربية) في سلوفينيا فتم احتلالها وتسليمها إلى بعض الميلشيات الصربية المحلية. ( ذهب الجيش الفيدرالي وترك السلاح في يد الميلشيات الصربية ) .
- في الأول من أكتوبر 1991 شنت بعض وحدات الجيش الفيدرالي هجوما" على شرق كرواتيا وعلى منطقة دوبرف###.
– في 18 نوفمبر 1991 تمكن الصرب من إسقاط مدينة فوكوفار التي كانت تشكل رمزا" للمقاومة الكرواتية فسقطت معها سلافونيا الشرقية والطرف الشرقي من كرواتيا بين أيدي الصرب بعد ثلاثة أشهر من الحصار و المعارك الضارية.
– في 4 فبراير 1992 بدأت أول المواجهات في البوسنة –الهرسك في منطقة موستار حيث الغالبية السكانية من الكروات والمسلمين.
– في 21 فبراير 1992 قررت الأمم المتحدة إرسال 14 ألف جندي من جنسيات مختلفة.
– في 29 فبراير 1992 أعلن النواب المسلمين والكروات في جمهورية البوسنة والهرسك تأييدهم لاستقلال البوسنة.
– بدأ الجيش الفيدرالي (التابع للصرب) عملياته الحربية ضد الكروات والمسلمين على حد سواء. فكان حصاره لمدينة سراييفو في 5 أبريل 1992 والذي بقى قائما" حتى نهاية الحرب عام 1995.
–في 6 أبريل 1992 اعترفت مجموعة الدول الأوربية بجمهورية البوسنة المستقلة كما اتفق الكروات والمسلمين. أما صرب البوسنة فقد أعلنوا إنشاء جمهورية صرب البوسنة.
–في 13 أغسطس 1992 دانت الأمم المتحدة, التطهير الأثني الذي يمارسه الصرب الأرثوذكس ضد المسلمين والتواء (حسب تعبير كتاب معجم الحروب- د.فريدريك ) الميليشيات الكرواتية.
– في 26 و27 أغسطس أدان مؤتمر لندن الاعتداء الصربي على دولة البوسنة .
– في 25 مارس 1993 وقع المسلمون والكروات على خطة فانس اوين للسلام والتي تقضي بتقسيم البوسنة على أساس أثني. أما الطرف الصربي الذي كان يحتل 70% من الأراضي في البوسنة فرفض الخطة لأنها ستجعله ينسحب من حوالي 20% من الأراضي التي يحتلها.
– في 17 نوفمبر 1أ93 يعلن وسيط الأمم المتحدة تورقالد ستولتنبرج أن حرب البوسنة قد أوقعت 200 ألف قتيل في 19 شهرا".
– في العام 1994 و 1995 زاد تدخل قوات حلف الأطلسي ضد الصرب ودائما" كان الرد الصربي قذف المدنيين من أهل البوسنة وزيادة المذابح والاغتصاب للمدنيين .
وكمثال في 25 مايو وبعد ضربات جوية قامت بها قوات الحلف الأطلسي قرب معقل الصرب في بالي, قصفت القوات الصربية مدينة توزلا فتوقع 76 قتيلا".
وبين 11 و 25 يونية 1995 سيطرت قوات صرب البوسنة على جيب سريبرينتسا المسلم ( الواقع تحت الحماية الدولية ) وفتكت به وبأهله فتكا" وحشيا".
–استمر الحصار واستمرت المجازر الجماعية والاغتصاب والقتل للمسلمين ولبعض الكروات الكاثوليك حتى تم توقيع اتفاق دايتون للسلام في الأول من نوفمبر عام 1995, الذي أوقف الحرب.
حسب موسوعة الحروب فإن قتلى حرب البوسنة من 1992- 1995 حوالي 278 ألف قتيل.
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟