|
قناة الشرطة الفضائية لمكافحة الدعارة؟
دينا توفيق
الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 17:39
المحور:
كتابات ساخرة
أعلن اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية فى بداية الشهر الماضى عن استعداد الوزارة لإطلاق قناة فضائية خاصة بجهاز الشرطة على المدى القريب لتحقيق التواصل الاجتماعى مع الشعب.وكشف وزير الداخلية فى تصريحات صحفية عن أهداف القناة وهى، عرض جهود الداخلية وإنجازاتها ، التواصل مع المواطنين، المساهمة فى مجال تنفيذ الأحكام، إلقاء القبض على الهاربين، مساعدة أجهزة النجدة فى عملها. كما أشار إلى أن المواد التي سيتم عرضها علي القناة ستكون مرتبطة بمواد عن شرطة النجدة، وكيفية التواصل معها في كل المحافظات، والجهات الشرطية التي يمكن التعامل معها في حالة حدوث أي طوارئ، وكيفية التصرف عند نشوب حريق في منزل أو مصنع، وكذلك الخدمات الإرشادية عن التعامل مع القطاعات الجماهيرية، ومشددا على أن الهدف من إطلاق القناة ليس «تجاريا»، إنما تقديم خدمات حقيقية للمواطن المصري، تتمثل في التوعية حول كل القضايا وحقوقه عن التعامل مع القطاعات الخدمية والجماهيرية.على أن القناة المنتظرة لن تخصص فقط، لعرض جهود الداخلية وانجازاتها، وإنما للتواصل الجاد والحقيقي مع المواطنين، فضلا عن تثقيف المواطنين، على أن تقدم القناة رسالة قانونية واجتماعية، وعليه سيتم الاستعانة ببعض الخبراء والمتخصصين، لتظهر بالشكل المناسب الذي نرضى عنه .؟ ويعلق القارئ معز النصر من دفعة 33 أمناء شرطة تحت الخبر المنشور على موقع جريدة المصرى اليوم قائلا "منذ أكثر من عام والائتلاف العام لافراد الشرطة يطالب بإنشاء قناة فضائيه للشرطة لعرض الجهود الامنيه والقضاء علي الاعلام الفاسد المضلل .الظاهر ان مطالبنا بتحقق بعد مرور أعوام .. ونفسنا طويل ولن يهدأ لنا بال إلا وتحقيق مطالبنا كامله"
ليست المشكلة ان ماصرح به وزير الداخلية هو إهدار علنى للمال العام فى إنشاء قناة لامثيل لها فى العالم الحر أو الثالث عشر فقط ولكن فى إنتظرى قرابة الشهرين أن أجد أحدا من كبار أو صغار السادة النخبوين المتفوهين أو القوم المثرثرين فى جميع وسائل الإعلام بل الأحزاب التى ليس لها أول من أخر أوأى إئتلاف من إئتلافات الشباب الثوريين والإشتراكيين والفلوليين وحركات وجماعات الضغط 6 إبريل ..أو أول شوال ..أوالعشرة الأواخر من رمضان أن يعلق أو يحلل أو ينقد أو يتصدى أو يشير و بيرسل تغريدة من تويتر لجدوى قناة السيد الوزير الشرطية المتخصصة التى هى بدعة غير مسبوقة فى تاريخ عصرنا الحديث فى جميع الدول التى تعيش على كوكب الأرض ولكن لا حياة لمن تنادى فكل بدعة حلال مادامت جاءت من سيادة اللواء و كل حلال يدفع فاتورته بالملايين فقراء المصريين ؟ فقادة المجتمع لم يضعف عقلهم فقط ولكنهم فقدوه تماما إلى هذا الحد من سيولة العبث فأصبح جزر منعزلة و جماعات مهنية يسود فيها الأقوى و الأبطش والأكثر قدرة على نيل مزايا ومنافع لجماعته و قبيلته فى ظل عدم وجود نظام سلطوى مركزى وقانونى قوى يجمع هذه الأضداد تحت نسق هرمونى واحد فيمنع تآكل الدولة و يحدد طبيعة وأهداف وإختصاصات الأجهزة والمؤسسات فيه طبقا لم عرفته النماذج الأكثر تطورا ديمقراطيا و دستوريا فى العالم والأعراف القانونية المستقرة فيه بدلا من أفكار مشوشة تدور فى ذهن مغيب عن العالم لمجوعات من أصحاب المطالب الفئوية على نمط الدعوة التى أطلقه ماسمى إئتلاف ضباط الشرطة و أعلن من نادى الشرطة انه يطالب أن يصبح جهاز الشرطة مستقل عن الدولة والرئاسة الجمهورية تطبيقا لمبدأ الدستورى الفصل بين السلطات ؟ ولو كان الوضع العام للعقل فى مصر بهذا القدر من الإلتباس وقلة العقل فعلى رأى الله يرحمه نجيب الريحانى "لو عايز تسرق قوللى؟" فأنى أهيب بالسيد وزير الشرطة بالتفضل بضمنى لفريق الخبراء الإعلاميين والمنافقين لإنشاء باقة من القنوات فضائية للشرطة مثل قناة خدمية للمروروالمرافق والسجل المدنى والمطافئ..وضم قناة المباحث بأنواعها العامة والأموال العامة و مكافحة التهرب الضريبى و المخدارات و تنفيذ الأحكام فى قناة واحدة لترشيد الانفاق الحكومى على الإعلام الشرطى؟.. وقناة شرطة المسطحات المائية و شرطة السياحة و الآثار ولاننسى قناة أكاديمية الشرطة لنقل بث مباشر لما يدور فى كواليس كشف الهيئة للطلبة الجدد وكيفية إختيار إعدادا جندى الأمن المركزى و العمليات الخاصة ؟وقناة أخيرة لجهاز الخدمة الوطنية مباحث أمن الدولة سابقا بإسم "كلنا خالد سعيد" من المستبعد إنشائها لمقاومة ومكافحة فنون قتل تعذيب و إهانة و سحل المواطنين والإكراميات والرشاوى فى السجون و أقسام الشرطة ومقاومة الفساد فى قطاع وزارة الداخلية ومتابعة الضباط المتقاعدين و مكافحة دورهم كقتلة مأجورين ؟وأن يكون الخبر الإفتتاحى لهذه القناة حسب مابثته وكالة رويتر للأنباء أن وزارة الداخلية بباكستان شنت حملة لتخسيس رجال الشرطة بعد ان نجح الربع فقط من بين 19 ألف فرد في اقليم البنجاب في اختبار للياقة و تلقوا خطابات تحذير تطلب منهم التخلص من الكرش ليصل محيط الوسط الى 96 سنتيمترا فى غصون شهر وإلا سيفصلون من الخدمة و حيث ينظر الى رجال الشرطة في باكستان على انهم فاسدون غير أكفاء _لا ينظر لهم على أن البعض منهم قتلة _والان أضيف الى هذا مشكلة زيادة الوزن.وعرضت قنوات التلفزيون المحلية الباكستانية _المغرضة _لقطات لرجال شرطة يعانون من زيادة في الوزن وهم جالسون في استرخاء او يتحدثون على الهاتف او يقفون معا وقد تلاقت كروشهم وضاقت عليهم ملابسهم.وقال رجل شرطة في مقر القيادة في لاهور ان هذه التغطية التلفزيونية المكثفة دفعت حبيب الرحمن المفتش العام للشرطة في البنجاب الى التحرك لجعل رجاله في قمة لياقتهم حتى يستطيعون مكافحة الجريمة. ولا مانع فى هذا السياق من الإستعانة بخبرات السيد صفوت الشريف كرئيس لقناة مكافحة الدعارة بعد خلو طرفه من مذبحة البعير و الجمال! على ان تبقى باقى القناة التليفزيونية و الحكومية و الخاصة خط تواصل غير مباشر ثانى مع الجماهير لإبراز إبداع الإعلام الشرطى فى تضميد ونسيان جراح مقتل حوالى آلفين شخص و فقد مثلهم علاوة على سحل وسجن وتكسيح و عمى وتكسير عظام ألاف من ثوار25 يناير وقبل بدء قناة "عفى الله عما سلف "والشرطة فى خدمة الشعب بكوكب التلافزيون وبميزانية قد تصل إلى 500 مليون جنيه سنويا لاتشمل بالطبع الفكة مماخصصه اللواء جمال الدين من 75 تأشيرة حج خاصة بالوزارة كإحسان لأسر الشهداء فى إطار فكرة التصالح الودى الإجبارى على الدم ؟ ففى أوبرا جوزيف جوبلز "كلا ينادى على ليلاه "آلوه ياستلايت آلوه بدلا من آلوه يانجدة آلوه ! خالد طاهر جلالة [email protected]
#دينا_توفيق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحمد عدلى المدون الإبريلى صاحب المدونة المليونية؟
-
باتمان المدون المجهول المهدد بالإغراق فى حمض الكبرتيك !!
-
زياد العليمى :ليس لى علاقة بساويرس.. والإخوان ينفذون سياسة ج
...
-
-أطبخى ياجارية .. كلف ياشعب.. وأغرف ياسيدى-..!؟
-
تذكروا .. بضمير .. شهيد فى الزبالة وثورة مسالة بالدموع
-
-جوبلز- قناة الفراعين .. إعلام أسود ضد الثورة والإنسان
-
لم يعد هناك مسكوت عنه الآن لن نصمت. ف«باتمان» يتكلم!
-
فى مصداقية منصب النائب العام واستقلاله
-
الروائى بهاء طاهر : العسكر والإخوان تحالفوا على الثورة
-
فريد الديب افوكاتو الشيطان والتطور الطبيعى لأزهى عصور الفساد
-
أيها السادة يرحمكم الله .. أفرجوا عن مصر !
-
نعم للبرادعى ..والدرع الحامى!
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|