جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 11:45
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
السعى من العبارات التي تستعمل في القرآن بكثرة بمعنى (البحث) او (بذل الجهود) و السعي على الاقل هو (المحاولة و التعب) لاجل الفوز بالجنة (ليس للانسان الا ما سعى) يستخدم ايضا في المدارس اليوم للتعبير عن جهود الطلاب لاجل النجاح في الامتحانات و دخل الى اكثر اللغات الشرقية بسبب كونه لغة المدارس و الدين و تحول الى كلمة اساسية تشير الى المذاكرة و المطالعة.
و لكن السعي هو الاستعجال و الركض يقال عن الانسان و الحية و الضوء او السفر لغرض معين. رغم ان كلمة (السعي) تفهم كمحاولة و بذل جهود كما نفهمها في القرآن و اليوم و لكن لربما كانت تشير اساسا الى مرحلة الركض او بالاحرى السباق (بالقرب من الكعبة) او تعني بصورة عامة مكان للعبادة كما يقول N. Calder قارن (السعي بين الصفا و المروة كركن من اركان الحج و العمرة) و كرمز لبحث هجر عن الماء لاعطائه لابنها اسماعيل تماما مثل كلمة الجبين التي يعتقد Calder بانها كانت تعني هضبة سابقا لان استعمالها في القرآن بمعنى الجزء الامامي للوجه فوق العيون (يشبه الهضبة) تجعلها استعارة عبر الارامية قارن السريانية (جبينا).
هناك ايضا معاني سلبية للسعي ايضا مثل: سعى بالارض فسادا او سعى في خراب الشيء و السعاية هي الغش و النميمة و (ساعى) قد يتحول الى الزنا و العهر (ساعاها). و لكن السعي تحول ايضا الى فلسفة:
اولا فلسفة المساواة بين البشرلان الحدود تسقط و الانسان يظهر على حقيقته العارية. ليس هناك فرق بين البشر الا بالسعي
ثانيا فلسفة الحركة الابدية لان الحركة هي اساس الكون و الحياة
والسؤال هو ما هو السعي اصلا لان التفاسير الدينية غير مقنعة لا تزودنا باصل الكلمة و معناها؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟