|
فلسطين حماس وفلسطين فتح وفلسطين السلطة !
نافزعلوان
الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 11:45
المحور:
القضية الفلسطينية
بسم الله الرحمن الرحيم
فلسطين حماس وفلسطين فتح وفلسطين السلطة !
نعم هناك فلسطين من منطلق ومفهوم حركة فتح وهناك فلسطين خاصة بمفهوم وفكر حركة حماس وهناك فلسطين خاصة بالسلطة الوطنية الفلسطينية.
فلسطين من منطلق ومفهوم حركة فتح هي من الممكن قبولها علي أراضي السبعة وستين تكبر عن ذلك في المساحة أو تقل قليلاً ليس هذا هو المهم من وجهة نظر جميع المتفقين من حركة فتح، ونقول المتفقين من حركة فتح لأن المنشقين أو المفصولين عنها لهم فلسطين رابعة لم نجد لهم مساحة في هذا المقال، المهم، ليس مهماً حجم الأرض ولكن المهم هو حرية العمل الوطني بكل أنواعه، مقاومة، مقاطعة بضائع، جعل منزل في القدس القديمة أو حائط في الخليل قضية وطنية يستمات في سبيلها ومن أجلها. هذا المنطلق يحمل في طياته البعد الوطني الفلسطيني خارج حدود السبعة وستين وتصل أبعاده الحقيقية بالمطالبة بجميع الأراضي الفلسطينية وهو الأمر الذي تسره حركة فتح ولكن لا تجروء أن تعلنه أو تفصح عنه، لأسباب تنظيمية ومذكورة في ميثاق إنطلاق حركة فتح ولكن نستطيع أن نقول أن في ميثاق إنطلاق حركة فتح المطالبة بإسترجاع جميع الأراضي الفلسطينية راجع ميثاق إنطلاق حركة فتح وأغاني حركة فتح الوطنية والتي في إحداها تقول … من رفح للناقورة بلادنا.
فلسطين حركة حماس هي فلسطين من الممكن قبولها علي مناطق السبعة وستين كاملة غير منقوصة مع إضافة معضلة بسيطة وهي أن تكون عاصمتها القدس كاملة بشقيها تحت سيطرة فلسطينية كما كان الحال عليه ما قبل عام الف وتسعماءة وسبعة وستين. والحركات الدينية كما هي حركة حماس تتمسك وتتشبث بهذا الأمر علي أساس أن الحفاظ علي المقدسات يأتي في مقدمة الأولويات وبمعني أكثر دقة لو قامت إسرائيل بالتخلي عن مدينة القدس بأكملها لقبل بها فكر حركة حماس وأقام في تلك المدينة فقط دولة فلسطين. هنا يتضح مدي الغموض للبعد الحركي الإسلامي لأي حركة إسلامية، فكما كان ولا يزال فكر تنظيم القاعدة كحركة إسلامية هو تطهير الأراضي السعودية أولاً من دنس الغرب ثم بقية العالم الإسلامي، كذلك بالنسبة لحركة حماس تحرير القدس هو من أول مبادئ ميثاق الحركة وبعد ذلك تأتي بقية الأراضي الفلسطينية في درجات متفاوته ويكون ذلك حسب الخطة الإسلامية و الحراك الإسلامي من الداخل وتجنب المواجهات العلنية. والدليل علي ذلك هو تنامي الحراك الإسلامي المتشدد ليس فقط في مناطق الضفة الغربية فقط بل هناك حراك إسلامي متشدد في قلب إسرائيل وفي المدن العربية في الداخل الفلسطيني، هناك تيار إسلامي يتحرك وبقوة دون أن يلفت الأنظار إليه وهو في الظاهر يبدوا وكأنه منخرطاً ومنسجماً مع الوجود الإسرائيلي ولكن العمل السري بالطبع يسعي إلي قلب هذا الواقع تماماً كما حدث في قطاع غزة.
أما فلسطين السلطة الوطنية فهي فلسطين علي أي مساحة أرضية تحضي بالإعتراف الدولي والشرعية الدولية تنحصر المعارضة في هذه السلطة وتنعدم أحياناً حتي في حقها الشرعي في الدفاع عن ذاتها ولو مؤقتاً وحتي ساعة الحصول علي التأييد الدولي وإعلان دولة فلسطين وبدون حتي أن تكون القدس عاصمة لهذه الدولة. المهم هو دولة فلسطينية. وحسب إستراتيجية السلطة يمكن أن نتفاوض علي أي شيئ دولة لدولة ونداً لند وإستخدام كامب ديفيد السادات كقاعدة لهذه الإستراتيجية وإستخدام سياسة النفس الطويل الذي إستخدمته مصر مع إسرائيل في التفاوض حول سيناء حتي إستعادتها كاملة كما حدث. إلا أن الفرق هو أن سلطة رام الله ليس لديها جيش يقلق إسرائيل وجوده علي حدودها ليل نهار، لديهم بعض عناصرمن الشرطة ولكن لا يوجد هناك جيش يهدد أمن إسرائيل ووجودها. فلسطين السلطة الوطنية هي فلسطين ورقية وثائقية إن أتت تلك الأوراق والوثائق بأراض فلسطينية كان بها وإن لم تنجح تلك الوثائق والأوراق في تحقيق كذلك فتحت لواء الدولة المستقلة والعضوية في الأمم المتحدة يبقي النضال المكتبي ونضال أوراق العمل للسلطة الوطنية شعاراً ونشاط تمارسه صباحاً ومساءً حتي يبعث الله بحل من عنده أو حتي أن تقوم القيامة.
نماذج ثلاث لفلسطين لا يلتقي أي منهم لا في الفكر ولا في الإستراتيجية. فلسطين حركة حماس تخشي من الإعتراف بشرعية فكر وإستراتيجية حركة فتح في عدم إسقاط حق إسترجاع الأراضي الفلسطينية من حدود رفح وحتي منطقة الناقورة في شمال فلسطين وذلك علي أساس أن هذا الإعتراف ينزع الجهاد في سبيل تلك الأرض ويعلق شرفه علي أكتاف حركة فتح وهو أمر يخالف أبسط مبادئ الحراك الإسلامي والذي في طياته يأتي الجهاد كأحد أبوابه الأساسية حتي وإن كان هذا الجهاد يعلن أحياناً ويختفي عند الضرورة. أما الفكر الحركي لحركة فتح فهو يشعر بخيانة الجميع له ويعتقد أن تاريخ حركة فتح الحركي يعطي لحركة فتح مطلق الحرية ويقترب من الديكتاتورية في تقرير مصير الشعب الفلسطيني أضف إلي ذلك إنقلاب السلطة الفلسطينية علي حركة فتح علي الرغم من وجود رئيس حركة فتح علي قمة هرم السلطة الفلسطينية إلا أن حركة فتح تعتبر أن الخيانة أتتها من قمة الهرم. السلطة الفلسطينية هي ساق الطاولة الثالثة والتي بوجودها أو عدمه لن تستطيع الطاولة الفلسطينية أن تقف علي ساقين فقط والساق الثالثة لن تعطي تلك الطاولة سوي وقوف مؤقت لن يلبث إلا وأن يأتي بعده سقوط مدوي.
والغريب أن العامل الشعبي في أنواع فلسطين الثلاث ليس فقط غير موجود بل هو محارب أيضاً وعلي الرغم من الوجود الجماهيري لبعض مشاهد إبراز القوة والحضوة الشعبية لحركة فتح وحركة حماس والسلطة الفلسطينية إلا أن تلك المشاهد ماهي إلا جمهرة مفبركة مصطنعة لا حشد شعبي حقيقي من ورائها وهنا تقع الكارثة وهي كارثة أن أي من أضلاع هذا المثلث التي تتنافس للحصول علي التأييد المطلق للشعب الفلسطيني نسوا أو تناسوا أن من أجل أن يكون هناك قاعدة عريضة شعبية لأي منهم يجب أن يتحول المثلث إلي مربع إسمه مربع الشعب منه تنطلق الإرادة الشعبية وعلي أكتاف هذا المربع الشعبي يرتفع بناء صناع القرار الفلسطيني ..
نافزعلوان لوس أنجليس
#نافزعلوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفكر الأنثوي والكتابة من الرحم.
-
مواقع إحرص علي تجنبها عزيزي الكاتب وعزيزي القارئ.
-
من راحوا ..
-
الصحافة الفلسطينية والولاء الأعمي …
-
لا أستطيع القراءة لإمرأة جميلة …
-
لماذا لم تنقلب حماس علي ياسر عرفات?
-
شيبوب والقرد الموالف
-
وبسؤال عرفات عن كيفية موته قال ..
-
يا محلا أيام النكبة ..
-
سيد أبومازن إنتهت الأيام العشرة …
-
لا ممثل وحيد للشعب الفلسطيني.
-
أ مشعل أري من بعيد …
-
فتح علي سرير المشرحة …
-
حديث الصباح والمساء …
-
أرسل سلامي …
-
أنا منظمة التحرير الفلسطينية.
-
الحل هو في أن تنضم الضفة إلي قطاع غزة
-
القدس .. عفواً أقصد الفاتيكان الجديد.
-
والآن طلب العضوية الكاملة في الأمم المحتدة لقطاع غزة.
-
ماذا أقول .. خطاب ضعيف من رئيس أضعف
المزيد.....
-
جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR
...
-
تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
-
جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
-
أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ
...
-
-نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
-
-غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
-
لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل
...
-
ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به
...
-
غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو
...
-
مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|