أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - مبارك: تعدّل.. متعدّلش... برضه كفاية














المزيد.....

مبارك: تعدّل.. متعدّلش... برضه كفاية


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1129 - 2005 / 3 / 6 - 11:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هذا هو أجمل ما في آفة إدمان متابعة الأخبار! أن تكون ممسكاً بالريموت كنترول، تدور به على قنوات التليفزيون، متململاً من أخبار فلسطين والعراق البايتة المتكررة، والتي أصبحت(موضة قديمة)أمام(الجديد المبهر)الذي يحدث في لبنان ومصر! ولا تجد شيئاً سوى الريموت كنترول(تفش خلقك)فيه.. بحسب التعبير اللبناني العبقري، فإذا بقنوات الأخبار- قناة تلو الأخرى- تقذف في وجهك بعبارة(الخبر العاجل)المحببة! خبر عاجل بجد، وليس(خبر مألوف)! هكذا تلقف بعضهم الخبر العاجل:"مبارك يقترح تعديل الدستور كي يسمح بانتخاب مباشر لرئيس الجمهورية في انتخابات متعددة المرشحين"، تعتدل في جلستك، ثم تكتشف أن الخبر يستحق ما هو أكثر من مجرد الاعتدال في الجلسة.. فتهب واقفاً، إيه إللي بيحصل ده! ثم تبدأ بمتابعة ضيوف القنوات المختلفة للتعرف على التفاصيل، بل وتفاصيل التفاصيل، ضيف محسوب على المعارضة(القديمة)التي كانت نائمة على ما يبدو منذ سنين، وصحت تواً لما سمعت الخبر.. فراحت تدعي شرفاً لم تحفظه وليس لها به نسبُ! وضيف محسوب على عينة من نجوم التليفزيونات يسمى المنتمي إليها(مفكر استراتيجي)، يطرح رؤيته العبقرية فيما وراء تفسير الإشكالية على خلفية الخطوة المباركية! أما الضيف المحسوب على الحكومة- وهو الذي كان يوميا على مدى ربع قرن يدافع عن طلاق مبارك البائن للديمقراطية- فقد ارتضى لنفسه فجأة.. أن يقوم بدور(المحلل)! هناك نوع واحد من الضيوف لم يسع قنوات التليفزيون أن تستضيفه، لأن من ينتمي إليه كان مشغولاً في شوارع القاهرة، المصري الذي نزل إلى الشارع ليبدأ مسيرة تقول لمبارك"كفاية"، ورتب نفسه ليخوض معركة سلمية طويلة تبدأ بصرخة"كفاية.. إحنا وصلنا للنهاية"، فإذا به يصيب من أول طلقة! ولا تمر أيام على أول تكشيرة مصرية شعبية حقيقية ضد مبارك، إلا والرجل كان فايت ف الحيط! وأصابه الذعر والهلع، بعد أن عرف أن تكشيرة المصريين هذه المرة( جد مش هزار)، وبعد أن اكتشف إن التضرع لأمريكا هذه المرة لن يجدي، فلم يلق منها إلا ذلك النوع من الركل، الذي تدخره في صورة(نهاية خدمة)، تمنحها لكل حاكم في العالم الثالث من هذا الصنف! لكن لأن مبارك كان مثل(المقرر المدرسي)على المصريين، لمدة وصلت إلى ربع قرن، لم ينجحوا خلالها في الفكاك منه، فقد(حفظوه)عن ظهر قلب، لذلك عرفوا ما وراء مفاجآت(الامتحان الأخير)! وجاءت محاولته الالتفافية مكشوفة، تعديل دستوري يسمح بترشيح أشباح، لا تملك من الإمكانيات ما يتيح لها تعريف نفسها للمواطنين، فكل الأجهزة في جيبه، إعلام وداخلية وأمن ومال الدولة، وكل شيء، وهو ما يعني أنه(ناجح ناجح)! سواء كان ناوي يرشح نفسه.. أو ناوي يرشح المحروس! ولم يكن خافياً على أي مصري، من المفكر الفيلسوف إلى بياع الفول، أنه بعد عند وغطرسة طويلة.. بدأت سلسلة التنازلات، ومناورة تعديل الدستور هي أول التنازلات، وأن التكشير الحقيقي الذي يبديه المصري المنهك أثمر أخيراً، فسقطت أول ثمرة من محصول.. لابد من حصاده كاملاً، إذ من قال إن تعديل الدستور(كفاية)؟! من قال إن(الخروج)إلى الشوارع يتوقف عند أول وعد؟! هل توقف اللبنانيون لمجرد أن حكومتهم التي يريدون إسقاطها- بعد أن حملوها مسؤولية مقتل الحريري- وعدتهم بالتحقيق في الأمر؟ اللبنانيون خرجوا إلى الشارع ولم يرضهم إلا إسقاط الحكومة، والمصريون ذاقوا حلاوة نتائج التكشير بعد صبر سنين، ولن يرحموا مبارك وأسرته بعد اليوم، ستجدهم من الآن وصاعدا، وهم الذين سكتوا وسلموا أمرهم أمام ما فعله بهم على مر السنين،(يطلعوله)الشارع على كل صغيرة وكبيرة! فالمنطقة تتغير.. والمشهد اللبناني أسال لعاب كل مواطن عربي كان يائساً من جدوى(حكاية الخروج إلى الشوارع)، وسوف يتحول الصراخ المصري من مجرد- الإعلان- عن نفاذ الصبر، بشعار"كفاية.. إحنا وصلنا للنهاية"، إلى مرحلة(رأس برأس)!.. لترى المصريين يتشبثون بأن مبارك:(كفاية عليه كده)حتى لو عدّل الدستور! وأنهم لم ولن يبلعوا محاولته الالتفافية.. ولن ينطلي عليهم تلويح واحد صار ظهره للحيط، فشعار المرحلة التالية.. تعّدل.. متعدّلش.. برضه كفاية!!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسين كان رجل سياسة وليس رجل دين، فلماذا القداسة؟
- إصلاح الشرق الأوسط يبدأ بالتغيير حول ضفتي البحر الأحمر
- من لا يربيه شعبه.. كونداليزا تعرف تؤدبه!
- صفوت الشريف: الريس مقبل على-ضبط إيقاع-المعارضة المصرية!
- الرئيس مات قبل التمديد: اللي خلف مماتش، المثل من مصر والريس ...
- مآخذ على التيارات السياسية المصرية في ظل نظام يحتضر
- رحيل ماهر عبد الله الإخواني الحداثي
- عدوى الخوف من الغزو الثقافي تنتقل من العرب إلى الفرنسيين
- المسلسلات التاريخية فن زراعة الوهم في نخاع العرب
- الأعلانات التجارية على الفضائيات من الأسمدة الزراعية إلى الم ...
- بمناسبة الحملة البريطانية على القرضاوي لا يوجد تعريف دولي لل ...
- مبارك : أنا عايش ومش عايش
- فوضى الساعات الأخيرة في حكم آل مبارك
- أخبار مملكة الخوف الشعب السعودي بين الاستبداد والإرهاب
- استجابة الفضائيات للهوس الديني بين الواحد القهار وأبينا الذي ...
- مصر التائهة بين مبادرة أمريكية للهيمنة ومبادرة مباركية لمزيد ...
- مصر قوة هائلة كامنة فأين توارت؟ المقاومة العراقية هدية للشعب ...
- سوق الفتاوي وفتاوي السوق في دولة الأزهر!
- الحساسية تجاه مناقشة قضايانا دليل علي افلاس سياسي
- هل يفلح مشروع مستقبلي منفرد لدولة عربية بمعزل عن المحيط الجغ ...


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - مبارك: تعدّل.. متعدّلش... برضه كفاية