|
مع تصاعد ارهاب المستوطنين ... هل تتغير اساليب المواجهة ؟؟؟
طلعت الصفدي
الحوار المتمدن-العدد: 3885 - 2012 / 10 / 19 - 14:33
المحور:
القضية الفلسطينية
مع تصاعد ارهاب المستوطنين .. هل تتغير اساليب المواجهة ؟؟؟
" لا جدوى من محاولة ابادة البعوض بقتله واحدة واحدة، بينما المستنقع الذي يتوالد فيه يحيط بك "
تنتفض خلايا الجسد ،تنتصب شعرات البدن ،تتصاعد نبضات القلب ،لم تعد نصفي كرتي الدماغ ومركز الوعي تلتقط موجات الاحساس ،فما يجري على الارض الفلسطينية لا مثيل له من الاحتلال والإرهاب والظلم ،فالسادية والشوفينية العنصرية ،وكل مسميات الانحطاط الاخلاقي العالمي تتموضع هنا على أرض فلسطين التاريخية ،والهلكوست المزعوم كذبة روجت لها الحركة الصهيونية والمسيحية ألصهيونية ،والمسيحية اليهودية ،والمسيحية الامبريالية بزعامة الولايات المتحدة الامريكية المعادية للشعوب ،وصدقتها الرجعيات العربية ،وأنظمة التخلف والاستبداد ،رغم أن الهلوكوست شمل بني البشر ،ودفعت ثمنه كل الشعوب منذ عشية الحرب العالمية الثانية ،وحتى الآن وضحاياه من كل الأمم والشعوب والأجناس والديانات والحضارات ومن بينها الشعب الفلسطيني . ولو أن اليهود تعرضوا للهلوكوست والإبادة الجماعية كما يزعمون ،لما مارسوا نفس الاسلوب ،وغرسوا سموم حقدهم على الشعب الفلسطيني الاعزل وعلى الشعوب العربية . لم يشهد تاريخ الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي ،هجوما شرسا على الارض والشعب الفلسطيني مثل حكومة اليمين الليكودية ،حكومة المستوطنين ،وغلاة التطرف الصهيوني مثل هذه الايام ،يشارك في حقدها حاخاماتهم ونسائهم وأطفالهم بزيهم اللاهوتي المعروف وعقص شعيراتهم التي تتدلى على آذانهم ،بدوافع توراتية وبسلسلة من الاكاذيب بهدف تزوير الحقيقة والتاريخ ،ودعواتهم ببث روح الكراهية والانتقام من الشعب الفلسطيني ،صدقها العربان ،وروجوا لها في الجامعات الرسمية ،والكهنوت الاسلامي كحقهم في أرض الميعاد معتمدين على التوراة كمصدر وحيد لهذا الادعاء على الرغم من زيفه ،ومساهمة الباحثين والمتخصصين اليهود والأوربيين في دحضه .
تستخدم الحكومات الاسرائيلية المختلفة ،وخصوصا حكومة اليمين والتطرف نتينياهو ليبرمان المستوطنين لتحقيق أهدافها ،وتثبيت حكمها وسيطرتها على الشعب اليهودي في فلسطين وخارجها ،وقوة اللوبي الصهيوني في العالم الرأسمالي ،وبدعم من الامبريالية الامريكية ،وبتواطؤ الرجعيات العربية ،ينفذون دورهم القبيح في محاصرة وملاحقة الفلسطينيين ،والاستيلاء على أراضيهم ومنازلهم ،وإقامة المستوطنات والبؤر الاستيطانية ،وحرق مساجدهم وتدنيسها بشعارات وقحة ،وتهويد القدس ،والاعتداء بالضرب وتهديد المزارعين الفلسطينيين وتدمير اشجارهم وممتلكاتهم ،وسرقة محاصيلهم .... الخ تحت حماية جيش الاحتلال الاسرائيلي . وبرغم مقاومة الفلسطينيين والمزارعين للاستيطان والمستوطنين ،وتسيير المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية الاسبوعية التي تنظمها حملات الدفاع عن الارض ،ولجان مقاومة الاستيطان في قرى نعلين وبعلين والمعصرة والنبي صالح والخليل وبيت لحم والعديد من القرى الفلسطينية ،فان المستوطنين لم يتراجعوا ،بل يزدادون عنفا وضراوة واستهتارا بكل القيم الانسانية ،ومع تنامي الاحتجاجات الاسبوعية التي تحولت لبرنامج عمل ،فقد استقطبت عدد من المتضامنين الاجانب من كل قارات العالم ،وساهمت في فضح وتعرية الممارسات الاحتلالية والاستيطانية عالميا ،وعملت على كسب ود جزء من الرأى العام العالمي ،ونجحت في تجنيد عدد كبير من أنصار السلام في العالم ،مما زاد الدعم والإسناد للقضية الوطنية الفلسطينية كقضية تحرر وطني وليست فقط قضية انسانية إلا أن مفعولها يتراجع وقدرتها على احداث التأثير في الفترة الزمنية المحدودة التي تتسارع فيها وتيرة الاستيطان وتهويد القدس بطيئة .
وانطلاقا من طبيعة الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي ،فعلى الفلسطينيين ان يساعدوا أنفسهم اولا ،وتصبح ضرورة موضوعية البحث عن اشكال جديدة لمواجهة المستوطنين ،ووسائل كفاحية اخرى رادعة ،بعنصريها البشري والمادي وبأداتها الملائمة ،تشكل بمجموعها تهديدا وخطرا على حياة المستوطنين وأمنهم ،فعندما يحس المستوطن أن حياته وأسرته باتت في مرمى الخطر والموت ،تجبره على ان يعيد حساباته ،وربما تلجم ممارساته السادية ضد الشعب الفلسطيني . ان أحد هذه الاشكال ينبع من تشكيل اللجان الشعبية لحراسة الممتلكات والقرى والمدن والأراضي ،وتحرك سكان القرية السريع لنجدتها ،والتجمع الفوري والتوحد لمواجهة المستوطنين بكل الوسائل والأشكال مستخدمين العصي والحجارة والفؤوس والأغاني والأهازيج الوطنية رافعين الاعلام الفلسطينية وكل ما يمكن حمله ،وملاحقتهم والاشتباك معهم ،حتى يدرك المستوطنون ومن ورائهم ان شعبنا الفلسطيني لن يسكت على امتهان كرامته ،واغتصاب أرضه ،وسيحميها بكل ما يملك من الوسائل والأدوات ومواجهة اية محاولة منهم للاعتداء على الارض الفلسطينية ،او حتى الاقتراب من القرى أو البلدات ،وإذا ما نجحت الجماهير في الدفاع الجماعي عن الاراضي الفلسطينية ،يتحول لنموذج لكل القرى والبلدات وتشكل رادعا للمستوطنين ولجنود الاحتلال الاسرائيلي الذي يباركون ممارساتهم الارهابية . ان خروج كل أهالي القرية والبلدة والخربة شيوخها ونسائها وشبابها وحتى اطفالها هو تدعيم للمقاومة الشعبية ،وحماية للأرض والمزروعات ،ويمنع اولئك المتطرفين من التمادي في غيهم ،ان تشكيل فرق حراسة وبؤر انذار مبكرة ،وتشغيل العاطلين عن العمل ،ورجال الأمن بأذرعها المختلفة يشكل البداية الحقيقية لحماية الوطن والمواطن ،وعلى السلطة الوطنية أن تكف عن التنديد والاستنكار فقط على كل حالة هجومية للمستوطنين ،أو أية حالة دهس لأطفالنا ،بل بوضع خطة وطنية لحماية الارض والإنسان ،وإعادة النظر في التنسيق الأمني .ان المقاومة الجماعية المنظمة تبقى مهمة المؤسسات الرسمية والأهلية ،والقوى الوطنية ومكونات المجتمع المدني ،وعلى السلطة تقديم كل أوجه الدعم والإسناد للمزارعين والفلاحين ،وربما يلجأ الاحتلال لاتخاذ اجراءات انتقامية كالاعتقال والضرب والتطويق وفرض منع التجوال ومنع العمال من التوجه لاماكن عملهم ،ومحاصرة القرى والمدن ... الخ ومع كل الاجراءات المتوقعة من الاحتلال ومستوطنيه ،فلن تثن شعبنا عن الدفاع عن ارضه ،وتحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال والعودة ،وعلينا أن نستذكر تجارب شعبنا وخبرته الطويلة في الانتفاضة الاولى عام 1987 التي استطاعت بوحدة هذا الشعب وبقيادته الوطنية الموحدة أن تشل أسلحة الاحتلال وتعطل مفعولها .
#طلعت_الصفدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحو مؤتمر وطني فلسطيني لرسم استراتيجية جديدة برعاية منظمة ال
...
-
الحلقة الثالثة : عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني
-
( 2 ) عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني (الحزب الشيوع
...
-
عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني
-
الوعي الحقوقي للفلسطينيين قوة مادية للتغيير الثوري
-
حفل تأبين الشهداء المصريين ، شهداء الوطن ، شهداء الواجب
-
أيها الفلسطينيون : احذروا الديناصور القادم من رفح ؟؟؟ !!!
-
لا تترددوا ، قدموا المتورطين من الأجهزة الأمنية للمحاكمة !!!
...
-
فلتقطع الأيدي التي تمتد على شعبنا الفلسطيني
-
الشيطان العنصري الأكبر في إسرائيل يعظ !!!!!
-
الصحافيون الذين خدعوا نقابتهم...!!1
-
أزمة الكهرباء في غزة بين الشكوى والسرقة!!!!
-
أخي جاوز المحتلون المدى ....... فحقنا في المقاومة والفدا
-
قرع الطناجر ولا ... ولا حكم القهر فينا!
-
القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي!!!!
-
الثورات الشعبية في العالم العربي... لكنس النظم الاستبدادية،
...
-
بريطانيا وسياسة الخداع والحرب.. من لورنس العرب الى توني بلير
...
-
الصفقة الشاليطَية دفع كل الشعب الفلسطيني مقدما فاتورتها الدم
...
-
القرصنة الاسرائيلية والتعتيم الاعلامي على غزة
-
عفوا سيادة الرئيس: المجلس المركزي لرسم السياسات وليس للخطابا
...
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|