أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعدون محسن ضمد - ابو حنيفة والعرعور*














المزيد.....

ابو حنيفة والعرعور*


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 23:24
المحور: كتابات ساخرة
    


سحبني صاحب مكتبة في شارع المتنبي بلطف إلى داخل مكتبته، وطلب مني منحه دقائق يحدثني عن موضوع وصفه بالمهم ويتعلق بمستقبل الكتاب في العراق، لكنه أطنب بشرح تفاصيل كثيرة أدخلتني بمتاهة معقدة لم أفهم منها أي شيء. ولما طلبت منه الدخول مباشرة إلى موضوعه، اخبرني أنه يطالب بلائحة تصدرها الدولة وتحدد فيها عناوين الكتب الممنوعة من التداول.
اعتقدت أول وهلة أنه أخطأ في التعبير، وأنه يريد مني، كإعلامي، الوقوف بوجه إصدار مثل هذه اللائحة، لكن تبين أنه لم يخطئ وهو يطالب فعلاً بلائحة تُسَمّي الكتب الممنوعة!! سألته كيف تسعى وأنت تاجر كتب إلى تقييد تجارتك؟! لكن ليتني لم أفعل، فقد دخل من جديد وأدخلني معه في متاهة لم افهم منها شيئاً سوى أنه اضطر لتحويل مكتبته إلى محل بيع مصاحف شريفة وبعض كتب الأدعية والأحراز وعطور ولوازم دينية، كالمسواك والمسبحة وما إلى ذلك.
عند هذا الحد وعدته خيراً وخرجت من مكتبته مباشرة إلى مكتبة صديق لي، وطلبت منه، منزعجاً، أن يخرجني من متاهة جاره، فضحك وهو يقول ليست هناك متاهة يا سعدون الموضوع ببساطة يتعلق بعناوين الكتب التي يُعْتَقد بأنها تساعد على انتشار الفكر المتشدد، فالرجل معروف ببيع (الكتب السنيَّة) منذ زمن صدام، ولذلك كلما جاءت قوات مسلحة بغرض تفتيش شارع المتنبي، داهموا مكتبته ونثروا عناوينها وهم يشككون بكل ما يقع تحت أيديهم، فرجال الأمن والشرطة ليسوا ذوي اختصاص ويعنفونه بسبب أي عنوان يعتقدون أن له علاقة من قريب أو بعيد بالسلفية أو الوهابية، حتى أن الرجل تخلى عن بيع جميع الكتب الدينية وأخذت مكتبته تتحول شيئاً فشيئاً إلى محل بيع عطور ومصاحف كما ترى، وإلى الآن هو خائف من مزيد من المداهمات، ولو أنه يستطيع ترك مهنته لفعل، لكنه يبيع الكتب منذ أكثر من ثلاثين سنة.
إذن هذا هو سر المتاهة، فالرجل لم يستطع أن يقول ببساطة؛ أنه سني مختص بتجارة الكتب الدينية السنية، وكل ما يطالب به هو أن تزوده الدولة بقائمة تتضمن العناوين الممنوعة ليتجنبها، وأن يتولى تفتيش مكتبته من يعرف الفرق بين أبو حنيفة وبين العرعور، وبين أئمة المذاهب الأربعة وبين أمراء الحرب في تنظيم القاعدة.
لكن يا سادتي الأفاضل، أقصد من يرسلون فرق التفتيش عن المفخخات بين الكتب، هل تعرفون بأننا نعيش عصراً تقفز فيه تكنولوجيا تبادل المعلومات قفزات مفزعة؟ وأن أهم أسواق بيع الكتب، ومنتديات تداولها، موجود على النت وفي عالمها الافتراضي العصي على المداهمات؟ وأن التنظيمات المتشددة لا تدير عملياتها وتنشر أفكارها من خلال الكتب الورقية، لأنها أكثر استثماراً للتكنولوجيا الحديثة منكم؟.
وأخيراً، هل تعرفون بأنكم لا تعرفون الفرق بين ترويع المواطنين وبين تطبيق القانون والحفاظ على أمن البلد؟.

ــــــــــــــــــــــ
* المدى، (2625) 17-10-2012



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياح صفراء*
- النائب ابو قتادة*
- مراهقو سياسة*
- سؤالك ساذج يا صديقي!*
- بين المسجدين*
- الميكامبوت*
- لا تعلب بالنار
- تحالف محرج جداً
- سيدي البليد
- على من تضحكون!؟
- حرية التقييد
- جعجعة إيران
- ضوضاء
- عجيب؟!!
- كش ملك
- بارات أبي نؤاس
- مثقفون وفتّانون
- احتفال بالدم
- علامة استفهام
- إلى أن نعترف


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعدون محسن ضمد - ابو حنيفة والعرعور*