نعيم كمو
الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 23:16
المحور:
الادب والفن
رحلة ُ العمر ِ هكذا قالتْ ليَ الشمس ُ
بواسطة نعيم كمو
اليومُ قررتُ ألُم ُ ذكرياتي المريرة ِ التي كنتُ قد أودعْتُها لدى الوردة ِ الحمراء
أجزُّ مشاعري التي نبتَتْ بينَ جذورِها
كنت ُ أخالُ أن الولعَ قد يُدْمي خافقي
ولم يخب ْ ظني وكانتْ حساباتي تُذْرى في الرياح ِ
ووضعتُ جُلَّ إهتمامي أنْ أُريحَ ضميري ووفائي
لمْ أظنْ يوماً أنَّ الوردَ يهملُ ساقيه
وقدْ جفَّتْ مآقي َ ولم يبق َ من الدموع ِما يُذْرَفُ
حاكيتُ الظلام َ وسامرتُ طيورَ الليل ِ وخيالي سائح ٌ في هواها
مخَرْت ُ البحارَ حُلماً وتسلّقَ فكري السماءَ السابعة َ
وبُح َّ صوتي وأنا أصرخُ منادياً الكواكبَ لتتحرى كوكبَ الزهرة ِ
وهي دون َ مبالاة
وضعت ُ نُصبَ عينيَ إخلاصي واحتضنتُ ضميري
ودمجتُ الصدقّ والضميرَ لعلي أُ وَحِدُهما
لكنْ تبين َ لي أنني كمنْ يمزجُ الزيتَ بالماء ِ
واتضحَ ليَ أنَّ الصدقَ بدأ يتهاوى
لأنه تَطَبُعاً ليس طبعاً
أما الضميرُ موروثٌ يتأصلُ في العقل ِ ولا ينفصلُ عنه
ويقظتي بعد الغفوة ِ عادتْ لتغفو تنتظرُ من يوقِظََها
وخمدتْ ناري تحتَ رمادِها
ولوعتي تناثرتْ وحنيني أوشكَ يُصْعقُ
لمْ يعدْ القضاء ُ عادلاً
وقضاة ُالعُشق ِ يرتشون
والمدعي تُقْلبُ الدعوى ضِده ُ
لمنْ أشكي لقد أ ُقْفِلَت ْ جميعُ الأبوابُ
ولم ْ أثقْ بالأصدقاء ِ والأصحاب ِ
وقد غدوا قُساة ٌ من الباب ِ الى المحراب ِ
لم ْ أعدْ أرى أن الورودَ هي ورود ٌ
وقد تصحرت ِ الخمائل ُ
وجفت ِ الزهورُ
وحلَّ الخريفُ محلَّ الربيع ِ
وداعاً يا أعز َّ الأصدقاء ِ
أخذتُ ضميري
وتركتُ الصدق َ
إني راحل ٌ لم ْ يعدْ هناك عودة
. وجدت ُ أن صداقة َ الكتاب ِ خير ٌ من َ الأصحاب ِ
ومحاورة ُالمثقفين َ تجدي نفعاً
الى لا لقاء بعد هذا الفراق .
بعدَ ردْحة ٍ من الزمن ِ
أشرقت ِ الشمس.
وأطلَّ النهار ُ
وأزاحَتِ الشمسُ الغيوم َ الدكناء ِ
وبعثتْ فيَ الدفءَ والحنانِ
وأرست ْقاعدة ً للصداقة ِ العفيفة ِ
وأبرمتُ معها عقداً
على ألاّ نقضٌ للعهود ِ
ولا تيتُمَ للصداقة ِ
لندخلَ عالماً نظيفاً
لا أشواكَ فيه
وتبقى الصداقةُ صداقةً
والحب ُ حبا ً
هكذا قالتْ لي َ الشمس ُ
نعيم كمو أبو نضال
#نعيم_كمو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟