|
عن هرطقة ((دولة القانون )) مجدداًً
بركات العيسى
الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 21:06
المحور:
كتابات ساخرة
بعد ان حصلوا على الضوء الأخضر لبيع التصريحات المنفلتة بترتيب ايراني صرف ، بأعتبارها المبار الوحيد لهرطقات اعضاء فريق دولة القانون الذين يلعبون بتشكيلة هجومية جديدة ، أكثر لاعبيها في خط الأمام . لم تكتفي دولة القانون ومَن تحت وسوستها من مريدي الحرب ،والقتل، والفتاوي ، والإدمان على مظاهر التسليح ، لا لخشيتهم على حرب من دولة مجاورة ، ولا تحضيرا لشن هجوم آخر على الكويت ، ولا لمنافسة الجيش التركي من حيث القوة ، ولا لقطع زعانف الأسماك المفخخة التي تأتي بالجملة عبر الحدود مع ايران وسوريا والسعودية ، ولا لردع هجمات الأتراك على الحدود مع العراق شمالا ، ولا حماية المنطقة الخضراء التي إمتلأت بالمفسدين والمفسدات ، ولا لشيء آخر سوى تهديد الكورد مرة أخرى وبروز عضلات غريندايزر العراق الجديد فعلا هذه المرة كما تفيد بذلك الأقاويل الخطيرة التي تتلاشى من أفواه فريق دولة القانون . لم تتعافى الأفكار حتى الآن عما أسلفه الصغير ، حين حذر الكورد بالزوال خلال عودة المهدي المنتظر ، ولم يصبرون على بزوغ الفجر على تصريحات ياسين مجيد والذي كشر عن أنايبه ليقول بكل راحة بال ((البارزاني يشكل خطرا على العراق ))، ناهيك عن محلات الفتاوي العسكرية من قبل القادة المتشوقين لمهاجمة البيشمركة في المناطق التي لا تزال رائحة التعريب والتبعيث تصيب قاطنيها بمرض الربو السياسي ، ومثلما يستيقظ المتشوقين لتناول الصحف اليومية للبحث عن الجديد ، بالمثل ايضا باتت قنوات عديدة تنتظر تصريحات مناهضة للكورد كل يوم من افواه مريدي أيران في العراق . يبدو واضحا أن المراوغة السياسية وكسب الوقت في المباراة الأخيرة هي من أولويات سياسة دولة القانون وذلك من خلال تمرير الفتاوي ، والتصريحات الخطيرة بين لاعبي دولة القانون ، حتى بعد اجتماع أربيل في 17/10/2012 بين القوى والاحزاب السياسية لتشكيل فريق متفاوض مع الأئتلاف الوطني بقيادة نائب رئيس وزراء حكومة الإقليم السيد (عماد أحمد ) ، بالرغم من تحفظ بعض أحزاب المعارضة الكوردستانية ، ولم ينتهي الطالباني من اجتماعاته مع الجعفري والذي التقى به مرتين خلال 24 ساعة لتقارب وجهات النظر بين طرفي النزاع السياسي والتوصل الى اتفاق مبدئي يواجه فيه الطرفين دون قيد أو شرط . إلا أن إشعال فتيل الحرب الكلامية والتي تهدف الى تراجع كوردستان عن مبدء التفاوض ،ظهر مجددا ، من خلال اتهام الكورد بعلاقات غير شرعية مع إسرائيل . لا يخفي ولا يُخفى عليه أن النظرة الشمولية للدول العربية والإسلامية على الكورد لا تقل خطورة من نظرتهم على إسرائيل ، فالشعبين ومن خلال أوراق التأريخ العربي تارة ، والرموز والسلاطين والحكام العرب تارة أخرى لم يعجزوا عن قتل الكورد بتاتا ولم يتوانوا على أنفلتهم بمجرد فرصة ، فكلاهما في النظرة الشمولية وجهان لعملة صعبة ، يلعنها الأقتصاد العربي !. بالرغم من مرور اكثر من تسع سنوات على زواج أيران الحلال من العراق (حكومة وشعبا ) والاستفزازات اليومية للعراقيين من قبل مقاولين سياسيين يعملون لصالح ايران ، في شوارع وأزقة بغداد ، مرورا بمدنها وقراها الكثيرة ، لم تخبل الحكومة المدمنة بحب أيران على شعبها بأدنى سمات الإهانة ، ولم تتراجع خطوة عن تنفيذ متتطلبات الحرس الثوري ودكاكينه الكثيرة ، حتى وإن تطلب ذلك القتل البلاش ، ونتيجة للمخطات ذاتها هرب الكثيرون الى دول لا تقل اوضاعها خطورة عما يعانيه العراق أمنيا بأستثناء الطائفية والقتل الحلال على الهوية المذهبية او الدينية . اتهام الكورد وكوردستان بعدم شرعية علاقاتهم مع اسرائيل وخلال هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها دول واطراف عديدة ومنها ايران بالدرجة الاساس نتيجة برنامجها النووي ، وجملة العقوبات عليها من قبل المجتمع الدولي ، وكذلك انشغال ايران وعبر الحدود العراقية بتسفير المعلبات الارهابية والمخخة الى سوريا للقتال الى جانب الأسد والمنخرطين معه مذهبيا ، وايضا الاعلان عن مناورات عسكرية (امريكية واسرائيلية) جديدة كتلويح محتمل لضرب إيران ، إنما دلائل على تحريك أطراف أخرى ضد كوردستان ومنها تركيا بالدرجة الاساس والتي تلعب دورا رياديا في الشرق وعبر العديد من المحاور أهمها : • انفتاحها الواسع على كوردستان سياسيا واقتصاديا . • موقفها الواضح والصريح وتعاطفها مع ثورة الشعب السوري ضد نظامها . • انهيار علاقاتها الديبلوماسية مع اسرائيل منذ الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية . هذه جميعها مساع تهدف الى اضطراب الاوضاع الداخلية في العراق وخاصة ان كوردستان لعبت وتلعب دورا محوريا في الشأن الداخلي العراقي ، وكذلك مكانتها الاقتصادية التي فتحت انظار العالم عليها ، اضافة الى عمقها الاستراتيجي في سوريا . ايران وعبر طاقم عملها في العراق ربما ترى من الضروري احداث فوضى في العراق حتى تتمكن من الدفع بشيعتها في دول عديدة للتظاهر و حجب شمس اسرائيل بالغربال !.
بركات العيسى
#بركات_العيسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من الخردة الايرانية
-
في زيارة (المهدي) المرتقبة .....
-
منظومة الفشل الاستراتيجي في كوردستان .... ( نوشأيران مصطفى)
...
-
المالكي في سياسة الفشار بالزعتر
-
وانتظرك
-
قناع العصيان المدني للإسلام السياسي في كوردستان
-
في محرقة الاسلاميين مجددا
-
في حضرة الاشتياق
-
البروتوكول العراقي السوري بديل الضائع
-
ثانية في مأزق المصالحة
-
في عضة كلاب المالكي لأهالي شنكال
-
إلى جسدك الكاتم
-
حكومة المسخرة الوطنية
-
قرابين العيد
-
من يرفع السيف إذن؟
-
العراق نقطة تحول دون ولاء
-
وينقلب الله شرا على عبيده ........ حين تبرء الله من ايزيديته
...
-
العراق نِعمة الله للفاسدين
-
حين تبرهن الحكومة العراقية إيرانيتها
المزيد.....
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|