|
الصحافة الفلسطينية والولاء الأعمي …
نافزعلوان
الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 10:18
المحور:
القضية الفلسطينية
لانستطيع ولا يستطيع أي مطلع علي أحوال الصحافة والإعلام الفلسطيني إلا وأن يشعر بالأسي والحزن علي ما يعانيه الإعلاميون لدي الطرفين علي حد سواء. في الضفة نجد الكتاب والصحفيين وعلي ما يبدوا وأنهم يحاولون قدر جهدهم أن يقوموا بتلميع وتحسين صورة السلطة وصورة السيد محمود عباس في محاولات تقترب كثيراً في الشبه من إعلام مبارك قبل أن تتم الإطاحة به وكانت النتيجة أن سقط نظام مبارك ووجد كل الكتاب والإعلاميين الذين كانوا منخرطين في جوقة مبارك، وجدوا أنفسهم في ورطة وحرج من مواجهة الشعب بعد سقوط مبارك، كيف سيبررون مقالاتهم وكيف سيبتعدون بأنفسهم مما كتبته أقلامهم عن مبارك وعن جمال مبارك في محاولات مستميتة لعمليات تجديف إلي الوراء لعلهم بهذا بستطيعون العودة إلي مواقعهم وقرائهم قدر المستطاع وقدر الإمكان. هناك منهم من أخذها من قصيره وقاموا بمغادرة البلاد إلي غير رجعة ربما لأن ماكتبوه كان أحد مسببات إفشاء البلاء في البلاد وكان ما كتبوه غش صريح وكذب صارخ لم ولن ينفع فيه أي عملية إعتذار أو حجة يتحججون بها إلا اللاهم أنهم كانوا مجبرين علي ما قالوا وما كتبوا إلا أنهم وجدوا أن الشعب يعلم أنهم كانوا منتفعين من النظام ومجرد المحاولة للتنصل من ذلك ستؤدي بهم إلي محاكمات علنية تنسف كل من كان له تاريخ في عالم الصحافة، فكان السفر والإبتعاد عن الأنظار هو الحل الوحيد.
وهناك من الكتاب من لعبوا علي الحبلين، قاموا بنقد السلطة ولكن في نفس الوقت كانوا يقبلون يد الرئيس ووزير الإعلام بدون حياء أو خجل وفي مخالفة صريحة لما كتبوه البارحة، وهذا من يطلقون عليهم لقب المعارضة الموظفة أو بمعني أوضح هم يكتبون مقالات تنتقد الحكومة بإتفاق مسبق مع الحكومة بطلب من الحكومة وذلك لكي تخرج الحكومة بالشكل الديموقراطي الذي تدعيه الحكومة للناس وللعالم، هؤلاء لا زالوا موجودين علي أساس أنهم كانوا يكتبون ضد الحكومة ورغم ذلك تم إقصائهم لأن الشعب يعرف الوجه الحقيقي لهؤلاء ومحاولاتهم المستميته أن يقنعوا الشعب والقراء بعكس ذلك ذهبت وتذهب كل يوم هباء الرياح وكل محاولة يقدمون عليها لتحسين صورتهم تقوم بتوسيع الفجوة بل وتوغير الصدور ضدهم إلي الحد الذي أوصل بعضهم إلي طلب الحماية من الحكومة الحالية لأن بعضهم أصبحت تصلهم تهديدات إلي أماكن سكنهم والبعض يتم الإعتداء عليهم في الشوارع وعلناً.
الخوف علي الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين من هذه النهاية، ونحن هنا بالمناسبة نتحدث عن الصحفيين والإعلاميين لدي الطرفين ولا نعني فقط الإعلاميين المنخرطين في جوقة السلطة الفلسطينية بل ونعني حتي الكتاب الذين ينفخون في صورة حركة حماس بشكل أعمي، المهم، نخشي علي هؤلاء الإعلاميين من نهايات أسواء بكثير من النهايات التي وصل إليها الكثير من كتاب الحكومة كما يطلق عليهم في مصر وتونس وليبيا وسورية. وعلي الرغم من أننا لا نملك مخزون من هؤلاء الكتاب أو حتي الإعلاميين بمعني الكلمة ومن هم لدينا هم أقرب من مجرد هواة منخرطين في العمل الكتابي إما من أجل التسلية أو من أجل تحليل المبلغ الذي يقبضونه من منظماتهم وحركاتهم المختلفة. هؤلاء لا ولن يحزن عليهم الشعب الفلسطيني ولكن هناك من هم كتاب حقيقيون وإعلاميين بمعني الكلمة وقعوا للأسف ضحية للحاجة أو تم إغرائهم بمناصب ومراكز حسبوا أنها مناصب حقيقية ومراكز في دولة حقيقية كان من السهل عليهم لو إبتعدوا بأنفسهم عن المشهد الحقيقي لأكتشفوا أنهم يخوضون ويزجون أنفسهم في خدعة لسرعان ما ستنقلب عليهم وسيدفعون ثمنها غالياً. هؤلاء نحزن عليهم وكنا نحب أن ننأي بهم عن تلك النهاية.
كيف يعتقد كتاب وإعلاميين سلطة رام الله وكتاب وإعلاميين حركة حماس في قطاع غزة أنهم يقومون فعلاً بعمل وطني أو حتي أنهم يقدمون رسالة مهنية شريفة حتي للذين يكتبون لهم ومنخرطين تحت ألويتهم؟ ألا يوجد بينهم عاقل واحد ينظر إلي ما هو العالم سائر إليه من تحرر وإطلاع علي بواطن الأمور؟ هل فكروا للحظات إلي أين سيذهبون وأين سيختبئون من بطش الشعب بهم عندما يستفيق الشعب في جزئيه المنشقين اليوم ويقوم العالم بنزع وإزاحة الغشاوة عن أعين الشعب في الضفة وفي قطاع غزة ويعلم الجميع أن الحركات والمنظمات ما هي إلا ظواهر ديكتاتورية مؤقتة لن تلبث إلا أن تزول، أين سيذهب هؤلاء بأنفسهم وإذا كان لهم أوطان سيذهبون إليها بعد أن طبلوا وزمروا وزيفوا لشعب هذا الوطن، إذا كان لهم أوطان أخري ونعلم ويعلمون أن معظمهم من حملة الجنسية الأمريكية والكندية والأردنية فلماذا يفعلون بالشعب الفلسطيني ما عجزت عن أن تفعله حتي إسرائيل في زرع الفرقة والشقاق بين أبناء الشعب الواحد؟
لا فرق بين اللص والنصاب وقاطع الطريق وبين هؤلاء الكتاب والإعلاميين الذين يدعون أنهم أبناء لهذا الوطن وأنهم حريصون علي مصالحه وهم في الحقيقة حريصين علي أرصدتهم البنكية وحتي لا نظلمهم جميعاً هناك منهم من هو حريص علي حياته وحتي هؤلاء كان شرف الموت لهم أفضل، لا فرق بين اللص الذي يسطوا عليك في عتمة الظلام وبين من يقوم بإقناعك أن تسير في الطريق الذي يتربص لك فيه اللصوص لسرقتك لا فرق علي الإطلاق.
نافزعلوان لوس أنجليس
#نافزعلوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا أستطيع القراءة لإمرأة جميلة …
-
لماذا لم تنقلب حماس علي ياسر عرفات?
-
شيبوب والقرد الموالف
-
وبسؤال عرفات عن كيفية موته قال ..
-
يا محلا أيام النكبة ..
-
سيد أبومازن إنتهت الأيام العشرة …
-
لا ممثل وحيد للشعب الفلسطيني.
-
أ مشعل أري من بعيد …
-
فتح علي سرير المشرحة …
-
حديث الصباح والمساء …
-
أرسل سلامي …
-
أنا منظمة التحرير الفلسطينية.
-
الحل هو في أن تنضم الضفة إلي قطاع غزة
-
القدس .. عفواً أقصد الفاتيكان الجديد.
-
والآن طلب العضوية الكاملة في الأمم المحتدة لقطاع غزة.
-
ماذا أقول .. خطاب ضعيف من رئيس أضعف
-
مقالات فتح إلي حركة حماس ومقالات حماس إلي حركة فتح …
-
أيه الشيخ الأهطل …
-
ولا بد وأن ترحل معك منظمة التحرير …
-
عليهم ..!!
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|