أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة النقاش - «طظ» في الشرعية!














المزيد.....


«طظ» في الشرعية!


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 08:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أضاف الدكتور «محمد مرسي» إلي المسلسل الإخواني «طظ في» شيئا جديدا هو أقوي من كل ما سبق حين أعلن بالفم المليان «طظ في الشرعية» بعد أن ادعي معاونوه أنه طلب من النائب العام الدكتور عبدالمجيد محمود وقبل أن يستقيل من منصبه علي أن يعينه سفيرا في الفاتيكان، ثم بين النائب العام – بسرعة – أن شيئا من هذا لم يحدث وأنه لم ولن يترك منصبه قبل أن يصل إلي السن القانونية ويستكمل مدته عام 2016.

ويعرف الرئيس ومستشاروه أن الإجراء الذي اتخذه وفاجأ به كل من النائب العام والقضاة المصريين والرأي العام السياسي هو غير شرعي ويمثل انتهاكا صريحا للدستور، ولاستقلال السلطة القضائية، ولمبدأ فصل السلطات ذاته، ولأن الرئيس مرسي سبق له في 12 أغسطس أن انتهك الدستور حين اغتصب لنفسه سلطة التشريع التي كانت بيد المجلس الأعلي للقوات المسلحة حتي الانتهاء من كتابة الدستور وانتخاب مجلس شعب جديد، ولأنه فعل ذلك ومر الفعل غير الشرعي دون ردود فعل قوية معتمدا علي سخط عام كان قد تراكم ضد أداء المجلس العسكري في المرحلة الانتقالية، فتصور الرئيس ومستشاروه في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين أن إقالة النائب العام يمكن أن تمر أيضا بنفس البساطة، لكنها لم تمر واضطر الرئيس إلي إلغاء القرار بعد أن قال عمليا بالفم المليان طظ في الشرعية.

وكان المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين «محمد مهدي عاكف» هو أول من ابتكر مصطلح الطظ حين قال في حوار صحفي إنه لا يمانع أن يحكمه ماليزي مادام مسلما وطظ في مصر، وأعلي بذلك من شأن الأيديولوجية الدينية علي الانتماء للوطن، وهو الإعلاء الذي تجلي في ممارسات كثيرة للرئيس «مرسي» نفسه بعد ذلك حين أطلق سراح مسجونين مدانين في عمليات إرهاب وقتل لأنهم إسلاميون، ولم يأبه كثيرا بأن مثل هذا الإجراء يضر بأمن الوطن، وقيل أن بعض هؤلاء الذين جري الإفراج عنهم يمارسون، الآن عمليات القتل في سيناء ويثيرون القلاقل علي حدود البلاد الشرقية.

أما «طظ» الثانية فأطلقها قبل أيام الدكتور «جمال حشمت» أحد قادة الإخوان المسلمين حين قال طظ في الديمقراطية مؤكدا أن أخونة الدولة هي من حقهم ماداموا قد حصلوا علي الأغلبية البرلمانية وعلي كرسي الرئاسة!!

وكانت «الثالثة تابتة» كما يقال حين قال الرئيس ضمنيا طظ في الشرعية وهو يقبل النائب العام دون وجه حق، والادعاء بأنه إنما يفعل ذلك استجابة لغضب الجماهير بسبب أحكام البراءة للمتهمين في قضية موقعة الجمل رغم أنه يعرف أن النائب العام ليس مسئولا عن توفير الأدلة، وأن قضاة تحقيق هم الذين حققوا القضية وليس النيابة العامة، وهم بدورهم ليسوا مسئولين عن توفير الأدلة، فهذه مسئولية أجهزة التحري والضبط.. أي الشرطة وأجهزة الأمن.

والقول بأته يستجيبب في ذلك لغضب الجماهير مردود عليه بأن الحياة السياسية تغلي بالغضب منذ شهور ضد تشكيل الجمعية التأسيسية دون أن يطرف للرئيس جفن لأن الجمعية تتكون من أهله وعشيرته.

أما الفكرة المركزية والتأسيسية وراء كل هذه الممارسات المتوالية فهي تقويض دولة القانون والنظام، والقانون والنظام هما أساس الدولة الديمقراطية الحديثة أما مشروع الإسلام السياسي لدولة الخلافة فإنه يقف علي النقيض من دولة القانون والنظام ويسعي إلي تأسيس دولة بمعايير أخري كلية يقول عنها دولة دينية وهي في حقيقة الأمر دولة استبدادية تسلطية يحكمها فرد مطلق الصلاحيات باسم الدين، ليكون الدين في هذه الحالة هو أداة القمع الروحي والمادي لجماهير يجري إفقارها واستغلالها وتبرير الإفقار والاستغلال باسم الدين، ذلك أن المشروع الاقتصادي الاجتماعي للإسلام السياسي هو مشروع رأسمالي طفيلي تابع.

ويظل السؤال الآن هو هل سيكون بوسع النزعة الإرادوية لدي جماعات الإسلام السياسي أن تفرض قانونها الخاص علي مجتمع أخذ يستنفر قدراته ليقاوم هذا الهجوم الضاري علي مؤسساته العصرية التي بناها عبر ما يزيد علي قرنين من الزمن حين بدأت تجربة الدولة الحديثة في مصر، وأغلب الظن أن قوي الإسلام السياسي لن تستطيع أن تفرض جلسات الصلح العرفي بديلا للقانون والمحاكم، ولا الزكاة بديلا للضرائب، ولا الشوري بديلا للديمقراطية إلا بقهر المجتمع المصري بآليات العنف التي أثبتت جماعة الإخوان المسلمين أنها لا تملك سواها لأنها جماعة فقيرة فكريا ولن تعوض ملياراتها هذا الفقر الفكري والثقافي الذي كثيرا ما يتخذ طابعا غير أخلاقي كما حدث يوم الجمعة الماضي بالعدوان علي متظاهرين سلميين.

وسيتوقف مصير هذا الصراع بين القوي المدنية الحديثة وقوي الإسلام السياسي حول مستقبل الدولة علي قدرة القوي الحديثة علي تنظيم صفوفها، وبلورة أفكارها وتبسيطها، وفوق هذا وذاك اجتذاب الجماهير الشعبية لصفوفها عبر تبيان العلاقة الوثيقة بين العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة الوطنية من جهة وبين مدنية الدولة وديمقراطيتها وعصريتها لتتطور كدولة نظام وقانون وعدالة من جهة أخري.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار الرئيس البالية
- اللاعبون بالنار
- مفهوم الرجولة
- الشرطة الدينية
- حرب المواقع
- في أسبانيا: الناخبون يعاقبون اليسار لأنه نفذ سياسة اليمين
- الاحتقان بين الخارج والداخل
- حسابات صغيرة
- هجرة المسيحيين
- «وطار».. الشهداء يعودون
- فانون والفلاحون
- حدود الليبرالية
- ملحمة الانعتاق
- قضية للمناقشة - باسم الله
- أفعال فاضحة
- فاشية إسلامية!
- إخضاع المرأة والمجتمع
- السؤال الجديد
- العَلمانية ليست كفرًا
- ألمجد لمن قال لا


المزيد.....




- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة النقاش - «طظ» في الشرعية!