جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 21:49
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الذي يتمعن في كلمات الطريق المستعملة في القرآن خاصة (الصراط) و (السبيل) يكتشف بسرعة مدى اعتماد القرآن على الدخيل و الاجنبي في اهم مفرداته و مفاهيمه الدينية (قارن مقالاتي السابقة عن الاصل الفارسي لكلمة دين نفسها). ماذا يعنى هذا؟ بالطبع يشير هذا بقوة الى الثقل الكبير للافكار الاجنبية في نواة الدين الاسلامي.
يعد الطريق من اهم المفاهيم المجازية و الفلسفية و الدينية و الادبية و العلمية و اكثرها انتشارا لعلاقة المعنى المكاني بالتصرف و السلوك و المنهج (سبل) ليتحول الى الايمان و الدين و العقيدة. في عربية القرآن و في بدايته تجد عبارات (الصراط و السبيل). على المؤمن المسلم ان يتبع الصراط المستقيم و يبتعد عن طريق الجهنم رغم ان الطارق هو ايضا زائر ليلي قارن القرآن (86/1-2)
اما السبيل فهواسلوب السلك والغرض (في سبيل) على الاكثر استعارة من السريانية (شبيلا: طريق) و يأتي في عبارات مثل (سبيل الله) اي (لاجل الله) و (ابن السبيل) هو الذي يكافح لاجل الاسلام او الذي يساعد الفقير او هو المسافر المحتاج الى مساعدة. لا نعرف فيما اذا كان جنس كلمة (السبيل) مذكرا ام مؤنثا لان القرآن لا يستطيع ان يقرر فيستعملها في الجنسين قارن (مذكر 7/146) و (مؤنث 6/55) على سبيل المثال مما يعزز اصلها لاجنبي.
طبعا لا يخفى على احد الاصل اللاتيني لكلمة صرط strata اي الطريق المبلط او المفتوح او اسم جسر على نار الجهنم قارن الانجليزيةstreet و الالمانية Straße. لاحظ كيف ان العربية تميل كالعادة في المفردات الدخيلة الى تضخيم الاصوات في (الصراط) و تحويل الشين الى السين في (سبيل).
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟