|
بعض التوضيحات
ابراهيم فيلالي
الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 13:38
المحور:
حقوق الانسان
بداية سنقوم بكتابة و نشر البيانات والتقارير ونتائج الاستمارات التي ستكون على شكل أبحاث ميدانية. هي التي ستعزز ما نذهب إليه حين نؤكد على الخروقات التي تطال حقوق الإنسان كي لا يبقى كلامنا مجرد تنظير و أماني .ثم سنقوم بوقفات احتجاجية و نغطيها إعلاميا كي نكسر الطوق المضروب على المنطقة و نعرف بمشاكل الناس و نعطي الصورة الحقيقية عن واقعهم و نبين كيف يدافعون عن حقوقهم. وسنشتغل أكثر على الملفات، على هذا الأساس تم تكوين أربعة لجان على الشكل التالي: لجنة المرأة، لجنة الطفل، لجنة التعليم ولجنة الصحة. ووزعنا عليها استمارات. و كل مجموعة اشتغلت على استمارة معينة وحددنا ثلاثين يوما كمدة زمنية لتعبئتها وجمع المعطيات في الميدان. بعد ذلك ستتم قراءتها و تحليل نتائجها حتى نتمكن من انجاز بحوث و دراسات كأساس و خلفية معرفية للدفاع عن الحقوق. علاوة على التعريف بحقوق الإنسان و الانخراط في الدفاع عنها،ندافع في نفس الآن عن المعرفة والعقل العلميين باستعمال تقنيات و مناهج علمية من أجل الإحاطة بالمواضيع و من أجل الدفاع عن الحقوق . باستخدامنا المعرفة العلمية في الدفاع عن الحقوق نكون قد انتزعنا الحق في البحث و الدراسة. إذ هما اللذان يدفعان المجتمعات إلى الرقي و النماء. أما التي لا تعطي قيمة تذكر للبحث العلمي و تقمع حرية التفكير و التعبير فتكون متخلفة طبعا. والتخلف حالة تاريخية شاذة تمر منها كل المجتمعات التي سبب الاستبداد السياسي و الاستعمار الغربي بعد ذلك، مدعوما بالاستبداد الشرقي الذي تحول في شكله لما يخدم مصالح الامبريالية، في عرقلتها وخلخلة بنياتها و تحريف مساراتها التطورية الطبيعية. و لأننا ننتمي للذين مورس عليهم التحريف و التزوير وجميع أشكال التضليل و التجهيل و التخويف والترهيب... فالقيام بأبحاث ميدانية يحتاج إلى القدرة على مواجهة مشاكل متنوعة: الأمية و السلطة والشعوذة و الخرافات و العادات و التقاليد و العقلية القبلية و المخزنية و الطابوهات الدينية و السياسية...و ما إلى ذلك من وسائل الاحتجاز و الفرملة. و للذين يتهربون من مواجهة هذا الواقع و تحمل مسؤولياتهم تحت مبررات واهية مثل: "ما متوفراش الشروط الموضوعية دير شي حاجة أو الطريق خايبة أو ماكين مايدار..." لهؤلاء نقول:" ما هي الشروط الموضوعية إن لم تكن هي هذه الوضعية بالضبط؟" فهذه المشاكل بالجملة التي يتخبط فيها الجميع وانعدام شروط العيش الكريم هي الشروط الموضوعية. وهل هناك معنى للتفرج و البحث عن حلول فردية بدون مشاكل ؟ و هل هناك من معنى لمتابعة الدراسة في جامعة تبعد بنحو 600 كلم عن مقر العمل؟ و ما ينتج عن ذلك من تغيبات مستمرة وحرمان التلاميذ من حقهم في التعليم بشكل عادي، لأن غياب المعلم يربك التلاميذ و يدفع المعلم، بحكم تراكم الدروس التي من المفروض القيام بها أثناء غيابه، إلى تكثيفها و تكديسها بهاجس إتمام المقرر دون مراعاة مدى فهم و استيعاب التلاميذ للدرس. و نجد في المستوى الخامس و السادس من لديه مشاكل في بعض المسائل التي من المفروض أن يعرفها منذ المستوى الثالث. هذه المشاكل يذهب ضحيتها التلاميذ و المعلم كذلك، لأن لا يمكن المرور إلى الدروس اللاحقة بدون استيعاب التلميذ للدروس السابقة، و هذا يطرح مشاكل حقيقية، فهل يجب الرجوع إلى الدروس السابقة ؟ فهذه مضيعة للوقت بالنسبة للبعض. وإذا مررنا للمقرر الحالي فمن الصعب على البعض الآخر أن يساير. هذه إذن مشكلة يسبب فيها الغياب المستمر لبعض المعلمين اللذين لا يهمهم سوى أن يتمموا دراستهم و تناسوا أن من حق التلاميذ كذلك أن يتابعوا دراستهم بشكل عادي.و ليس من حقهم أن يؤثروا سلبيا على الآخرين تحت ضغط أوهامهم الخاصة. و كيف تعطي الأكاديمية رخصة متابعة الدراسة و هي تعرف أنه من المستحيل لمعلم يبعد مقر عمله عن الجامعة بمآت الكيلومترات أن يزاوج بين متابعة الدراسة و التدريس؟ لسنا ضد الحق في متابعة الدراسة و لكن لا نقبل أن يخرق حق التلاميذ في التعليم و المعرفة. لأن طموحات المعلم إذا كانت تؤثر سلبيا على طموحات و حقوق التلاميذ فإنها غير مشروعة .هي مشروعة في تناغم الأهداف و الطموحات الشخصية مع الأهداف و الطموحات الغيرية أو بصيغة أخرى، أن لا تكون الطموحات الشخصية عائقا لتحقيق طموحات الآخرين، أن لا أخرق حقوق الغير في ممارستي لحقي و أن لا يكون التمتع بحق معين على حساب الآخرين. ثم أن الهدف من استكمال الدروس أو متابعة الدراسة لا يكون في غالب الأحيان لدى البعض سوى وسيلة للترقي الاجتماعي أو لتحسين الأوضاع المادية و لتحقيق أهداف شخصية، مثل اللذين يفتحون محلات تجارية أو يزاولون أشغالا أخرى بالموازاة مع التدريس. و في حالة ما إذا كان الهدف غير ذلك، أي حين نفهم التعليم و المعرفة و العلم في ترابط مع حاجيات المجتمع، حين يكون القلق الإشكالي هو المحدد للرغبة في متابعة الدراسة، فالدبلوم لا يكون مسألة مهمة. القراءة و البحث لا يجب أن يرتبطا بالمؤسسة و فقط، فيمكن بل يجب أن نقرأ و نبحث بشكل مستقل، ونكون أحرارا في اختيار المواضيع و الأسئلة وطريقة التعاطي معها و نكون مستقلين في التفكير. الهدف هو معرفة الحقيقة و محاربة الجهل و الأمية و الدفع بالمجتمع إلى الأمام و المساهمة في تقدم الإنسانية. هذا هو الهدف الأسمى للدراسة و البحث و العلم و النشاط الذهني بشكل عام. خارج هذا التصور ليس إلا طموحات أنانية بمحددات سيكولوجية.
#ابراهيم_فيلالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-فيلالي راه براني و ماخصكومش تخليوه ابقى يهدر مع العيالات-
-
تقرير- موجه الى وزير التربية و التعليم المغربي-
-
تسمية وضع
-
بيان
-
إضراب عن العمل يوم الاثنين 26 مارس و الثلاثاء 27 مارس 2012 ا
...
-
الأوهام المشتركة أو الموزعة
-
السلطة و الذاكرة
-
لن تمروا ! No Passaran
-
دفاعا عن الطفولة
-
في امسمرير –إقليم تنغير صيدلية فريدة من نوعها
-
الجرح القديم
-
الجماعة القروية لامسمرير – ورزازات-
-
الكتابة كما اراها
-
- المنطق نتاشنوين -
-
زمن القفز و التقليد زمن ماذا إذن ؟
-
المغرب بصيغة الجمع
-
هذا الكلام...او معنى سياسي لمفهوم غير صحيح
-
الفنان و الاشهار
-
يقال ان...ا
-
2001 /سبتمبر11/
المزيد.....
-
لندن: اعتقال ستة أشخاص خلال مظاهرة لدعم زعيم منظمة يمينية مت
...
-
تبادل الأسرى بين غزة وإسرائيل.. خطوات منظمة تحت إشراف الصليب
...
-
العراق يوافق على توصيات مجلس حقوق الإنسان الدولي
-
الفلسطينيون يستقبلون المزيد من الأسرى
-
البنتاغون يرحل المهاجرين إلى غوانتانامو خلال أيام وفنزويلا ت
...
-
الضفة المحتلة تستقبل الأسرى المحررين.. فرحةٌ منقوصة وشهادات
...
-
الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.. تهدئة أم تصعيد قادم؟
-
اتهام نتنياهو بمحاولة إفساد صفقة تبادل الأسرى.. والبيت الأبي
...
-
القسام تبث مشاهد تسليم الدفعة الرابعة من الأسرى الإسرائيليين
...
-
الأسرى المحررون يكشفون التعذيب الوحشي في سجون الاحتلال
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|