مشاهد عراقية ... بعيداً عن السياسة - 12-

هيثم القيّم

الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 13:02
المحور: كتابات ساخرة
    

1-يبدوا أن السيد الشهرستانـي نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقـة ووزير النفط سابقاً .. مـُـتفائل جـداً ويرى الأمور بعـين الرضا والسرور .. فهو بين فترة وأخــرى يـزّف للشعب العراقي بشائر الخير وبشارات الفرح وهو مـُبتسم ووجهـهُ يملئـهُ الأنتعاش .. فقبل حوالي سنتين بشـّرنا بأن العراق ســيـُصدّر الغاز للخارج مما يعني موارد أضافيـة للدخل القومـي العراقـي .. وبعدها بشهور تم الأتفاق مع أيران لمد أنبوب من أيران الى العراق لتجهيز محطات الكهرباء العراقية بالغاز لغرض تشغيلها بشكل مستمر وتفادياً لتلكؤ تجهيزها بالغاز العراقي ...!! وفي العام الماضــي بشـّرنا بأن العراق سـيـُصدّر الكهرباء الى دول الجوار .. وعندما جاءنا الصيف الماضــي بلهيبـه الحارق .. تمتـّعنا بخمس الى ست ساعات تجهيز يومياً فقط ..!!
قبل أيام أنعش السيد الشهرستاني آمالنا وأعطانا جــُرعة تفاؤل رائـعــة عندما صرّح بالنص : (( سـتكون ميزانية العراق بحدود 500 مليار دولار في السنين القليلـة القادمــة )) ، على فرض أن أنتاج النفط سيتضاعف ..!! نرجوا أن تـُصرف مـُنحة الطلبة الجامعيين المـُـقررة برلمانياً وحكومياً في موعدها المحدد وهو بداية السنة الدراسية الحالية .. قبل أن تصل ميزانية البلد لـ 500 مليار دولار..!
يــُحكـى أن عصفوراً شعر بالبرد الشديد في الشتاء فمـّر بجانبـه حمار ، فاستنجد به ليـُدفـّـئـهُ .. فاجابه الحمار بسيطة حبيبي .. وقام بحفر حـُفرة صغيرة بحوافره وطلب من العصفور النزول فيها .. وبعدها أعاد التراب فوق العصفور ثم تـبوّل على الحفرة .. فشعر العصفور بالدفء نتيجة حرارة بول الحمار بعد أن تحوّل التراب الى وحل .. بعد أن أرتاح العصفور أخــَذ يــُغنــّي ويـُزقزق من الفرح .. وبالصدفة مــرّ ذئب في نفس المكان فسمع صوت العصفور ولكن دون أن يراه .. فاقترب بهدوء من مصدر الصوت ونبش التراب فاذا به عصفور .. فالتهـَـمـَـهُ لـُـقمة طـريـّة ...!!
2-من الأخبار المـُفرحــة التي نتمنـى أن نسمع مثلها باستمرار .. أن محافظـة بابل قد وقـّـعت عقد مع ممثل شركـة مايكروسوفت العالمية في العراق .. لتطبيق نظام الحكومــة الألكترونية في المحافظــة بمبلغ ملياري دينار ...! والحكـومة الألكترونية تعني ببساطــة أن المواطن الكريم والحـَبـّاب سوف لن يضطـّر الى التزاحم والبهذلـة والمـَـذلـّة والأبتزاز التي يتعرّض لها في أنجاز معاملاته الرسميـّة مع دوائر الدولـة .. بل سيضطر الى تـَـعلـّم أستخدام الحاسوب ومن ثمّ سيضـطر الى شرائـه فقط .. وعندها سوف يجلس في البيت وبجانبـه كيس چـبس يــگرگش بي وهو يــُدخل معلوماته المطلوبة لغرض أنجاز أية معاملة مثل أجازة السوق وهوية الأحوال المدنية وجواز السفر وتأييد سكن وصحـة صدور شهادة وفاة خالته ..الخ وقد جرّبـتُ أنا شخصياً هذه النـعمـَة مع اجازة السوق .. حيث قدّمت طلباً الكترونياً لتجديد أجازتـي قبل سنة وثلاث شهور وصرفتُ كارتونين چـبس لـيز .. ولحد الآن لم يصلنـي الســّرة ..!! يا أخوان الفكرة حضارية وجميلة ومطلوبة .. ولكن المهم سلامة وحـُسن التنفيذ .. والخطوة الأولى لأنجاح المشروع هي في تدريب وتوعية الكادر الحكومي الذي يعمل فيه .. والخطوة الثانية تدريب الناس وتعليمهم كيفية أستخدام الحاسوب .. والخطوة الثالثة تسهيل حصول الناس على الجهاز عن طريق التقسيط المـُريح .. والخطوة الرابعــة توزيع أكياس الچـبس مجاناً على المواطنين ..!!

3-بغــداد ستكون عاصمــة الثقافـة العربية لعام 2013 ... هذا ما أقرّتـهَ منظمة اليونسكو عام 2011 ... ويبدوا أن الأستعدادات لهذا الحدث الكبير تسير بشكل جيد حسب ما تــُعلنه وزارة الثقافة العراقية .. من تهيئة موسوعـة بغداد التاريخية والحضارية الى أختيار شعار بغداد المـُصمم من قبل أحد أساتذة الفنون الجميلة .. الى أنتاج الأفلام السينمائية .. الى التخطيط لعقد مهرجان الشباب العربي للمسرح ضمن فعاليات هذه الأحتفالية .. الى تهيئة البـُنــى التحتية لفعاليات المهرجان .. وغيرها من النشاطات التي تقتضيها المناسبة .. وكان مجلس الوزراء قد حـوّل مبلغ 40 مليار دينار من تخصيصات مشروع النجف عاصمة للثقافة الأسلامية بعد تجميده .. الى مشروع بغداد عاصمة الثقافـة العربية ... نتمنـى أن نستعيد بعض الفرح الغائب وبعض الفـَخـر المتواري مؤقتاً .. وتعود بغداد بألقـها المعروف وبهائها المـُشع عاصمة للفكر والأدب والفنون .. ونتمنـّى أيضاً أن لا تــَذرّ غربان الظلام و التخـّلف بقرونها لتمنع الموسيقى والمسرح والرقص والغناء .. لـتـتحوّل المناسبة الى مجلس عــزاء ثـقافــي ..!
--------------------------------------------------------------------------------------

من أقوال الفيلسوف محروم المـظـلومــي : عندما تكون غارقاً في الوحل ... الأفضـل أن تـُغلـق فــَمـَك ..!

سَــئـَل صــبي أباه : بابا شنو يعني قانون العفو العام ..؟
أجابه الأب : سأحاول أن أبسـّطـَها لك .. عندما يرتكب الأنسان جريــمة قتل .. أو جريمـة فساد ورشوة .. أو جريمـة تزوير .. ثمّ يـُلقى القبض عليه وتــَثبـُت عليه الجريمة .. يــُعاقب وفق القانون بعقوبـة مـُـعينة ويخـُشّ السجن ... قانون العفو العام يقول لهذا المجرم : حاول أن تكون أكثر ذكاءاً في المرّة القادمــة .. ولتخلــّينا نلقي القبض عليك بسهولــة ...!!
هـيـثم القـيـّم
15/ 10/2012

#هيثم_القيّم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات