قصيدة شعرية / آخر الآلهه

ياسر حرب الفقعاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 11:23
المحور: الادب والفن
    

آخر الآلهه
ضجيجُ الموانئ يلاحقُ السكر
في الانكساراتِ المتعبة
والبحرُ سلسلةٌ من ضبابٍ يداعبُ الأرصفة
يرسمُ وجوها ًللعابرين لغةً عابرة
خطواتٌ متداخلةٌ كالرقصِ السيريالى
في عاصفة
تنتظرُ الإذنَ لدخول اللوحة العائمة فوق المدى
والأقلام تقف شاحبة بجوار الظل
تأن من نزيف الحبر المتصاعد كالأنفاس المرهقة
أبوابُ الإلهِة مغلقة
وعشتار مسجى على موجةٍ صغيرةٍ يبحثُ عن وَجَهكَ
بين الأشرعة
يُسابقُك للبرتقالِ المنفى في حلمكِ
يراسلك عبر شبابيكِ الذاكرة سرب من هداهد
تختزلُ الوميضَ الهاربَ من الأجنحة
ليكسو جسدَ الطرقاتِ العارية
فلا تكترث إن صفعكَ البرتقالُ بالطرقاتِ العارية
عشتار آخر الآلهة
سجل حضورك في حضرهِ الذاتِ
واملاء رئتيك بطعمِ العتيقة
حتى تنفجرَ
أو تهربَ خلفَ ظبيٍ ٍشاردٍ فوق الماء
تقدم نحو الطين الراقص في كأس يبعثر بخور العبادة
دع نفسك لطقوسِ المكان
تعمق في الوِرِد الصوفي حتى الثمالة
فالمساحة ضيقة من تزاحم الجثث والملائكة
تمدد كما شئت لغة قد افهمها فوق اللهاث
العالق في شرنقة
الق ما تبقى من أسماءِك في شقوقِ اللغة
وعد إن استطعت لصُلبِ أبيك شكلاً أخر
بذرة جديدة
بلا خطيئة
لحن فراشة تغنيها الشفاه
حاول الاعتدال
كما سنبلة
في أغنية
ولا تكترث إن صفعك البرتقالُ بالطرقاتِ العارية
عشتار آخر الآلهة
سجل حضورك في حضره الذات
نبياً أو قديساً
و امنحني الجنة
طالع أبراجك بهدوء
ثم افترش حظك ونام
بلا أوسمة
وان باغتك الحلمُ بارزه بسيف خشبي
وأعلن الحرب على كل الأعمدة
فقد تسقط مغشياً من خبرٍ هنا
أو يقتلك خبرٌ هناك
فهي كالشوارعِ تتداخل كما الشرايين بالجسد
تصيبك بحر المساء
وعشتار لم يزل يناورني
يدخلني الملكوت بلا أسماء
ملكوت صحراء من الحب صغيرة
أنا وأنت لسنا سوى ظلالٍ في ظهيرة
تكتبنا الأمسيات قصة طويلة
قصة المدينة
قصة الصبار وإلههُ عشتار
فلا تكترث إن صفعك البرتقال
في الطرقاتِ العارية
لا تكترث
بقلم / ياسر الفقعاوى

#ياسر_حرب_الفقعاوى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل