|
بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الشاعر مصطفى جمال الدين ، نهضة الشعر وجدل الفكر
ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)
الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 23:27
المحور:
الادب والفن
البحث جزء من كتاب سيصدر قريبا للمؤلف ياسر جاسم قاسم مصطفى جمال الدين ليس شاعرا فحسب بل نهضويا صاحب رؤى فكرية ونهضوية لرفعة المجتمع وبداية سوف اشير الى ان الشاعر اعطى من حياته الكثير لنصرة الشعر وقضيته الانسانية السامية حتى اصبح شاعرا واقعيا وخياليا على درجة واحدة وقد يتساءل سائل :لماذا اخترت ديوان نبات قلب لقراءته قراءة نقدية والجواب: اني وجدت هذه المجموعة الشعرية تمثل بواكير شعر مصطفى جمال الدين الشعرية حيث كتبها ما بين الاعوام 1946 و1952 وبعدها بقليل ، كما سلطت الجانب النقدي ضمن كتابي هذا على بعض الاشعار التي لم تكن ضمن نبات قلب لاهميتها حيث اني وجدتها مجموعة مع نبات قلب في كتاب واحد من قبل عائلته .وتعتبر هذه الدراسة الاولى من نوعها عن هذا الديوان الذي لم يكتب عنه اي شيء بتاتا وهي دراسة نقدية شاملة وكاملة لنبات قلب حيث شملت اغلب ما جاء فيه وفي هذا المجال فانا ادعو لقراءة شعر مصطفى جمال الدين هذا الرجل الذي شغل القلوب والعقول بشعره وصدق احاسيسه المرهفة التي جعلت من كلماته تحاكي واقعا وبتقريرية واضحة في اغلب الاحيان ولكأنها تقف اليوم اشعاره في سماء الانسانية خالدة وتدخل في عمقها مستمدة من جمالها رؤى جديدة تحث الخطى باتجاه مستقبل مشرق فشعره ليس انيا ومرحليا بل هو حاضرا ومستقبليا يعطي شعلا وضاءة توسع قاعدتها باستمرار لمحتواها الانساني . ومصطفى جمال الدين هو شاعر مجدد وليس أدل من ذلك دفاعه المستمر عن شعرية الشعر الحر وتحقيق المسالة التاريخية لبداياته -على الرغم من عدم قناعته التامة بما يكتب من خلاله وعدم اعترافه بتاتا بقصيدة النثر - وراى ان الوحدة الموسيقية في الشعر العربي كما تنشأ من تكرار شطر متساو في كميته الزمنية ومرتب في مقاطعه الصوتية ، تنشأ ايضا من تكرار تفعيلة واحدة لها كميتها الزمنية وترتيب مقاطعها الصوتية ،وكل ما بينهما من فرق هو طول الوحدة الموسيقية في الشعر وقصرها في التفعيلة ،كما كان له موقفا من قصيدة الكوليرا لنازك الملائكة حينما اعتبرها موشحة وليست شعرا حرا وقصيدة (هل كان حبا) هي الشعر الحر. ولكن كلا من السياب والملائكة كانا مسبوقين بمحاولات جماعة ادولو في العشرينات والثلاثينات ،وبترجمة علي احمد باكثير ل(روميو وجوليت) على طريقة الشعر الحر سنة 1936م ومما نشره خليل شيبوب في مجلة ابولو سنة 1932 م وسماه بالشعر الحر، وكان موقف مصطفى جمال الدين من الشعر الحر كصورة للشعر الذذي واكبه واعتبر انذاك حداثة ونقلة نوعية في الشعر ،عبر عن هذا الموقف عبْر مقدمته للديوان :
1- انه شعر عربي من ناحية عروضية قائم على الاساس الكمي الذي يقوم عليه الشعر العربي ،ولا يختلف شعر التفعيلة عن العمود الشعري الا في حرية طول الشطر ،فقد يكون الشطر تفعيلة واحدة او اثنين او ثلاثا او اكثر بينما يلتزم العمود الشعري بعدد محدد من التفعيلات وهو في هذا يقوم على نفس الاساس الموسيقي الذي يقوم عليه البند من الحرية في عدد التفعيلات . 2- انه من الناحية الموسيقية يصلح للمحبة او للمسرحية الشعرية كما فعل عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحيتي ثأر الله الحسين ثائرا والحسين شهيدا وكما فعل صلاح عبد الصبور في مأساة الحلاج . ثم يكمل جمال الدين قائلا : اما ان يكون الشعر الحر بديلا عن شعرنا العربي في غير ذلك كما هو حاصل الان عند اجيالنا الصاعدة ثم ان جمال الدين يستمر في الحديث عن اوزان الشعر العربي بطريقة كلا سيكية داعيا من خلالها الى الالتزام بطرق كتابة الشعر العربي الكلاسيكية طبعا وهو في هذا كله يتناول قصيدة النثر معلقا عنها وعن اصحاب الشعر الحر قائلا(( ان جماعة هذا الشعر –يقصد الحر- بالاضافة الى ضعف الموسيقى الشعرية في تفعيلاتهم فانهم اثقلوا تجاربهم هذه بمدارس غريبة على حسنا وفهمنا الادبي للشعر ك(السرياليزم) والعلاقات اللغوية الغريبة في تركيب الجملة الشعرية وضعف الحس الموسيقي عند شبابنا حتى في مقاطع التفعيلة الواحدة ثم ما يسمى ب(قصيدة النثر ) وامثالها من صرعات واصبح هذا الركام الهائل في غرابته على لغتنا وضبابيته في افهامنا هو الزاد الذي يغذي ناشئتنا الجديدة لعدم وجود زاد اخر تحت تصرف اعلامنا العربي الذي سيطر عليه عسكر الثقافة الحديثة والشعر كما نعرف عملية تقليد ومحاكاة فاذا كانت الصور التي تقلدها الناشئة هو هذا الغثاء المغتر بادعاء الحداثة فلك ان تقدر مستقبل ثقافتنا الشعرية )) وقد تناول مصطفى جمال الدين في بعض من قصائده هذا الغث الذي عبر عنه بقصيدة النثر وما فعلته من تغريب للغة في عدد من قصائد ديوانه ومنها (الى الطليعة الشاعرة) و(مربدان)و(حارس اللغة) وغيرها ، ان مصطفى جمال الدين يشابه في نظرته هذه بعض الشعراء في قراءته لقصيدة النثر والنقاد ومنهم احمد عبد المعطي حجازي الذي اعتبر قصيدة النثر لم تقنع الجمهور العربي بانها قصيدة او بانها شعر بالمعنى الاصطلاحي للكلام واسماها القصيدة الخرساء وقد تحدى حجازي كتّاب قصيدة النثر بامرين اساسيين هما: أ- ان يتمكن القراء من تذوقها.ب- ان ينجح النقاد في تفسير ما يجدونه فيها من جمال محقق واعتبر حجازي ان ققصيدة النثر هي نص وحيد الخلية وفيه اعتبر ايضا ان القصيدة هذه شبيهة بالاميبا الكائن وحيد الخلية وان الاميبة بدائية النشئة وهي تشبه قصيدة النثر من حيث انها لا عقل لها وبالتالي فقصيدة النثر لا خبرة لها ولا تاريخ ولا تراث ولا قيد ولا شكل ولا نظام وذلك لانها خرجت على قوانين الشعر المعروفة وكذلك لم تأت بصور جديدة رائعة اخرست من يتكلم عنها بسوء فكانت بحق كما وصف هؤلاء النقاد والشعراء 3- ان نشوء الموسيقى الشعرية من تكرار تفعيلة بعينها في قصيدة طويلة اوقع نماذج هذا الشعر في رتوب ممل وتشابه نغمي جعله اقرب الى وقع ارجل الخيل وهي تجر العربات كما تصورت ذلك نازك وهي تكتب اول قصيدة حرة من الخبب وهذا ما يفسر لنا تشابه الجمل الشعرية في تجارب الشباب اداء وموسيقى وما يقال من ان التنوع يحصل من الحرية في طول الشطر لا اساس له من واقع هذه التجارب ،ما زالت وحدتها الموسيقية قائمة على تكرار التفعيلة لا على الشطر طويلا كان ام قصيرا ثم ان الشاعر مصطفى جمال الدين يستمر وعبر مجموعة نقاط بتناول رؤى مختلفة حول كيفية قيام السياب ومن بعده ادونيس للخروج من هذا الرتوب القائم على التفعيلات المتشابهة ،كما ويعتبر الشاعر جمال الدين ان الشعر هو مزيج خاص من اللغة والفكر والموسيقى والبراعة ان تبذل جهدك في تجانس هذا المزيج الثلاثي بحيث يستلذه شاربوه وكما تكون معاناتك وانت تختار المفردة الغضة من بين اطنان المفردات الجافة وتقتبس الفكرة الحية من بين الاف الفكر الميتة فيجب ان تكون نفس المعاناة وانت تختار الموسيقى الصعبة التي تشد اذان مستمعيك حين تقدم لهم جديدك الذي تريد له ان يكون بديلا لمألوف موسيقي ولد مع الاذن العربية المرهفة .ونشأفي حضن اللغة الشاعرة ويتبين من خلال دفاع مصطفى جمال الدين عن اوزان الشعر على الرغم من انفتاحه على الشعر الحر هو نشأة الشاعر كانت في مدينة النجف تلك البيئة الادبية التي كانت شديدة الاهتمام بالقديم والاحتفاظ به واكباره اكبارا شديدا حتى اكتسب هذا القديم قدسية بقدسية المرقد المقدس الذي تضمه ومنها خرج اعلام الشعر الكلاسي كالجواهري والشبيبي والحبوبي والصافي النجفي وصالح بحر العلوم وغيرهم كثير حتى لقد عد موقع الشعر في النجف من سماتها الاساسية وكان موقعها منه نادرة من النوادر واعجوبة من الاعاجيب يعنى اهلها بالشعر وسماعه والحديث عنه عنايتهم بالمسائل اليومية من اكل وشرب ثم يعطي مصطفى جمال الدين معاني وموجبات الحداثة في الشعر العربي وويعتبر ان الحداثة امر تتعاون عليه اسباب مختلفة ،هي خارج مقدرة الفرد شاعرا كان، او ناقدا وهذه الاسباب تعود في طبيعتها الى تطور المجتمع العربي ،وتطور ثقافته واتصاله بالثقافات المحيطة به، والى قدرته على الاستفادة من هذا الاتصال ثم براعته في عملية المزج الدقيقة بين (مستورده)و(موروثه) والى تهيئة التربة التي يملكها وصلاحيتها لتقبل الغراس الجديد وامثال ذلك من عوامل تقتضيها طبيعة تطور الثقافات بتطور مجتمعاتها ،فعملية الاتصال التي يركز عليها الشاعر تصب في باب الحداثة في المستوى الثقافي وليس حصرا على الجانب الشعري فقط فكأنما الشاعر جمال الدين يعطي الخطوط العريضة للحداثة الثقافية بصورة عامة وشاملة وللشعر دور اساسي فيها ،والاهم من ذلك مطالبته بعملية مزج دقيقة بين الثقافة المستوردة والموروث بحيث ناتج هذا المزج لا يضحى هجينا ليس له هوية وهذا يجعلنا نبحر مع مصطفى جمال الدين بهذه الاراء النهضوية الثرة بل انه يعطي مقياسا لتقبل ناتج هذا المزيج من قبل المجتمع العربي كدلالة على نجاح عملية المزج وذلك بقوله((كل ما يملكه الفرد المتذوق ،او الجمهور المتلقي ،هو الانفعال المعجب بثمار هذا الغرس الجديد ،او الاباء النافر عن تلقيه بالقبول)) فالغرس الجديد وجدوى تقبله من عدمها من قبل المجتمع هو الحداثة بنظر مصطفى جمال الدين فالحداثة والتقليد حسب رؤيته ليستا وليدة عصرنا الذي نعيش ،بل هي موجودة في كل عصور ادبنا العربي وبخاصة بعد اتصال هذا الادب باداب الامم الاخرى ،ويعطي جمال الدين دليلا على تطور شعرنا العربي وتاثره بالاداب الاخرى على اختلاف عصوره ،اننا لو وضعنا مجموعة من قصائد هذا الشعر منتقاة من ازمنة مختلفة ،ولكنها غُفلٌ من اسماء شعرائها وعرضناها على متتبع لهذا الشعر دون ان يكون مسبوقا بها ،لاستطاع ان ينسب كل قصيدة الى عصرها الذي ولدت فيه ،جاهليا او اسلاميا او عباسيا او اندلسيا او نتاجا لفترة مظلمة او وليدا لنهضة حديثة فالمفردات التي تتألف منها القصيدة والموسيقى الداخلية وترف الجملة الشعرية وخشونتها وتركيب القصيدة وتدرجها وفكرتها واغراضها واسليبها البلاغية ورموزها وثقافتها العامة جملة ،كل ذلك بنظر مصطفى جمال الدين يشير الى عصر الشاعر وبيئته وانفتاحه الفكري على معرفة عصره ،اذن الحداثة هي مفهوم متحرك بنظر الشاعر وليس مفهوما ثابتا ،مفهوم يعتمد على الرؤى التحليلية لكل ما مر ذكره من اغراض وترف جملة وخشونتها وتركيب قصيدة وغيرها فالشعر بشكله ومضمونه ،نتاج قراءات الشاعر وتطلعاته ،يهضمها في فترة ما لتتمثل في موهبته بعد ذلك تجربة جديدة ،يؤثر في صقلها وابداعها كل ما غذى به قريحته من ابداعات لاخرين وتجاربهم وقواميسهم الشعرية المختلفة . ويعطي جمال الدين امثلة من التاريخ بوصف بشار وابو نواس ومسلم بن الوليد ب(الحداثة )في عصرهم ،يصف كذلك غيرهم بالتقليد وكما يتهم ابو تمام ، من قبل نقّاد عصره ،بانه : (كسر عمود الشعر العربي) ،لانه لم يسلك في تركيب قصيدته مسالك جيله ،من الاصول التقليدية في بناء القصيدة ،كذلك يوجد الى جواره محافظون تقليديون لا يمكن ان يفرطوا بتراث عمودهم الشعري كما انه يذكر حول الحداثة الشعرية اشعار كل من ادونيس وسعيد عقل ويدافع عنها كاساليب جديدة في الشعر ويقول بما نصه ردا على الذين يقولون اننا لا نفهم ما يقوله ادونيس(( يوجد بالامس من يقول لابي تمام :لِمَ لا تقول ما يُفهم؟) ولا جواب عند ابي تمام غير ما هو عند ادونيس:( ولم لا تفهم ما يُقال؟) فالحداثة والتقليد والمعاصرة في نظر جمال الدين سمات ليست وقفا على هذا الجبل الذي نعاصر ولا يأخذ جمال الدين على جيل الشباب انه يحاول التحديث في اسلوبه وفكره وبناء قصيدته وانما ياخذ عليه تنكره لثوابت لغته وادبه وانه تركها وراء ظهره وهو يحاول هذا التحول المطلوب ويعتبر ان كل الشعراء العرب من رواد الحداثة الشعرية كنازك والسياب وادونيس وغيرهم لم يقيموا جديدهم على الفراغ بل خبروا لغتهم واسليبها وكتبوا فيها كل تجاربهم الاولى ثم اجتهدوا في الجديد الذي ارادوه واختلف الناس حولهم في تقييم ما ابدعوه اما مقلدوا هؤلاء الرادة من راكبي (الموجة الحديثة)-حسب جمال الدين- التي تطغى على صحفنا اليوم فلم يجعلوا من هؤلاء الرادة قدوتهم في التحديث الذي ارادوه فنشؤوا من غير جذور تعصم تجاربهم من عصف الرياح ، وتعطي لفراسهم نضارة لغتهم الشاعرة فالحداثة في نظر مصطفى جمال الدين في الشعر ليست في تجديد القالب الموسيقي الذي تسكب فيه هذه الاجيال ما تدعي له الحداثة كما ان التجديد والحداثة لا يمكن ان تبنى على فراغ ،فبمقدار ما يكون التحديث مطلوبا فان مراعاة ثوابت الشعر العربي في اللغة والاسلوب والموسيقى مطلوبة ايضا ولا يمكن لمجدد عربي ان يتجاهل ذلك والا فهو يكتب لعرب لم يوجدوا بعد ومصطفى جمال الدين كرائد من رواد الحداثة في الشعر وحسب مضمون كلامه هو يدعو الى الحداثة في الصورة الشعرية وفي الحفاظ على ثوابت اللغة وعدم المساس بها وهو معجب برواد الحداثة فها هو يشير الى ادونيس قائلا(( انا من المعجبين جدا برائد هذه الموجة(ادونيس) وبثقافته الواسعة ،وقدرته على التجديد وقد كتبت مرة للموسم الثقافي بجمعية الرابطة في النجف محاضرة عن ظاهرة التدوير في القصيدة المعاصرة نشرت في مجلة الرابطة ،رايت فيها ان قصيدة (هذا هو اسمي) كان من الممكن ان تكون (معلقة الشعر الحديث) لو كانت العلاقات اللغوية بيننها وبين قرائها على مستوى ما اعتادته الاذن العربية من علائق وان اخذت عليه فيها ان التدوير ظاهرة وظيفية تقتضيها طول عبارة الشاعر احيانا بما لا يكفي فيها الشطر او البيت ،ولكن ادونيس جعلها غاية وليست وسيلة فليس في عباراتنا الشعرية ما يمكن ان يمتد على مساحة عشرين شطرا او اكثر ويذكر جمال الدين ابياتا عن تمزق هذا الجيل وضياعه في حداثة لم يأخذ لها أهبتها :قائلا:
في كل يوم من (جديدك) صورة شوهاء زوّقها الغرور وورّدا أعطيتها لقبا وقلتَ لناظر متحيّر فيها: تجاوَزَك المدى أحسبتَ أن رطانة تلهو بها أدب يُعِدّك أن تكون مجددا وتظن ان (رؤى) غلاظا حولها تحمي غرورك أن يظل (مقلِِّدا) مهلا فلست ببالغ قمم المنى ويداك من شمع ...وريشك من مُدى جدد اذا اسطعت الجديد بفكرة تبنيك رخوا او تقيمك مقعدا واكتب جديدك في قشيب ناعم من نسج قومك تلقهم لك سجدا فالنهر لا يعطي النماء لنخلةٍ حسِبتْ كرملةِ شاطئيهِ الجلمدا اما اذا اخذنا الشاعر مصطفى جمال الدين كرائد للاصلاح الفكري والتنويري فهو قد ناشد بالاصلاح داخل المؤسسة الدينية نفسها في النجف ومحاولاته لتطوير المنهج وقد طالب بتطوير اسلوب الدراسة في الجامعة النجفية ومقرراتها وحاجتها لادخال بعض المفردات المعاصرة في منهجها واخذها باسباب التطور في ادارة شؤونها بما تقتضيه ضروف العصرنة التي نعيشها فهو قد شخص مجموعة اشكالات في المؤسسة المرجعية النجفية منها عمق الاهتزاز الذي تستبطنه مقررات هذه الجامعة الدينية وجمودها وعدم اخذها باسباب التطور المطلوب وكان يستغل اي حفلة تقام في النجف لكي يقوم بنقد مناهج الحوزة الدينية ومنها قصيدته التي قالها في تأبين المرجع الشيخ محمد رضا ال ياسين وقارن فيها بين مناهج النجف والازهر قائلا:
هلا تكونون من مصر وازهرها كما يكون من السلسال منبعه ام لا... فنحن أناس عمرنا سفه ان لم نكن ب(أتى زيد) نضيعه وثارت ثائرة المحافظين على هذه الدعوة لتجديد مناهج الدراسة واستغلت هذه المقارنة بين النجف والازهر ذريعة للحملة على هذه الدعوة التجديدية وكانت هنالك ردودا قاسية عليه ويعلق الشاعر على انه بقي مصرا على دعوته هذه قائلا وضمن قصيدة اخرى : هذي المناهج أطمار مهلهلة مرت على نسجها الاحداث والعصر وسوف ياتي زمان لا ترون بها الا خيوطا لهمس الريح تنـــــــــــتثر وفي قصيدة صونوا مناهجكم تصونوا دينكم التي كتبها عام 1952،فيها دعوة صريحة لتبني منهج العقل في التفكير والكتابة والابتعاد عن الجوانب السلبية في المناهج الدراسية وهذا واضح فيها قائلا:
يا قوم حسبكم الخمول فقد مضى زمن بفطرتها تشبُّ الرضع والعصر عصر لا يشب وليده الا ليعجبه المِفَنُّ المبــــــدع عصر المدارس عذبها واجاجها تبني العقول ..بما يضــر وينفع لا عصر كتَّاب قصارى جهده صحف مباركة وايٌ ممــــتعُ صونوا مناهجكم تصونوا دينكم وابنوا العقول يقم عليه مجمَعُ فالدين ليس يربه ويسوسه شيخ بمحراب الدجى يتـــضرع ولقد عهدنا الدين عند محمد سيفا بحالكة المنــــــــــايا يلـمع ومنابرا طلعت على افاقها خطب من الصبح المنور انصــع ومبشرين سروا بهدي كتابه كالريح تسري بالشذى وتضــوَّعُ أنى سرى الداعي فثمة معهد يرتاد منـبره اللبيــــــــــب الاروع واذا فخرتم بالمساجد انكم عُمَّارها فهم الســـــــــجود الركَّع هذا الجهاد ،فأين من عليائه جبب مخرقة وشيخ مُــــــــــهطِعُ
وقد وجد مصطفى جمال الدين من يسانده في هذه المعركة الادبية وهم جيل من الشباب ممن عاصره فكونوا تيارا دينيا اصلاحيا ومنهم كما يذكر :الفقيه المجدد محمد رضا المظفر والمحقق محمد تقي الحكيم ومحمد مهدي شمس الدين واثمر جهدهم عن تاسيس كلية للفقه ومجلة علمية محكمة ناطقة باسمها (مجلة النجف) وتضمنت مناهج الدراسة فيها دروس كقبيل :الفلسفة الحديثة والفقه المقارن وعلم الاجتماع وعلم النفس واللغة الانكليزية ....الخ. فيتبين كيف ان شعر مصطفى جمال الدين كان شعرا واقعيا اصلاحيا اهتم بالمعالجة الحية الاصلاحية حتى استطاع ان يحول دعوات التجديد التي وضعها في شعره الى واقع ملموس تمثل في تطوير بعض ما تتطلبه الدراسة الدينية في الجامعة النجفية ويتبين دور الاصلاح لدى الشاعر وخطورة هذا الاصلاح من حيث انه اراد ان يبتدأه في المؤسسة الدينية نفسها التي عاش بين اكنافها حتى بلغ به التجرؤ عليها ان اسمعها الابيات التي ذكرت فيما سبق وانه خاف ان يفهموه بشكل خاطئ حتى قام وكتب اليهم ابيات وعبر عن هذا بقوله (وحين وجدتني اتصاعد في شدة النقد وقسوته خفت ان يفسر ذلك بخلاف ما كنت ارمي اليه فتراجعت الى القصد واللين معتذرا لمن بيدهم امر القيادة العامة وتحمل اعبائها فقلت :
يا سادتي ومن الامانة انها (شكوى )تعاد و(دعوة) تتكرر ومن الخيانة ان يقول مثقف يعتز بالراي الحصيف ويفـــخر ان الذين تحملوا اعباءها ظهر أشل ومنكب لا يقــــــــــدر فهم االذين تعهدوا اثقالها في يوم القى ثوبه المتـــــــــنكر لكنه الدرب العسير ودونه درب يظلل بالعرائش أيــــــــــسر ولسوف تركبه وشيكا ارجل كادت من التعب المبرح تعـــــــثر واذا(قسوت) عليهم فلان لي قلبا على اللهب المقدس يجــــــمر ولانهم أعواد عطر كامن لا بد كي يذكو شذاها تســــــــــعر
كما ان لمصطفى جمال الدين رؤية سياسية اصلاحية كان غرضها تطوير الواقع الاسلامي والعربي من ناحية انه كان دائم النقد للاوضاع العربية والاسلامية لاسيما في بلده العراق وهذا ما تناولناه في مجموعته نبات قلب وفي بعض القصائد التي كتبها قبيل وفاته بسنوات كما سيرى القارئ كما ان لجمال الدين رؤية اصلاحية للواقع السياسي في العراق وهذا ما عبر عنه كثيرا حيث انه كان ضد قيام حكم اصولي في العراق وهو ضد ولاية الفقيه بتاتا كرجل اصلاحيعتبر ان للامة الولاية على نفسها وفي حديثه عن تصور لمستقبل النظام في العراق اثناء وجود نظام صدام السابق في الحكم يقول ما نصه (( نحن ندعو –بعد التخلص من النظام الديكتاتوري القائم- الى قيام دولة اسلامية عربية ديموقراطية تحفظ هذا الوطن بعربه وكرده واقلياته الاخرى وبمسلميه ومسيحييه وسنته وشيعته وراديكالييه ومحافظيه ،والى بناء دولة مسالمة تستوعب متطلبات المعاصرة ولا تتعالى على قيم الاصالة وتقوم على اسس ثلاثة: الاسلام،والعروبة ، والديموقراطية، بحيث تتمازج هذه الاسس الثلاثة وتنفي عنها ما حملتها اياه بعض الظروف الاستثنائية من حدة وتصلب )) وسوف نتناول بشيء من التفصيل في الفصل الاول من هذا الكتاب الديموقراطية والعروبة والاسلام في نظر مصطفى جمال الددين وحسب ما جاء في مقدمة ديوانه كما انه يكمل في هذه الوثيقة تعريفاته حول هذه المبادئ الثلاث وبالشكل التالي حيث يعتبر :
أـ فالاسلام الذي نريده ليس هو الدولة الدينية القائمة على الخلافة او ولاية الفقيه وانما هو العقيدة التي تعتنقها غالبية الشعب العراقي بعربه وكرده واقلياته الاخرى ،وهو التشريع الذي تخضع له مجتمعاته في مختلف مجالاتها وعلاقاتها واحوالها الشخصية وهو بعد ذلك الفكر الذي صاغ شخصية الفرد العراقي وربطها بمجتمعه ابتداء بعلاقاته باسرته وذوي قرباه وانتهاء بعلاقاته العامة بمدينته وقطره وامته. وهذه العقليدة الاسلامية تتسع في مجال التشريع لحقوق ابناء الديانات الاخرى من العراقيين وتقاليدهم بما لا يجعلهم يتضايقون من جعل الاسلام اساسا لبناء الوطن. ب- والعروبة بلغتها وادابها واعراقها وواقع الصلة بين اقطارها شريكة هذا الاسلام فمع صياغة المجتمع العراقي ،وهي عدله في بناء تقاليده واعرافه ، فهل يكون غريبا ان نجعل من العروبة اساسا اخر لبناء دولتنا الحديثة في زمن تتطلع فيه الدول المتقدمة كأوربا الى التقارب والتوحد بين اقطار لا تجمعها لغة واحدة ولا تربط بينها ثقافة مشتركة. وهذه العروبة ليست هي القومية الضيقة التي تبناها ومارسها بعض المتسلطين على هذا الشعب مما كانت نتائج تلك الحروب الطاحنة بين العرب والاكراد في الخمسين سنة الماضية ، بل هي ذلك الجسد الذي كان الاسلام روحه تتسع لكل ما يتسع له الاسلام، من اخوة وتسامح وباستطاعتها ان تحمي لغات شركائنا في هذا الوطن وثقافاتهم وحقوقهم القومية بالقوة نفسها التي تحمي بها العروبة لغتها وثقافتها وحقوق ابنائها. ج- اما الديموقراطية فهي في نظرنا النموذج الامثل لنظام الدولة المعاصرة ، وهي الكفيلة بحل كل مشكلاتنا الطائفية والعنصرية ولا يمكن لاية فئة سياسية –اسلامية كانت او قومية- ان تطبق برامجها المطلوبة دون الوصول اليها من طريق الديموقراطية والغالبية البرلمانية ،ولو سلكت اي فئة طريق القوة والعنف لتحقيق برامجها لعدنا الى ما كنا نشكو منه طيلة هذه السنوات ممن طغيان واستبداد ، ونحن الشيعة من موقعنا وموقع المرجعية العامة لا نمنع كما قلنا ان تكون رئاسة الدولة لسني او شيعي اذا تم انتخابه بالطرق الديمقراطية .
د- من اجل ذلك ندعو لقيام حكومة انتقالية تكون مهمتها ما يأتي: 1- الغاء كافة المؤسسات القمعية التي خلفتها الديكتاتورية ،واعلان العفو العام واطلاق سراح السجناء السياسيين من مختلف الاتجاهات واعادة المهجرين في الداخل والخارج الى مواطنهم وتعويضهم عما فقدوه. 2- البدء فورا باعادة التعمير واحياء المرافق الاساسية لتامين الحياة الضرورية للمواطنين من خدمات صحية ومياه وكهرباء واتصالات ومواصلات وتوفير ما يلزمهم من غذاء ودواء. 3- اطلاق الحريات العامة وفسح المجال لابناء الشعب في التنظيم الحزبي والنقابي والاجتماعي وتوفير الحركة للتعبير عن الراي باصدار الصحف ومنع الرقابة عليها وضمان حق التظاهر والاضراب والتجمعات وغير ذلك. 4- تصحيح علاقات العراق عربيا واسلاميا ودوليا وانتهاج سياسة خارجية مستقلة تقوم على مبدأ حسن الجوار والتضامن العربي والاسلامي واقامة احسن العلاقات مع كافة الدول والتمسك بميثاق الجامعة العربية ومواثيق الامم المتحدة ومراعاة مصالح الدول الصديقة بما لا يتعارض مع المصلحة الوطنية . 5- المبادرة باجراء انتخابات حرة وبالتصويت السري المباشر لمجلس وطني تأسسي يمثل كل قطاعات الشعب تكون مهمته وضع دستور دائم للبلاد خلال فترة زمنية محدودة يعرض بعدها على الشعب للتصويت عليه، وتقترح ان تكون اهم بنوده:
أ- ان الاسلام دين الدولة ،وان الفقه الاسلامي مصدر رئيسي للتشريع. ب- ان العرب والاكراد شركاء في هذا الوطن الذي هو جزء من الوطن العربي الكبير ،يسعى جاهدا للتضامن مع الاجزاء العربية الاخرى في هدف الوصول الى تطوير اقتصادها وتحقيق وحدتها بما يحفظ لشركائنا في هذا الوطن حقوقهم وطموحاهم القومية . ت- ان الديموقراطية هي نظام الحكم في العراق وان التعددية السياسية وتداول السلطة وحرية الترشيح والانتخاب المباشر وحرية التعبير عن الراي والانتماء السياسي اهم ركائز هذا النظام. ث- الفصل بين السلطات الثلاث :التشريعية والتنفيذية والقضائية. ج- النص على الرقابة الدستورية والقضائية على مؤسسات الدولة ومرافقها وزارية كانت او غيرها . ح- العمل على بناء جيش عراقي قوي ووضعه تحت سلطة الشعب والدستور ومنعه من التدخل في الشؤون السياسية والحزبية وحصر مهمته في الدفاع عن الوطن. خ- العمل على تحرير المراة ومساواتها في حقوق الرجل وواجباته سياسيا واجتماعيا بما لا يتنافى مع الروح الاسلامية .
وعلى الرغم من تحفظنا على بعض النقاط الواردة لدى الشاعر في اعلاه والتي يفهم منها كيف انها تؤسس لضرب الحريات وليس لانفتاحها كما ورد في النقطة أ والنقطة خ ولكن تبقى بقية النقاط اساسية في بناء دولة مؤسسات قوية بعيدة عن مفهوم النص الديني .ان المصلح جمال الدين استطاع ان يكون شاعرا خياليا واقعيا ومصلحا اجتماعيا في ان واحد فهو لم يك فقط شاعرا ولكنه اثبت ومن خلال ارائه السابقة في هذه الوثيقة النادرة ،قدرته على صياغة نظام حكم ديمقراطي اصلاحي بعيد عن الاصولية الاسلامية التي كان يرفضها رفضا قاطعا باتا ان مصطفى جمال الدين ينظر الى اصلاح المجتمع نظرة ايجابية ويعتبر ان الاصلاح هو الطريق لبناء ونهضة الامة وقد اراد الاصلاح ان يبتدأ من المؤسسة الدينية لانها شديدة التاثير بالامة ، بالتالي اذا صلحت صلح حال الامة ،فكم حري بالامة ان تعيد ذكره مستلهمة رؤاه النهضوية والاصلاحية في نظرته لمجتمعه وامته ،ان مصطفى جمال الدين هو شاعر اصلاحي نهضوي بامتياز وهذا ما دعانا ان نقرأ شعره ونقرأ ارائه قراءة نقدية في هذا الكتاب حيث ركزنا في قراءتنا على مجموعته نبات قلب ، وهي مجموعته البكر التي كتبها في بدايات حياته وحسب علمي لا يوجد احد من النقاد والشعراء قد سلط الضوء عليها ، وهذا شرف نستلهمه في كتابتنا عن الشاعر المصلح مصطفى جمال الدين ،ان مجموعة نبات قلب كتبت في فترات قديمة تمتد الى الاربعينات من القرن العشرين وقد قرانا قصائد اخرى ضُمّت الى الديوان ولم تكُ ضمن المجموعة وقد قسمت الكتاب الى ثلاثة ابواب: الباب الاول يتكلم عن اساليب متنوعة وردت في مجموعة نبات قلب وبعض القصائد المجموعة الى جانبها، والباب الثاني يتكلم يتكلم عن الاساليب الغزلية التي وردت في مجموعة نبات قلب.والباب الثالث يتكلم عن اساليب الرثاء التي وردت عنده وما فيها من جانب التمجيد والعظمة وليس الانتكاس والخذلان .ان القراءة النهضوية المستلهمة لاشعار الراحل الدكتور مصطفى جمال الدين تنطلق من ايمانه بالحرية والديمقراطية والانسانية وحب الانسان بكونه انسانا لا غير بعيدا عن المذهبية الدينية والاصولية ...ان النهضة التي ارسى دعائمها الشاعر جمال الدين عبر الشعر لهي نهضة احق ان يقف عندها الانسان متأملا اساليب البناء والتنمية واعمار الانسان في الازمنة والامكنة المختلفة ، ان قراءتنا لمجموعة نبات قلب هي اول قراءة نقدية حول هذه المجموعة التي لم يتناولها النقاد قبلنا ،املين ان يجد القارئ بغيته فيها وحرصنا في دراستنا ايضا ان نعرف باساليب النهضة والاصلاح لدى الشاعر مصطفى جمال الدين لانها كانت جزء لا يتجزأ من شخصيته النهضوية الفذة.
#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)
Yaser_Jasem_Qasem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفرض للاسلام هو الكفر في نظر عز الدين سليم
-
ديانة الخوف والديانة الاخلاقية- دراسة مقارنة
-
محي الدين بن عربي ونصر حامد ابو زيد........ العلاقة الفكرية
...
-
الشريف الرضي بين عناد غزوان وعزيز السيد جاسم... دراسة مقارنة
...
-
خطاب المرأة بين السلب والايجاب
-
هل لدينا خطاب نواجه به الاخر
-
خطاب المراة المستقل ضمان لتحقيق حريتها
-
البريكان شاعر الانسانية بصمت
-
التنوع الفكري لدى العلامة الدكتور علي الوردي
-
النظرة الى الموروث والقدرة على التقدم
-
هل قامت الاديان باختزال مفاهيم الانسانية
-
لقاء مع الدكتورة نوال السعداوي
-
اس وتراب ..... دلالات فنية ومسيرة شعرية قراءة في مجموعة احمد
...
-
المجتمع بين الواقعية والرمزية دلالات اليوتوبيا في تجسيد الوا
...
-
الفلسفة التربوية لمعاني الثورة وأسس التربية التاريخية في نظر
...
-
العولمة ... الاتجاهات والمناهج الفكرية ج2 : سياسات العولمة و
...
-
العولمة ..الاتجاهات والمناهج الفكرية
-
اشكالية الشرق والغرب في الاتجاهات الفكرية
-
العقل الايماني وارتباطه بمظاهر العنف
-
هشام شرابي قراءة في نظرية البعث الاسلامي والاصولية
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|