أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - تأثير البيئة العراقية على نفسية الإنسان العراقي .














المزيد.....


تأثير البيئة العراقية على نفسية الإنسان العراقي .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 18:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن التشوه الحاصل بالبيئة العراقية والمتمثل في شحة المياه وخاصة النظيفة والتصحر والذي تتشكل أسبابه في ضعف وقلة الجدار النباتي والذي ينظف الجو ويلطفه ويصد قوة الرياح ويمنع تكاثر الأتربة فيه , أما الإستخدام الحاصل للطاقة بإستعمال المولدات المحلية في الشوارع والبيوت والتي تملأ الجو بغاز ثاني أُوكسيد الكاربون وتتكاثر ايضاً مع هذا الغاز , الغازات السامة الأخرى , كغاز الميثان من المياه السوداء والمجاري ومن تفسخ الحيوانات الميته والمزابل , كل هذه الغازات يتنفسها الإنسان العراقي وتساهم بشكل مؤكد بتلويث الهواء والأطعمة والذي يؤثر حتماً في الصحة العامة والعقلية للفرد العراقي .
إن إستخدام أسطح البيوت كأبراج لشركات الموبايل هو الطامة الكبرى لزيادة نسبة الإشعاع والتي تؤثر تأثيراً مباشراً على أجساد العراقيين وعقولهم بالإضافة الى وجود الأسلحة المشعة المدفونة في كل أرجاء العراق على فترات زمنية متلاحقة والتي تؤثر أيضاً بشكل مباشر على الأطفال ونموهم الجسدي والعقلي وتسبب أنواع من السرطانات والتي كثرت بالفترة الأخيرة وخاصة في رؤوس الأطفال . إن التلوث الحاصل في الجو والأرض قد دفع الكثير من الحشرات والقوارض الى النمو بشكل مُلفت للإنتباه في العدد والحجم , كل هذا له تأثير على الصحة العقلية والنفسية , إذ تساهم في تلويث الأطعمة والبيوت وخلق أنواع من ( الفوبيا ) لدى الأطفال . إن من المعروف أن شحة المياه النظيفة تؤثر نفسياً على مزاج الفرد العراقي حيث قد أُثبت علمياً أن معدل شرب لتر ونصف من الماء يومياً يؤثر كثيراً في السلوك العام للفرد ويخفف من حدة المزاج ومن ضغط الدم , كما يقلل درجة حرارة الجسم , أما الظلام الذي تعيشه البيوت والشوارع العراقية فقد أدى الى زيادة نسبة الإحساس بعدم الطمأنينة والخوف المزمن خاصة لدى الأطفال والنساء , كما ساعد على إنتشار مرض الكآبة والتفكير بالإنتحار واليأس من الحياة ويُصَعد حدة المزاج لأن طبيعة الإنسان تميل الى الإرتياح الى النور والذي يبعث على الطمأنينة والهدوء لدى النفس الإنسانية . إن الطاقة الكهربائية هي أساس حضارة الإنسان فبفضلها تواجدت الصناعات بكل أنواعها , وعدم تواجد هذه الطاقة يؤدي الى الهبوط الإقتصادي والبطالة والتي تؤدي ايضاً الى خواء البيت العراقي , والخواء هنا لا يعني فقط الخواء المادي بل الخواء الروحي , إذ لا يعلم الفرد هل سيتوفر له طعام الغد , وهل سيستطيع أن يدفع ثمن طعام ودواء أولاده , ولا يخفى علينا بأن الفئة العاملة هي الأكثرية في المجتمع العراقي .
إن التلوث الحاصل في الجو العراقي وزيادة نسبة ثاني أُوكسيد الكاربون يؤدي الى تخريبات عقلية ونفسية في الطفل العراقي بشكل خاص , إذ أن الأُوكسجين هو أحد المصادر المهمة لتغذية الدماغ الإنساني , أما أبراج البث لشركات الموبايل فتشكل خطراً كبيراً ايضاً على البناء الدماغي , لذلك يُمنع الأطفال من إستخدام الموبايل بشكل مبكر . إن المشكلة الحالية ليس فقط في جشع الشركات وسوء التخطيط بل في طريقة تفكير والتبدل القيمي للفرد العراقي , حيث أصبح غير مبال بحياته أو موته , أو حياة أو موت أطفاله أو جيرانه بل أصبح ما يهمه هو الحصول على القليل من المال , وهذا يشكل تحولاً خطيراً في نفسية الفرد العراقي , فقد أصبحت قيّمه هشة ومشوهة وقل مستوى الحس الإنساني لديه وتبدل الى الإحساس النفعي , ولماذا يبالي الفرد العادي بالصحة العامة والمجتمع لا يوفر العمل للعاطلين , وهذا ما ركز أخلاقية الفرد في بؤرة واحدة وهي ذاته , وحتى ذاته هو جاهل برعايتها ومكتوف الأيدي .
إن التلوث الغازي في الشارع العراقي يساهم مساهمة فعالة في تأخر أداء عمل الدماغ ويساهم في ضعف التركيز لدى الكثير من الطلاب ويقلل من سرعة الإستيعاب والإدراك وهذا ما يشكو منه الكثير من المدرسين حيث تحيط مياه المجاري بالكثير من المدارس وخاصة مدارس الأطفال , وتتزايد نسبة الرسوب سنوياً في المدارس الإبتدائية والثانوية حيث يُفترض أن يجد الطالب في مدرسته البيئة النموذجية لكن الحاصل أن الطفل لا يجد في مدرسته غرفة نموذجية للدراسة أو حديقة للعب , بل يجد أمراضاً منتشرة ومعدية ولا تبالي العائلة أو المدرسة بالحفاظ على الصحة العامة لأبنائهم , وعلى هذا الأساس تزداد نسبة الغيابات من قبل الطلاب والمدرسين ويهبط المستوى الدراسي بإنحدار شديد , ولذلك يعمد بعض الأهالي الى أُسلوب الرشوة أو شراء الأسئلة أو تهديد الطاقم المدرسي للحصول على نجاح أبنائهم .
إن الإرتفاع الشديد في درجات الحرارة والغبار الجوي الكثيف قد ساهم مساهمة فعالة في تأخير النمو الدراسي والعلمي وزيادة الأمراض التنفسية وأمراض ضغط الدم , ودفع الطالب الى الإحساس بالكسل والتراخي والتعب وضعف التركيز ايضاً , حيث تفتقد معظم المدارس والجامعات الى أجهزة التكييف وبرادات الماء ويعوض عنها بقناني ( الببسي كولا والكوكا كولا ) المبردة , ولا يخفى على القاريء الأمراض المترتبة على شرب هذه المواد والتي تؤثر على الجهاز الهضمي والجهاز العصبي . إن درجات الحرارة المتصاعدة يمكن السيطرة عليها بتقليل نسبة الغازات المتصاعدة والتي تسبب تشوهات في طبقة الأُوزون الواقية , ويمكن تفادي كل هذا بإستخدام الطاقة النظيفة وإستخدام الآبار الهائلة الجوفية النظيفة وعلاج شحة الأمطار علمياً وبناء جدار نباتي كثيف حول المدن يصد الأتربة والرياح كما يقوم بتلطيف الجو , وأعتقد أن هذا هو ما يُجدي نفعاً لأجساد العراقيين وصحتهم النفسبة والعقلية لأن البيئة النظيفة والجميلة تشكل منتجعاً صحياً لتهدئة النفس الإنسانية وبناءها العقلي المتوازن .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العُنف ضد المرأة .
- أن تسمع للآخر أم حوار الديناصورات .
- أُمهات عراقيات .
- هل أصبح أطفالنا أشراراً !؟
- الكذب مرض أم ضرورة .
- الحب والكراهية .
- الأعلام النفسي
- اللا إنتماء في الشارع العراقي .
- أسئلة مراهق .
- الإدمان وأنواعه
- إذا كان ربُ البيتِ بالدفِ ضارباً ... فشيمة أهل البيت كلهم ال ...
- اللاعُنف منذ الطفولة .
- الطلاق هل هو الحل .
- لا يسلمُ الشرفُ الرفيع من الأذى ... حتى ؟
- حينما يثور الطلاب .. لماذا !؟
- أطفال الشوارع ( المتسربين ) .
- نحن أُمة لا تقرأ .
- المُحاكاة ماذا بشأنها .
- أولاد سمك القرش .
- الحزن سمة أساسية في شخصية الفرد العربي .


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - تأثير البيئة العراقية على نفسية الإنسان العراقي .