محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)
الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 04:18
المحور:
الادب والفن
صرخة في وجه القتلة!!!
العمرُ شراع يمخر في ليل المجهول صدى أنينٍ واوجاعٍ تعصف الرياح به , وتقذف صوب أصقاع نائيةٍ ،
وقيعان ملحيةٍ تتشقفُ ، وفراغ ، ربانه على الدفّة ينوء بأوجاعٍ مزدهاتٍ ، وليس سوى الوجع صوت مسموع .
وصديقٌ تجبر الايام رفقته .
كمن يرقب النجوم مستئنساً بالألاء هذا ، والقمر يداعب خيوطه وبه يتغزل ، كنت أرقب طلعة امرأة ،
من وراء تخوم الغيب والماضي تجئ .كالحلم في ليالي الصيف العذبة تجئ . تفتح ذراعين من لهفة وبالكلمات تتعثر ،
تنتحبُ البسمةُ على شفتين كالتوت البريّ ، من سنوات عطشٍ للّقاءِ تجئ؟ .
لن اغلق باب العمر ورائي ، فأنا من عسل الليل مخلوق ومصنوع ، رغم ان قدمي عَلِق الطين بها ،
ولهاتي أمست حطباً مما كنت أذود عن ضحية شُحذت لها السكاكين ، وتوضأ بدمها القتلة قبل الذبح - هي منتهى ،
ذات المرأة التي شاركنا في ذبحها من الوريد الى الوريد ، كلاً على طريقته ، بالصمت احياناً وبالفعل أحيانا أُخرى - ما عالم هذا الذي نعيش بين دفتيه .
انه نفاق وكذب . عالم المال والقتل والاقوياء . أرفض ان اتسكع بباب الاسياد والاولياء .
ولن اطلق قدامهم آهة من صدري الممتلئ بدماً وحسرة ، وكيف تحول الدين الى تجارة ودكاكين تُقرأ فيها سورة الفاتحة وتبيع الاكفان وسكاكين الذبح ،
وتبارك القاتل وتحميه بآية الكرسي .
خلّيكِ صوبك الآن ، فما زلتِ اغنية الكون . صوتك مزامير داود ، فلا تترددي أو تخافي .
فماذا تخسر نجمة الصبح ، وان غاب القمر .
دائرة الضوء تضيقُ ، كنت آملُ ان تتسع لكنها تضيقُ وتضيقُ من حولي !!!.
من يكسرُ مرآة الصمتِ ويدقّ الاجراس الملقاة بلا صوت .
ننتظر طائراً لم يحطَّ على الارض بعدُ !!! لكن يتجددُ الاملُ في النفس مع اشراقةِ شمس كل صباح !!!.
#محمود_كلّم (هاشتاغ)
Mahmoud_Kallam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟