جلال خشيب
الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 04:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النقد الإحيائي و إعادة بعث مفهوم الخِلافة .. مجرد فكرة :
يحتاج مفهوم الخلافة في الإسلام إلى ما أسميته يوما ما "بالنقد الإحيائي" ، نقدٌ يهدف إلى إصلاح المدلول و تنقيته من شوائب الماضي و إعادة بلورته في قالب يتماشى مع المستجدات الضرورية التي تستلزمها متطلبات هذا الزمان عبر تفعيل الإجتهادات العقلية اللازمة بإعتبارها مسألة دنيوية ذات مقاصد نهائية تعبدية بدلا من إطلاق آلة النقد التهديمي الذي يعبّد الطريق أمام الإنفصال الكلاني السلبي بين حاضر الأمة و إرثها العتيق ... نقد إحيائي يحافظ على الهوية الذاتية و ينّقي المصطلح من الدلالات القوروسطية التي إلتصقت به ، كل ذلك بهدف إيجاد كيان روحي موحد يجمع الأمة تحت عباءة واحدة ، يقيها تشرذمات المصلحة السياسية القطرية و ينخر في وعيها الباطن ليُحدث تغييرا روحيا يتجه بالذات تلقائيا إلى الإنضواء تحت الدلالات الإيجابية لهذا المفهوم يكون عاملا تمهيديا مُعبدا لطريق الوحدة السياسية بين أقطار الأمة في المستقبل ...
إلتفتُ إلى هذه الفكرة حينما لاح بذهني تلك الدلالة السلبية التي كان يأخذها مصطلح الديمقراطية عند الإغريق –الإرث التاريخي و الخزّان الفكري للمجتمع الغربي- ، فقد كانت نظاما ينبذه الحكماء و يعبر عن منطق الغوغاء رغم ذلك فقد إنقلب اليوم بعد عصر الأنوار إلى الشعار الأول الذي تتغنى به المجتمعات الغربية بعدما أخذ مدلولا آخر -إيجابي هذه المرة- فصار يختصر دلالات سامية صارت بمثابة الطاقة الروحانية التي تتغذى منها الذات الغربية من أخوة ، حرية و مساواة ... بعدما تجاوزت منطق دين الإكليروس العقيم ... لم يخلى الغرب عن هذا المصطلح بل صار يتغنى به كموروث عتيق يضرب بجذوره في عمق التاريخ مشكلا هويته الفردية و شخصيته الذاتية فغدى مضلة تحتمي تحتها هذه المجتمعات في شتاء الأزمات .. فلما لا نستطيع أن نُحدث ذلك مع نموذج الخلافة مثلما فعلوا هم مع نموذج الديمقراطية ؟
جلال خشيب باحث مهتم بالدراسات الدولية و الإستراتيجية ، الجيوبوليتيكا و الفلسفة السياسية ، جامعة منتوري قسنطينة / الجزائر .
#جلال_خشيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟