نافزعلوان
الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 09:32
المحور:
القضية الفلسطينية
بسم الله الرحمن الرحيم
يا محلا أيام النكبة ..
يا محلا أيام النكبة عندما كان الدم الفلسطيني الموحد يصل إلي الركبة. وعرفنا من العرب أيامها من هو الصديق بينهم ومن هو إبن القحبة. كان البيت الفلسطيني يساع من الآجئين عشرة. يا محلا العيشة في الهواء الطلق وكنا للأطفال الصغار عندما يسألونا أين الدرا نقول ألا تعلمون أننا في رحلة. أخرجونا بالملابس التي كانت علي ظهورنا ورغم ذلك كانت المعنويات مرتفعة وفي الليل نصنع من طنجرة الطبيخ طبلة. حسرة علي زمان اليوم معنويات هابطة وأيام الفلسطينيين بالهزائم حبلة.
كنا أيام النكبة نسمع أصوات الرجال تهجم علي اليهود بالسكين والمقلاع والنبلة. أما اليوم فتجد فلسطينيون مسلحين من قمة الرأس وحتي عقلة الرجلة وحال مرور الجيب الإسرائيلي فإذا بنا ننقلب من عنتر إلي عبلة. يا محلا أيام النكبة أيام كانت المرأة الفلسطينية تلد في الحقلة وتعود ووليدها الجديد علي يدها يتدلي منه ومنها حبل الصرة إلي الخيمة لتطبخ لزوجها وأولادها طبخة رجلة أو بقلة. كانت العيشة والله حلوة مليئة بالكرامة العربية و العزة يطردونا من دولة إلي دولة. ورغم ذلك كنا صابرين وحافظنا علي العرض والشرف والعفة.
يا محلا يا إخوان أيام النكبة عرفنا طعم المرار والعيشة الوحلة. تشردنا في بلاد العرب وساهمنا في تعمير صحاري بلدانهم بعد أن كانت صحراء قحلة. ودرسنا في الخيام وكتبنا الواجب المدرسي علي الرملة. وأصبح منا دكاترة ومهندسين ووضعنا في عين كل حسود حصوة. وأصبح منا تجار ورجال أعمال وأصحاب مناصب في هيئة التجارة العالمية الحرة. صنعنا المعجزات أيام النكبة ولما عاد بعضنا إلي فلسطين فإذا بهم يقتتلون في حرب شوارع ياحسرة.
كم نحن بحاجة إلي نكبة تطهر فلسطين من كل نجس فيها ونجسة. نكبة تعيد إلينا الصواب بعد أن نسينا معني الألفة الفلسطينية واللحمة. قضيتنا الفلسطينية أصبحت بالنسبة للفلسطينيين من يستطيع منهم أن يحاصر الآخر ويحرمه وأطفاله من اللقمة. نحن يا قوم في أزمة بين من يقولون أن من يجب أن يحكم فلسطين هم من تمسكوا بها ولم يغادرها وبين من يقولون إن من يستحق أن يحكمها هم أبناء النكبة يتزاحم الزعماء في فلسطين ويضيع الشعب الفلسطيني في هذه الزحمة ... يا محلا أيام النكبة.
نافزعلوان - لوس أنجليس
#نافزعلوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟