جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 22:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقوم مجمل الفكر والعقيدة الإسلامية على فرضية غير علمية وخاطئة 100% ذلك أن الإسلام يقدس الشخوص ولا يخضعهم لأبسط قواعد التحليل النفسي ولا حتى يكلف نفسه بامتحانهم امتحانا مبدئيا وهو ينظرُ إليهم من ثقب الباب,ويقدس تاريخه دون أن يعرض هذا التاريخ على جراح متخصص بتشريح التاريخ,والشيء الأكثر خطورة في العقيدة الإسلامية هو أن الدولة أو كل الدول العربية التي تدافع عن الإسلام هي نفس تلك الدول لا تقوم مطلقا بتطبيق الإسلام في نصوصها وقوانينها ودساتيرها,والسبب ليس خوفا من الغرب ومن أمريكيا كما يقول عامة الناس بل لأن الإسلام نظريا مقبول جدا ولكن لم يشهد التاريخ ولا في أي يوم من الأيام على نجاح الإسلام وتطبيق خارطته في كافة مرافق الدولة بل تترك هذه المهمة إلى الشعب الأهبل,فالشعوب الإسلامية المختلة عقليا تحاولُ تطبيق الإسلام في بيوتها وهي تغض النظر عن الدولة وتعذرها عذرا أقبح من ذنب ,فلا الدولة ناجحة ولا الشعب ناجح وكلهم دائما ما يخرجون بنتيجة راسب جدا ,ولا تطبقه الحكومة في دساتيرها وهذه نقطة حساسة جدا وهي أن العارفين بالإسلام يدركون حقيقة(اليوتوبيا-الفانتازيا الإسلامية) وإن الإسلام كله من أوله لآخره عبارة عن وجهات نظر مثالية في بعض الأحيان ومن المستحيل أن تجري هذه المثالية على أرض الواقع كما تجري الأنهار من الشمال إلى الجنوب,والقرآن مثله مثل أي كتاب أدبي خيالي ينادي بالمثل العُليا,حتى نبي الإسلام نفسه وضع عدة قوانين على المسلمين في نفس الوقت الذي نجده يخرج عليها معتبرا نفسه أنه مميز عن باقي الناس,فسن لأصحابه أربع نساء في حين تزوج هو بإحدى عشر امرأة غير اللواتي رفضنه ولو عاش أكثر لتجاوز أكثر ولخرج على شريعته وعقيدته أكثر,وكما يقول المثل:من يعيش أكثر يشاهد أكثر.. إن الإسلام في كل مبادئه وفي كل ميادينه عبارة عن افتراءات على الإنسان والتاريخ والله حين لا يستطيع الإنسان أن يكون مسلما 100% ملقيا باللوم على الدولة وعلى وسائل التعليم,علما أن الإسلام هو أكثر دين يملك أكبر وأكثر وسائل إعلامية للتواصل مع الناس ومع ذلك لا يمكن أن نجد الإسلام مُطبقا على أرض الواقع شعبيا أو حكوميا لمعرفة الجميع بأن هذا الدين من المستحيل أن يحتمل أي أحد خفة دمه, ولا يمكن أن تجد مسلما واحدا مطبقا للإسلام بحذافيره كما هو مكتوب في الكتاب والسنة, ولست أنا من يقول مثل هذا الكلام وإنما الدعوة إلى تطبيق الإسلام من قِبل فقهاء كبار شاهد على ما أقوله وأينما أذهب أسمع الشيوخ وهم يناشدون بضرورة تطبيق الإسلام على أرض الواقع علما أن تاريخ علم الاجتماع نفسه يشير إلى أنه لم يسبق لأي دولة إسلامية نجحت في تطبيق النصوص الإسلامية بل الكل يكتفي بتقديس النصوص دون تطبيقها شرعيا على أرض الواقع,والصحوة الإسلامية التي تنادي عليها الفضائيات ومراكز الأبحاث والبحوث الإسلامية,نعم, كلها تنادي بتطبيق الإسلام على أرض الواقع وخصوصا في حياتنا اليومية حين تكلفهم الدولة بضرورة أن يلتزم الشعب بالدين الإسلامي, وهنالك مفارقة ولا أعجب من هكذا مفارقة ولا أغرب من هكذا مفارقة وهو أن نساء وبنات الملوك العرب والرؤساء يمارسن حياة المجتمع المدني في أوروبا وأمريكيا ولا تلاحقهم الشرطة الدينية ذلك أنهم من الحكومة التي ليس من واجبها تطبيق الإسلام لصعوبته الكبيرة وهذا الدين هو فقط لعوام الناس البسطاء والساذجين للغاية, فالدولة التي تدعو إلى الإسلام وتعجز عن تطبيقه تهرب من هذه المسئولية لتحمل كافة نتائجها إلى الشعب وليس إلى الحكومة ومرة أخرى نجد أن الشعب مثله في ذلك مثل الحكومة يتحدث عن الإسلام دون أن يشاهد بعضا من أجزاءه حيا وعلى قيد الحياة في بيوت المسلمين.
الإسلام بمجمله أفكار مثالية أنا نفسي أحترم تلك المثالية ولكن من المستحيل تطبيق هذه المثالية على أرض الواقع وإذا أصبحت الكرة في ملعب الحكومة نجد الحكومة تقذها بعيدا في ملعب الشعب وهذا مثله مثل لعبة القط والفأر, حيث ظهرت على أرض الواقع جماعات إسلامية وأحزاب إسلامية تحاول رمي الكرة في ملعب الخصم, فحزب التحرير مثلا يرى أن الدولة هي التي يجب عليها أن تطبق الإسلام وأن تعيد المياه إلى مجاريها من خلال إحياء رمزية الخلافة الإسلامية أما جماعة التبليغ فيرون بأن الكرة أصبحت في ملعب الشعب وعلى الشعب نفسه أن يقوم بتطبيق الشرائع الإسلامية في حين هنالك مناورات ومناوشات على الحدود بين حدود الحكومة الإقليمية وحدود الشعب الإقليمية والشعب المسكين لا يستطيع حماية حدوده من هذه النقطة لذلك هو يلهث ليل نهار من أجل اعتمار الكون من خلال تعميد كلمة الله كتابا وسنةً بينما الحكومة قادرة على حماية نفسها والخروج من هذه الورطة من خلال وضع قليلا من سم الفئران للشريعة الإسلامية, وهذا يقول بأن المسئولية على الشعب والشعب يقول بأن المسئولية على الحكومة وكلا الاثنان مخطئان جدا لأن الإسلام يقوم على مغالطة غير ناجحة بتاتا لأنه يقدس النصوص الدينية قبل أن يقوم بفحصها فحصا مخبريا وكذلك الأشخاص يقدسهم أكثر مما يقدس الله أو يجعلهم ندا له, وهنالك مغالطة أخيرة في هذا الموضوع وهو أن 99% من الداعين إلى تطبيق الإسلام نجدهم في بيوتهم غير قادرين على تطبيق الإسلام في داخلها وإذا تم القبض على داعية مسلم وهو في بيته غير قادر على تطبيق الدين الإسلامي يرمقك بنظرة تطلب منك التغاضي عن مجمل أفعاله ليقول لك في النهاية: يا أخي خذ من أقوالي ولا تأخذ من أفعالي,وهذه مقولة يلجأ إليها معظم الإسلاميين والمتأسلمين مثل مرشد جماعة الإخوان المسلمين في مصر حين طلب من جمال عبد الناصر تطبيق وإلزام البنات على ارتداء الحجاب في كافة أنحاء الجمهورية المصرية فقال له عبد الناصر: (إنت بنتك بتدرس طب في الجامعة ولا ترتدي الحجاب,فلماذا لا تطبق الإسلام عليها؟) فقال:لا أقدر,.. فقال له عبد الناصر :إذا كنت أنت غير قادر على تطبيق الإسلام على امرأة واحدة فكيف تريد مني تطبيقه على الملايين من النساء المصريات وأن أنزل للشارع وألبس كل بنت على راسها طرحه؟).
إن الصرخة الكبيرة التي تخرج من رؤوس المآذن وشاشات التلفزة والتي تنادي بضرورة إحياء الإسلام تدل على فشل الطرفين وهما الحكومة والشعب فلو أن الإسلام مطبق 100% على أرض الواقع لَما سمعنا المآذن وهي تنادي بضرورة تطبيقه على أرض الواقع,وتلك النداءات والصرخات تدل على فشل الإسلام في نزوله إلى الشارع والمدارس ودواوين الحكومات وخصوصا بيوت الرجال الدعويين الذي لا يخلو بيتا من انتهاكات صارخة وتجاوزات على العقيدة نفسها,وحتى تاريخيا لم يثبت على أي دولة أنها نجحت في تطبيق الإسلام نهائيا لا الدولة الأموية ولا العباسية ولا الفاطمية ولا العثمانية...إلخ,ولا توجد أيضا دولة إسلامية دينها الرسمي الإسلام مطبقة للشريعة الإسلامية بل دائما ما تلقي الدولة بالمسئولية على الشعب والشعب يرد للحكومة الصاع بصاعين ويلقي الكرة في ملعب الحكومة...فأن هو الشعب المسلم؟ وأين هي الدولة المسلمة؟وفي تصريح لأول رئيس جمهورية عربي مسلم من التيار الإسلامي وهو (محمد مرسي) في مصر,قال بخصوص اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل: بخصوص السلام مع إسرائيل أنا أحترم الاتفاقية الدولة في حين أن تياره الإسلامي الذي أوصله للرئاسة الجمهورية اغتال الرئيس السادات بسبب الاتفاقية بين مصر وإسرائيل.
ولننظر إلى بنات العرب المسلمات وشباب العرب المسلمين من كلا الجنسين ماذا يفعلون في الأندية الليلية في أوروبا والأمريكيتين الذين يفتخرون بإسلامهم ويتصدون للفيلم المسيء لنبي الإسلام وأين هم من الإسلام نفسه,وللرجل الذي يفرض على زوجته وبناته الإسلام في حين يكون هو غارقا إلى أذنيه بكافة المخالفات الشرعية ولا يستطيع مطلقا أن يتحمل الإسلام ولا ليومٍ واحدٍ في حياته.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟