|
هي وكرّتها ب14
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 13:27
المحور:
كتابات ساخرة
لعل ساسة العراق هم الوحيدون من دون ساسة الشعوب الاخرى ، لا يقرون على قرار ويوعدون الشعب ولا يفون باي وعد ، ويقولون على الاوراق ما لا يفعلون ، وبتعبير اكثر دقة انهم يستهزئون بالشعب وجعلوه العوبة بأيديهم يحركونه يميناً ويساراً كبيادق الشطرنج ، وخصوصاً عندما يقترب موعد الانتخابات – البرلمانية او مجالس المحافظات – فهم (يسون الهور مرك والزور خواشيك) وعندما تتحقق ارادتهم ويحصلون على مآربهم ويصلون الى غاياتهم يتناسون ما وعدوا به الشعب على امل ان يضحكوا على ذقنه مرة اخرى ، وبتعبيرنا العامي يضربون الشعب بوري ، وعلى مدار العشر سنوات الماضية قد تلقى الشعب ما تلقى من البوريات انواع الضرب . ولو كنت اؤمن بالقدر لقلت ان قدر هذا الشعب المسكين هو الذي سلط عليه مثل كذا ساسة لا تعنيهم مصلحة الشعب بقدر ما تعنيهم مصالحهم الشخصية ، وانهم حينما جلسوا على الكراسي هو لخدمة انفسهم ومصالحهم الخاصة وكذلك مصالح احزابهم وكتلهم ليس الا . فهم ، حينما يجتمعون في مؤتمر او ندوة او قمة فواحد يأخذ باحضان الآخر ، وبعضهم يقبل بعضاً ، وبعضهم يصافح بعضاً ويضحكون كأنهم في ليالي انس ، وكأن ليس ثمة خلافات بينهم وانشطارات واختلاف في وجهات النظر يصل احياناً الى حد العراك والشتائم كصراع الديكة . وبعدما ينتهي المؤتمر او الندوة وتأخذ لهم وسائل الاعلام المختلفة تصريحات ، فيقوم كل واحد منهم بشتم صاحبه او خصمه ، ويقول بأنه عدو للعملية السياسية ويسعى الى عدم استقرار البلد امنياً وسياسياً ، ويمدح كتلته ويشيد بحزبه ويدعي بان خصمه يخالف القوانين ولا يلتزم بمبادئ الدستور ، وان التصريح الاخير له ما يدل على عدم الانسجام السياسي ، وانه يريد للبلد ان يلتهب ويريد من الشعب ان يتقاتل بتأكيده على النعرات الطائفة التي تجعل الشعب كتلة من نار ،وهكذا دواليك . والامر هذا ينطبق على جميع الساسة وعلى حد سواء ، فهم يحسون ام لهم يحسون ، فهذا ديدنهم وعلى رأي احد المطربين (امنين اجيب احساس للي ما يحس ) . فلو كانوا يحسون او يشعرون بمصلحة الشعب ما جرى الذي جرى . وموقف ساستنا هذا يذكرني بمثل من امثالنا الجميلة ، وملخص هذا المثل : ان احدهم كانت لديهم حمارة (مطية) ومع الحمارة ابنتها (كرّتها) فذهب بهما الى سوق بيع الحمير . فجاءه مشتري وقال له : بكم تريد هذه الحمارة وابنتها ؟ فقال : الحمارة بسبعة دنانير ابنتها ايضاً بسبعة دنانير . فقال المشتري : يعني هي وكرّتها بربع طعش . قال لا هي بسبعة وكرّتها بسبعة ؟ قال : يعني هي وكرّتها بربع طعش . وراح الجدال يطول ويعرض ما بينهما ، ولم تحل القضية الا بشق الانفس ، وبمجيء الخيرين ، وبتدخل مباشر من بعض دول الجوار . فهما كل يريد ان يكون رأيه هو الصواب وان كان يخالف ام لم يخاف الواقع . وساستنا ، هذا يجر طولاً ، وذاك يجر عرضاً ، وهذا يفرض رأياً وذاك يتبنى آخر ، هذا يتبجح ، وذاك يخالف بين الانتقاد وبين العداوة البغيضة . ولو اتينا الى الحقيقة الناصعة ، فهي وكرّتها بربع طعش ، تطبيقاً لقول المثل .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عذر ملوح
-
عراقي يقترن اسمه بالسماء
-
يا اميو العالم اتحدوا
-
استيراد قضاة
-
سولفها عالكرطة
-
محمد والسحر
-
مي بارد بربع
-
ديلاب الهوا يغلب الطيارة
-
انا استاذ ارسطو
-
بوهان العماري
-
سوادي ابو الدمام
-
الحرامي الشريف
-
الكرسي
-
ابو مصطفى وبطاقة السكن
-
نعيم الشطري : المرثية الاخيرة
-
المحروك اصبعه في عصر الديمقراطية
-
القاضي والسيطرة والبقال
-
بالمشمش
-
عنبر المشخاب
-
العراق بلد السيطرات
المزيد.....
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
-الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ
...
-
عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع
...
-
تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر
...
-
المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
-
عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|