علي عجيل منهل
الحوار المتمدن-العدد: 3875 - 2012 / 10 / 9 - 19:01
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
مقتبس من مقال الاستاذ الدكتور حسين حامد واعادة لمقال الاستاذ الدكتور على الساعدى وكذلك نشكر دور الدكتور عبد الخالق حسين
ونعتذر من استاذنا الساعدى من قيامنا بهذا العمل بدون علمه لانه يعز علينا معاناة هذا المناضل والمفكر البارز- والمكافح ضد النظام السابق- وقضى سنوات عمره الطويل فى الكفاح والنضال والتدريس من اجل رفعة الوطن وتطويره اقتصاديا واجتماعيا ، بعد أن اضطر الى تعرية بؤس الاضطهاد الواقع عليه ، في عدم صرف رواتب تقاعده ولسنين طويلة وهو رجل شارف على الثمانين من العمر، فأن ذلك يمثل تعديا سافر على حقوقه كانسان وبروفسور. وشخصيا ، ان لي معرفة قديمة مع الاخ الدكتور علي الساعدي في جامعة البصرة عندما كنت معيدا في الجامعة ، وكان هو من بين اعضاء الهيئة التدريسية في كلية الاداب على ما أتذكر ، وكان انسانا طيبا وودودا ومعروفا في ميوله الوطنية اليسارية
يقول--------------- الاستاذ على الساعدى --
وصلت بولندا منتصف 1956 وبعد سنة من تعلم اللغه وتكملة المنهج الضروري لخريج الثانوية الاوربية دخلت كلية حقوق جامعة وارشو العاصمه-وهي جامعة عريقة في بلد عريق عرف دوما بالمستوى الرفيع في العلم والثقافة ومعروف مثلا ان بولندا حصلت مرتين على جائزة نزبل في مطلع القرن العشرين بين 1904-1907 في الرياضيات وادب البحار ,ولحسن الحظ كنت من الطلبة النجباء حتى ان الجامعة اختارتني من ضمن اربعة طلبة يتشرفون بحمل راية الجامعة في الاعياد الوطنية والمناسبات الكبرى وكانت المرة الاولى لحملي لعلم الجامعة ضمن الكوكبة في 1958 في احتفالات بلوغ الجامعة عمرها الفتي-140-مئه واربعين سنه .
في61 حصلت على البكالوريوس في الحقوق وفي 24تشرين اول -يوم الامم المتحده عام 1962 حصلت على الماجستير بالحقوق بتخصص الارض الزراعية ولانني قدمت اطروحتي عن الاصلاح الزراعي في العراق -وهذا يعني اني احتفل بمرور خمسين سنه على حصولي على اول شهادة عليا واول عراقي بهذا التخصص
المثال واحد
في السنة الاولى لدراستي حصلت ضرورة لمقابلة المدير الاداري للكلية ووجدتها سيدة بالستينات من العمر مهيبه -تفاجاءت حينما راءتني لاني كنت نحيفا اسمرا وشعري-مكعكل-ولم تر شابا على شاكلتي فاوضحت اني عراقي وبعد اتمام الموضوع الرسمي قالت تسمح بالحديث معك بموضوع شخصي فلم امانع فقالت ماهو دينك فقلت انا مسلم-وهنا اخذت بشكل مهذب جم تتكلم عن الديانة الكاثوليكية وتحببها الي فشعرت باحراج شديد وشكرتها على حديثها ولكني قلت اني مسلم وعندنا تغيير الدين ليس فقط قضية شخصيه هذه هويه وخرجت ولكني كنت غاضبا لانني في بلد اوربي بل وبلد لاديني شيوعي وهذه السيده تمارس التبشير ,فراجعت جهة عليا في وارشو مستهدفا وضع حد حازم لمثل هذا التصرف مع شبابنا المسلم , فنظر الي الرجل الشيوعي المسؤل الكبير وساءلني-هل سمعت عن الجامعه تحت الارض-نعم وللقارئ الكريم ان بولندا احتلت احتلالا دمويا من قبل النازي الهتلري من 39-45 وقدمت قرابة عشرة ملايين من الشهداء من اجل حرية بلدهم-ويظهر ان البولنديين قرروا ان يستمروا بالتعليم الجامعي رغم المنع الفاشي والقتل-وهذه السيده المحترمه صاحبتنا كانت العقل المدبر للكليات والمناهج والقاعات تحت الارض وتدبير الاساتذه والمختبرات ,وباقل مايمكن من الضحايا وهذه الجامعات درس فيها عشرات الالاف وتخرج منها الالاف اثناء الاحتلال والكفاح المسلح من اجل التحرير-لذالك قال لي المسؤل الشيوعي الكبير ترى هذه القضية ليست ايديولوجيه عمل هذه الامراء اثناء الحرب بطولي اسطوري لايوجد احد في بولندا يقول لها على عينج حاجب -ارجوك كالاخرين خذ الامر بحكمه
المثال الثاني
كنت استاذا بجامعة البصره وكنت التدريسي الوحيد الذي قال للبعث لا لاانتمي لحزبكم في حملتهم لتبعيث الجامعات في اواسط السبعينات والبعث فاشي ويقتل على الشبهة لذالك في اواسط 1977 بلغوني ان رئاسة الجمهورية فصلتني من الخدمة الجامعية فسافرت لبغداد لاستلام مكافاءتي عن 156 شهرا فقد كنت فقيرا وصاحب عائله وخفت من العوز وفي التقاعد طلبوا مني شهادة بان فصلي لم يكن لاسباب مخلة بالشرف وكنت عصبيا وقلت اجعلوه هكذا فقالوا الابالستناد الى كتاب رسمي فذهبت لوزارة التعليم العالي وهناك وبعد معركة حقيقية احالوني للمستشار القانوني -اعتقد ان اسمه كان مؤيد دامرجي دكتور قاون اشيب واخذ يتكلم معي عبر الكتابة على وريقه لانه خايف وقد ظهر انهم فصلوني لثلاث تهم معاداة الحزب واهانة الدوله والتشنيع بالثوره ,وساءلني ان كنت قد احلت لمحكمة الثوره -لان كل تهمه عقابها على الاقل اعدام-وجهزني بشهادة ان سبب فصلي ليس لاسباب مخلة بالشرف وقبضت المقسوم وذهبت لاصدقاء وعرضت الامر فظهر ان والدي الشيخ حسين الساعدي كان مناضلا وطنيا وعدالاتيا وقد ساهم بانتفاضة تشرين 1952 وسجن وهجمت الحكومة على السجناء السياسيين عام 53 وهم عزل وكان الشيخ حسين من الشهداء ,ثم اني كنت طالبا بثانوية العمارة وقدت في تشرين2 اعام 1951 اضرابا تضامنا مع ثوار مصر الذين كانوا حينئذ يمارسون الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني في قناة السويس فنجح اضرابنا وكان داويا بل اضربت العمارة كلها تضامنا معنا ومصر-فكان ان ضربت بالخيزرانات حتى تكسرت من قبل المدرس وكيل الامن جاسم غفوري
ومدير الثانوية الكردي عبد القادر وكان طائفيا واسمي الثلاثي علي حسين مهدي ففصلوني لما تبقى من السنة وهرع الامن واعتقلوني في 19-1-52 لمدة شهرين وعذبوني حتى اني حصلت على بقع في رئتي لازالت موجودة رغم مرور ستين سنه وتسعة اشهر-وكان عمري حينئذ 16سنه و8اشهر وبعد هذا الحادث بثلاث سنين ساهمت في قيادة مظاهرة ضد توريط العراق بالحلف العدواني الاميركي البريطاني التركي الذي سمي بعدئذ بحلف بغداد فاعتقلت وعذبت في 1-2-55 وكسروا رجلي اليسرة بعدة اماكن منها اكبر عظم وهو الفخذ الايسر ثم في 2-7-55 حكمتني المحكمة الكبرى ببغداد ورئيسها المملوك القذر فريد علي غالب بالاعدام حتى الموت لان نوري سعيد كان يريد تعليق احد على المشنقه لتخويف الناس واجتمع مجلس الوزراء وخصصوا 83 دينارا لتكاليف نصب المشنقة في تقاطع شارع الفضل مع شارع غازي الكفاح حاليا ولكن حملة عراقية عربية وعالمية كبرى انقذت حياتي
بعد فصلي حصل لي الحزب الشيوعي العراقي على جواز سفر ومنحني اتحاد الطلبة العالمي منحه دراسيه في اوربا حيث حصلت على الماجستير 3 مرات والدكتوراه مرتين وعدت للوطن .
وفي 4-7-1970 قام البعثي رئيس الاتحاد الوطني بجامعة البصرة موسى عبد الحميد بقتل رئيس جامعة البصرة التربوي الشهيد الدكتور خليل الطالب وقد هرب للاسف جميع من كان ببناية رئاسة الجامعه بالتنومه-الا انا فضميري لم يسمح لي حدوث القتل وحاولت بتفاني معرضا حياتي لخطر حقيقي ان احيل دون جريمة القتل لان الجاني كان شابا واقوى مني جسديا فقتل الرئيس واصبحت الشاهد الوحيد حيث حكم المجرم بالاعدام ونفذ به في اليوم الثاني .
الخلاصه كما فهمت ان احمد حسن البكر بل وحتى صدام حسين كانوا يعرفون بقصة شهادة الشيخ والدي ويعرفون ان الناس كانوا يسموني الشهيد الذي يمشي على رجليه فحينما وصلتهم قضيتي كانوا يقولون بابا لاتورطوننا بقضية الدكتور ابن شيخ حسين فصلوه وانطوه باسبورت خلي يروح يشتغل بجامعه عربيه وهكذا كان .
لماذا ايها الزميل القاضي منير حداد لايوجد الان في العشر سنوات الاخيره اي اثر -للزينات-واصبحنا في صحراء قاحله في مجال الاخلاق واحترام شهداء وابطال شعبنا عبر تاريخه القديم والحديث
لااريد شخصيا اية امتيازات ولكني اعالج في الاردن على حسابي وبضيق- وقد احلت على التقاعد منذ 47
سبع واربعين شهرا من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ولم يصرف لي راتبي التقاعدي وانا رجل بلغ حوالي الثمانين من العمر-لماذا اعرف التكريم شئ بعيد عن ايام التصحر الاخلاقي ولكن الحقوق التقاعديه دستوريه ولا تتقادم
يجب تظافر كل القوى الخيره في عراقنا المظلوم لصابر لاستعادة ولو جزء من اخلاقيات شعبنا العراقى
ان وزارة التعليم العالى مدعوة لمراعاة الاستاذة وخاصة كبار السن وانجاز معاملات التقاعد باسرع وقت وعدم تركهم فريسة المرض والجوع والمعاناة الدائمة
#علي_عجيل_منهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟