أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حماده زيدان - أسفلت بلون الدم..!! (في ذكرى مجزرة ماسبيرو)














المزيد.....

أسفلت بلون الدم..!! (في ذكرى مجزرة ماسبيرو)


حماده زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3875 - 2012 / 10 / 9 - 17:26
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كان يوماً عادياً، قررت كالعادة النزول لوسط البلد، وكان لي أحد الأصدقاء "بلدياتي" في زيارة للعاصمة القديمة، وقد كلمني عند حضوره واتفقنا أن نلتقي بوسط العاصمة، ركبت سيارة أجرة، تحركت السيارة حتى وصلت بها إلى كوبري أكتوبر، وبالقرب من نزلة "التحرير" كان المشهد كالتالي:
"شباب، وبنات، وعجائز، يهرولون جرياً هنا وهناك وخلفهم تجري عساكر الجيش، ومن يمسكه أحد العسكر يتم سحله أمام المارة جميعهم، المشهد كان متوتراً للغاية، سألت أحد الراكبين بجواري عما يحدث فتبرع كثيرين بالإجابة، وكانت الإجابات معظمها متمحور في نقطة وحيدة "المسيحيين يضربون الجيش" وكانت الإجابة بالنسبة لي "صادمة" ومنافية لما أراه في الخارج، وصلت السيارة أخيراً إلى نزلة التحرير فقلت للسائق:
- هنا يا أسطى.
نزلت درجات السلم، وقلبي انقبض فجأة، رائحة الموت تستطيع أن تشمها منذ نزولك للميدان، وفي الميدان كانت اطارات سيارات محرقة في كل مكان، والظلام يغطي الأسفلت، ورجل يقف وحيداً يرتعش، ذهبت إليه وسألته:
- هو إيه إللي بيحصل..؟!
أجاب الرجل سريعاً..
- الجيش دهس المتظاهرين إللي عند ماسبيرو بالدبابات.
صدمني ما قاله، وتركته دون استئذان، وقمت بالاتصال بصديقي وحكيت له ما يحدث فنصحني بالعودة للبيت، أغلقت معه المكالمة، وتحركت أنا في الميدان، وتركته وتحركت نحو شارع "رمسيس" وعلى ناصية شارع "معروف" جلست على مقهى هناك، وعلى المقهى كانت حالة من الاكتئاب تسري في جموع الحضور، وما بين لحظات ولحظات كان يخرج علينا أحد الضحايا أقصد المتظاهرين، اللون الأحمر الدامي كان أكثر الألوان التي رأيتها تلك الليلة، جلس جواري أحد المراسلين وقال:
- دي مجزرة أنا كنت هاموت.
الدماء كانت تجري أمامي، رأيت لون الدماء يتحرك على أجساد المتظاهرين، أمامنا كل دقيقة يخرج علينا أحدهم، وأمامنا رأينا الضحايا الذين يخرجون من المذبحة، وأمامنا خرجت فتاة وصرخت في الجلوس جميعهم:
- قوموا الجيش هايجي "يدبحكم" زي ما دبحنا.. قوموا.. الجيش بيموت في الجميع.
تركت المقهى، ومشيت، كنت خائفاً وقتها، لذلك مشيت، مكتئباً كنت، لذلك مشيت، وحيداً كنت، لذلك مشيت، ما رأيته من دماء جعلني أكتفي بهذا، وقررت عدم مشاهدة "المجزرة" عن قرب، وقررت أن أمشي، وخلال رحلتي التي كانت في وسط البلد رأيت:
* ملتحين يتجمعون للدفاع عن الجيش..!!
* شباب ثائر يحاول التجمع لمساندة متظاهري ماسبيرو.
* شد وجذب بين الكثيرين في الشوارع وفي الغالب تتحول إلى معارك.
رأيت بوادر فتنة تخلق، وضحايا يذبحون، وجناة وقد تحولوا إلى ضحايا، الدماء كادت أن تنفجر من رأسي، والمكوث في وسط البلد هو "الموت المحقق" قررت العودة إلى الهرم على الفور، عدت، وعند عودتي، أخذتني قدمي للجلوس في "سيبر" جلست وفتحت الجهاز فرأيت الفتنة وقد انتقلت إلى الفضاء الإليكتروني أغلبية مسلمة كانت مع الجيش..!!، وأقلية وكنت أنا منهم يدافعون عن "الأقباط".. وتحول الأقباط كعادتهم من "ضحايا" إلى مذنبين وقتلة..!! وتحول "الجيش" على غير العادة إلى حارساً للدولة وغيرها من المصطلحات التي أخرجها التيار الإسلامي للدفاع عن "القتلة"..!! وكادت الليلة أن تمر كما "هي" لولا أن رأيت من بين الضحايا صورته، كان.. "مينا دانيال" وكنت لم أراه إلا مرة وحيدة من قبل، ولكن وبلا أسباب منطقية، تذكرته، وتذكرت حواري معه، وظل وجهه يؤرقني في ليلتي، وكلما حاولت النوم، رأيت وجهه النحيل ينظر إلى وجهي ويبتسم، لم أنم ليلتها، ولم أستطيع النوم إلا بعد حضور "جنازة الشهداء" وكان من بينهم.. هو.. مينا دانيال.



#حماده_زيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اثنتا عشر عارية.. قصة.
- الفرح..!!
- دون حذاء أفضل
- الطائفية صنيعة إخوانية!!
- حفل تحرش.. (قصة)
- محمد وعيسى.. بالعكس.. قصة.
- (مينا دانيال) الذي لم أراه إلا مرة وحيدة!!
- ذيل حصان.. قصة.
- خشخاش السماء.. قصة.
- وحي من الشيطان.. قصة.
- أصنام يعبدونها وسموها (تابوهات) (3) عندما تحول (الدين) إلى ص ...
- فاي.. قصة
- صمت العرش. قصة
- (أصنام) يعبدونها وسموها (تابوهات) (2) في عبادة ال (sex) أكتب ...
- (أصنام) يعبدونها وسموها (تابوهات) (2) في عبادة ال (six) أكتب ...
- للحقيقة ظل.. قصة قصيرة.
- عروسة تحترق.. قصة قصيرة
- المرأة بين (العُهر) والسياسة
- اللعبة (مرسي) ما بين جماعته والعسكر!!
- مشاهد من جمهورية (مصربيا) المسيحية.


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حماده زيدان - أسفلت بلون الدم..!! (في ذكرى مجزرة ماسبيرو)