خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 13:46
المحور:
الادب والفن
ثم أخذتْ تصرخ كعادتها والتلفزيون يصرخ بدوره .
استفقت هذا الصباح على نشاط جميل لم أعهده منذ عهد بعيد ، ورغم رذاذ المطر وكآبة السماء إلا أنني فتحت النوافذ والأبواب حتى الخلفية منها لأبتهج قليلا بمفاتن الحياة التي كثيرا ما أدير لها ظهري بسبب الإعاقة الذهنية التي أصابت العديد مناّ .
وكثيرا ما يحلو لي أن أدخل حديقتي المتوحشة وهي تئنّ صارخة من الإهمال و أن أغمض عينيّ على أن أستمتع بما هو جميل فقط ،إذ اكتشفت منذ أيام خلت أن شجرتيْ الورد التي غرستهما منذ أكثر من سبع سنوات قد ولدتا أخيرا وردتان واحدة حمراء والأخرى وردية وأنهما تتعافيان .
تذكرت أنني قد قمت بواجبي تجاه البيئة هذا الصيف حين خلعت عني كسلي الذي لا ينتهي وأقتنيت تربة عضوية لتخصيب الزرع كما أنني نقلت الوردتان الميّتتين =الحيّتين إلى أحواض أكبر و أوسع ،مما سهّل العملية .
هممت على استنشاق الوردة الزهرية ثم رأيت نفسي صغيرة وأنا أتنزه بين الورود المتدلية من البيوت منتعشة بعطرها ،مرحة وأنا أتنقل من حديقة لأخرى .
كانت الجارة لا تزال تتحدث في عويل مع ابنتها و تلفزيونها .
ثم اغلقت الباب واختفيت.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟