أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - في -المفاخذة - فقط، تلتقي أفخاذ أولاد العمومة !














المزيد.....


في -المفاخذة - فقط، تلتقي أفخاذ أولاد العمومة !


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3873 - 2012 / 10 / 7 - 18:52
المحور: كتابات ساخرة
    


رمضان عام 2006 كان شهراً كريماً جداً معنا، وفي كل شيء: مفخخات ، كواتم، خطف ، ذبح على الهوية. عسيرا كما هو في عسر هضم تنوع أطعمته.
واحدة من أسباب سوء الهضم، سماع أسئلة الصائمين التافهة، وأجوبة فقآه الإسلام عبر الفضائيات، وهو ما يثير القرف وسخريتنا. فمعظم أسئلتهم مكررة و تدور حول النجاسة و الجنس. الظاهر إنهما ما تبقى من عالمنا الخرب، وقد ينسينا مرارة عذاباتنا اليومية. ربما دعوة رمضانية "مالثوسية-اقتصادي" : لمائدة فقير أكثر جدباً ، وسرير أكثر خصوبة !

ليس جريمة ان نسمي فقيهنا بالعالم، فثمة مسئولية أخلاقية ! نحمله بها، تجبره على الإجابة بما يعرفه حتى عن الغيب والجن والذرة..! هكذا تعلم دوره، عالِم يجيب على كل الأسئلة !
حاقد علماني "دنغوز"، طلب النجدة عبر الهواء، استفسر من شيخنا عن حيرته الشرعية! حيال زواجه من ابنة عمه ذات العشر سنوات مستنجداً: بربك دلني ماذا أفعل، يا فضيلة الشيخ..؟
قال الشيخ الورع وبلا تردد: لك في رسولنا الكريم قدوة وأسوة حسنة ! عليك بـ"المفاخذة" لحين سني حيض زوجتك !. كان مؤدبا، قالها دون وسائل إيضاح !
هكذا الحال والحل إذن!! وكأن هكذا زواج، لا يتعلق بعادات البداوة والجاهلية الأوائل، ولا بأعراف ما قبل الإسلام، ولا بتشريعات التحضر، بل: بالقدوة الحسنة !؟
تبسيطات إسلامية هي واحدة من طرق التحايل على الإسلام والتاريخ والمجتمع، لم يكتف الإسلاميون بكل أنواع زيجات المُتع وزنا "الـويك أند "، فهم حريصون على خلود السنة النبوية 14 قرنا، تماماً حيث توقف الزمن في شعاب مكة. فشيخنا العالم لم يفكر بتشريعات الحاضر، وماذا لو كانت المفاخذة مع ابنته ؟ وما الأذى النفسي والجسدي الذي ستعانيه الطفلة ؟ انه معني بما تقوله وتسمح به صحاح السيرة، خارج متغيرات العصر وحقوق الانسان، خارج الحضارة التي كرمتنا بمشاهدته من غير موعد.
لكن ! ماذا لو يعرف شيخنا الجليل، إن سن بلوغ الفتاة حسب التعاليم التوراتية هو ثلاث سنوات ويوم واحد، وعمر بلوغ الفتى اليهودي هو تسع سنوات ويوم واحد؟؟ سيرتاح حتماً، وسيفرح ويفتخر كون الإسلام دين تقدمي متحضر لا يمت لا بالجاهلية ولا للبداوة بصلة ، فالإسلام لم يحدد نصاً، سن البلوغ، بل اعتمد على العرف، والقدوة الحسنة.!
المشكلة والحل !! ربما ! ( قلت ربما، فالحل موضوع شائك وعويص ) ان مشتركات أولاد العمومة " الإسلام واليهود"، أبناء سام ابن آدم، كثيرة، فمن قراءة متفحصة لغابر تأريخ وحياة البداوة في جزيرة العرب، سوف نجد ان ما يجمعنا من مشتركات مع أولاد عمومتنا اليهود، ليس مفاخذة القاصرات فحسب، بل تحريم الدم والميت ولحم الخنزير، وطهور الذكور وطريقة الصلاة والتلاوة، وعادة ذبح الأضاحي الوثنية، ناهيكم عن إيماننا بذات قصص وأساطير الأولين السومرية وجذور لغتينا الساميتين، فهل تستطيع ما حللته "أفخاذ" أولاد العمومة من مشتركات، أن توحد ما حرمته وفرقته سياسة خلق الأعداء التاريخيين المزمنة ؟؟
حاضرنا يؤكد ان الأصوليات الدينية تهيمن على المشهد السياسي في المنطقة ككل، وهي في حرب مع الحاضر ، مع مستقبلنا، سلاحها ترهات التاريخ وأكاذيبه. فهناك عودة للأصول والماضي، ربما سنشهد " مفاخذة " سياسية بين علمانية الغرب بقيادة اسرائيل العلمانية طبعا، ودولنا القاصرة التي تفتح كل ثقوبها لمتعة المماحكة القادمة!!
لعل التزاوج السياسي بين أصوليات المنطقة سيساعد على ذلك، باعتباره مفاخذة سياسية تتمتع بالثراء وأكثر لزوجة، تريح وترطب ضمائر ونفوس شيوخنا المريضة. حلم، ربما كفيل بحل عقد وعداوات المنطقة التاريخية وحل أزمة التردي الحضاري في الشرق الأوسط !!

لا غرابه سياسية، حين نجد هناك حراك وطني كبير في اليمن، لسن قانون يحدد سن زواج الفتاة بـ 17 سنة، في حين نرى في مصر الحضارة ! يحدث عكسه تماماً، فهي ترتد للخلف، فما يعني تقديم السلفيين لمقترحات "إسلاموية" لتحديد سن الزواج القانوني للفتاة بتسع سنوات، ومشروع قانون آخر للحد من حضانة الأم المطلقة لأولادها.

يقينا، تتجاوز مطالب السلفيين عادات الجاهلية وأكثر، فتخفيض سن الزواج دستورياً، يعني شرعنة ضمنية لممارسة شيوخهم مفاخذة ما ملكت أيديهم وايمانهم، من فتيات قاصرات، بحجة ستر الفقراء والقضاء على الفاحشة داخل جموع الجياع.! لنتخيل ماذا ستفعل الارستقراطية الريفية والإقطاع العشائري بعد سن هكذا قوانين.. فهم يحللون كل أنواع زواج المتعة، ويحرمون الغناء والفنون والموسيقى والسفور.! انهم يمنحونا صورة مشرقة ! عن سلفنا الصالح ؟

فتشريع هكذا قانون ذكوري! هو بقدر ما ينافي الشرائع الدولية الحامية لحقوق الطفل والمرأة، فهو سينتج أجيالاً معوقة بعقد نفسية وجنسية وعاهات جسدية مخيفة. ويمثل عودة لشرائع الغاب وقبائل ما قبل الدولة.

قصص من الأسوة الحسنة:
----------------------
* - فاطمة فتاة سعودية من نجران عمرها 12 سنة، باعها أبوها لرجل - زوَّجها - وقبض مهرا لها 10 آلاف دولار. الزوج عمرة 50 عام، متزوج وله عشرة أولاد أصغرهم، اكبر من المسكينة فاطمة. يقال ان الزوج اشترى لها "بلي ستيشن" هدية زفافها !!انها سنّة شرعية!
*- وفاء فتاة يمنية عمرها 11 سنة، زوَّجها ابوها عنوة، لمزارع عمره 40 عاما، هربت من بيت الزوجية لانه كان يضربه ويخنقها. العرف اليمني يحق للزوجة الطلاق بعد دفع المهر. مات أبوها قهرا بعد صرفه مبلغ المهر !
هل لمثل هذه القصص، من ذكرى، لقدوة حسنة أخرى، أحسن منها على الأقل !؟



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمرير واللعب في الوقت الضائع!!
- قانون العفو العام و-دولة القانون-، سلة واجدة !
- نداء مثقف: تبني يوم ل- شارع المتنبي- !؟
- إعادة إنتاج أفلام ومساخر - مطايا -التطرف !
- -الكردنة و الكردشة- ظواهر سياسية!
- أحقية الخلافة !
- 2 - طائفيو المهجر.. لمحات ومشاهدات
- 1- مشاهدات:. طائفيو المهجر، والدكتور جعفر المظفر !
- الأبيض والأسود وراء لقاء المالكي بقيادة الحزب الشيوعي!!
- -اختطاف- البرلمان، والخوف من فيروساته!!
- د. عادل عبد المهدي و..-الانتخابات المبكرة ، قرار مدروس ( ؟ ) ...
- في الجحيم ، لا غرابة حين توزَّع صكوك الجنة ؟!
- مهزلة استنساخ ..الإمام على والسيد المالكي !
- حذاري من تحسين السمعة بالاصطفاف القومي !
- قراءة في أغنية و- نشيد الكشافة -
- في الخواء السياسي! تمنح الثقة لقائد الضرورة القصوى !
- تحسّرنا..! وسنترحم أيضا !!
- -أبواب الرجاء- دجل تشيّع .. بلا رجاء !!
- رئيس جامعة النهرين يهنئ خريجيه : زمايل وساقطين !!؟
- -التستسترون - هرمون فحولة سلفي ينمو مع اللحى الإسلامية !!


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - في -المفاخذة - فقط، تلتقي أفخاذ أولاد العمومة !