بن ورقلة نادية
الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 18:23
المحور:
الادب والفن
ضاع من أمامي حلم بداية حياة سعيدة بعد أن فرغت من تدوين ملفاتي ووضعتها في خزانتي الكبيرة ،و خرجت لأبحث عن حلمي بعد أن شعرت بضيق و خوف و عزلة غريبة ، هنا لمحته مسرعا باكيا فركضت نحوه فأسرع في احتضاني و لومي على تركه في هذه المرحلة العسيرة و كيف لي أن ألومه و لم يكن قبل اليوم ليحدثني عن مشاكله و حياته البعيدة ،شكوته لنفسي و خلوت بمذكرتي التي أخبأها تحت وسادتي أكتمها سري بعد أن شطبت أسماء معارفي و شلتي الصغيرة فليس باستطاعتي لومه اليوم و هو من أمامي يتحدث بصوت خافت ينبئ بنهاية قصة فريدة ، فمسكت يده بصمت و بكيت بدوري على زمن أنفقته في خشية و تفان و حب منحته إياه إمرأة سخية ، ومشيت الى جانبه أرافقه الى باب منزلي وودعته برفق بعد أن شكرني و رجعت الى مكتبي فدخلته و عدت لأفتح ملفي الخاص الذي احتوى ورقة وحيدة فختمت و بصمت عليها باصبعي ورقة جلاء ضحية منسية و عدت لأسكن الى منفاي أنسخ ورقة أرسلتها اليه ليقرأ ما كان بخاطري منذ زمن و لم يعد بوسعي الاحتفاظ بها لنفسي بعد ما دار بيننا من حديث في ليلة العتق الأخيرة فاستدار خلفه و عاد يركض ليطلب الي حل طلاسم هذه القصة و عندما وصل الي مكتبي كان وقت دوامي قد انتهى فلحق بي الى منزلي فلم يجدني و ترك لي رسالة لم أفك لغزها و كأنه خطها بلغة عبرية فطويتها ووضعتها فوق خزانتي و هنا ابتسمت فكل الزمن الذي مضى لم يدعوني الى الخروج أو الجلوس للحديث عن حياتنا فكل ما علمني اياه و دفعني اليه هو الكتابة بطريقة عرضية و عندما كتبت اليه أراد أن يعيدني الى سابق عهدي أغالب عادتي القديمة .و لكني لم أعد أرغب في مزاولة مهنة التخفي وراء ستائري اللغوية أريد أن أبحث عن نفسي و أبتدع لغة عقل منطقية .....و له أن يظل راكضا يبحث عني فأنا لن أعيله و أتحدث اليه فقد اكتويت بنظرات خيبة الأمل الأخيرة و إن ظل طريقه فلن أركض وراءه ككل ليلة شتوية هنا سأخط ورقي بيدي و أكتم أنفاسي في حجرة التعبد الجورية .
#بن_ورقلة_نادية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟