|
ستالين والاستيلاء على قيادة الحزب
طريف سردست
الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 01:54
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ستالين والاستيلاء على قيادة الحزب ستالين دعم سياسة لينين. كان رأيه انه، طالما أنه يوجد نظام الحزب الواحد فليس من مانع بالسماح للشركات الخاصة الصغيرة. آشار:" السياسة الاقتصادية الجديدة هي سياسة خاصة للدولة البروليتارية جرى استنباطها للتعامل مع الرأسمالية مع الاحتفاظ بالمواقع الرئيسية في يد الدولة البروليتارية".
الصراع من أجل أقناع الرفاق بالسياسة الاقتصادية الجديدة ( النيب) انهكت قوى لينين خصوصا وانه حالته الصحية، بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، لم تكن على مايرام. كان يحصل على ساعات قليلة من النوم وأصبح يعاني وجع الرأس المزمن والأرهاق. لذلك شعر بالحاجة الى من يعينه على إدارة الحزب الشيوعي.
في مؤتمر الحزب المنعقد عام 1922 اقترح لينين أنشاء منصب السكرتير العام. كان ستالين هو مرشح لينين لهذا المنصب، إذ أنه يملك تاريخ طويل من الولاء لسياسات لينين. المنافسين لستالين لم يروا في هذا المنصب أية أهمية ، إذ رؤا فيه مجرد ناطق رسمي للينين، ودعموا تنصيب ستالين.
مباشرة بعد المؤتمر دخل لينين المستشفى لاجراء عملية استخراج رصاصة من جسمه، كانت باقية منذ محاولة الاغتيال. كان الامل ان ذلك سيساعد على تحسين صحة لينين. ولكن بعد فترة قصيرة اصيب لينين بجلطة دماغية، أدت الى إصابته بشلل في الجانب الايمن، ولبعض الوقت فقد القدرة على الكلام. وفجأة أصبح " الناطق الرسمي" مهم للغاية.
تعطل قدرات لينين استغلها ستالين الى اقصى الحدود. من مؤتمر الحزب حصل على سماح بتنظيف الحزب من الاعضاء "الغير مرضيين". هذا الامر سمح لستالين بفصل الاف الاعضاء الموالين لتروتسكي، الذي كان المنافس الرئيسي له على قيادة الحزب. وكسكرتير عام، إمتلك ستالين الصلاحيات لعزل وتعيين أعضاء في مراكز مهمة في الدولة. الاعضاء الجدد كانوا واعيين تماما انهم يدينون بالفضل لستالين شخصيا. كما انهم كانوا على علم ان عدم الولاء لستالين سيعني تبديلهم بأخرين.
محاطا بإتباعه، بدأت ثقة ستالين بنفسه تنمو بسرعة. في اكتوبر من عام 1922 كان ستالين معارضا لرأي لينين حول التجارة الخارجية. عند نقاش المسألة في اللجنة المركزية جرى الموافقة على رأي ستالين وليس لينين. بدأ لينين في القلق من سيطرة ستالين على قيادة الحزب. لقد كتب لينين الى تروتسكي يطلب دعمه. تروتسكي وافق مع لينين وفي الاجتماع التالي للجنة المركزية انعكس موقف اللجنة حول موضوع التجارة الخارجية. لينين، الذي لم يحضر الاجتماع بسبب مرضه، كتب الى تروتسكي يهنئه ويعده انه في المستقبل سيتعاونون ضد ستالين.
كانت زوجة ستالين، Nadezhda Sergeevna Alliluyeva, تعمل سكرتيرة في مكتب لينين، وبسرعة اطلعت على محتويات الرسالة الموجهة الى تروتسكي ونقلت محتواها الى ستالين. في لحظة غضب، ستالين أمسك سماعة التلفون واتصل بزوجة لينين، ناديجدا كروبسكايا، معنفا اياها ومتهمها بالتهاون في الحفاظ على صحة لينين بسماحها له بكتابة رسائل.
كروبسكايا اخبرت لينين بالمخابرة التلفونية، وقد توصل لينين الى استنتاج الى ان ستالين ليس الشخص المناسب ليخلفه في قيادة الحزب. كان لينين يعلم انه على حافة الموت ليكتب رسالة كوصيته الاخيرة ممتلئة بآراءه عن شخصيات كبار القادة في الحزب.
عبر لينين عن قلقه البالغ من اسلوب ستالين وقدراته السلطوية وأقترح ابعاده عن القيادة. " الرفيق ستالين اصبح سكرتير للحزب وركز سلطات كبيرة في ايديه ، وانا اشك انه على الدوام يعرف كيف يستخدم هذه السلطة بحذر كافي لذلك اقترح على الرفاق العثور على طريقة لابعاد ستالين عن هذا المنصب وتنصيب شخص اخر يختلف عن ستالين في ليكون: اكثر قدرة على التسامح، اكثر ولاء، اكثر انفتاحا، أكثر صدقا ويحرص على رفاقه".
ومهما كان الامر مات لينين قبل اتخاذ اي قرار. الان اصبح ستالين قائد السوفيتات. في البداية استمر ستالين على سياسة لينين الاقتصادية. كان مسموحاً للمزارعين ببيع محاصيلهم في الاسواق مباشرة ويسمح لهم بإستئجار الاجراء. والمزارع الذي تطور وازداد حجم نشاطه صار يطلق عليه كولاك
عام 1928 بدأ ستالين بالتهجم على الكولاك لعدم تزويدهم لعمال المعامل بما يكفي من الطعام. كانت خطته الجديدة تقضي ببناء تعاونيات زراعية تحل محل الفلاحين. كانت الفكرة تقوم على حث الفلاحين الصغار على الاتحاد في كيانات تعاونية لتصبح وحدات صناعية كبيرة. بذلك ستكون وحدات اقتصادية قادرة على إمتلاك المكائن الضرورية لمكننة الزراعة وزيادة الانتاج. غير ان الفلاحين الصغار كانوا يحبون حريتهم ورفضوا الدخول في تعاونيات جماعية حكومية .
غضب ستالين من " قصر نظر الفلاحين" وانهم يضعون مصلحتهم الشخصية فوق مصلحة (الحلم الاشتراكي الممكنن). بنتيجة ذلك حصل قادة الحزب الشيوعي المحليين على اوامر بمصادرة اراضي صغار الفلاحين والكولاك، لتنتهي مرحلة الملكية الخاصة للارض الزراعية تماما. والاراضي المصادرة اصبحت جزء من كولخوزات هائلة نشأت في جميع انحاء الدولة السوفيتية. مئات الاف الكولاك جرى اعدامهم وبضعة ملايين، ( حسب التقديرات 5 ملايين)، جرى نفيهم الى سيبيريا او اسيا الوسطى. ربعهم كانوا امواتا عند الوصول الى المحطة الاخيرة.
بعد وفاة لينين تحالف ستالين مع جناحين من اجنحة اقصى اليسار في المكتب السياسي، , Gregory Zinoviev and Lev Kamenev, من أجل ابقاء ليون تروتسكي معزولا وبدون سلطات. كلا من الرجلين كان لديهم من الاسباب للاعتقاد ان تروتسكي سيقوم بعزلهم إذا صارت له صلاحيات. ستالين اوقد مخاوفهم لجذبهم للتحالف معه. إضافة الى ذلك اشار ستالين، في حجته، الى ان الرفاق الاقدم، مثل زينوفيف وكامينيف، لديهم الاحقية في قيادة الحزب بالمقارنة مع رفاق انضموا الى الحزب متأخرين، كما هو حال تروتسكي الذي انضم للحزب عام 1917.
ليون تروتسكي اتهم ستالين بأنه يبني الديكتاتورية داخل الحزب وطالب بقواعد ديمقراطية في الحزب. زينوفيف وكامينيف اتحدوا خلف ستالين واتهموا تروتسكي بأنه يعمل على شق الحزب. الامل الاخير لتروتسكي للحصول على صلاحيات القيادة كان يقوم على نشر " وصية لينين". في عام 1942 طلب لينين من زوجته كروبسكايا ان توصل رسالته الى اللجنة المركزية لتنشرها على أعضاء الحزب. غريغوري زينوفيف وقف ضد نشر الرسالة على الحزب. في نهاية كلمته قال:" انتم شهدتم على الانسجام الذي يسود بيننا في الاشهر الاخيرة، سيأتي الوقت لتقولوا، كما أقول انا، ان قلق لينين لم يكن له مبرر". في النتيجة، اعضاء اللجنة المركزية الجدد، الذي كان لستالين دورا في وصولهم الى مناصبهم، صوتوا لصالح عدم نشر وصية لينين.
الحلقة القادمة: ستالين وتصفية رفاق الحزب
#طريف_سردست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تاريخ ستالين بدون رتوش
-
تاريخ إكتشاف أن العقل في الدماغ
-
الاعتقادات الذكورية عن المرأة من المسيحيين الى المسلمين
-
هل ينشأ السوبر إنسان؟
-
نجاح الانسان في تصليح اخطاء الخلق
-
إنجاز قبيلة الاسلام - وفشل الامة -4
-
محمد بين محاباة العرب وكراهية الاعراب -3
-
القبلية العنصرية في فكر محمد -2
-
العنصرية في الثقافة الاسلامية -1
-
راقبوا اليوم قذف الشياطين بالشهب
-
القبط، بين عهد الرسول ونكث الصحابة
-
الخطيئة من الفطرة الى قبيلة الاسلام والمسيحية
-
السكر السم الابيض
-
استخراج الطاقة من العدم وقانون حفظ الطاقة
-
ذاكرة الخلية وعلاقتها بالسرطان
-
دور العبيد في صعود وسقوط الاندلس
-
ضريح الولي والميت كلب
-
جرائم جوزيف ستالين
-
أهل الشام فينيقيين أم عرب؟
-
شعب مُذهل وطنه البحر ولم تلوثه الاديان
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 589
-
تحليل - فرنسا: عندما يستخدم رئيس الوزراء فرانسوا بيرو أطروحا
...
-
برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
-
إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات
...
-
المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان
...
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
-
استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
-
جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل
...
-
إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
-
إضراب عمال “النساجون الشرقيون”
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|