باسم الخندقجي
الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 17:17
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
صحوتُ من النوم صباحاً على صوتهُ المنبعث فيّ وسط أجواء القيظ والحرّ الخانق : " يا جهيمان حدّق فما يملكون فرائصهم .. "
عرفتُ أنه لم يكن سوى مظفر النواب ومن سواه الهائم في حزنه ووجعه الصالح لكل زمان ومكان .. ثم أَكمَلَ لتكتمل يقظتي ورجفتي :
" لم يناصرك هذا اليسار الغبي
كان اليمين أشد ذكاء فأشعل أجهزة الروْثِ
بينما اليسار يُقلّب في حيرة معجمه .
كيف يحتاج دمٌ بهذا الوضوح
إلى معجم طبقي لكي يفهمه . "
إلى آخر القصيدة .. إلى آخرها .. وأنا أعود من آخر حلمي إلى بداية هذا البياض المحدود برغبتي في كتابة مقالة عجولة ..
حسناً سأكتب لي ولكم التالي
إذا سقطتُ في الهاوية وأنا نائم فإنني لن أشعر بالألم ولا معنى السقوط والضياع والفشل .. ولكنني إذا كنتُ يقظاً سأدرك تماماً أن هاويتي تراني كما أراها وأن سقوطي بما يعني نهايتي ولهذا يجب أن أكون حذراً ويقظاً على الدوام في أرض الجبال والدمار ..
ومن هنا أسألكم .. هل نحن شعب على أتم اليقظة ؟ وهل نسير ونجول في شوارع الوطن " الكنتوني " يقظين أم نائمين ؟
تدور بنا الأيام والسنين .. ونحن كما نحن شعبٌ تتقاذفه الأقدار وقدرة قيادته المُحنكة على الجبر تارة وعلى الواقعية تارة أُخرى .. سلّمنا أمرنا للقهر .. وللإحتباس الأخلاقي المُعتمل فينا حد الإختناق ..
تتغنى بحشدٍ من البطولات .. أوسمةٌ على متن تاريخنا المتواضع وعندما أصابنا الوهم حشوناها في وسادة ونمنا عليها ولم نستيقظ .. رغم تدافع البلاء والكوارث والمصائب والإلتهام لم نستيقظ .. أصابتنا لعنة السلبية والتسليم لإملاءات الواقع وتطلعات من يقودنا .. أفهذا ما كنا نطمح إليه ؟
هو الشعب الفلسطيني من أغنى شعوب العالم ديمغرافياً .. ها هو شبابه حائر في أروقة الكنتونات والإلكترون الحديث يهيم على وجهه .. طائشاً سلبياً .. لا يملك من أمره شيئاً سوى إطلاق اللعنات عليه وعلى من أنجبه ..
أهكذا نتطلع إلى الوطن ؟
يا جُهيمْان .. أقصد .. لم يناصرك هذا اليسار .. لا .. لا .. أقصد أن تغلغل السلبية وامتدادها في القلب الفلسطيني إلى ما سيؤدي وماذا سيؤدي وماذا سيكون المصير الفلسطيني في هذا القرن " الإنترنتي " ؟
إن المطلوب اليوم من الشباب الفلسطيني على وجه الخصوص .. أن يستقيظ وينتفض .. أن يرتجف ويرقص على أنقاضه القديمة .. أن يرفض ويحطم قيوده التي قيد ذاته بها .. لكي ينطلق عاكساً السلبية إلى إيجابية فلسطينية هي وقود محرك الإرادة الذي يقود إلى الوطن .
إن المسألة هنا أخلاقية بالدرجة الأولى تتعلق في إعادة ترتيب وصياغة علاقتنا بالوطن وفهمنا لقضيته وتحدياتها .. وبعلاقتنا بالأساس مع أنفسنا ..
فهل نحن فلسطينيّون على أكمل إنتماء أم ماذا ؟
وكيف يحتاج دمٌ بهذا الوضوع إلى معجم طبقي لكي يفهمه ؟!
باسم خندقجي
معتقل بئر السبع
#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟