أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عودة وهيب - القوادون بين الامس واليوم














المزيد.....

القوادون بين الامس واليوم


عودة وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 17:17
المحور: كتابات ساخرة
    



ثمة مقاييس كثيرة تقاس بها درجة حالة المجتمع فالبعض يعتبر ان وضع المرأة في المجتمع يدل على درجة تقدم او تاخر المجتمع ، بعض اخر يعتقد ان درجة نظافة بيوت الراحة هو الدليل الواضح على درجة رقي المجتمع ..الى آخره من الاراء.
انا لي راي اخر ( متميز ) اذ اعتبر ان اوضاع القوادين في اي بلد ( نوعية عملهم ، عددهم ،(اخلاقهم) ، وضعهم الطبقي ، مدى سيطرتهم على البلد ومدى سطوتهم على الناس ،نظرة الناس اليهم ، نظرتهم الى الناس ) كل هذه الامور التي تخص اوضاع القوادين في اي بلد تشير بوضوح الى اوضاع ذلك البلد .ان اوضاع القوادين في اي بلد تتناسب مع صحة المجتمع تناسبا عكسيا ، فاذا تحسن وضع القوادين تدهور وضع البلد واذا تدهور وضع القوادين وقل شانهم تحسن وضع البلد وعلى شانه.
في العراق الملكي ( قبل عصر الثورات وحكم العسكر وقبل الصحوة الاسلامية ) كان عدد القوادين قليلا وان اغلبهم اميين او ان تعليمهم محدود ويعيشون محاصرين في مناطق محددة في اغلب الاحيان ويحتقرهم الناس، ورغم مايدره عليهم عملهم من ( رزق وفير ) الا انهم لايتميزون بالثراء ( الله مطير بركتهم ) وهم ورغم وقاحتهم وقلة حيائهم الا انهم يشعرون بالنقص لذا تراهم يجهدون انفسهم بابراز( حسن اخلاقهم) للتعويض عن نقصهم ، واغلبكم سمع بحكاية أيام زمان عن ذلك القوّاد ( الشريف ) الذي كان يركب سيارة اجرة ( نفرات ) وكان يجلس في مقدمة السيارة وصادف ان( اشّرت) نسوة الى السائق يطلبن الركوب في السيارة .. باشر السائق بتخفيف سرعته من اجل التوقف لاركاب النسوة فقال له القواد : لاتتوقف اني ساعطيك اجرة النسوة وفعلا نقد السائق المبلغ المطلوب فقال له السائق لماذا فعلت ذلك ( يااخا العرب ) فاجابه القواد قائلا : اني قوّاد مشهور وعندما يرى الناس تلك النسوة معي فسيظنون بهن السوء )... قوّادوا الامس لديهم بعض الغيرة ،كما انهم لايستطيعون التحرش ( ببنات الاوادم ) خوفا من غضب الناس ( لان ناس ايام زمان كانت لديهم غيرة ) ، والقوادون انذاك لايملكون قوة او سلطة تمكنهم من اسقاط ذوات الشرف والعفاف لذا فهم يلتقطون اغلب ضحاياهم من بين النساء الهاربات من ذويهن لاسباب معروفة في المجتمع العراقي انذاك.
قوّادوا الامس متخصصون فقط بقيادة طالبي اللذه ولايقودون الناس الى شيء اخر..
اما قوادو الزمن الحاضر فلهم شأن اخر. فهم ينتشرون في كل مكان ، وعدد كبير منهم يحملون شهادات معتبرة ( حتى ولو كانت مزورة ) ، ويشغلون وظائف راقية، ويتميزون بالثراء الفاحش ، وموقعهم الاجتماعي مميز، وبيوتهم من اغلى البيوت ، وسياراتهم من احسن الانواع واحدثها ، ويكن لهم الناس احتراما كبيرا ،وهم لايشعرون بالنقص ، كقوادي الزمن الماضي ، بل بالعكس من ذلك فهم فخورون بانفسهم ولذا فانهم متعجرفون ( شايلين خشومتهم ) كما انهم وهذا هو الاهم ( بتاع كلّو ) يمارسون كل انواع ( القوادة ) فهم لايكتفون برذيلة قيادة طالبي اللذة الى مواطن اللذه بل يقودون الناس ( احيانا يجبرونهم ) الى كل انواع الرذيلة : الرشوة ، السرقة ، التزوير ، القتل ، التجسس ، العلس ، بيع الضمائر الخ
قوّادو اليوم يبتكرون وسائل شيطانية ويشرعنونها ، بعد طلائها بطلاء ديني ، من اجل اسقاط المزيد من الضحايا، فمن شريعة المتعة ( التي لاتمت بتفاصيلها لتلك الشريعة التي شرعها الله وحدد لها شروطا قاسية ) الى زواج المسيار وزواج السياحة ووو زواجات هي فجور بيّن...
ان هؤلاء القوادين لايتورعون عن اسقاط من يقع تحت رحمتهم من النساء والرجال مستغلين درجاتهم الوظيفية ومايتمتعون به من مال وسلطان .
الفساد المستشري في العراق له سبب رئيس وهو ان القوّادين اصبحوا متنفذين وذوي يد طولى ،اما الشرفاء الذين لايسرقون ولايرتشون ولايزوّرون فوضعهم متردي ويستحقون الشفقة .. في عراق اليوم تحسن وضع القوادين بمختلف اختصاصاتهم وصاروا دينصورات مفترسة فساء وضع العراق وصار كدجاجة ( المصلحة ) التي حين تمسكها لتذبحها فانها لاتنقرك ولا( تقاقي ) وكل ماتستطيع فعله هو ان تذرق على يدك من خوفها ... انه زمن دينصورات القوادين .


عودة وهيب
[email protected]



#عودة_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل تأييد لمولانا المالكي- الرسالة الثانية
- رسائل تأييد لمولانا المالكي
- طبيعة الاعتقاد الديني
- سيدي انك ارهابي
- الأحزاب في العراق ..... من اين لكم هذا
- رسالة الى معالي وزير خارجية العراق
- ديرة بطيخ
- من سيحاكم هيئة اجتثاث البعث على جرائمها
- نعم لهيئة المساءلة والعدالة ولكن
- منشور حب
- المتدين والمتداين
- ميلن
- ( عودتني )
- اللطم من اجل( الهريسة)
- لا تخضعوا للضغوط الايرانية
- (حن بوية حن)
- في المطعم البحري الابيض
- لهاث الباء
- وزارة الداخلية ( والعوائل المتعففة )
- هل ان ( الحوار المتمدن ) حوار متمدن حقا


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عودة وهيب - القوادون بين الامس واليوم