|
أسماء الله وصفاته السيئة !
أحمد حسين حرقان
الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 11:25
المحور:
كتابات ساخرة
لله تعالى اسماء وصفات ألصقها به الناس منذ أن خلقوا الإله ذاته، وقد اختار له المؤمنون به من كل الملل والطوائف أسماء وصفات كثيرة، اعتقدوا أنها جميلة وحسنة، مثل: الرحمان والرحيم والغفور والقدير. أسماءٌ وصفات من وحي الطبيعة والواقع المعاش، وقد حرصوا أن ينسبوا له أسماء وصفات يرونها كاملة، وكثيراً ما تناقض هذه الصفات والأسماء التي اشتقت منها بعضها؛ كما ينسب المسلمون مثلاً لله صفة الرحمة واللطف، و في ذات الوقت يصفونه بالبطش الشديد والانتقام والتكبر، ذلك أن هذه الأسماء والصفات مشتقة من أفعال رأوها حسنة، فالتكبر، والإنتقام، والمكر بالأعداء، صفات خليقة بالأبطال من وجهة نظرهم، والله على رأسهم بطبيعة الحال. لكن الله تعالى بما أنه خالق الخلق ومسؤول هنا عن كل كبيرة وصغيرة من المفترض أن له أسماء وصفات سيئة! اخترتها للرب متبعاً نفس المنهج الذي سلكه ذوي الآلهة، و لا يفوتني في البداية أن أنوه على أن صفات الرب وأسماؤه منيعة من التشبيه، فهو السميع وسمعه ليس كسمعنا، وهو البصير وبصره ليس كبصرنا، وهاكم بعض أسمائه السيئة سبحانه : الغبي: وهو اسم مشتق من صفة الغباء، التي يتمتع بها المولى، فمن ذا الذي يملك الدنيا كلها، ويعلم كل صغيرة وكبيرة، وما كان وما سوف يكون، ثم يجري لخلقه اختبارات، ويعرضهم للمصائب والشرور لينظر كيف يعملون؟ ثم يأبى إلا أن يعرض الأطفال الأبرياء، و الحيوانات المسكينة، والطيور الجميلة، وسائر الكائنات لمثل تلك المصائب والآلام؟! ولماذا وهو القدير العليم الخبير، خلق الألم، والعذاب، وخلق النار ليلقي فيها بأناس خلقهم وأوجدهم هو بنفسه، بل وقرر من أول يوم أنهم هالكين؟ ثم إنه غني كل الغنى، ومع ذلك خلق لنفسه عرشاً ليستوي عليه، و ملائكة أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع! المكار: اسم مشتقة من صفة المكر (قل الله أسرع مكراً) يونس. (والله خير الماكرين) الأنفال. فهو أمكر من الثعلب سبحانه وتعالى. الكياد: اسم مشتق من صفة الكيد (وأكيدُ كيداً) الطارق. (إن كيدي متين) ن. فهو سبحانه في الكيد لا يبارى ولا يجارى. البليد: اسم مشتق من صفة البلادة التي يتمتع بها المولى، حيث أنه يفعل الأفاعيل ولا يبالي (من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون) الأعراف. (.. لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً،إلا طريق جهم خالدين فيها وكان ذلك على الله يسيراً) النساء. (خلق الله آدم ثم خلق الخلق من ظهره ، ثم قال : هؤلاء للجنة ولا أبالي ، وهؤلاء للنار ولا أبالي) حديث شريف. ومن بلادته سبحانه أنه لم يترك أثراً ثابتاً، ولا دليلاً قاطعاً على وجوده؛ لذلك يلجأ المؤمنين به إلى مسالك مضحكة مبكية لإقناع الكافرين بقضيتهم البائسة، ثم إن المؤمنين به طوائف تعد بالألوف ومئات الألوف، لا تجدهم يتفقون على شيء؛ فلم يكلف نفسه بتوضيح مراده منهم، ولقد قال:(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) هود. برود منه ووقاحة فسبحانه ما أبلده! المغرور: اسم اشتققته للرب من صفة الغرور التي يتمتع بها، ويكفي أنه يحب إذا أحسن العبد أن يشكره هو، أما إذا أساء عبدٌ من عباده فالعبد هو الملوم (ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك) النساء. ثم إنه ملأ كتبه كلها بالثناء على نفسه دون من سواه بل قال:(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات. وهو يحب أن يُذكر، ويُشكر، ويُحمد، ويُسبحُ له بالغدو والآصال. الغيور: واشتق هذا الاسم من صفة الغيرة، الملازمة لذاته المقدسة، (إن الله يغار) حديث شريف. وأكبر مصيبة عند المولى جل في علاه هي أن يشرك العبد به أحد في العبادة (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) النساء. ومن فرط غيرته جعل دخول الجنة مترتب على إفراده وحده بالعبادة، والحب، وجعل النار مثوى لكل من أشرك معه غيره، أو أحب سواه. الجهول : اسم من أسماء الله مشتق من الجهل، ويكفي لإثبات هذه الصفة لله أنه سبحانه لم يكن يعرف ما يعرفه عبد من عباده يقال له داروين، الذي هزت نظريته عن التطور العالم والعرش في آن واحد، هذا ولا يزال الله يعاني من حالة إنكار إزاء هذه النظرية، ثم إنه سبحانه نكل بالعلماء في كل مكان وزمان، وجعل أولياءه من الجهلة الأميين، وقد قتلوا آلاف العلماء على مدى الزمن، بل حرقوهم، وسلخوهم، إرضاء لربهم الجهول. ومن أعداء الله : ابن سينا، والراوندي، وابن رشد، وأبو العلاء المعري، واسحاق نيوتن، وألبرت آينشتاين، وريتشارد دوكينز، وستفين هوكنيج. الغضبان: اشتققناه للرب من صفة الغضب، وأول غضبه كان على آدم، لأنه أكل من شجرة المعرفة، وكان قد نهاه عن ذلك لأسباب خاصة، وحين غضب عليه طرده من الجنة، و كل المؤمنين يعتقدون أن الله غضب على من خالفهم؛ لذلك غضب على اليهود، والنصارى، والمسلمين، وغضب على عباد الأوثان وسائر الناس، هذا وقد حذر من التعرض لغضبه، وبطشه (إن بطش ربك لشديد) البروج. ثم إن أولياءه من كل دين قتل بعضهم بعضاً تحت شعار غضب الله، فسمى نبي الله محمد اليهود مغضوب عليهم (لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم) الممتحنة. وقام معهم بالواجب في مذبحة بني قريظة، أما اليهود فقد أمرت رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير بعملية أسمتها "غضب الله" للانتقام من مجموعة أيلول الأسود في: 9/إبريل/1973م. ومما فعله المسيحيون أنهم حين حصلت مجزرة كنيسة الإسكندرية قبل ثورة 25 يناير2010، وجه زعيمهم البابا محذراً الحكومة، موعظة عن "غضب الله". المجنون: تنتاب الرب موجات من الجنون أحياناً! فيصرخ بلا مبرر كما تخبرنا كتبه المقدسة، وسوف يكلم نفسه ذات يوم حين يموت الناس، ولا يبقى إلا هو( يقبض الله عز وجل الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول أنا الملك، أين ملوك الأرض؟) حديث شريف "أخرجه البخاري"، ثم ينادي : (لمن الملك اليوم) غافر. ورد أنه ينادي ثلاثاً ثم ينادي أيضاً :(أين ملوك الأرض، أين الجبارون، أين المتكبرون) فلا يجيبه أحد لأن الخلق كلهم بطبيعة الحال لا زالوا أموتاً بعد أن نفخ في الصور وصعق من في السماوات ومن في الأرض، فيجيب نفسه (لله الواحد القهار) غافر. وللأسف خلق الله للدار الآخرة الجنة والنار، ولم يخلق مستشفى للمجانين. السادي: ملأ الله كتبه المقدسة بالحديث عن أنواع العذاب وصنوفه وأبدع في ذلك أيما إبداع، حتى أنه لم يترك من صنوف العذاب التي يعرفها القدماء صنفاً إلا نص عليه ـ بالطبع لم يكونوا يعرفون الكهرباء ولا أساليب التعذيب الصينية ـ ثم إنه اهتم بكيفية العذاب (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب) النساء. (كمن هو خالدٌ في النار وسقوا ماءً حميماً فقطع أمعاءهم) محمد. (ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن وراءه عذاب غليظ) إبراهيم. وحدثنا عن الزقوم، والغسلين، والحميم، وحتى لدغات العقارب، وشرب الحيض و إفرازت أخرى تخرج من (فروج الزانيات) ، وكما اهتم ربنا السادي بالكيف فجعله أبشع ما يمكن أن يخطر على بشر، صور لنا الصراخ والعويل واليأس وخيبة الأمل (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور، وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم منا يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظاليمن من نصير) فاطر.وحدثنا عن أعداد المعذبين فأخبرنا أن معظم الناس سيدخلون النار:(وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) يوسف. (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) ق. (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) السجدة. بقي أن يخرج لنا لسانه متلمظاً!! هذا و صفات الله السيئة لا تقتصر على الصفات السالفة، بل ما قدمت لكم سوى عينة بسيطة فحسب، وقد أوردتها لأن الذكرى تنفع الناس أجمعين.
#أحمد_حسين_حرقان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هاهنا مليون ألبير
-
الحقيقة التي لا يجدي الهرب منها .. ولا يفيد
المزيد.....
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|