أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جواد بشارة - مقابلة مع د. جواد بشارة















المزيد.....



مقابلة مع د. جواد بشارة


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 1125 - 2005 / 3 / 2 - 10:46
المحور: مقابلات و حوارات
    


مقابلة مع د. جواد بشارة
أجرى اللقاء الروائي وارد بدر السالم
مجلة المرأة اليوم/ ابو ظبي
س: أكثر من سنة ونصف وأنت في العراق المحتل : كيف يمكن أن تصف الحالة العراقية بعد سقوط النظام السابق اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً؟
ج: كان العراق في ظل النظام السابق يعيش في ظروف استثنائية بالغة الصعوبة ولا مثيل لها في أي بلد آخر في العالم فالنظام الديكتاتوري خنق الحريات ودمر البلد بفعل حروبه العبثية ولكن أخطر ما قام به هو تدمير النفس العراقية وتشويه أخلاقيات الفرد العراقي وقلب منظومة القيم التي كانت سائدة في العراق منذ قرون وذلك خلال 35 عاماً من الحكم الاستبدادي. لذلك كان التغيير حلم كل عراقي يرنو إلى الحرية وكان سقوط النظام بمثابة نهابة كابوس كان جاثما على أنفاس الشعب العراقي إلا أن طريقة التغيير التي حدثت والبديل الذي جلبته لم يرق إلى مستوى الطموحات والأمنيات وأصاب الناس بحالة من الإحباط التام واليأس من أي تغيير يرتجى فقد زادت الأحوال سوءاً وتفاقم الفساد و تدهورت الأوضاع المعيشية وغرق المجتمع العراقي في حالة من الفوضى والانفلات لم يسبق لها مثيل في تاريخ العراق الحديث وصار إبن الشارع العراقي يردد " كنّا بصدام واحد فأبتلينا بعشرات الصداميين"
س : الحكومة المؤقتة وقبلها مجلس الحكم ومعهم بريمر الحاكم الأمريكي السابق في العراق : مالذي يمكن أن يستنتجه المرء من كل هذا؟ مالذي كان يجري في أورقة الدولة؟ ماحقيقة الفساد الإداري والمالي؟ من هم اللصوص الكبار ؟ أين ذهبت أموال العراق طيلة هذه الفترة؟
ج: هذا سؤال تحتاج الإجابة عليه إلى كتاب كامل. لم تكن صيغة مجلس الحكم والحكومة المؤقتة بشكلها المعروف مطروحة على طاولة المداولات بين القوى السياسية الوطنية العراقية في الأيام الأولى لسقوط النظام السابق. لقد شهدت عن قرب وتابعت وشاركت شخصيا في العديد من تلك الاجتماعات وكانت هناك رؤيتان للقضية العراقية لمرحلة مابعد صدام أولاً: الرؤية العراقية الوطنية وتتلخص بأن يتسلم العراقيون السلطة فور سقوط نظام صدام حسين وتشكيل حكومة إئتلافية أي حكومة وفاق وطني تتمثل فيها جميع القوى والحركات والتيارات والفعاليات وكافة أطياف الشعب العراقي وتتكفل بمهمة سد الفراغ السياسي الخطير الناجم عن إنهيار النظام السابق ومؤسساته القمعية وتصريف أعمال الدولة اليومية من دون صلاحيات تشريعية إلى حين موعد تنظيم انتخابات وطنية حرة ومستقلة ونزيهة تفرز حكومة عراقية شرعية يحق لها التعامل مع قوات الاحتلال كأمر واقع مع الحد من نفوذها والضغط عليها دولياً وإقليمياً ومحلياً لتحديد سقف زمني لانسحابها تدريجياً وليس دفعة واحدة لسد الطريق أمام عودة العناصر الصدامية المسلحة المتعاونة مع المتسللين الإرهابيين من خارج البلاد والعصابات المنظمة المتكونة من مجرمين أطلق صدام حسين سراحهم ليعيثوا في الأرض فساداً ثانياً: الرؤية الأمريكية الغامضة التي ترى في العراق غنيمة كبرى تريد أن تستأثر بها لوحدها وتحكم العراق على نحو مباشر من خلال تنصيب حاكم عسكري أو مدني يتلقى أوامره من واشنطن ويمليها على الشعب العراقي بالتواطؤ مع شلة من السياسيين العراقيين المحترفين ممن كانوا يعملون في صفوف المعارضة . كل ذلك كان يدور في السر بعيداً عن أعين واهتمام ومشاركة المواطنين العراقيين بالرغم من أنهم أول المعنيين بهذا الأمر. كان في المجموعة الأولى قوى ذات باع طويل في النضال كالحزب الشيوعي العراقي والحركة الاشتراكية العربية إلى جانب حركة المستقلين الديموقراطيين والحزب الوطني العراقي وتأييد شكلي وظاهري من جانب الحزبيين الكرديين الرئيسيين حيث تشكل ما أطلق عليه أسم "اللقاء الديموقراطي" أما في المجموعة الثانية المتحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ البداية وقبل إطاحة نظام صدام حسين فكان هناك المؤتمر الوطني وحركة الوفاق والحركة الملكية الدستورية وحزب الأمة والحزب الإسلامي العراقي إلى جانب الحزبين الكرديين الرئيسيين كان هناك طرف ثالث يراقب وينتظر ويناور منذ شهور عديدة قبل شن الحرب وإسقاط النظام ويتمثل بالتيار الإسلامي الشيعي المكون أساساً من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة الإسلامية وبعض الشخصيات الدينية والحركات الصغيرة ذات الاتجاه الديني وكلها مقربة من إيران . كان أقطاب هذا التيار يميلون للرؤية الأمريكية كموقف براغماتي مفروض ومفروغ منه لاقبل لنا بمعارضته فضلاً عن مقاومته مما أمال الكفة لصالح الرؤية الأمريكية التي انحاز إليها في اللحظة الأخيرة خمسة من ستة أعضاء في اللقاء الديموقراطي عدا الحركة الاشتراكية العربية، والتي أدت إلى تنصيب حاكم عسكري لبضعة أسابيع هو جي غارنر سرعان ما أستبدل بحاكم مدني هو بول بريمر وابتكار صيغة مجلس الحكم والرئاسة الدورية على أساس المحاصصة على حساب مبدأ المواطنة مما أدى إلى عزل قوى فاعلة في المجتمع العراقي كالتيار الصدري وهيئة علماء المسلمين والتيار السلفي السني والتيار القومي الكبير جداً في العراق.وضعت قوات الاحتلال يدها على الثروة النفطية العراقية والاقتصاد العراقي برمته والهيمنة الكاملة على صندوق التنمية والإعمار العراقي الذي يحتوي على ميزانية العراق . ومن بين هذه العصبة ظهرت شخصيات نكرة مجهولة وغير معروفة ومنها من كان مشبوهاً وانتهازياً ليتقاسموا فيما بينهم مناصب الدولة العليا ويبرموا الصفقات المشبوهة بملايين الدولارات من دون النظر لمصلحة الوطن والمواطن وأغلبها مع شركات أمريكية تأخذ الصفقات وتعطيها لشركات مشبوهة عربية وعراقية للتنفيذ بأرخص الأسعار مع مايترتب على ذلك من غش وتهريب للأموال بالطائرات بحجة شراء مواد ومعدات بلا وثائق ولا حسابات مدونة.وولتأكيد على ذلك بمزيد من التفاصيل أحيلك إلى مقال لي كتبته تحت عنوان البعد الاقتصادي للمشروع الأمريكي في العراق وفيه الكثير من الحقائق والأرقام بهذا الصدد:



س: فوضى أمنية .. وزراء خلف الجدران.. قتل.. خطف.. سرقات.. شعارات جديدة : إسلامية وعلمانية .. أستبدلت صور صدام حسين بصور أخرى .. صحف وأحزاب.. أين صوت الشعب العراقي من كل هذه التداخلات؟ من اخترق سلام الوطن؟ الأمريكيون؟ أم سياسيو الخارج الذين وفدوا مع الدبابات الأمريكية؟
ج: إن هذا التشخيص الدقيق الذي ورد في سؤالك يثير ألأسى والغضب . فمن البديهي أن تكون هناك حالات من الفوضى الأمنية والسرقات والخطف والشعارات البراقة ومئات من الأحزاب والصحف في غياب سلطة مرجعية ـ شرعية معترف بها ذات هيبة وصرامة تطبق القوانين وتحافظ على الأمن والاستقرار وتحمي المواطنين . قلت لك في جوابي السابق أن الغائب الكبير من كل هذه الفوضى العارمة هو الشعب العراقي المغيّب كلياً والضائع الذي لايرى أمامه سوى المجهول . الذي اخترق سلام الوطن هم الأمريكيون الذين لم يفعلوا ماينبغي فعله في مثل هذه الحالات لتفادى الكارثة فربحوا الحرب وخسروا السلام ودفع الشعب العراقي ثمن هذه الحماقة . أريد أن أشير إلى نقطة وهي أنه لايجب التعميم فليس كل من عاد من المنافي جاء على ظهر الدبابات الأمريكية كما يشاع لكن هناك فئة استثمرت بالفعل هذا الظرف الاستثنائي الخطير وبدعم من القوت المحتلة سرقت الأموال من البنوك وصادرت ممتلكات الدولة واحتلت بيوت المسؤولين السابقين ومقرات السلطة والحزب الحاكم وفرضت نفسها كأمر واقع على الشارع العراقي .
س : ماهي أخطاء الأمريكيين في العراق من وجهة نظرك؟ هل هم حقيقة وراء الفوضى الأمنية والإدارية؟ بمعنى هل هم وراء اتساع دائرتها لتبرير بقائهم فترة زمنية أطول؟ أم لتصفية جيوب الإرهاب العالمي الذي وفد إلى العراق عبر الحدود؟
ج: الخطأ الأمريكي الأول والأهم و عدم التحضير بجدية كافية لمرحلة مابعد صدام حسين والتصديق بتقارير ساذجة اقنعتهم بأن الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود وأن الفتيات العراقيات سيعانقن الجنود الأمريكيين عرفاناً بالجميل على غرار ماحصل إبان تحرير باريس من الاحتلال النازي. الخطأ الثاني هو قرار قوات الاحتلال بحل الجيش العراقي وقوات الأمن الداخلي والمخابرات والاستخبارات وحل وزارات كاملة كالدفاع والداخلية والإعلام وديوان الرئاسة الخ.. أي حل مفاصل السلطة ومرتكزاتها الرئيسية من دون تحضير البديل الكفوء فلا جيش ولا شرطة ولا قوات أمن في شوراع المدن العراقية لأسابيع بل لأشهر طويلة ثم سن قانون إجتثاث البعث بصور اعتباطية وفتح المجال أمام عمليات تصفية الحسابات والثأر والانتقام بالوسائل المسلحة . وترك كميات هائلة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى الثقيلة بيد المدنيين من مختلف الانتماءات بل والأدهي من ذلك ترك المجال مفتوحاً أمام عمليات السلب والنهب والسطو لمؤسسات الدوللة وممتلكاتها فيما عرف بسياسة الحواسم المشتقة من تسمية صدام لمواجهة الغزو الأمريكي حين سماها معركة الحواسم، والتي لم تقع ، وبالطبع حدث الأمر تحت أنظار قوات الاحتلال ولامبالاتها التامة . فكلما ازداددت الأوضاع توترا وخطورة كلما تمسك الناس ببقاء القوات المحتلة لفرض الأمن والنظام على حد اعتقاد الأمريكيين الذي عملوا بهذه الفرضية بحذافيرها تحت ذريعة محاربة الإرهاب الذي لم يصل إلى العراق بهذه الكثافة إلا بسبب تواجدهم العسكري المكثف الذي أعطى الذريعة للإرهابيين والمغرر بهم من الانتحاريين العرب بحجة الجهاد ضد المحتل الأمريكي.
س : يقال دائماً أن الموساد الإسرائيلي متغلغل في أروقة الدولة العراقية ؟ كيف يمكن التحقق من هذا ؟ وماهي خطورة ذلك في المستقبل؟
ج: هناك بعض المبالغة المقصودة من وراء مثل هذه التسميات ولكن اثبتت الدوائر الغربية وجود عناصر داخل الجيش الأمريكي تعمل لحساب الموساد وتحمل الجنسية المزدوجة تحت لافتة الخبراء أو المستشارين ولاتوجد طريقة ناجعة لاثبات ذلك لكن هو مجرد اعتقاد منطقي غير مستبعد بل وربما بديهي نظرا لاهتمام إسرائيل بالعراق وما يدور فيه . أما خطورة ذلك فلا أرى أخطر مما هو موجود الآن على الساحة العراقية يمكن أن يؤثر على مستقبل العراق .
س : هل تعتقد ان العراق " الجديد" سيتجه مستقبلاً لإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل ؟ هل هناك بوادر بهذا الاتجاه ؟ من يقود هذا الاتجاه بشكل واضح أو سري ؟
ج : من يدقق في الخارطة الاستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط عامة والعراق بشكل خاص يجد الجواب البديهي وهو نعم فأحد أسباب ودوافع الحرب على العراق هو إخراجه من المعادلة الشرق أوسطية المناوئة لإسرائيل كقوة إقليمية مؤثرة وترويضه وتدجينه لجره فيما بعد في الوقت المناسب لتطبيع علاقاته مع إسرائيل بل وليكون أحد أضلاع المثلث الاستراتيجي الأمريكي الجديد المكون من تركيا وإسرائيل والعراق مستقبلاً وهناك من هو مستعد لتنفيذ ذلك من السياسيين العراقيين الموجودين في السلطة أو الذين سيصلون إليها لاحقا منهم أياد علاوي وأحمد الجلبي ومثال الآلوسي وموفق الربيعي وقاسم داود وغيرهم كثيرون الذين يسيرون على قاعدة " لانريد أن نكون ملكيين أكثر من الملك" فإذا كان الفلسطينيون والكثير من العرب يتفاوضون مع إسرائيل ويريدون التطبيع معها فلماذا يحرم هذا الأمر على العراق ويحلل لغيره؟
س : أثبتت الفترة الماضية هيمنة كلية للأحزاب الوافدة بدلالة الانتخابات الأخيرة .. هل يخلوا العراق ( الداخل) من سياسيين كبار يستطيعون أن ينافسوا سياسيي الخارج؟ أم هناك تهميش مقصود لشخصيات سياسية عراقية من قبل الأحزاب الوافدة ؟ ولماذا هذا التهميش إن وجد؟
ج : يتضمن السؤال مقاربة خاطئة تجذرت إعلامياً في الآونة الأخيرة وهي عراقيو الداخل وعراقيو الخارج ومثقفو الداخل ومثقفو الخارج وسياسيو الداخل وسياسيو الخارج ... هذا أمر خطير وخاطيء منهجياً فلايوجد شعبان أو فئتان متنافستان على قطعة حلوى كلنا عراقيون ولنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات كل ما في الأمر أن بعضنا اضطرته الظروف القاسية والخطرة إلى ترك البلد جسديا والعيش فيه نفسيا ومعنويا ووجدانيا ومتابعة ما يجري فيه من تطورات والتأثير فيها والتأثر بها . المشكلة أن أغلب السياسيين المعروفين في الساحة السياسية العراقية كانوا في المنافي أما من بقي في الداخل فقد صفاهم صدام حسين أو أسقطهم عدا استثناءات قليلة. ولدى جميع السياسيين في المنفى امتدادات سياسية وحزبية وتنظيمية ومالية وتاريخ طويل وخبرة متراكمة فلايمكن اعتبار شخصية سياسية مرموقة ونظيفة ونزيهة جداً وذات خبرة عريقة مثل عبد الإله النصراوي أمين عام الحركة الإشتراكية العربية زعيمة التيار القومي في العراق من سياسيي الخارج رغم تواجده الرسمي في بيروت ودمشق ودخوله السري إلى العراق عشرات المرات مع ما في ذلك من خطورة على حياته على سبيل المثال لا الحصر. وهناك غيره من السياسيين الذين يطمحون لشغل موقع قيادي ما من أمثال غسان العطية وسعد صالح جبر اللذين عاشا في لندن ووميض عمر نظمي وحارث الضاري ومحسن عبد الحميد الذين عاشوا في الداخل تحت حكم صدام حسين .
س : ماهو رأيك الصريح بهذه الأسماء : أياد علاوي / غازي الياور/ أحمد الجلبي؟
ج: ليس من طبعي أو ثقافتي السياسية أن أتعامل مع الأسماء فالعراق أكبر من كل الأسماء والأشخاص فهم زائلون وهو الباقي. ولكن يمكنني القول كمحلل ومراقب سياسي للشأن العراقي وليس كمسؤول أو كقطب سياسي أن هذه الأسماء التي ذكرتها بالرغم من المآخذ على البعض منها فهي أشرف وأفضل بما لايقارن مع صدام حسين وعصابته المجرمة . فالدكتور أياد علاوي كان معارضاً شرسا للنظام السابق وتعرض لمحاولات اغتيال عديدة ولديه خبرة وعلاقات واسعة لكني أختلف معه أيديولوجيا ولا أتفق مع برنامجه الحكومي وقد مارس السلطة خلال عامين كعضو في مجلس الحكم وكرئيس وزراء لكنه فشل في أن يحقق شيئا يذكر للشعب العراقي وعلاقاته مع الإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية معروفة ولاتخفى على أحد وهو حصان المعركة لدى الأمريكيين على حد اعترافهم الصريح لجهات ديبلوماسية أوروبية لا أريد تسميتها والسيد أحمد الجلبي ينطبق عليه ما قيل بشأن السيد علاوي ولديه ارتباطات معروفة ولا تخفى على أحد مع البنتاغون ومع شخصيات نافذة في الكونغرس الأمريكي وهو أيضا حليف أمريكي قوي بالرغم من تعكر صفو العلاقة بين الطرفين مؤخرا لأسباب عديدة لامجال لذكرها الآن . أما بشأن السيد غازي الياور فهو شخصية محبوبة ومؤدبة ودمثة الأخلاق وهو مثقف ومعتدل وموضوعي في أحكامه ومواقفه ويتمتع بالنزاهة والاستقامة وعدم الارتباط بقوى مشبوهة إلا أنه عديم الخبرة السياسية فهو ليس ثعلب سياسة كغيره من المنافسين له ولم يعرف عنه نشاط سياسي علني ومعروف وجريء إبان النظام السابق فهو مدلل أبيه ومن عائلة موصلية معروفة وإبن شيوخ درس في الخارج وتخصص في أعلى المدارس وكان بعيدا عن الهم السياسي لكن الأقدار قذفته في دوامة السياسة العراقية وأصبح عضواً في مجلس الحكم ثم أختير كحل وسط مؤقت لرئاسة الجمهورية الفخرية من دون سلطة حقيقية بل تقلد منصب بروتوكولي فحسب . لقد استهوته اللعبة السياسية إذا جاز لي التعبير وليس ذلك شائناً أو سلبياً بالطبع، وشكل قائمته الانتخابية على أمل إغراء الناخب العراقي لكنه يفتقد للجماهيرية والكارزمية الضرورية جدا في مثل هذا النشاط ومع ذلك حقق نتيجة مشرفة وسيكون له دور مهم في توازنات السلطة القادمة وأنا أكنّ له كل الود والاحترام لكنه يحتاج للوقت لاكتساب الخبرة ومعرفة دقائق الأمور السياسية وما ينطوي عليها من مناورات تتسم بالخبث أحياناً من جانب الخصوم والمنافسين وهو وطني ولايشك أحد في وطنيته وإخلاصه للعراق وللشعب العراقي ولو وصل إلى الرئاسة وهو يستحقها فلن يكون دكتاتوراً أبداً وهذا أمر مفروغ منه ؟
س : الإسلاميون الشيعة تقدموا في الانتخابات الأخيرة بأغلبية واضحة، هل هناك توقعات أن يكون الشكل القادم للعراق إسلامياً؟ هل هناك مخاوف من ذلك على المستوى الشعبي أولاً؟ ماهو المطلوب لشكل الحكومة إذا كانت هناك توجسات صريحة من قيام حكومة شيعية يشك في تبعيتها لإيران؟ هل العلمانية حل جذري لتغيير وجه العراق الجديد؟ هل يمكن أن تكون هناك حكومة شيعية ـ علمانية ؟ هل يجوز هذا التوافق ؟ وهل ينجح؟
ج : هذا السؤال يمس أخطر نقطة مطروحة على جدول النقاشات والتحليلات وهي حديث الشارع العراقي والعربي والعالمي . أولاً ينبغي التذكير بأن الشيعة في العراق يختلفون عن كافة الفئات الشيعية في أي مكان في العالم ولهم خصوصية تميزهم عن غيرهم وهي أنهم يعيشون في مهد التشيع ذاته الذي يحتضن العتبات المقدسة لدى شيعة العالم بأكمله. إن قانون الانتخابات صيغ بطرقة تكفل عدم حصول أية جهة سياسية بالأغلبية الساحقة ولذلك باعتقادي أن هذا هو أقصى مايمكن أن تحققه الأحزاب السياسية الشيعية في العراق من نسبة أصوات وعدد مقاعد في البرلمان قد يزيد أو ينقص قليلا لكنه المعدل المتوقع باستمرار بحكم الغلبة العددية ديموغرافياً. من هنا لاتوجد مخاوف لا على المستوى الشعبي ولا على المستوى السياسي من استفراد شيعي بالسلطة المطلقة إلى جانب أن القوى السياسية الشيعية الرئيسية نفسها وأقصد بها المجلس الأعلى وحزب الدعوة تخلت عن أطروحة إقامة حكومة إسلامية بحتة يكون دستورها الشريعة الإسلامية كمصدر وحيد للتشريع . وبالتالي لاتوجد هناك مخاطر من حكومة " شيعية" موالية لإيران كما يشاع لأن شيعة العراق لايميلون لإيران ولا للتجربة الإيرانية وقد خبروها عن قرب طيلة أكثر من ثلاث عقود هو عمر النظام الديكتاتوري السابق وكانوا أغلبهم من المهجرين أو الأسرى أو اللاجئين في إيران وعاشوا التجربة الإيرانية عن قرب بحلوها ومرها. الحل يكمن في حكومة علمانية تعددية فيدرالية تداولية تقررها صناديق الاقتراع والانتخابات الحرة النزيهة . نعم يمكن أن يكون النظام والدستور والدولة ذات صيغة علمانية سواء كانت الحكومة المنتخبة شيعية أو سنية أو ليبرالية أو قومية أو ماركسية ويمكن لهذه التجربة أن تنجح إذا ما طبقت على نحو صحيح يحترم القوانين والدستور وإرادة الشعب العراقي . فالعلمانية لاتعني معاداة الدين بل بالعكس حماية المعتقد الديني من أي تدخل ومنع المتطرفين من فرض معتقدهم على الآخرين أي فصل الدين عن الدولة وليس عن الحكم فهناك في أوروبا أحزاب مسيحية ديموقراطية حكمت وتحكم اليوم في العديد من الدول دون أن تتنكر لعلمانية الدولة .
س: هل تعتقد إن العراق يخطو فعلا إلى ديموقراطية حقيقية؟ وهل برأيك إن العراق سيكون نموذجاً لديموقراطية عربية قادمة؟
ج: لاخيار أمام العراق والعراقيين إلا الديموقراطية أو الدمار التام والبقاء داخل النفق المظلم لسنوات طويلة تنهي فيه كل مظاهر الحياة الطبيعية. الأمر متعلق بمدى قدرة ونزاهة القوى السياسية العراقية وحسن نوايا القوات المحتلة واستعدادها لتقبل نتائج اللعبة الديموقراطية وإن جاءت بالضد مما يرغبون ويخططون . لقد أعلن الأمريكيون أنهم يسعون لخلق عراق ديموقراطي يكون إنموذجاً يحتذى في العالم العربي فهل سيسمح العالم العربي والإسلامي بذلك مع مايترتب عليهم من مخاطر وعدوى ؟ وهل سيستوعب العراقيون أنفسهم أهمية وتبعات النظام الديمقراطي الإيجابية منها والسلبية؟ يعيش العراق اليوم على مفترق طرق فإما الديموقراطية الحقيقية وإما بداية صراع دامي يأكل الأخضر واليابس فالوضع في العراق اليوم في غاية الخطورة وأتمنى ألا تتكرر تجربة سنوات العشرينات إبان الاستعمار والاحتلال ومن ثم الانتداب البريطاني وما أفرزه من سياسات استئثار بالسلطة وإقصاء للآخر.
ٍ س : الوضع الأمني في العراق متفجر بشكل يومي .. هناك انتحاريون.. سيارات مفخخة.. ذبح على الطريقة الإسلامية.. خطف شخصيات مختلفة الأهمية.. العنف المسلح.. الاغتيالات.. أي هناك إرهاب منظّم في الساحة العراقية .. كيف يمكن أن نحدد " شكل " هذا الإرهاب ؟ من أين جاء؟ ماهي أهدافه ؟ هل هو تطرف إسلامي؟ إلى أين يسير ؟ وهل ينتهي ذات يوم؟ كيف ولد هذا التطرف؟ هل تم تحريف النص المقدس لغايات سياسية؟ هل هذه أصولية إسلامية جديدة؟ أم هو إسلام سياسي يشوه الحقيقة ويقفز على حقائق التاريخ؟ كيف نفصل بين المقاومة والإرهاب؟ المقاومة العراقية تكاد تضيع في فوضى السيارات المفخخة .. كيف يستطيع المواطن أن يتحرى الحقيقة ليصدق بها؟
ج : الحقيقة إن مايعيشه العراق اليوم هو أشبه بما عاشته الجزائر قبل عشرة أعوام على الصعيد الميداني على الأقل ومحاولة التيار الإسلامي السلفي بقيادة جبهة الإنقاذ الوصول إلى السلطة عن طريق الانتخابات ومن ثم إلغاء العملية الديموقراطية وترسيخ النظام الإسلامي بقوة السلاح. والعراق يمر اليوم بنفس المخاض الصعب الذي عاشته شعوب أخرى غيره كالشعب الأفغاني والشعب واللبناني وفي البلقان . إنه يخضع الآن لما يسمى بثقافة العنف مقابل ثقافة التسامح والاعتدال التي سادت في سنوات الخمسينات والستينات وبداية السبعينات . مع استثناءات معروفة في تاريخ العراق السياسي الدامي كتجربة 59 وتجربة 63 وبالطبع السنوات الثلاثين ونيف العجاف التي عاشها العراق في بحر من الخوف والدم . فالعنف المسلح متوقع ولايدهش أحد وهو يأخذ اليوم شكل الإرهاب المنظّم والمخطط تخطيطاً جيداً .فقد اكتسب إمكانات وخبرات وتجارب وتراكم معرفي على الصعيد العملي والميداني لايستهان بها. ولكن لابد له من نهاية فلكل حدث بداية ونهاية هذا هو منطق التاريخ. لا أدري متى سينتهي الإرهاب وماهو الثمن الذي سندفعه لكنه سينتهي إن آجلاً أم عاجلاً. الظروف الدولية السائدة وتجسد مقولة صدام الحضارات لصاموئيل هينتغتون عملياً على أرض الشرق الأوسط والمناورات الأمريكية والسوفياتية سابقاً على الأرض الأفغانية كانت الأرضية التي ترعرع فوقها الإرهاب المعاصر ولكن علينا التفريق والحذر في استخدام التسميات والمصطلحات لأنها توقعنا في الكثير من الإشكالات والأخطاء الفادحة. عندما تأسست حركة الأخوان المسلمين في مصر في سنوات العشرينات على يد حسن البنا تبنت أسلوب العمل المسلح والعنف المسلح ضد السلطة ثم ظهر لها منظّرون من أمثال سيد قطب الذي أعدمه جمال عبد الناصر بعد فشل محاولة اغتيال هذا الأخير على يد عناصر من تنظيم الأخوان المسلمين وكانت تلك سابقة خطيرة سار على خطاها أمثال عمر عبد الرحمن وأسامة بن لادن والملا عمر والزرقاوي وغيرهم. لقد استغل هؤلاء غموض وضبابية بعض النصوص الدينية المقدسة القابلة للتأويل حسب الأغراض والغايات المنشودة لتبرير نشاطاتهم وافعالهم وجرائمهم التي صارت تنفذ بإسم الجهاد . وقد تلقف الإسلام السياسي تلك التأويلات النظرية ليبني عليها استراتيجية قتالية ـ انتحارية لإرباك الخصم وإنهاكه بغية الانقضاض عليه في نهاية المطاف . التمييز بين الإرهاب والمقاومة أمر عسير للغاية وهو مفهوم نسبي يعتمد على الزاوية التي تأتي منها المقاربة. فالفلسطيني الذي يضحي بنفسه في عملية انتحارية يسميها هو جهادية ويعتبرها المواطن العربي مقاومة واستشهاد ينظر إليها المواطن الإسرائيلي والأمريكي على أنها إرهاب محض وانتحار مجاني. بالنسبة للتجربة العراقية يمكننا القول أن من حق أي شعب محتل أن يقاوم المحتل وهو حق مشروع تكفله وتنص عليه القوانين والأعراف الدولية فقد قاوم الفرنسيون المحتل النازي وكانوا أبطالا في نظر مواطنيهم وقاوم الفيتناميون الاحتلال الأمريكي وقاوم الأفغانيون الغزو السوفيتي الخ فمن حق العراقيين إذاً أن يقاوموا المحتل الأمريكي ولكن لكل مقاومة ظروف وشروط عملية وعملياتية ومتطلبات لوجستيكية واقتصادية ومعايير وخطط وأهداف استراتيجية وآنية وتأييد جماهيري. فوراء كل عملية هدف محدد وخطوات سياسية مناسبة وهذا مالم يتوفر لحد الآن على أرض العراق .العنف المسلح في العراق الذي تقوم به عناصر مسلحة مختلطة وغير متجانسة أو معروفة الهوية يجعل التداخل بين الإرهاب والمقاومة كاملا إلى حد التماهي . فكل ما يصيب القوات الأمريكية والبريطانية حصراً يمكن تسميته بالعمل المقاوم أياً كان الطرف المنفذ له ولكن ما أن يمس الشعب العراقي وبناه التحتية ومنشآته الوطنية فهو تخريب وإرهاب لامحالة .
س : في بحثكم الموسوم " التيار الديني معضلة واشنطن في العراق" توصلتم إلى أن أمريكا عازمةعلى منع التيار الديني ، الشيعي والسني، من الاستفراد بالسلطة مهما كلف الأمر ومهما كانت النتائج.. لكن نتائج الانتخابات أثبتت أن هذه القراءة لم تستقريء المتغيرات الكبيرة في الواقع العراقي الذي فرض صوته على الإدارة الأمريكية ؟ وهل فعلا أن الإسلام يهدد الغرب؟
ج : لم أبن حكماً قطعياً استناداً إلى مؤشرات زائلة أو وقتية أو مرهونة بتطورات وقتية أو ظرفية فأنا أعرف من قراءاتي ومتابعاتي الاستراتيجية والبحثية أن لدى الولايات المتحدة خبرة عميقة وواسعة في التعامل مع التيارات الدينية ـ السياسية وخاصة الإسلاموية منها أو الأصولية ـ السلفية المتشددة وخاصة في الجزائر وأفغانستان ومصر والأردن وتركيا والباكستان وكانت لديها علاقات وتحالفات شبه استراتيجية مع البعض منها ولايخفى على أحد أنها كانت وراء سطوع نجم أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة وحركة طالبان فهي التي خلقتهم وسلحتهم ودربتهم، ولديها تجربة مريرة مع التيار الإسلامي الشيعي في إيران ولبنان وتعرف جيداً حيثيات وتاريخ وطروحات التيار الديني ـ السياسي الشيعي في العراق والتيار السني بشقيه المعتدل والسلفي المتطرف وقد وضعت خطوطاً حمر لجميع الأطراف لايسمح لها بتجاوزها وكل واحد من القوى السياسية العراقية يعرف حدود الحيز الذي يتحرك فوقه من هنا جاء التشخيص في الدراسة المذكورة بالقول أن أمريكا لن تسمح لأي تيار أن يستحوذ وحده بالسلطة ويبقى فيها إلى مالانهاية . ماحدث في الانتخابات الأخيرة لم يكن مفاجأة لأحد ة وبالذات لم يفاجيء الولايات المتحدة نفسها لكن هذه النتيجة مؤقتة وتقتصر على تشكيل هيئة لكتابة الدستور وتشكيل حكومة تصريف أعمال لا أكثر مكلفة بالإعداد لانتخابات تشريعية أخرى قادمة خلال سنة من الآن . ومع ذلك لاتسمح النتيجة النهائية للتصويت لشيعة العراق الاستئثار وحدهم بالسلطة وفرض نظام ديني على غرار النظام الإيراني أو الأفغاني السابق . أما فيما يتعلق بكون الإسلام مصدر تهديد للغرب أم لا فهذا موضوع متشعب ومعقد ونسبي فهناك من يرى في الإسلام بؤرة للصراعات الفكرية والحضارية قد تأخذ أشكالاً عنيفة وآخر يرى فيه نافذة لحوار حضاري متطور وبنّاء .ولكن علينا أن نعرف أولا عن أي إسلام نتحدث ؟ قبل أن نقرر ما إذا كان يشكل خطراً أم لا على الحضارة الغربية. فإذا كان المقصود إسلام بن لادن والزرقاوي والملا عمر ومقتدى الصدر وحزب الله فالجواب نعم كما يعتقد الغربيون أنفسهم أما إذا كان المقصود به إسلام مصطفى عبد الرازق وهارون محمد إبراهيم الجعفري وأياد جمال الدين فالجواب بالنفي لأن هؤلاء لم يعلنوا العداء والحرب على الغرب بل الاختلاف في بعض القيم والمباديء الأخلاقية لا أكثر .
س : بعد أحداث 11 سبتمبر .. أسقطت الولايات المتحدة الأمريكية دولتين بالغزو العسكري هما أفغانستان والعراق.. هل ترجح أن الولايات المتحدة في طريقها لأن تسقط دولا أخرى تحت ذريعة محاربة الإرهاب ونشر الديموقراطية بوصفها المانع الحقيقي لنشوء الإرهاب؟ وبوصفها ( أي الديموقراطية ) تؤمن السلام لأمريكا؟
ج: الغزو العسكري ليس بالأمر الهين والبسيط فهناك عدة عوامل ومعوقات تقف في طريق العمل العسكري ليس أقلها توفر الإمكانات المادية والبشرية والذرائع القانونية والمسوغات التشريعية الدولية إلى جانب طبيعة الهدف المقصود بالهجمة العسكرية وقدرته على الرد وموقعه الجغرافي ومحيطه الإقليمي وغير ذلك من العوامل . لذا ليس من السهل القول بجزم أن أمريكا ستضرب حتماً إيران أو سوريا كأول المرشحين على قائمة الأهداف الأمريكية المرصودة تليهما كوريا الشمالية وكوبا وغيرها .هناك صراع مصالح معقد في العالم وتنافس شرس على النفوذ يأخذ أشكالاً متعددة ومتنوعة فليس من المستبعد أن تتعرض دولة ديموقراطية للهجوم إذا ما أصبحت منافساً خطيراً أو قطباً مناوئاً لأمريكا إن ذريعة محاربة الإرهاب لاتنطلي على أحد والعالم بأكمله يعرف الأهداف والدوافع الحقيقية للغزو الأمريكي لكل من العراق وأفغانستان ولكن لهذا حديث آخر طويل ليس هنا مجاله.
س: كيف ترى الدور الإيراني في العراق ؟ كيف تشخصه على وجه الدقة ؟ ماهي خطورته على مستقبل العراق؟ لا سيما وأن الحكومة الفائزة موالية إلى حد بعيد لإيران ( حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية)..
ج: لايمكن عزل إيران عمّا يحدث في العراق فهناك ارتباط وتداخل تاريخي ومذهبي بين البلدين لايمكن تجاهله أو التقليل من شأنه. إن ما يحدث في العراق يؤثر حتماً سلباً أو إيجاباً في إيران بحكم الجوار الجغرافي والارتباط التاريخي والديني والمذهبي.وكان العراق ساحة صراع بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية وكذلك بحكم تواجد المرجعيات الدينية في البلدين وتأثيرها على شعبيهما . لايمكننا أن نغير موقعنا الجغرافي ونبتعد عن إيران ولاهي يمكن أن تبتعد عنا وبالتالي نحن محكومون بالتعايش وحسن الجوار والتفاهم والتشاور والتنسيق ولكن في سياق الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما. أنا أعرف إيران جيداً ودعيت لزيارتها وشاركت في مؤتمرات فكرية نظمت فيها وألفت عنها كتابين صدر أحدهما بعنوان" إيران: تحديات العقيدة والثورة" والثاني تحت الطبع تحت عنوان " إيران من الثورة إلى الدولة" وأستطيع أن أؤكد أن إيران لاتشكل خطراً على العراق في الوقت الحاضر ولا في المستقبل القريب أو على المدى المنظورلكن هناك بعض القوى ومراكز السلطة المتعددة فيها تتدخل بشكل خفي من وراء أعين السلطة المركزية لدوافع كثيرة ليس أقلها الأرباح المادية لتأجيج التوتر القائم والصراع المحتدم حالياً في الداخل العراقي. وأود أن أصحح أن القوى السياسية الشيعية في العراق ليست موالية أو تابعة لإيران كما يشاع بل هي صديقة ومتعاونة مع الجارة الشرقية وفق مبدأ الند للند ولايمكن لإيران أن تملي على أي طرف عراقي السياسة التي يجب عليه اتباعها إذا كانت لاتصب في مصلحة الوطن.أعطيك مثالا واحداً على ما أقول يتعلق بالتعويضات التي تطالب بها إيران فلم يؤيد أي طرف إسلامي شيعي تصريحات عبد العزيز الحكيم بهذا الصدد فصمت ولم يكررها ثانية . هناك بالطبع ملفات شائكة عالقة بين إيران وجاراتها العرب غير العراق مثل أزمة الجزر الثلاث التي تحتلها إيران وتعود ملكيتها القانونية والتاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة لكنها ينبغي أن تحل في المحافل الدولية ووفق القوانين والأعراف الدولية وليس عن طريق العمل المسلح فهذا غير مقبول ولايصب في مصلحة أحد إلا إذا صدر قرار دولي بهذا الاتجاه يرغم إيران على الإنسحاب منها ويتكفل المجتمع الدولي بإخراجها منه بوسائله الخاصة.
س : كيف تفسر دور آية الله العظمى السيد علي السيستاني في إصراره على الانتخابات العراقية في موعدها المحدد؟ وكيف تم له أن يجمع الشتات الشيعي في قائمة واحدة رغم تباعد بعض أطرافها فكرياً؟ ولماذا لايظهر السيستاني ليخاطب العراقيين مباشرة؟ لماذا يتكلم نوابه عنه؟ كيف تحلل شخصية السيستاني بشكل موضوعي؟ هل نجح في لم شمل العراقيين ؟ هل أبعدهم عن فتنة داخلية؟ أم هناك دور إيراني " خفي" وراء كل عملية؟
ج: لنبتعد قليلا عن نظرية المؤامرة التي ترى في كل ما يحدث داخل الشيعة أو فيما يتعلق بهم دوراً إيرانياً خفياً. وللعلم أن الإيرانيين لايضعون السيد السيستاني في قلبوهم ولايقدسونه أكثر من مرشدهم الروحي ومرجعهم الرسمي آية الله علي خامنئي خليفة الإمام الخميني في ولاية المسلمين الإيرانيين. كما لايمكنهم التأثير عليه لا من قريب ولا من بعيد وهذه حقيقة يقينية ثابتة . كان السيد السيستاني محقاً في مطالبته بإجراء الانتخابات الحرة والديموقراطية لتكون سابقة إيجابية تؤسس لممارسات لاحقة لكنه لم يكن محقاً في إصراره على أجراؤها في موعدها المحدد لعدم توفر الشروط والظروف الموضوعية المواتية لإشراك أكبر عدد ممكن من مكونات الشعب العراقي حيث حرم الكثيرون ويقدر عددهم بأربع ملايين عراقي من التصويت لأسباب كثيرة يطول شرحها . إن قائمة الإئتلاف العراقي الموحد استغلت إسم السيد السيستاني وأقحمته في قوائمها ودعايتها الانتخابية تجاوزاً مما يعد خرقا واضحاً للمعايير والقواعد الواردة في قانون الانتخابات . لقد نجح السيد السيستاني في حقن دماء الكثير من العراقيين ولم شمل شيعة العراق بحكمته وبعد نظره فهو لايتدخل في السياسة لكنه لايسمح للسياسيين باستغلال مواقعهم للعبث بحقوق المواطنين والتحدث باسمهم من دون تكليف رسمي وشرعي عبر صناديق الاقتراع . السيد السيستاني يلعب رغماً عنه دور صمام الأمان أمام الاستفزازات الطائفية الإجرامية التي يمارسها أمثال الزرقاوي لجر العراقيين إلى الاحتراب الطائفي والحرب الأهلية ـ الطائفية المقيتة. أما فيما يتعلق بسؤلك لماذا لايظهر السيستاني ليخاطب العراقيين بنفسه فلعلك لاتجهل التقاليد العريقة التي تحيط بشخصية وأداء المرجع الأعلى الذي ينأى بنفسه من الخوض شخصيا في تفصيلات الحدث السياسي اليومي فهو يكتفي بتقديم الرأي والمشورة والفتوى إذا استدعى الأمر ذلك وهذا ليس تعالي أو تكبر من جانبه لكنه يترفع عن هذه الجزئيات والمهاترات حفاظاً على هيبته واحترام الناس له ولقدسية موقعه في نفوس مقلديه وهو ليس المرجع الوحيد الذي تصرف على هذا النحو بل جميع المراجع قبله وكما قلت لك إنه تقليد متبع في المرجعيات العليا.
س : ماتزال المخاوف قائمة من تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات : برأيك هل ابتعد العراقيون عن شبح التقسيم والحرب الأهلية؟ أم هذه الاحتمالات تظل ممكنة؟
ج: أود أن أذكرك بأن العراق كان بالأساس مقسماً إلى مايشبه الدويلتين المستقلتين تقريباً وينقصهما الاعتراف الدولي بهما شرعيا وقانونياً الأولى في الوسط والجنوب والثانية في الشمال. إذا استمرت الأمور على ماهي عليه اليوم وتفاقمت فلن يكون مستحيلاً أو مستبعداً نشوب صراعات متعددة تأخذ شكل الحرب الأهلية بين مختلف مكونات الشعب العراقي ولاتنسى أن الشعوب لاتختار الحرب الأهلية بل تنزلق إليها وتجر أقدامها إليها عنوةً بمزيج من الانفعالات والمشاعر والاندفاعات الهوجاء والرغبة في الانتقام وتسوية الأمور بقوة السلاح وتجميد العقل والحكمة وملكة التفكير والتروي أو التأمل . وللأسف أقول أن العراقيين لم يخرجوا بعد كلياً إلى بر الأمان ومازالت الإحتمالات ممكنة لمثل هذا السيناريو لاسمح الله.
س : كيف تنظر إلى الدور الكردي الآن؟ هل أثبت الكرد وطنيتهم العراقية ؟ أم إنهم إنتهزوا ظروف الاحتلال وسقوط النظام؟ لماذا يطالبون بضم كركوك ؟ مالغاية من ذلك إذا كانوا مع وحدة العراق الجغرافية؟ وكيف تتوقع الموقف التركي من هذا الضم المحتمل إذا نشأت ظروف تسمح بذلك؟
ج: عندما نتحدث عن القضية الكردية علينا أن نتجرد من الانفعالات والعواطف المتحيزة. الشعب الكردي شعب كبقية الشعوب له تاريخه وحضارته ولغته وعرقه وقوميته وبالتالي له حقه في تقرير مصيره بنفسه دون ضغط أو إكراه أو تهديد أو ابتزاز. هذه بديهية ومسلمة سياسية يجب أن نتقبلها قبل أن نبدي رأينا في ما يحدث. وعلينا أيضاً أن نتحلى بالموضوعية في أحكامنا فنحن نطالب الأكراد باقصى درجات الوطنية والانتماء الوطني العراقي ونحرمهم من أبسط حقوق المواطنة فبمجرد أن يطالب فرد كردي بمنصب سيادي أو رئاسي تنطلق الصيحات والاحتجاجات لماذا؟ أليسوا مواطنين مثل غيرهم متساوون في الحقوق والواجبات ويحق لهم كغيرهم أن يتقلدوا مواقع عليا كرئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء على أساس الكفاءة والخبرة؟ لقد تنازلوا عن امتيازاتهم السابقة كدولة شبه مستقلة عن السلطة المركزية وجاءوا طوعاً وطالبوا بالاتحاد في نظام فيدرالي اتحادي متكافيء يحفظ لهم خصوصيتهم كما هو الحال في أي نظام فيدرالي مشابه في العالم . أما مسألة كركوك فهي شائكة ومعقدة وفيها الكثير من التداخلات والمرجعيات والحقائق الخافية خاصة فيما يتعلق بعمليات التهجير والتوطين القسري وتعريب المدينة وترحيل مواطنيها الأكراد من سكانها الأصليين الخ ... وهي يمكن أن تحل سلماً مع مرور الزمن أو تتحول إلى بؤرة نزاع قد تنسف الوئام المصطنع القائم حالياً . الوحدة الجغرافية لاتعني التنازل عن مدينة يقول تاريخها أنها كانت ذات أغلبية كردية. وفي نهاية المطاف لو ألحقت بإقليم كردستان في إطار الدولة الاتحادية العراقية فما الضير في ذلك ؟ لايحق لتركيا أن تتدخل في الشأن الداخلي للعراق مهما كانت الدوافع والمبررات التي في حوزتها كذريعة حماية السكان التركمان التي تجعل من نفسها حامية لهم فهم مواطنون عراقيون وتحميهم الدولة العراقية المركزية وقوانينها. لكن تركيا ستتدخل حتماً وبقوة وربما عسكرياً إذا حقق الأكراد انفصالا إدارياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً عن العراق وأعلنوا دولة كردية مستقلة فهذا أمر خطير على تركيا وإيران على السواء ولن تسمحا به مهما كلف الأمر وهذا ما يعرفه الأكراد جيدا وهو بمثابة الخطوط الحمر التي لايسمح لهم بتجاوزها وسيظل الاستقلال حلم يراود الجميع .
س : هل أنتم مع الفيدرالية؟ هل يمكن للعراقيين أن يستوعبوا التبدلات السياسية التي لم يألفوها من قبل؟ ماهو شكل الفيدرالية المقترح؟
ج : نعم أنا من أنصار الفيدرالية والمنظّرين لها لأنها صيغة حضارية متطورة ومتقدمة تحترم مباديء حقوق الإنسان وخصوصياته الثقافية وهويته الوطنية والقومية. هناك أشكال متعددة ومتنوعة للفيدرالية كما هي مطبقة بنجاح فائق في دولة الإمارات العربية المتحدة وسويسرا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية نفسها وأنا واثق من أن العراقيين سيستوعبون ويتقبلون هذه الصيغة بعد أن يمارسوها على أرض الواقعي وعلى الصعيد التطبيقي وهي ليس بالأمر المستحيل أو الصعب التنفيذ؟
س: بحكم موقعكم في وزارة الثقافة كمستشار وخبير في الوزارة ومدير للإعلام كيف تقيمون العمل الثقافي عموماً بعد سقوط النظام ؟ ماهي أوجه السلبيات التي يمكن أن تؤثر في عمل الوزارة ؟ عندما حلت وزارة الإعلام السابقة هل وزارة الثقافة هي البديل الناجح لها؟
ج: بداية يتعين علي أن أعبر عن موقفي المبدئي حيال ما يسمى بوزارة الإعلام المنحلة . فأنا ضد أي شكل من أشكال التأطير والتقييد والتوجيه الإعلامي فأنا مع حرية الإعلام وحرية التعبير بلا قيود ولكن ضمن معايير حرفية ومهنية متفق عليها دولياً ولا تتعارض مع مباديء حقوق الإنسان. نعم يمكن أن تكون وزارة الثقافة البديل الأفضل لاحتواء العاملين في وزارة الإعلام سابقاً ولكن ضمن معايير مختلفة وسياقات منهجية وحرفية أكثر حرية ورقياً تشجع المبادرات الخاصة . لقد انتعش العمل الثقافي نسبيا بالمقارنة بما كان عليه في السنوات الأخيرة التي سبقت سقوط النظام السابق. فعادت حركة النشر في القطاع العام في دائرة الشؤون الثقافية العامة إلى حيويتها ولكن بإيقاع أدنى نظراً لعدم توفر الإمكانات المادية اللازمة وتقاعس عدد كبير من العملين والموظفين داخل مختلف الدوائر التابعة للوزارة وتفشي الفساد فيها.مازال الروتين والبيروقراطية والفساد الإداري والرشوة ونظام المكافأة هو الذي يهيمن على عمل الوزارة إلى جانب نظام التمويل الذاتي سيء الصيت . الظرف الأمني يحد من انتعاش العمل الإبداعي والبطالة تتكفل بالباقي فهناك عدد كبير من المثقفين والمبدعين عاطلين عن العمل أو يندرجون تحت يافطة العطالة المقنعة أي يستلمون رواتبهم الضئيلة بدون عمل أو إنتاج وذلك في جميع مجالات الانتاج الثقافي. ومن السلبيات التي تعيق عمل الوزارة تواجد كم هائل من أتباع النظام السابق بعد أن بدلوا أقنعتهم ومكياجهم لكنهم مازالوا يتصرفون ضمن عقلية ومنهجية الحزب الحاكم السابق.قررت وزارة الثقافة تشخيص العلل والأمراض والمعوقات التي تنخر في جسم الواقع الثقافي ووضع الخطط والمعالجات الناجعة والتصورات العملية من قبل العاملين في المجال الثقافي والإبداعي أنفسهم من خلال تنظيم مؤتمر عام للمثقفين في الخريف الماضي لكن الظروف الأمنية السيئة حالت دون ذلك وتم تأجل انعقاد المؤتمر. هناك ظاهرة سيئة أخرى تسود الوسط الثقافي العراقي تتمثل بالصراع والتصادم بين من يسمون مثقفو الخارج ومثقفو الداخل وهي نغمة جديدة طارئة على الواقع الثقافي في العراق نابعة من جهل البعض أو تعاليهم وفوقيتهم وخوف البعض الآخر على امتيازاتهم واحساسهم بالدونية وانعدام الكفاءة فيلجأون لأسلوب الدسائس والتشويه واطعن والتسقيط والتشهير وبث الإشاعات الخ ...لكن مثل هذا المناخ المشوب بالتشكيك والحذر والتربص بالآخر لايخدم الثقافة العراقية ولا العملية الإبداعية .



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران وسورية في مرمى الإصابة الأمريكية
- الخرائط الأمريكية للعراق والشرق الأوسط
- يوميات عراقية من مدينة بغداد الجريحة
- السينما العراقية بين الممكن والمستحيل
- الخرائط الأمريكية اللعينة للعراق والشرق الأوسط
- من أجل معالجة وانهاض النشاط السينمائي في العراق
- رأيت نهاية العالم القديم
- مراجعات في ما بعد الحداثة السينمائية من المفاهيم النظرية الي ...
- - فقه العنف المسلح في الاسلام
- التشكيلة الهلامية للميليشيات المسلحة في العراق
- محاولات التجديد للأثر الفيلمي ضوئياً
- رؤية تحليلية للسياسة الفرنسية إزاء الاستراتيجية الأمريكية -ا ...
- مراجعات في السينما التاريخية - التحول من نصوص التاريخ الي ال ...
- حوار مع جواد بشارة
- التيار الديني معضلة واشنطن في العراق
- جدلية القوة والضعف في أعمال المخرج الألماني فيرنر هيرزوغ
- على مفترق الطرق : العراق وآفاق الحل
- العراق : اليوم وما بعد اليوم هل يمكن أن تصبح بلاد الرافدين ف ...
- من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال ...
- تداعيات من داخل الجحيم البغدادي


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جواد بشارة - مقابلة مع د. جواد بشارة