أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح عسكر - فلسفة الأخلاق(لوحة الأمانة)














المزيد.....


فلسفة الأخلاق(لوحة الأمانة)


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 00:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في اليوم التالي اتصل بي صديقي أحمد كي يستشيرني في إمكانية اللقاء، وقد اتفقنا على أن نعقده في قهوة الحاج.."علي درويش"..والتي تبعد عن بيته بقرابة 100 متر..فعقدت العزم على النهوض والوفاء باللقاء وذهبت إلى القهوة، حينها لم أجد أحمد جالساً كما اتفقنا ، فإذا برنين الهاتف ليخبرني أحمد أنه سيصل بعد قرابة خمس دقائق..وبعد وصوله جلسنا سوياً متقابلين وبيننا المنضدة ثم دار هذا الحوار:

أحمد: أعتذر لك ياصديقي عن هذا اللقاء المفاجئ، ولكن عندي مشكلة أود حلها أو حتى أفهم ما يدور كي يسهل علي الحل.

قلت: تفضل ياعزيزي لك الحديث ومعك الميكروفون.

أحمد: زميلي في الجامعة أخبرني بأنه قد تزوج في السر من إحدى زميلاته، وهذه الزميلة أعرفها وأعرف كامل أسرتها ولي مع بعضهم صداقة، وأنا الآن في حيرة..فزميلي قد ائتمنني على سره ولا أود خذلانه فهذا عهد، ولكن زوجته هي الأخرى لي مع بعض أقربائها صداقة، فكيف أوفق بين الصداقة والضمير؟

قلت: هذا يعود بنا إلى تعريف الأمانة ياأحمد، فمشكلتك أصلها.."الأمانة"..ولو أنني أرى أن زميلك هو أول من خان الأمانة بإفشاءه هذا السر لك، فالأسرار جزء من الوجدان، وهي عنوان الشخصية "الحقيقية"..وما دام زميلك أفاض بالسر لك فهو قد تحدث به إلى غيرك أو سيفعل ذلك -إن لم يكن فعله، ذلك أن الحديث في الأسرار يستوي فيه الحديث للعامة وللخاصة على حدٍ سواء.

أحمد:أنت فهمت خطأ فهو قد أطلعني على سره كي أساعده .

قلت:وهل يعرف أنك على صداقة مع أقربائها؟

أحمد: لا يعرف.

قلت:وإذا عرف فهو يريد الحل بالظاهر، وكونه لا يعرف فالأمانة لديه قيمة مشوشة والمبادئ لديه غير منضبطة.

أحمد: أنت تتحدث عنه وتتجاهل مشكلتي فأراك تتحامل عليه.

قلت: لا أنا فقط أريد تصور المشكلة من جذورها كي أرصد الحل الأمثل بعد تفاعل كافة الأفكار المختصة بالجميع، فبعملية رصد أخلاق زميلك ستقف على ماهية فِعله، وحينها ستتضح لديك المسألة ولربما لا تحتاج مساعدة من أحد.

أحمد:قلت أن مشكلتي في "الأمانة" ..طيب وهل الأمانة قضية معقدة لهذه الدرجة؟!..أنا أعرف أن الأمانة قد تكون معقدة فيما لو كان هناك طرف يستفيد...فهذا النوع من الأمانة ليس به وجهاً مادياً كي أطمع فيما عندي من أمانة ائتمنها أحد الأشخاص.

قلت: بل التعقيد في حالتك ياعزيزي أحمد..لأن الطمع أو الضعف في "مادة أو مضمون" الأمانة يعقبها خيارٌ سهل على كل إنسان..تكفي عاطفته أو عقله للتمييز، وبالنوازع تنحط قيمة الأمانة لديك فتراها حقٌ شخصي تتحكم في أساليبه وأشكاله، وطالما أنك وزميلك أقدمتم على الاستشارة فهناك عقل وعاطفة-وليس نزعة- وإلا لتجاهل زميلك القضية برمتها كأنه لا يوجد في الكون غيره، أما أنت فيكفيك التشاور معه على الحل في أضيق الظروف.

أحمد:بدأت أستوعب القضية..ولكن لدي إشكال يتعلق في وحدة غرضي وغايتي مع زميلي، فالأمانة تُحتم علي وعليه الحل، وكما قلت لك فالصراع بين صداقتي لأصدقائي وبين ضميري الذي يُحتم علي إبلاغ أهلها ، ولا تفهم أنني أتحدث عن الإبلاغ بمقصد الضرر بل لتفاديه، فدور الأهل في هذه الأوقات شديد الأهمية للمصلحة العامة.

قلت: الأمانة قيمة معيارية عظيمة ياصديقي بل تكاد تكون هي عماد الأخلاق، فدورها لا ينحصر فقط في الأمور المادية بل إلى شتى صنوف الحياة من صداقة وتربية أولاد وضمير مع الكافة، لذلك فحين التعرض لخيار كهذا لابد وأن تقف أولاً على صنوف الأشخاص وماهيتهم كبشر..وهذا ما دفعني للسؤال عن صديقك في البداية، ولولا الحرج لسألتك عن أصدقائك من أهل زوجته.

أحمد: فكيف تصورت الوضع ..هل لديك إشارة ما أقف عليها أو فعل.

قلت: ليس لدي تصور كامل حول المسألة، ولو أنني أنصح أي إنسان يتعرض لهذا الظرف بأن يعيد حساباته بالتعرف على الناس وطبائعهم، فالأخلاق كما قلنا لها مفهوم ومصاديق، وما يصلح لإنسان من أخلاق لا يصلح لآخر، لذلك أرى أن تجانب المسألة مزيد من الوقت للتعرف على الكافة، فإذا وجدت أهلها من ذوي الحكمة فانفذ إلى واحدٍ منهم وابدأ معه الحديث بالثناء على زميلك ، ولو كان يعرفه فسيكون أفضل بكثير واسأله عن رأيه فيه.

أما زميلك فانصحه بخُلق الأمانة وأن لا يختلي بزوجته إلا بعد حل القضية حلاً نهائياً، فلربما كان زواجه من النوع المذموم أو الغير شرعي حينها يكون قد ارتكب إثما..واعلمه أن زوجته في حُكم الأمانة المُغتصَبة، وأن الأمانة تقتسمها زوجته مع ولي أمرها، ولو لم يكن لديه أمانة أو لا يفهمها فسيرفض عرضك، ولكن لا تيأس حاول معه..فقد حمّلك الله أمانة ويجب عليك الوفاء بها..لابد من حل فليكن هذا الحل على يديك.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الأخلاق(لوحة التواضع)
- فلسفة الأخلاق(لوحة التعريف والتمييز)
- حوار حول شعار الإسلام هو الحل
- أكذوبة القعقاع بن عمرو التميمي
- بناء الرسول بصفية بنت حيي بن أخطب حقيقة أم خيال؟!
- السلطة بين الممارسة والتنظير
- عدنان ابراهيم ذلك الرجل الفذ الموسوعي
- أبو حيان التوحيدي المختلف عليه
- قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء
- حكمة الآخر في الإسلام
- عن رؤية الحل وسياسة العزل في سوريا
- لماذا لا يوجد قتل للمرتد في الإسلام
- السمو الإسلامي في السياسة ونعرات الجاهلية
- الأزمة -الطائفية- داخل جريدة الحرية والعدالة
- تشوش الفكرة الإصلاحية الإخوانية
- إِشكالية الهوية الإخوانية في ظل العلاقة مع الولايات المتحدة


المزيد.....




- المغرب.. كشف تفاصيل ضبط خلية -الاشقاء-
- الجيش الأمريكي يعلن استهداف -أحد كبار قيادات- تنظيم تابع لـ- ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تعيين دوغ بورغوم وزيرا للداخلية
- مباحثات إيرانية قطرية حول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة ولبنان ...
- ترامب يعلق على تقارير سحب القوات الأمريكية من سوريا
- روبيو: ترامب مقتنع بضرورة حل الصراع في أوكرانيا بالوسائل الد ...
- واشنطن: استمرار الصراع يدمر أوكرانيا ويفاقم خسائرها في الأرا ...
- المغرب.. تفاصيل دقيقة حول الآليات والمواد والمساحيق التي تم ...
- الولايات المتحدة تخطط لفرض رسوم جمركية على الصين بسبب -شحنات ...
- روبيو: عرض ترامب شراء غرينلاند -ليس مزحة-


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح عسكر - فلسفة الأخلاق(لوحة الأمانة)