أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - بابل وانياب الارهاب














المزيد.....


بابل وانياب الارهاب


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1125 - 2005 / 3 / 2 - 11:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا أدري كيف يكون شكل المشاعر حين ترى سيارة مفخخة قادمة من صحراء روح جرداء ليفجرها سائقها وسط حشد من المراجعين المدنيين والحصيلة مائة قتيل ومئات الجرحى .
حدث هذا في بابل صبيحة الاثنين الثامن والعشرين من فبراير وكان من بين الضحايا إضافة إلى أطفال كانوا يتأملون سحر بناء الجنائن المعلقة التي أهداها الملك البابلي نبوخذ نصر لزوجته الأرمينية ميديا كي يبعد عنها ضجر البلاد النهرية التي تطول فيها أشهر الحر . ومع الأطفال مات شيوخ ومراجعين وكهنة معابد وحرس ملكي ويقال أن مردوخ آله بابل العظيمة كان من بين ضحايا السيارة المفخخة . فطوبى لأهل الحلة بموت رائع في نهار رائق . وكف من رماد الرذيلة لإرهاب مكشر الأنياب لا يفرق بين الشهر الميلادي والقمري ويجعل قتل البراءة عزفا نشازا في تأريخ المقاومة بل ويجعلنا نتساءل أن كانت الذئاب تمتلك أنياب لتقتل أم أن في فمها يولد الدانميت والكبريت والقلوب المحشوة شرا ورذيلة وعنفا وإلا ماذا نحسب هذا الشكل من العنف في بلد ما تعود يوما أن يموت أبناءه بالأطنان في بوابات الدوائر الرسمية والمدارس والبيوت عدا ما عودتنا عليه الحروب من موت وذلك قدر كان يفرق موته بين الجبهات فلا ينتبه له بهذه الصورة ..
لا أعرف كيف يمكن أن نتصور الأمر ، وهل يخرج الزرقاوي من عتمته الشبحية ليقول : هذه جريمة لم أكن مسؤولا عن فعلها ، أو يطلق بن لادن أو الشيخ الظواهري كاسيتا مسجلا بنقاوة الأودي ليستنكر هكذا فعل قبيح ؟ أم نظل معلقين بوهم أن الجنة سترتدي روح سائق السيارة الوحشية ، وماذا سيرد على منكر ونكير حين يخبراه أن لا أحد من بين ضحاياه لديه هوية متعددة الجنسيات ولم يكن بينهم حرس وطني أو شرطي لازال الراتب في جيبه يهلهل بزغردة فرحة أطفاله من أنه في الظهيرة سيجلب لهم الموز والنستلة وسمكة كارب سمتية كبيرة .
الذي يفعله هذا الإرهابي سوى أنه سيبقى مطأطأً رأسه وعيناه على النار ، فهو لم يقتل من روم واقعة مؤتة بل قتل مسلمين شيعة وسنة لا يعرفون الطائفية والحقد ومزاغل كهوف توروبورو ولم يروا حتى صورة نكروبونتي في يوم ما ، أنهم يعرفون فقط : أن ما حدث هو أمر من الله وان كان صالحا فالرحمة لقائدي التغيير وأن كان خطيئة فيتحملها من غمسوا أصابعهم في مرقة تغيير النظام .
لذلك ما حدث في بابل في الثامن والعشرين من فبراير هو فعل ليس شائن فقط بل هو انحطاط حضاري وأخلاقي في أجندة من يفكر طرد محتل بهذه الطريقة . أنهم بفعالهم هذه يودون هدم رؤى الأمل التي أرادت بها بابل أن تبعد مشاهد حرقها على يد الغزاة المتعددي الأصول والجنسيات من سابور إلى الإسكندر إلى الجنرال مود وانتهاءا بزمن الأمل والحب هذا وحين يصير الموت بهذا الكم والبشاعة فأن لون الحياة سيتغير وعلينا أن نتمنى كوكبا آخر نحمل أليه برج بابل الأسطورة وجنائنها المعلقة . لكننا حين نتذكر العراق وطيبة قلبه نبعد الفكرة عن أذهاننا ونصر على أن نبقى . ففي روح بابل ثمة زهرة وبندول . الزهرة هي الأمل والحياة القادمة والبندول هو الزمن الذي لا يتوقف .
طوبى لشهداء الحلة ..عفوا طوبى لشهداء العراق ..

أور السومرية 28 فبراير 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرفةحسين الحسيني
- الوردة الأيرلندية
- الليلة على وسادة واحدة ..المسيح والحلاج وسارتر
- جورج حبش يسأل
- العصافير تنشد في الأهوار لثقافة الحب والرب
- رسالة أنتريت الى نابليون وبابليون وكيس النايلون
- رسالة انترنيت الى البابا
- امريكا ورؤى سبتمبر
- نهار في دهوك
- العودة الى حاج عمران
- رسالة انترنيت الى ارشاد منجي
- رسالة انترنيت الى رفيق الحريري
- نبؤة المقال وأيام الحرب على العراق
- ماذا ترك لنا زمن السنيور برايم…………ر…؟
- ذاكرة المكان .. بين المشهد والشاهد تمثال لينين أنموذجاً
- أتحاد الشعب وأتحاد القلب
- ماركس أيها الطيب ..مالذي يحدث بالضبط


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - بابل وانياب الارهاب