أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - نحو فهم افضل لما يجرى فى سوريا مقاربة انثروبولوجية














المزيد.....

نحو فهم افضل لما يجرى فى سوريا مقاربة انثروبولوجية


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3869 - 2012 / 10 / 3 - 13:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نسعى من خلال هذه المقاربة الى فهم البيئة السياسية و الثقافية للمجتمع السورى لان من مهام الانثروبولوجية السياسية السعى لفهم الخلفيات السياسية مستخدما نظرية التفكيك كاداة لفهم طبيعة ما يجرى.فالواقع السياسى السورى واقع متقلب من الصعب ابجاد مثيلا له فى العالم و كانه واقع على خط زلازل سياسية تضربه بين الحين و الاخر.

و لعل ما عرف بمرحلة الاستقرار التى بناها حافظ الاسد كانت الاستثناء رغم انها لم تخلو من مراحل دموية كما فى العام 81 و 82 اثناء احداث مدينة حماة الماساوية التى لم يعرف حتى الان عدد ضحاياها.

و حتى بداية ما بات يعرف باحداث الربيع العربى لم يكن هناك الكثير ممن يتوقعون وصوله لسوريا التى كان قادتها يعتبرون على الاغلب ان دعمهم للمقاومة فى لبنان و فلسطين سيمنحهم حصانة من امكانية انفجار الوضع.هذا بالاضافة الى طبيعة النظام الامنية الذى يوصف بانه من اشد النظم الامنية فى المنطقة.

و انا اعتقد ان من اهم المشاكل التى يعانيها النظام السورى(و دول سايسكس بيكو عموما) هى مشكلة الهوية المتعلقة بكيفية تعريف النظام لنفسه و هذه اشكالية مهمه فى بلد متعدد الهويات المذهبية و العرقيات.

على كل حال هذا الراى او التحليل ينطلق اساسا من السعى لتشخيص بعض جوانب الازمه التى لها جوانب متعددة لا يتسع لها مقال واحد.

ففى مصر مثلا بات من المقبول ان يقال ان عمر الحضارة المصرية هو 7000 سنة لكن الامر مختلف عندما ياتى الامر لسوريا.

فعلى عكس مصر مثلا ولدت الهوية فى بلاد الشام على خلفية الصراع مع الحكم العثمانى المسلم الامر الذى استدعى التاكيد على الهوية العربية لسوريا بدون ان تستند هذه الهوية على هوية سورية خاصة بها. و قد يكون هذا الامر مفهوما الى حد ما على ضوء مجاولات التتريك التى تعرضت لها سوريا الامر الذى استدعى رد فعل ركز اكثر على مفاهيم العروبة بدون بناء ثقافى سياسى صلب يستند عليه فى داخل البلاد .
و من المؤكد ان قيام دولة صهيونية فى قلب سوريا التاريخية التى قسمت الى اربعة اجزاء قد قوى من اهمية اللجوء للعروبة كمفهوم جمعى لاجل مواجهة الحقائق الجديدة.

كما ان الثقافة الاسلامية التى تعتبر ان تاريخها بدا من الجزيرة العربية قد لعبت دورا فى تقويه هذا المفهوم الذى تمت علمنته بواسطة النخب القومية العلمانية بحيث بات تاريخ سوريا الحقيقى لا يبدا الا منذ 15 قرنا الامر الذى ادى الى الغاء التاريخ السورى الامر الذى جعل من الشخصية الجمعية السورية شخصية متشظية و غير واضحة المعالم.


على اى حال هذا لا يعنى بطبيعة الحال تجاهل المكون الحضارى العربى الذى ساهم فى تعريب سوريا نتيجة علاقة تاريخية كانت تربط بلاد الشام بجزيرة العرب و نتيجة للفتح العربى الاسلامى. لكن الذى حصل حسب اعتقادى ان تبنى فكرة العروبة السياسية اتبعت بتبنى لا واع للعروبة الثقافية التى تقتصر مرجعيتها على الجزيرة العربية الامر الذى ادى تدريجيا الى عملية الحاق قسرية لكل الثقافة السورية التى فقدت خصوصيتها و باتت ليس سوى عربة من قطار العروبة .
لقد ادت هذه السياسة حسب راى الى خلق نوع من الانفصام بين الواقع الحقيقى و الواقع الايديولوجى الذى تم فرضه من قبل حزب البعث الذى صادر الخصوصية السورية لصالح قومية عربية عامة .

اما رد الفعل على كل ما حصل فقد جاء من القوى الدينية التى تفترق عن النظام فى مضمون خطابها لكنها تلتقى معه فى المرجعية الثقافية.

لذا على المستوى الايدولوجى فاعتقد ان سوريا ما زالت اسيرة ايديولوجيتين : حزب قومى يستمد شرعيته من تاريخ انتقائى لا يتعدى 15 قرنا من الزمن و ايديولوجيات دينية تتقاسم معه ذات المرجعية الثقافية.

و هاتين الايديولوجيات تتصارعان الان على اجزاء من الارض السورية و الذى يدفع الثمن هو الشعب السورى
هذا حسب راى مقاربة لا يجب تجاهلها لاجل تحديد الخلل التاريخى الحاصل و الاشاره اليه لا يعنى تجاهل الاسباب الاخرى لكن الاغتراب الحضارى الذى عاشته سوريا ساهم فى ايصالها الى ما وصلت اليه.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاة من اجل الالهه ساراساواتى الهة المعرفة و الفن و الموسيقى ...
- سوق مزايدات لانتاج ثقافة الكراهية!
- على جسر نهر درينا)) رد هام على مقولة صراع الحضارات!
- ؟ لماذا لم يصل الربيع العربى الى البلدان الملكية العربية
- من الربيع الى الحريق: المشرق العربى يتجه نحو التفكك!
- فى النروج : ثقافة الاغانى و الورود تهزم ثقافة الكراهية.
- نحو مقاربة منهجية للربيع العربى
- حول الثورة العربية و افاق المستقبل
- لكى تتجنب سوريا طريق الانتحار
- البعد الثقافى فى الانفجار العربى
- لاجل تاسيس جائزة( نوبل) فلسطينية
- هل من المكن ان نقوم بعودة افتراضية لفلسطين
- اين المجلس الوطنى الفلسطينى,و اين المجلس التشريعى : اسئلة لا ...
- لم يحن الوقت لعباس لان يبق البحصة
- ماذا حققت جامعة الدول العربية بعد خمسة و ستين عاما على تاسيس ...
- الم يحن الوقت لجامعة الدول العربية ان تخصص مقاعد لتمثيل عرب ...
- المطلوب الان قرع الخزان بقبضات قوية
- فقدان البوصلة و فقدان الامل
- حول اصلاح الوضع الفلسطيني


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - نحو فهم افضل لما يجرى فى سوريا مقاربة انثروبولوجية