أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - دعوة للخربشة - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم.















المزيد.....

دعوة للخربشة - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم.


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3869 - 2012 / 10 / 3 - 12:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعوة للخربشة - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (22) .

دعونا فى هذا المقال نمارس أداء جديد فى طرح الأفكار والتعاطى معها . فمن المعتاد أن يطرح الكاتب أفكاره ورؤيته ومواقفه فى قضية معينة ليبقى للقراء الإطلاع عليها والتفاعل معها إما بالتأييد والدعم أو بالنقد والتفنيد أو بالإنصراف عنها .. ولكننى فى هذا المقال أريد طرح بعض الإشكاليات الفكرية والمنطقية بإثارتها ووضع مالها وماعليها بإيجاز على أن يكون الحوار ورؤية القراء وموقفهم الفكرى هو المتفاعل والفاعل نحو ممارسة حيوية للأفكار وإطلاقها وإختبارها .
الذى دفعنى لتبنى هذه الرؤية الجديدة فى المعالجة والطرح أننى أتشرف بحضور رائع من الأعزاء القراء وأتلمس فيهم مستوى متقدم من الفكر والثقافة من خلال التعليقات بل أجد الكثيرون منهم جديرون بكتابة مقالات بالحوار المتمدن ولعل نهجى هذا يدفعهم للكتابة .. كما هناك رؤية إضافية وهى إعتقادى أن أفضل وسيلة لتفاعل وحيوية الأفكار أن تكون على المحك وتحت الصراع لتخربش وتمارس فعلها أى نطرح أفكارنا ورؤيتنا من خلال قناعاتنا ومنطقنا وليس من خلال إستقبال أفكار مسبقة جاهزة مهما كانت صحة وكفاءة وبراعة الكاتب الذى يطرحها , فأفكارك ستتحقق عندما تثار وتخربش وتنطلق من داخل قناعاتك الحرة لتضعها فى أرض المعركة .. إذن دعونا نراجع أفكارنا ونختبرها .

* أيهما أسبق المادة أم الوعى ؟.
قد ترون تناول إشكالية أيهما أسبق المادة أم الوعى قضية فلسفية ليست بذات حيوية وقد يراها البعض أنها فكرة متفذلكة تدور فى الصالونات الفكرية والأدبية , ولكنى أراها عكس ذلك تماماً فهى قضية حيوية وخطيرة ومن الأهمية بمكان حسمها وإتخاذ موقف فكرى منها , فبحسمها مثلا ستحسم قضية الأديان والمعتقدات وهل هى منتج بشرى أم إلهى .. فأصحاب فكرة أن المادة سابقة على الوعى يثبتون من خلال هذه الرؤية أن كل الأديان والمعتقدات والغيبيات هى مُنتج بشرى فمن خلال صور الوجود المادى تتكون الأفكار فى الإنسان أى أن الإنسان هو من خلق إلهه ... بينما يرى أصحاب أطروحة أن الوعى يسبق المادة هو تأكيد لنظرية الخلق كفكرة واعية سبقت الوجود المادى .
أصحاب فكرة أن المادة سابقة على الوعى يرون أن كل الوجود المادى بصوره ومشاهده سابق عن وعينا فالتفاحة موجودة قبل إدراكنا بها بل أن الوعى يتكون ويتشكل من الصور المادية المانحة للعقل كل المفردات والمعطيات التى ينتج منها الأفكار , لذا هم يتحدون بعدم وجود فكرة واحدة سبقت مكونات الوجود المادى , ومن هنا يرون أن أى فكرة جاءت فى وعى الإنسان هى نتيجة تأثره بمشاهد الوجود المادى , فتكون الآلهة والأشباح والغيبيات هى منتجات الفكر الإنسانى .
أصحاب فكرة أن الوعى يسبق المادة فى الحضور يرون ان العقل هو الذى يكون الأفكار قبل حضور المادة ويستشهدون فى ذلك بالإختراعات والإكتشافات فهى فكرة فى ذهن الإنسان مستقلة وسابقة قبل أن تتواجد بطبيعتها المادية , ومن هنا يرون أن الأفكار والوعى فى حالة أسبقية على المادة وأن الوعى هو الذى يتحكم فى المادة ويشكلها ويتحكم فيها وليست المادة هى المُلهمة للأفكار ... هل لنا أن نخوض ونحسم تلك القضية بما نمتلكه من عقل ومنطق وقدرة على التحليل .

* هل الجمال فى ذات الشئ أم هو تقييمنا الذاتى .؟
قضية اخرى ترتبط بالقضية الأولى وفى نفس السياق أأمل ان نخوض فيها وهى فلسفية ايضاً ولكن من قال ان الفلسفة لا تمنحنا قدرة رائعة على فهم وتحليل الوجود.. هى لا تبتعد عن الفكرة الأولى لتتناول هل الأشياء الوجودية جميلة فى ذاتها أى فى كينونتها أم أننا نمنح الأشياء الجمال فلا تكون هذه القضية سفسطة فكرية أو نزاهة رواد الصالونات , فبحسم هذه القضية سنصل إلى نتائج خطيرة وهائلة .. فمقولة أن الأشياء ليست جميلة فى ذاتها ونحن من نُقيم الأشياء ونسقط عليها إنطباعاتنا فنمنح هذا الجمال وذاك القبح يبدد فكرة الإله الخالق للجمال , وأنه جميل يحب الجمال ,ويرى الأشياء حسنه , أما مقولة أن الجمال فى ذات الأشياء فسيمنح عظمة وجلال للإله الخالق .

أصحاب فكرة أنه لا يوجد شئ جميل فى ذاته أى لا توجد جزيئات فى كينونة المادة تُسمى جمال بل هو إنطباع نسقطه على الشئ نتيجة أنه يفى بحاجات جسدية ونفسية فيمنحنا الإشباع والأمان فنستحسنه ونطلق عليه جميل لذا يكون الجمال هو تقييمنا نحن للأشياء المادية بالوجود المادى وهو نسبى أيضاً , ومن هنا لا يكون هناك خلق جميل ولا خالق جميل فهو تأثير المادة على الوعى كما أشرنا فى الفقرة الأولى .. كما أن مقولة ان الله يحب الجمال تعنى أنه يسقط إنطباعاته على الأشياء مثلنا فيستحسن أشياء ويراها جميلة وأخرى قبيحة بينما من المُفترض أن الأشياء هو خالقها ولا تؤثر عليه ولا تشكل قراره وإنطباعه .
أصحاب فكرة أن الجمال فى ذات الشئ مصحوباً ببراعة الإله يرون أن ما يثبت جماليات الأشياء فى ذاتها بعيدا عن إنطباعاتنا وتقييمنا أننا نرى الزهرة والفراشة جميلة ومنظر الغروب رائعاً ليجتمع الكثير من البشر على الإنبهار بهذا الجمال والإجماع عليه وهذا يعنى أن الاشياء الجميلة مستقلة بجمالها وتفرض نفسها على البشر وهذا يعطى دلالة على وجود فنان بارع صاغ هذه الأشياء ووضع فيها لمساته الجمالية ... من الأهمية بمكان أن نحسم قضية الجمال وهل الأشياء جميلة فى ذاتها أم أننا نمنحها إنطباعات حسنه نطلق عليها جمال فهذا سيحسم أشياء كثيرة لم نتوقعها .

أطرح قضية المادة والوعى وقضية الجمال أمامكم ولا أستطيع أن أنفى أننى مررت فى السياق رؤيتى وفكرى ولدىّ الكثير لإثباتها وتدعيمها ولكن لا يعنى هذا أننى إنصرفت عن طرح الأفكار المقابلة بل قدمت أقوى ما فيها من منطق .. لذا أنتظر رؤيتكم المؤيدة لهذه الفكرة أو تلك مضيفين لأى فكرة الدعم والتأكيد لنصل لحالة من التعاطى مع الأفكار بإستقبال وإرسال فنضع قناعاتنا على المحك .. أأمل من خلال الحوار أن نتعاطى بمنطق وفكر يصل بنا إلى مرسى الحقيقة وأأمل أن تمارس الأفكار فعلها وحيويتها من ذاتها بعيداً عن أكليشهات وتابوهات قال الله , وقال الرب ,وقال الرسول .. فلندع الفكر والعقل الحر ينطلق ولنختبر ونخربش بعقولنا فقليل من الخربشة سيفيد جداً .

دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضارة عفنه .!!
- سادية إله أم بشر ساديون- نحن نخلق آلهتنا.
- حول الفيلم المُسئ .
- التمايز والرياء فى ظلال المقدس-لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .
- الله غير محدود بالزمان والمكان-خربشة عقل على جدران الخرافة و ...
- السببية كمان وكمان -لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون.
- ثقافة المهانة والإمتهان-لماذا نحن متخلفون .
- حوارات حول المعرفة المطلقة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوه ...
- آلهة غاضبة أم بشر غاضبون-الأديان بشرية الهوى والهوية.
- نحن والجن وأحفاد القردة والخنازير- لماذا نحن متخلفون
- غريب هو إيمانهم !- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون.
- الخير والشر ومعضلة الإله-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ...
- النهى عن المنكر ومنهجية الوصاية - لماذا نحن متخلفون(6).
- فَكَرِهْنَا ذَلِكْ -الأديان بشرية الهوى والهوية (5)
- قليل من العقل والمنطق لن يضر-خربشة عقل على جدران الخرافة وال ...
- الأخلاق والسلوكيات فى الأديان بين الإزدواجية والإنتقائية-الد ...
- مصر إلى أين-سيناريوهات مؤلمة قادمة
- نهج الدم والبحث عن لذة الهمجية والبربرية - الدين عندما ينتهك ...
- آيات من سفر الوجود - تأملات وخواطر فى الإنسان والوجود والإله ...
- فى رحاب الشريعة - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (36)


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - دعوة للخربشة - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم.