أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوعبيد - الفن سلاحنا العابر للقارات














المزيد.....

الفن سلاحنا العابر للقارات


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3869 - 2012 / 10 / 3 - 01:58
المحور: الادب والفن
    


عوضاً عن أن نكون منفعلين تجاه أحداث معينة، علينا أن نكون فاعلين، خصوصاً في ظل ما شهدناه في السنوات الأخيرة من إساءات من بعض الغربيين لديننا ورموزنا، وآخرها الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، والذي ما كان لينتشر ويشتهر لولا ردات فعلنا غير المدروسة.

لا ريب في أن ثمة أموراً ليس بمقدورنا أن نكون فاعلين بخصوصها نظراً لبعض العوامل الموضوعية، منها مثلاً، عدم قدرتنا على تصنيع أسلحة تتكافأ قي قوتها ومفعولها مع الأسلحة في الدول الغربية المصنِّعة لها، لذلك نبتاعها منهم. لكننا، وبلا ريب، قادرون على صناعة فنية تكون عابرة للقارات، ونستطيع من خلالها أن نصل إلى أكبر شريحة ديموغرافية ممكنة من الغرب. ولعلنا اليوم في أمس الحاجة إليها، ليس فقط بسبب الإساءات التي تلقيناها من بعض الأطراف، إنما بسبب شكوانا الدائمة من مسألة الغز الثقافي والفني لأصقاعنا ومجتمعاتنا، فحبسنا أنفسنا رهينة الشكوى بدلاً من مواجهة الغز بالغزو، فذلك خير من أن نقلب لغزوهم ظهر المجن.
إننا، كشرقيين، بتنا نعرف الكثير عن ثقافة صناع الفن في الغرب، لدرجة أنهم لم يعرّفونا فقط بشخصياتهم التاريخية، إنما اخترعوا شخصيات من الهيولى وجعلوها أبطالاً في خلايا الدراما بكل مشتقاتها، وما هي إلا شخصيات خيالية، ومع ذلك تأثر بها كبيرنا وصغيرنا. وما كان ذلك لينجح لولا أنهم خططوا، ورصدوا الأموال، ونفذوا، ثم روجوا.

أما نحن، فتاريخنا حافل بالأحداث وأبطال تلك الأحداث، بدءاً من الرسول صلى الله عليه وسلم، مروراً بالصحابة رضوان الله عليهم، وانتهاء بالعلماء والمفكرين والأدباء والثوار. فعلى سبيل المثال أكاد أجزم أن قلة منا تذكرت أن الخامس من سيبتمبر هو ذكرى مولد العالم الأوزبكي المسلم أبو الريحان البيروني، والذي اعتبره الغرب قبل الشرق أنه أحد أعظم العقول البشرية التي عرفها التاريخ، فهو أول من قال إن الكرة الأرضية تدور حول محورها، وهو من أشار إلى الجاذبية الأرضية، ما فتح الآفاق أمام نيوتن ليضع قانون الجاذبية. اللافت أن غوغل غير العربية هي التي ذكّرت بهذه الذكرى.

إن الأعمال الفنية المنجزة حول بعض شخصياتنا التاريخية شحيحة للغاية، وهي موجهة للعرب والمسلمين، والكثير منا يعرف الأحداث مسبقاً إما بسبب وجودها في المناهج الدراسية، أو بسبب القراءة الطوعية. لكن من الأهمية بمكان أن نعرّف الغرب على ما يزخر به تاريخنا من أحداث وأسماء نفخر بها، وأيضا تجعلنا نشعر بالخجل لأننا لم نواصل سيرتها ومسيرتها.

إن ما يجب إنجازه على صعيد السلاح الفني تتوافر عناصره، والشيء الوحيد المنعدم هو الخطة التي تتطلب عصف الأفكار لوضع أسس صناعة فنية موجهة هذه المرة إلى الغرب، خصوصاً أنها صناعة من السهل ان تصل إليهم قانونياً، أو تسللاً، لسببين، الأول ثورة تكنولوجيا الإتصال والتواصل، والثاني أن حرية التعبير عندهم تيسّر الطريق لنا للوصول إليهم فنياً حتى لو حاولت بعض الأطراف عندهم عرقلة طريقنا الفنية.

أتخيل هنا مسلسل "عمر" رضي الله عنه، وهو العمل الأضخم في تاريخ الدراما العربية، ومن أهم الأعمال، أتخيله مدبلجاً بلغات أخرى، أو مترجماً، وكيف أن ملايين الأنفس الغربية تشاهده وتتعرف على قيمة إنسانية حملت قيماً إسلامية نفخر بها جميعاً. حينها نكون عرفنا الآخرين لماذا يعتز ويفخر المسلمون، عرباً وغير عرب، بعبقرية هذا الخليفة الراشدي، فكيف، إذنْ، لو عرّفناهم بسيرة الرسول المصطفى- عليه الصلاة والسلام-، وعرّفناهم لماذا لا يسمح المسلمون بأية إساءة له.
إنّ من زاد من جهل غيرنا بتاريخنا وديننا وشخصياتنا هم نحن، لأننا تركناهم في جهلهم بنا ولم نكلف أنفسنا عناء الإفصاح عن تاريخنا بكل محتوياته، بينما هم اخترعوا شخصيات وأحداثاً خيالية خلناها حقيقية بفعل نجاحهم في التخطيط والتنفيذ.
ما أحوجنا، إذن، إلى تغيير لغة خطابنا، وردّات فعلنا. فبدلاً من العنف، وعوضاً عن تجاوز الآية الكريمة "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، علينا البدء فوراً في صناعة فنية راقية ومسؤولة نتوجه بها إلى من لم يعرفونا. فالأموال متوافرة، والفنانون موجودون، وعلاقاتنا العامة حاضرة، والواجب يحتم علينا أن نعرفهم أننا أهل سلم وتسامح ومحبة ولسنا أجساداً مفخخة لا تبقي ولا تذر.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى الأقصى يا بروتوس
- عملية سيناء وبراءة فلسطين
- المُهرِّجون والمُتفرِّجون
- تويتر وفيسبوك اختبار للعرب
- فوبيا انتقاد الإسلاميين
- بين -عدالتيْن-
- أطفالَ الحولةِ نعتذرُ!
- دولة وأفكار لا دويلات وفِكْر
- براءة الجماهير لا براعة المشاهير
- حين رضي الله عن المرشح
- تحرّرتْ فلسطين
- -خبيث- استراتيجي
- الربيع الفنيّ
- البرأمانات العربية
- واشنطن تتجاوز الإشارة الحمراء الروسية
- العرب.. شعوب الله المختارة
- كتابُ مَنْ لا كتابَ له
- القذافي .. إعدام خارج قفص الاتهام
- طرقتُ البابَ حتى كَلَّ مَتْني
- -نائم- في البرلمان


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوعبيد - الفن سلاحنا العابر للقارات