|
الجوع الطاحن في دولة الفقراء
محمد الامين الزين
الحوار المتمدن-العدد: 3868 - 2012 / 10 / 2 - 14:36
المحور:
الادارة و الاقتصاد
أنقلَّع الموَّتَــد و إتوتَّد المقلوع جاعت بيوت الشبع وشبعت بيوت الجوع (حميد)
وكت العيش بقى بالملّوات يا أب آمنَّـــة حويتك جات (تراث شعبي)
لستُ إقتصاديّـــَا لتفكيك علاقات أزمة ، ضربت في جذور اليوم الشعبيّ ، ولا سياسياً عقد نكاح المزاوجة بين خيوط اللعبة السياسية ، وغيض له فك الرباط وفق المتحوِّل في أشراط تلك اللعبة ، ونُحول تأثير تلك الخيوط في تشكيل ذلك النسيج ، ورفــده بلوازم القُـــدرة على مواكبة التغيير والملاحظة بنت سفاح ، مالم يدعمها تمحيصٍ ما ، تراكم أو شكل وإشتغالٍ معملي ما ، قادت ذات الملاحظة ، لبيان تأثيرات إقتصاديَّة حاقت بدولة الفقراء وصبَّت جامَّ غضب الكتاب الاقتصادي حين إقرار بأن فساد المتنفذين فى السلطة ، فساد للإدارة ، فساد لتوزيع ماهو قومي ، وتكون نتائجه الحاضرة ، إبن شرعيٌ تماماً ، شخصي الحضور بين المستضعفين ، ما لم تسلُبه دولة الفقراء تلك الشرعيَّة وقادت بلا إجتهاد إلى أنَّ مركَّزة عالميَّة الصبغة ، لأموال الكثرة في أيدي القلَّة ، تجد موطئ قدم لتبرير الجنوح الحاد نحو هاويَّة ، يُــــــــــــسدُ فجوتها دولة الفقراء ، فيما يطرح الخاص الوطني ( السوداني ) الخاص ،إنحرافاً نسبياً ، يلتف على ذاته ، مُغالطاً إيَّـاها ،في سبيل الإبتعاد من مركز التعميم أعلاه ، فيرتد وهو حسير إلى مركزة لصالح المؤسسة ( المؤتمر الوطني ) وهو ذات قانون القِــلَّـة في مواجهة دولة الفقراء فكان الإفساد في البلاد بأشكاله الثلاث مُكلفاُ وناهباً للخزينة العامة : - الإفساد السياسي ذو التكلفة الإقتصادية الباهظة ، وذلك تارةً في سبيل إختراق وإضعاف الاحزاب السياسية وبتغليب مصالح أحدها دون الآخر ، ودعم الحركات المحلية والإقليمية ، تارةً أُخرى ، فالدعم في حالة بعض الحركات كان لتفتيت عضدها ، وفي حالات أُخرى قُصد منها خلخلة النظام السياسي القائم في البلــــد المُعيَّــــن ( يوغندا ، تشاد ، ثوار ليبيا ) - الإفساد الديني و لُعب فيه بمهارة صاحب الكار ، وصُرف فيه بسخاء من لا يخاف الفقر ، فتارةً كان لحشد الجماعات والطُرُق لجانب النظام ، وتارةً أُخرى لإلهــاء الرأي العام بقضية تخصهم ، وفي أخرى كمطيــــَّة لتنزيل المشروع الحضاري المأمول بحوامل أخرى ناهلة من ذات المعين ، لها إنحرافاتها عن جادة الصواب ، لكن ، وإن يكن ؟؟ والشواهد على ذلك جمَّة ، فإزدياد مــــدِّ الجماعات المتطرفة ، حتى في بؤر الإشعاع المعرفي والعلمي نال نصيبه من الخزانــــــــــــة البائسة ، ولإختلال نال المعادلة مما أستلزم ردَّها إلى الحد المفيد للنظام ، بكلفة أُخرى يدفعها جيش الفقراء – كجزية – عن يــدٍ و هُم صاغرون ، فظهرت القنوات التلفزيونية كلسان حال ( ساهور ) و( طيّبة ) كلسان المختلف - الإفساد الإجتماعي وكان هذا الحقل كمخزن خزف ، لهج فيه ثور الثورة المسعور ، فأختلط حابل الموضوعي ، بنابل الذاتي وكان النتيجة النسيج المُقطع الاوصال ، فشُرِدت الإدارات الأهليـــَّـة ،وتعالــــــــــى الخطاب الإثني بوتائر مؤثرة في سياق تعتمل فيه امراض التخلف والاميَّة والفقر ، وفُتِحت في وجه ذلك الخطاب المنابر الإعلامية ، والإعلانية ، مدفوعة الأجر من الدم الشعبي الخالص ، والتوطين لذلك الخطاب بوجهتين في غايَّة الخطورة ، وغالية القيمة ، المحسوبيَّة التي تــُـعزز أولويَّة القبيلة أو العرق على الوطن ، وإنعدام معايير الضبط الإداري وتوزيع العمــــــــل بمساواة الوطن بين أبناءه ، والاخرى هي الإبادة ، وسجلات الحروب المستحدثة مخيبة للآمال ، ومن ثمَّ فنسيج أجتماعي مقطع الأوصال بسكينة الموارد التي حُلِبت من ضرع ذات الشـــــــــعب إتصال كل ما سبق من سياسي (الحركة الإسلامية) شبَّ مِعوجَّـــاً ، فأرهق كل ما عداه ، وسلب الإقتصاد كل مساحيق التجميل التي كان ممكناً وبسياسة مُتمرّسة ، تستقطب أمناً ، وجوار حسن ، وصيَّت دولي مُرضي ، إلا أنها حاولت ستر كل عوراتها الكثيرة ، بورقة التوت البنكنوتيَّة ، ومن تلك العورات الفراغ الكبير في البرنامج السياسي الذي همه الاول هو موضوعه ( البشري ) والإستناد فيه على موقف النقيض ( اليسار ) لإيجاد برنامج سياسي غابت في محاريبه النظرة الستراتيجية ، وأُبدلت بمرحليـــَّة الخطاب والبرنامج فى آن ، فباتا أكثر عُرضةً للموقف ونقيضه ، تِبعاً للآخر ، ومن ثمَّ ولخلق الإرتباط بالشعب ، جنحوا للخزانة العامة وجيب الدولة ، لمـــــدِّ جسور جاذبة للقلة ، مُفقرة لدولة الفقراء جُوبهت دولة الفقراء بتلك القلَّــــة التي رأت في السياسة مُجيِّيرا ، منً لا لون الخفاء إلى علن السواد ، ووقود ذلك التحول غالي الكُلفة ، تزامن ذلك أو جاء متصلاً إن لم يكن مُسبباً رئيساً لإنفصال دولة الجنوب ، وبالإضافة للريع النفطي ، جنوبيِّ الخصوص ، فإن عدم الإستقرار في الدولة الوليدة ، كهدف للقلة في الدولة الام ، دفع ضريبته الشعب ، وذلك معطوفاً في الداخل على قوة شرائية غُلَّــــت يدها بالحدود السياسية المُستحدثَّــة ، في قطاع إنتاجي عليــل ، وحُرم السوق من الأيدي العاملة الرخيصة ، الماهرة والمتخصصة في حالاتٍ عينها وأتت معالجات مثل إعلاء قيَّـم السوق الحُر وغياب شروط المنافسة الحقَّة حيث حوربت الرأسماليَّة المتسيَّدة قبلاً ، وتم تصعيد وجوه جديدة ، بتدرج كل مراحل تطور الصراع داخلاً وخارجاً،ومثلها العودة لبسط يد الدولة الخانقة ، للتحكم في أسعار بعض السلع، وإن أتى الزعم قبلاً بسياسات التحرير الاقتصادي ، إلا أنه ولغياب أشراط المنافسة ، فإن التحرير أتى مشكوماً بيد تتطاول كيفما أتفق ، وإجمالاً آلت الدولة إلى دولة جبايات ، حيث باتت الإتاوات والضرائب ورسوم المخالفات والجبايات بمختلف مسمياتها، و طالت حتى الخدمات واجب الدولة ، فدعم الصحة ، التعليم ، الماء و البيئة استحال الى مدررات للماء في جمَّـام الخزانة وإنعكس ماسبق على دولة الفقراء ، فقراً مدقعا ، وبطونًا خاوية ، وأثمالاً بالية ، وقيمًا إجتماعية الى هاوية ماضية ، وكسَّت الوجوه علائم القنوط ، من فرج سماوي بتثوير أرضي ، وتحوَّر مفهوم الوطن الى بوابة للرحيل ، والتنقيب في الامصَّار الداني والقصي منها ، وسجلات المهاجرين تشهد إزدياداً بنسب جنونية ، وباتت المنافي الطوعيَّـة والقسريَّـة ملاذاً وحلمًا للعاطلين و العاملين على حد سواء، فالغلاء الفاحش غير المستتر بإرتفاع دخل الفرد ، أو نُهوض الدولة بواجبها في مجال الخدمات الاساسية ، حدا بالكلِّ حالما ببرودة غُربة تقيِّه لفح سموم وطن هِبـاته لمُترفيه دمٌ من الفقراء وخلاصة الامر فإن أيِّ بارقة أمل تلوح لخلاص إقتصادي بمعزل عن السياسي فهو محض هراء ، فهيمنة تلك القلَّة ، على مفاتيح حلول تلك الازمة ، وتسخير هذه القلَّـة لكل الخيارات المتاحة لتمكين فوق تمكين فوق تمكين ، جعل الأزمة تلقي بحلها عياناً ، وهو إرتباط وجود بعدم ، فكل حل لابد من تضمينه زوال تلك الطغمة ، والتي تجردت من الصبغة السياسية المُفترضة ، ولبست ثوب سوق أرهقته ببلادة الفاشل في كلا المجالين ، لا سياسة فيها أقنع ولا تجارة بها أنفع
#محمد_الامين_الزين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأعالي والأسافل
-
ح ( نين) و (صار)
-
خطاب الأُفول
-
مشهد الدرويش الخالد
-
بحث المشرع منها فى البحث عن الذات/الإجابة
-
ثلاثتنا والإستفهام
-
حلُ ما وراء النافذة
المزيد.....
-
المثاقفة النقديّة بين النقديّن العربي والفرنسي في المعهد الف
...
-
الرياض.. إيقاف سعودي بتهمة الاحتيال والاستيلاء على عقارات وأ
...
-
كالكاليست: الحرب بالشمال أفقدت اقتصاد إسرائيل 61 ألف وظيفة ف
...
-
سعر جرام الفضة.. تحديث بديل الذهب في الاسواق
-
اضطرابات كوريا الجنوبية تلقي بظلالها على الاقتصاد والأسواق
-
مصر تعتزم طرح 4 شركات تابعة للجيش في البورصة
-
مؤتمر بالدوحة يبحث تحديات تطوير صناعة التمويل الإسلامي
-
بوتين:القوة الاقتصادية لامريكا ستتراجع في هذه الحالة..
-
بوتين يتحدث عن خطأ فادح ارتكبته -فولكسفاغن- في روسيا
-
تعاون تونسي جزائري لإنتاج الزعفران في تونس
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|