عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 22:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انطلاقا من هذا الرأي لأحد فلاسفة التاريخ الذي يعتبر أن أي ثورة هي تحريك لتأسن استنقاع التاريخ وركوده بغض النظر عن النتائج ... من هذا المنظوركان موقفنا المحرض والداعي والمنحاز لثورتنا السورية العظيمة إلى النهاية، دون التوقف كثيرا حول مضمون أفكار البديل الثوري إن كان إسلاميا أم علمانيا، يمينيا أو يساريا، لأن المراهن عليه في ظروف السرطان الأسدي هو الخلاص من هذا المرض الأخبث إنسانيا واجتماعيا وأخلاقيا، لأن أي مرض أو أذى بديل قد يسببه العلاج مهما كانت شدته أو بشاعته، لن يكون أكثر شدة أو بشاعة من السرطان الأسدي ..
ولهذا دعونا للتسامح بلا حدود مع كل البدائل المطروحة للسرطان الأسدي ..لكن هناك بعض القوى –وخاصة إخواننا من الأخوان المسلمين- استساغت هذا المزاج العام للثورة بلا شروط أو حدود أو ضفاف، لكي تفكر بتحقيق المكاسب السياسية الفئوية الصغيرة على حساب الدماء التي تملأ شوارع سوريا ...حيث كل عضو في الأخوان يقدم نفسه على أنه ممثل تيار، بما يبدو لك أن كل التيارات السياسية في سوريا هي ذات مرجعية أخوانية وترضع من ثدي أخواني واحد، رغم معرفتهم أن ذلك ليس في مصلحة الثورة، سوريا أو عربيا ،وخاصة عالميا ..فإنهم مع ذلك يعتقدون أن ذلك هو الشطارة السياسية و(المكيدة) بعينها ..حتى بلغت بهم الأمور حد تأمين مناصب قيادية لأخوانهم كجوائز ترضية، رغم عملية الذبح اليومي التي يتعرض لها الشعب السوري ..والذي أخرجنا عن طورنا لفتح باب العتاب هذا ..هو تشكيل ائتلاف من 24 تنظيما سياسيا في القاهرة ، لا اعرف ما هو اسمه إن كان (جبهة الإصلاح ..) أو غيرها من الأسماء التي يسمونها ..!!؟؟
حيث يشكلون هذا التحالف الضخم من الأرقام الزائفة لإرضاء أخ من بلدياتنا في حلب لا يوجد أحد لهم غيره في حلب، وهو يطلق على نفسه على ( الطريقة الفهلوية للأخوان ) بأنه ممثل التيار الديموقراطي الإسلامي، في حين أنه صاحب أطروحة دعوة حزب العدالة والتنمية التركي أن يعود إلى إعلان دولة الخلافة العثمانية ! وهو الذي أنب بشار الأسد تأنيبا أبويا شديدا، أن عظام قبرأبيه (حافظ) ترتعش احتجاجا لأنه يصالح (ميشيل عون ) ولا يقبل بمصالحة الأخوان المسلمين ...
والغريب في الأمر أن قائدي المقاومة للثورة في حلب (العقيد العكيدي ، وقائد لواء التوحيد عبد القادر صالح ورضوان قرندل ، ليست أسماؤهم بين هذه التشكيلات ... نعم قد تكون الثورة قاطرة عمياء ، لكنها ليست قاطرة غباء وسذاجة للتاريخ ، لأن الكثيري من العميان أكثر بصيرة من الكثيرين من المبصرين ...ولله الأمر من قبل أو من بعد ولا حول ولا قوة إلابالله العظيم !!!!
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟