جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 14:47
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لا يهم اين تذهب سواء الى (وطن) او (بلد) او (دولة) فانت لا ترى مفهوم واضح لكيان عربي لحد اليوم فالدولة ليست الا تناوب السلالات او العصور كالدولة الاموية و العباسية و يظهر معنى الكلمة التعاقبي واضحا عندما تقول (دولة رئيس الوزراء فلان ابن فلان) و هكذا دواليك و في عبارات مشتقة اخرى مثل المداولة و الكلام المتداول و التداول اي ان للدولة اسس تجارية قبل السياسية. جميع هذه الكلمات قديمة اي انها تشير الى مناطق و مراكز اقامة او تجارة او قرى و يرد ذكرها في القرآن ايضا.
يعتقد ان كلمة (بلد) العربية جمع (بلاد) او (بلدان) مثل (الصراط) التي ترد ايضا في القرآن لاتينية الاصل منPalatium التي هي صيغة الرفع و يعني محل اقامة او مسكن و لكني ارى مشاكل لفظية بسبب تحول P الى الباء لاننا نجد في الاستعارات القديمة تحويل P عادة الى الفاء (قارن الفندق من اليونانية pandaka و الفردوس من pairidaeza او الحدائق الفارسية) و في الاستعارات الجديدة تتحول P دائما الى الباء كما في بوليس من police و لكن و بالرغم من ذلك لا يجب ان ننسى كلمة (بلاط) اللاتينية من نفس الاصل و بنفس وزن (البلاد) و هناك تقارب في اللفظ بين الكلمتين و هناك ايضا نوع من الخلط بين كلمة (بلاد) كمفرد (بلاد الرافدين او بلاد الفرس) او كجمع و البلدي هو المواطن (الريفي) بالمقارنة مع الاجنبي او الغريب و لذلك (البلدية) هي ادارة البلد فاذا كانت كلمة (بلد) اجنبية فلا يمكن ان تكون هناك علاقة بين (البليد: الاحمق) و البلد.
اما الوطن فهو التعود على العيش في مكان اي لا يعني الا التعود على مكان معين (وطن نفسه على) او لربما هو نوع من الطنين (طن يطِن) عند النزول على ارض ليتحول الى وطني و مواطن. لا ينتهي البحث طبعا في هذه النقطة و لكنها تعطي فكرة عامة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟