أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - معنى الذاكرة














المزيد.....


معنى الذاكرة


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 02:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


النسيان، أحد أدوات الوجود الضرورية، ومن المدهش أن تستسلم لما يمكنك أن تسترجعه في لحظة معينة، ويبدو أنك قادر على استرجاع أشياء محددة فقط، محدودة بهذا الدماغ البشري المعقد، والكن الهش..

وطوال حياتك يتخلخل هذا الصندوق الأسود ويخلط أحيانا بين الأحلام القديمة والوقائع، تدفق وسيل مستمر... ولكن إلى متى يمكن أن ترافقك الذاكرة،،،، حتى في عالم غير مادي

هل النسيان هو لعبة الوجود؟ إلغاء ذاكرة الشاهد على العالم في كل دورة جديدة،، ليعيش حيوات ينساها، ويكون دائما في حالة شهادة على حياة واحدة ينسى غيرها، وينسى كل مشاعر الحب والدفء في حيواته السابقة.... وما أكثر الشهود....

ولكن بافتراض أن هناك شاهدا واحدا على كل شيء، كل ما حدث وكل ما خطر، كيف يمكن تصور وجود ذاكرة ذاتية تحيط بذلك (حتى فكرة وجود سجلات محوسبة غير واعية تسجل كل ذلك غير متصورة)..

الذاكرة المدهشة هي الذاكرة بالمعنى الذاتي لا المعنى الموضوعي، أي أنني لا أعني ذاكرة لا أحد يشهدها ... كصوت يدوي في الفضاء دون وجود كيان واع يسمعه... ملايين الأجرام السماوية تصطدم وتولد وتموت وتتحرك، لو لم يكن من شاهد عليها، فلا ذاكرة ذاتية لها... هذا الاندثار... هل هو ممكن في وجود فيه "شاهد لانهائي على الكل"

هل النسيان حالة مؤقتة... بفرض أن وعيك مستمر منذ ما قبل ولادتك في هذا العالم الفاني، هل شرط دخولك العالم الفاني هو نسيان من تكون خارجه، وحتى تغادره... وأمام فكرة الأبدية واللانهائية، إلى أي حد ستصل بك الذاكرة، هل ستعود مليون سنة، هل سيكون هناك من حالة شهادة أبدية أزلية، الذاكرة لا تحتمل اللانهائية كما يبدو... وهذا هو سبب الرهبة و الخوف من اللانهائية الذي يخفيه اللاشعور، حين يتعلق بالزمن وبالذاكرة بالذات... ولكن أليس معنى الذاكرة كما يمكن أن نفهمه كبشر مشروطا بشروط هذا العالم المادي وبشروط إدراك هذا العالم والدماغ تحديدا، بمعنى أن الذاكرة والزمن قد يكون لهما معنى مختلف تماما يحل هذه المشكلة، لأننا ضمن شروط تفكيرنا (تفكير مشروط بشروط الدماغ وتفاعلاته وتفاعلات المادة وأبعاد المكان والزمان)

لا يمكن أن نحل هذا النفور بين اللانهائية والذاكرة إلا بإلغاء دوري للذاكرة، بمعنى أن شرط الأبدية هو نسيان الأبدية، إلغاء الذاكرة كل حين للبداية من جديد بداية منعشة، عند هذه النقاط التي قد نسميها (نقاط التقطع) تكون البدايات وتبدو النهايات،، وهكذا ترحم تلافيف اللانهائية أحلامنا بالبقاء معا إلى الأبد.... هذا أقصى ما يمكن لتفكير مشروط بالمكان والزمان أن يتصوره لحل مشكلة الذاكرة واللانهائية (في وجود له وعي وحب، لا غاية أو معنى، فالغاية والمعنى تكلف على الوجود)... ونحن بحاجة إلى الوصول إلى وعي متجرد عن الزمان والمكان لفحص إمكانية وجود معنى جديد للذاكرة والزمن....

ولكن تبقى بين أيدينا تقنية التأمل في هذا الوجود الإنساني المحدود، فهي تقنية تحاول السيطرة على اللحظة المحسوسة، فالدماغ في لحظة واحدة يسجل عددا لا محدودا من الهواجس والذكريات تحدد استجاباته لكل شيء، وفي لحظة اللاتفكير، أو التركيز في شيء واحد، أو اللاغاية... يمكن أن ندرك معنى الذاكرة (في العالم البشري على الأقل) على مستوى الوعي، ولا أقول الدماغ والأعصاب

http://1ofamany.wordpress.com



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوامة الوعي
- المتصوف المتمرد 5
- النوم كغاية يومية
- ثوري .. وهذه الثورات لا تمثلني
- المتصوف المتمرد ... 4
- المتصوف المتمرد ... 3
- صهيونية، بما لا يخالف شرع الله
- المتصوف المتمرد ... 2
- المتصوف المتمرد ... 1
- لست حرا ما دمت تسعى
- هل يمكن أن نصبح أنا وأنت والآخرون.. أنا فقط
- كيف نعيش ما تبقى من وقت للعالم
- ماذا لو انتهى العالم غدا؟
- الماتريكس الحقيقي !!
- ما هو الإيجو؟ وكيف تمنعه من حجب سلامك الداخلي ومحبتك غير الم ...
- بانغلوس ينتظر البيان رقم واحد
- مقابلة مع نعوم تشومسكي سنة 1995
- عن اللاحكمية .. والتعادلية .. والتحرر من تعين الذات
- عن الديمقراطية: ليس كل ما يلمع ذهبا
- إضاءات على اللاحكمية


المزيد.....




- -جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون ...
- -لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ ...
- تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا ...
- -9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش ...
- الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي ...
- الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
- كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
- ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
- نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك ...
- دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - معنى الذاكرة