أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الشرعية الدولية تمنحنا أكثر من مجرد قرار غير ملزم















المزيد.....

الشرعية الدولية تمنحنا أكثر من مجرد قرار غير ملزم


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 18:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


بداية لا يسعنا إلا أن نبارك النشاط الدءوب للرئيس أبو مازن في المحافل الدولية وفي عواصم العالم لإبقاء القضية الفلسطينية محل اهتمام العالم وخصوصا في المرحلة الراهنة حيث تشهد منطقتنا العربية نظاما إقليميا جديدا يتشكل أو معادلة جديدة ،بمقتضاها ستتم إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة بما يؤدي لإلغاء كيانات سياسية أو تقسيمها وقيام أخرى،ولن تكون فلسطين بعيدة عن هذا المخطط.كما أنه نشاط محمود مقارنة بالمواقف البائسة لقوى المعارضة الفلسطينية التي ترد على تحرك الرئيس إما بخطاب رفضوي عدمي،أو بخطاب بات ممجوجا وباهتا عن رفع الحصار عن غزة بما يؤدي لدولنة غزة دون أن تكون عندهم رؤية إستراتيجية عن ما بعد رفع الحصار عن غزة .
إذن مقارنة خطاب الرئيس الذي يطالب بدولة في غزة والضفة والقدس واللاجئين، بخطاب وموقف المعارضة التي تقول بدولة غزة فقط وترك بقية فلسطين والقدس واللاجئين لقدرهم المحتوم دون فعل مقاوم، يجعلنا أميَّل لخطاب الرئيس حتى وإن كان الرئيس يعترف بإسرائيل فيما حماس تقول بأنها لا تعترف بها. مسألة الاعتراف أو عدم الاعتراف بإسرائيل لن يغير من الأمر كثيرا،فإسرائيل دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة والمشكلة في رأينا لا تكمن في الاعتراف بل في حدود إسرائيل التي يتم الاعتراف بها ،أيضا مجرد القول بعدم الاعتراف بإسرائيل دون ممارسة نضالية للقضاء على إسرائيل يبقى مجرد خطاب، فكثيرا ما كان أمر واقع مغلف بخطاب الرفض والثورية أكثر سوءا من اتفاقات موقعة تحدد حقوق كل طرف.كما يجوز لنا التساؤل ما هو واقع وأفق رفض حماس لإسرائيل وما هي إمكانية دخول حماس بحرب ضد إسرائيل وهي تقول بأنها امتداد لجماعة الإخوان المسلمين وفرع لها ،وجماعة الإخوان المسلمين تحكم في مصر الملتزمة باتفاقية كامب ديفيد والرئيس مرسي أكد التزامه بهذه الاتفاقية ؟! .
تلمسنا لإيجابيات النشاط الدولي الذي يقوم به الرئيس ينبني على كون الرئيس وبصفته التي يمثلها وحده يتحرك دوليا متحدثا عن القدس واللاجئين وحق الفلسطينيين في دولة،وينبني على أهمية التواجد الفلسطيني في كل محفل دولي وهو تواجد لا يمكن للأحزاب الفلسطينية أن تملأه .إلا أن هذا التحرك الدبلوماسي للرئيس يعتريه نقص من جانب وغموض من جانب آخر. نقص له علاقة بغياب إستراتيجية فلسطينية واضحة للتعامل مع الشرعية الدولية وعدم الاهتمام بقرارات شرعية دولية سابقة لا تقل أهمية عن أي قرار جديد،وغموض يعود لعدم وضوح صيغة القرار الذي سيقدم ومتى سيُقدم ؟ وهل طلب صفة دولة غير عضو يعني تدويل القضية على حساب الاتفاقات الموقعة ؟أم مجرد تحسين لشروط التفاوض مع إسرائيل ؟ وحيث أننا كتبنا عن ذلك سابقا ،فسنحاول ملامسة بعض أوجه الخلل في التحرك الدولي للقيادة الفلسطينية من خلال الخطاب الأخير للرئيس أبو مازن في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 27 من شهر سبتمبر الجاري .
لا شك أن خطاب الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة كان أقل قوة وتأثيرا من خطابه في سبتمبر الماضي،وبالتالي كانت ردود الفعل والتوقعات عند الجمهور الفلسطيني أقل. وفي ظني أن ما جرى خلال العام الماضي ترك بصمات من اليأس والإحباط على خطاب الرئيس،فخلال عام تراجعت فرص إنجاز المصالحة الوطنية بل أصبحت خارج التداول وحتى التفكير الجاد سواء عند النخب السياسية أو عند الجمهور ،وخلال نفس العام تراجعت المراهنات الكبيرة على ما يسمى بالربيع العربي ،فالربيع بات خريفا وانكفأت (الثورات) العربية على ذاتها بل بتنا نتخوف كفلسطينيين من التداعيات السلبية لهذه المتغيرات العربية على قضيتنا واعتقد أن الرئيس عندما حذر من نكبة جديدة للفلسطينيين إنما كان يقصد الخوف من نتائج المعادلة الجديدة التي تتشكل في المنطقة بزعامة واشنطن ،أيضا خلال العام انكشف بشكل أكثر وضوحا التحيز الأمريكي لإسرائيل وتبدد ما تبقى من مراهنة على الرئيس أوباما وخصوصا انه عام الانتخابات الأمريكية التي يسعى جميع المرشحين لكسب ود إسرائيل،أيضا توارت اللجنة الرباعية من مسرح الأحداث ولم نعد نعلم إن ما زالت ترعى عملية التسوية أو إنها سلمت المفاتيح نهائيا لإسرائيل ولواشنطن.
لذا هيمن على خطاب الرئيس الجانب الإنساني والعاطفي حيث كرر الحديث عن معاناة الفلسطينيين وعن الممارسات الصهيونية الإرهابية وهو بذلك لم يخرج عن نهجه ومبادئه الملتزمة بالسلام ،بل لم يستبعد الرئيس العودة مجددا لطاولة المفاوضات إن أوقفت إسرائيل الاستيطان،دون أن يتحدث عن نهج مغاير لمواجهة الإرهاب الصهيوني.لذا فالخطاب ينتمي إلى ما نسميه (واقعية الضعفاء) أو الواقعية الإنسانية الأخلاقية ،وللأسف فهذه الواقعية لم ولن تجدي نفعا في مواجهة سياسة واقعية القوة التي تمارسها إسرائيل،وهي واقعية عدوانية إرهابية لم تنجح التهويمات التاريخية والأسطورية التي تخللت خطاب نتناياهو الموالي لخطاب الرئيس في إخفائها .
من الطبيعي لرئيس دولة يخاطب العالم من خلال الأمم المتحدة أن يكون خطابه ملتزما بميثاق ومبادئ المنظمة الدولية وهي مبادئ السلام ،ولكن ما يؤخذ على خطاب الرئيس أنه لم يؤكد تقديم طلب العضوية للتصويت ولم يُشر لصيغة القرار،كما انه لم يتحدث عن خيارات أخرى منصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة ولا تتعارض معه ،فما بين الاستسلام للممارسات الإسرائيلية ولعجز المنتظم الدولي عن إنصاف الفلسطينيين من جانب،والنكبة التي حذر منها الرئيس من جانب آخر ،يوجد الحق بمقاومة الاحتلال ،فليس دوام الاحتلال قدرا علينا الاستسلام له ،ولا النكبة قدرا علينا انتظارها. نعم نحن مع السلام ومع الشرعية الدولية ،ولكن نشدان السلام والعمل في إطار الشرعية الدولية لا يتعارض مع ممارسة حقوق منحتنها إياها الشرعية الدولية .
إذا كانت منظمة التحرير تسعى للحصول على قرار من الجمعية العامة،فقرارات هذه الجمعية مجرد توصيات أو قرارات غير ملزمة ،وبالتالي فإن مجرد صدور توصية تعترف بفلسطين دولة غير عضو لن يغير من الواقع كثيرا لان القرارات الأممية إن لم تكن صادرة من مجلس الأمن وحسب الفصل السابع من الميثاق فإنها لا تلزم أحدا بتطبيقها،وهنا علينا التذكير بعشرات القرارات الصادرة عن نفس الجمعية العامة ومنها قرار التقسيم رقم 181 والذي ينص على حل الدولتين ،وإن تحجج البعض بالزعم إن هذا القرار بات متجاوزا بفعل تقادم الزمن – قرارات الشرعية الدولية لا تسقط بتقادم الزمن – فلماذا ذكر الرئيس القرار 194 الخاص بحق عودة اللاجئين وقد صدر بنفس الفترة ؟. وبما إننا نتحدث عن قرار /توصية ستصدر عن الجمعية العامة ،فلنذكر أن الجمعية العامة أصدرت عدة قرارات تمنح الفلسطينيين حق تقرير مصيرهم بأنفسهم والحق بمقاومة الاحتلال بكل الوسائل بما قي ذلك الكفاح المسلح،بل حتى ميثاق الأمم المتحدة منح الشعوب الحق بالدفاع عن النفس ،فلماذا نحرم أنفسنا بأنفسنا من ممارسة هذا الحق ؟.
وأخيرا نقول إن الارتجالية وغياب الإستراتيجية في التعامل مع الأمم المتحدة والعالم الخارجي سيبقى التحرك الفلسطيني مجرد علاقات عامة أو مناسبة لتذكير العالم بمأساتنا دون ان يؤدي إلى تغيير للواقع .



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو علم اجتماع سياسي فلسطيني
- مراجعة لكتابنا (المشروع الوطني الفلسطيني من استراتيجية التحر ...
- الوطنية الفلسطينية بين قوى إسلامية ناكرة لها وقيادة تاريخية ...
- كفى مكابرة ولنقلها صراحة، لقد فشلت تسوية أوسلو
- الرئيس أبو مازن والسباحة ضد التيار
- قطاع غزة : أدوار وظيفية ومراهنات متعددة
- هل المشروع الوطني الفلسطيني كبش فداء صعود الإسلام السياسي إل ...
- النخبة السياسية الفلسطينية: صناعة الانقسام وأوهام الانتصار ( ...
- النخبة السياسية الفلسطينية: صناعة الانقسام وأوهام الانتصار ( ...
- من يحمي الفلسطينيين من اشقائهم العرب؟
- النخب السياسية الفلسطينية : صناعة الانقسام واوهام الانتصار
- فساد النخبة وإفساد الكتاب والمثقفين
- فلتذهب دولة غزة إلى الجحيم
- استشراف مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي ما بعد (الربيع العرب ...
- ما وراء طرح فكرة الشراكة السياسية في الساحة الفلسطينية
- حتى وإن كانت قناة الجزيرة
- فوز مرسي وتداعياته فلسطينيا
- فوز مرسي ما بين انتصار الإخوان المسلمين وانتصار الثورة والدي ...
- باراك سيستكمل مخطط شارون بفك الارتباط مع بقاء الاحتلال
- الشعب الحقيقي والشعب الافتراضي


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الشرعية الدولية تمنحنا أكثر من مجرد قرار غير ملزم