|
مفتاح سر الإنسان!!!! قراءة بحثية في اللغة و الفكر...... الجزء الثاني و الأخير
فيصل فائق صبري
الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 13:21
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ان للغة و الفكر لهما تأثير على الشعر و المسرح وبقية الفنون الادبية الانسانية، ففي الشعر الذي يؤلف الجانب الاكبر من انتاج صاحبه نرى رأي هيدجر من وجهة نظر بن ذريل(13) في الشعر يركز على الآنية.... و آنية شاعرة تعتمد على قاعدة اساسية تتمثل بالحوار...وان الفنون تتحرك في الافق الشعري ،ورؤاه صافية...وان جوار الفكر والشعر يكشف عن حاجة كل منهما للاخرهذا من جانب الفكر ، اما من جانب اللغة ففي نظر هيدجر يعتبر اللغة دائما لغة الوجود وفيها تحدث الانارة ،وبها يكشف جوار الفكر و الشعر على انهما يعبران ويدلان ويصلان الى جهات الوجود ، فتظهر الموضوعات اوتسدل عليها الحجاب ، اللغة هي التي تمنح الانارة فيظر الموجود ويتجلى او يغيب ويتحجب وهذا التعليق ايضا عبر عنها بن ذريل،ولكن الشعر حسب وجهة نظر الشعراء التعبيرين(14)، من امثال كورت بينتوس (1887-ــــ)و اوجست شترام(1874-1915)، تحتفظ بجانبها التعبيري ان لم يكن واضحا في اللغة و الاسلوب فتتضح في الرؤية العامة، ولكن يضطرون بناء ابيات الاشعار من كلمات اللغة،اذا رغم الاسلوب التعبيري التصويري للشعر فلابد من ان نوضح بأن اللغة هي الوسيلة الحقيقية للتعبير وهي التي تكشف عن جوهر الحقيقي للشعر و المسرح....الخ من الفنون ، حتى لو اختلفت وجهات النظر بين المذاهب و المدارس الفنية حول استخدام الاساليب الفكرية و النقدية و الشعرية...الخ فتظل اللغة هي الوسيلة الوحيدة التي تربطهم حتى وهم في اوج صراعتهم الفكرية. ان اللغة و الفكر لهما طبيعة واحدة بحيث لا يوجد فكر دون لغة و العكس صحيح فاللغة في نظر اللغويين والفلاسفة ليست شرطا للتعبير او التبليغ ،بل هي الاساس الذي تبنى عليه عملية التفكير و يرى جون لوك اللغة على انها علامات حسية معينة تدل على الافكار الموجودة في الذهن وهذا يدل على ان هناك عملية تطابق بين تلك الافكار التي تشير اليها الالفاظ وبين دلالاتها الحقيقية، وهذا الرأي يشبه رأي ميرلو بونتي الذي ينفي وجود فكر خالص يقابل اللغة التي تعبر عنه وان ما نعتقده انه فكر خالص هو في الواقع افكار قد عبرنا عنها من قبل،اذ يقول بونتي(ان الفكر لايوجد خارج العالم و بمعزل عن الكلمات.... فان الافكار التي عبرنا عنها من قبل هي التي نستدعيها وهذا الاسلوب في الاتجاه يدل على التلاصق بين اللغة و الفكر، حيث يقول لافيل (ليس اللغة ثوب فكر بل هي جسده ..... ففي غياب اللغة لا وجود للفكر) ان الطفل يتعلم الفكر عن طريق اللغة ويتعلمهما في آن واحد وهذا ما كشفه علم النفس في تكوين المعاني لدى الاطفال يتم مع اكتسابهم اللغة حقيقة ان هناك تطابق بين الفكر واللغة ولكن قد نجد في بعض الأحيان أن الانسان يفهم معاني اللغة أكثر ما يحسن من ألفاظه فنحن مثلا عندما يحدثنا شخص بلغة غير لغتنا نفهم الكثير من قوله لكننا لا نستطيع أن نخاطبه بالمقدار الذي فهمناه ولهذا نجد أنصار الرأي الثاني ينفون التطابق الموجود بين اللغة والفكر حيث يرون أن هناك تمايز واضح بين الفكر واللغة ويقرون بأسبقية الفكر عن اللغة لأن الإنسان يفكر بعقله قبل أن يعبر بلسانه فكثيرا ما يشعر بتزاحم الأفكار في ذهنه لكنه يعجز عن التعبير عنها ونجد هنا برجسون حيث يرى أن الفكر متقدم عن اللغة وأن العلاقة بينهما علاقة انفصال فاللغة في نظره عاجزة عن إبراز المعاني المتولدة عن الفكر إبرازا كاملا لذالك يقول( اللغة تحجر للفكر ) فلو كانت اللغة سابقة عن الفكر لاستطاع الإنسان أن يعبر عن كل أفكاره والتجربة النفسية تثبت عجز اللغة عن ذلك . لذلك فيمكننا القول أن الفكر يفوق اللغة فتطور المعاني أسرع من تطور الأفراد وهذا ما يراه أبو حيان التوحيدي(15) وقد لخص رأيه في العبارة التالية(فقد بدا لنا أن مركب اللفظ لا يجوز مبسوط العقل و المعاني معقولة ولها اتصال شديد وبساطة تامة وليس في قوة اللفظ من أية لغة كانت أن يملك ذلك المبسوط ويحيط به ) فالنتيجة التي نصل إليها هي أن الإنسان لا يستعمل اللغة عندما يفكر ولا يفكر عندما يستعمل اللغة و بالتالي هناك تفاوت بين القدرة على الفهم و القدرة على التبليغ .إذا كان الفكر سابق عن اللغة من الناحية المنطقية فهو ليس سابق عليها من الناحية الزمنية لأن الإنسان بالتجربة يشعر أنه يفكر ويتكلم في نفس الوقت فعملية التفكير في الواقع لا تتم خارج إطار اللغة وهذا ما أشار إليه أرسطو بقوله( ليس ثم تفكير بدون صور ذهنية ) لاشك أن اللغة أداة للتفكير فالعبارة هي من تخرج الفكر من الغموض إلى الوضوح فكأن الفكرة لا تتحقق ولا تكون فكرة فعلية إلا إذا جعلناها في قالب لغوي، فليس للغة لدى الإنسان إلا أعضاء الاقتباس الحنجرة ، اللسان ، لسان الحلق ، وحتى العضلات المسماة (الحبال الصوتية) ليست في البدء ، كما أشار إلى ذلك الدكتور أومبريدان إلا أعضاء للتنفس والتغذية ، وتظل كذلك حتى في الوقت الذي تتشكل فيه اللغة وتمارس (تعذر النطق وتشكل الفكرالصريح)،وقد لاحظ ديكارت (1596 ـ 1650) (16)بدوره أنه ليست هناك حيوانات تستطيع تركيب خطاب ، وذلك ليس راجعا لغياب أعضاء النطق لديها ، وإنما لغياب الفكر لديها.لقد دافع برجسون (1858 ـ 1941) عن الفكرة القائلة إن اللغة تعني لدى جميع الناس صيغا خاصة للحب أو للكراهية (إننا نفشل في التعبير كليا عما نشعر به) (محاولة في المعطيات المباشرة للوعي ). إن الأنا الحميمي هو دائما عرضة للخيانة من طرف أنا التواصل ؛ فهناك نوعان مختلقان من الأنا ، أحدهما هو بمثابة الإسقاط الخارجي للآخر ، وتمثيله بفعل ذلك تمثيل اجتماعي (نفس المرجع) إن اللغة ستكون حينها وكليا من جهة (الشبح الفاقد لألوانه) لأنانا الحقيقي والحر ، أي من جهة ما يحرف حميميتنا التي لا يمكن التعبير عنها. أعتقد أن لدينا أفكارا أكثر من الكلمات ، كما صرح بذلك ديدرو قبل برجسون (17).الفكر الغامض هو ما لا يقبل التعبير عنه
لنتناول بداية نقيض ما أتينا على ذكره وقراءته ؛ لقد كان هيجل (1770 ـ 1831)(18) على غرار كل العقلانيين ، يرفض رفضا قاطعا فكرة أنه تظل وراء الكلمات حميمية ما لا يمكن التعبير عنها ، ضرب من الفكر ، إن لم يكن له تأثير أولي لا تستطيع اللغة صياغته أو التعبير عنه. إن ما نفكر بداخله هو الكلمات ؛ كما قال هيجل ، … إن الصوت المنطوق أو الكلمة ، هو وحده ما يمنحنا وجودا يكون فيه الداخلي والخارجي مترابطين بشكل حميمي إلى حد كبير ، وبناء على ذلك فإن الرغبة في التفكير بمعزل عن الكلمات لا تعد إلا محاولة لا معنى لها . أن ما هو أسمى هو ما لا يقبل التعبير عنه ، إلا أن هذا اعتقاد سطحي و لا أساس له ، وذلك لأن ما لا يقبل التعبير عنه في الواقع هو الفكر الغامض أو الفكر في حالة اختمار، الاسرار على سبيل المثال والذي لا يصير واضحا إلا عندما يعثر على الكلمة المعبرة عنه وهكذا ، فإن الكلمة تمنح للفكر وجوده الأكثر سموا والأكثر مصداقية ليس هناك فكر بدون لغة
إن هيجل كما رأينا ينفي على العكس من ذلك ،أن يكون الفكر بدون شيء آخر غير فكر غامض ، كما ألح على ميرلو بونتي بقوة من خلال نقده لأطروحات برجسون على أن (الكلام لا يصاحب فكرة صنعت مسبقا ، وإنما ينجزها) ويحيلها فعلية (18).ان مايثير اولا عند دراستنا للغات كما كتب دي سوسير هو(تنوعها ,هو الالسن المختلفة التي نكتشفها حالما نتنقل من بلد الى آخر)، إن لكل لغة بنياتها و اسلوبها وطرق تعبيرها الخاصة و “عبقريتها” ، كل لغة تقبل "التشبيه" بمنظار يقدم حول العالم وجهة نظر معينة في لغة منطقة بريتانيي وبلاد الغال ، كما لاحظ اللساني أندريه مارتينيه(19) ، تنطبق كلمة واحدة على جزء من الطيف الذي يغطي المناطق الفرنسية بالأزرق والأخضر ، وكثيرا ما نرى ما نسميه نحن اللون الأخضر مشتركا في ما بين الوحدتين اللتين تغطي إحداهما جزءا مما نعتبره نحن أزرقا ،وتغطي الأخرى الجزء الأكبر من الأصفر لدينا . لقد فصل المثاليون الفكر عن الوجود،بينما رأى الماديون بأن الفكر هو شكل لعكس الواقع،لكن المنهج الميتافيزيقي قد حال دون تفهم الكثير من الماديين ذلك يعود الى ان التفكير ليس مجرد انعكاس سلبي شبيه بما يحدث في المرآة، وانما هو عملية صياغة معينة من النشاط البشري.وفي الغنوصيولوجيا(نظرية المعرفة) مال اكثرية مفكري ما قبل الماركسية اما الى التجريبية او الى العقلانية،حيث ان التجربيون يردون على العمليات المعرفية كلها الى اشكال مختلفة من الانعكاس الحسي اي(الادراك/التصورات/الاحساس.....الخ)،ويقصرون وظيفة الفكر على رصد الروابط بينها،اي على تصنيفها و مقارنتها،اما بالنسبة الى العقلانيون فكانوا على العكس ذلك، بحيث انهم يبالغون في اهمية الفكر ، فيفصلونه قطعيا عن الانعكاس الحسي، ويحولونه الى مصدر للمعرفة وقوة محركة لها و رأت الماركسية(20) بأن المفهوم الصحيح حول نظرية المعرفة للفكر عندهم ، فهم يرون ان ماهيــة الفكر تقوم فيما يلي:ان الفكر صفة للمادة الرفيعة التنظيم-الدماغ،ولفهم النشاط الذهني يكتسب استجلاء نشاط الجملة العصبية العليا اهمية كبيرة.يتعذر تفسير خصوصيات الفكر انطلاقا من الآليات الفيزيولوجية وحدها،حيث ان التفكير لها اسلوب او صيغة روحية خاصة من النشاط البشري تتوقف على النشاط الملموس العملي.ان دور الفكر العلمي يتطور في هذه الايام وهناك تمييز في معظم الاحيان بين الفكر التكنيكي ،الذي بدوره يهدف الى تحقيق اهداف علمية ملحة مثلا (تكنيكية-تصميمية) وبين الفكر الفلسفي الذي يقوم في تأمل مغزى الوجود البشري وآفاق تطور المجتمع وشأن القيم الثقافية فــــــي حياة الانسان وغيرهـــــا. من خلال جولتنا حول عالم اللغة و الفكر بشكل مختصر،لابد من الوقوف حول نقاط عدة تتمثل بأفكار وأراء الفلاسفة واللغويين و المهتمين بشأن اللغة و الفكر اللتين تعبران عن اشعاعات حضارية وصلت إلينا من خلالهم ، معبرا عن لغات و افكار انسانية تهدف الى خدمة المجتمع البشري وكذلك وضع أسس وقوانين منهجية علمية يجعل الباحث او الدارس بهذا الشأن ان يتعمق و يغوص الى عالم معرفي يتعلق بكيان و الوجود البشري ضمن منظومة علمية و عملية تحليلية متصلة بسلوك الانسان و غرائزه و تصرفاته،عبر رموز و أشارات،تصل في بعض الاحيان الى حد التساؤول و التفسير عن تكوين الكون.ان مقولة ديكارت(انا افكر اذا انا موجود)،يعتبر برأي في قمة الجمال و العظمة،حيث نتلمس فيها جوانب انسانية جمالية يجعلنا نحس بأننا نختلف عن الحيوان من ناحية التعامل و الاسلوب و البحث المتواصل حول وجود الانسان على الارض، الانسان بكل مسراته و أوجاعه يظل في غمرة الصراع الوجودي ، وهو الذي يبحث عن نقطة بداية حقيقية صوب الائتمان و الاطمئنان الذاتي و الروحي بكل ثقة و عزم، ليكتشف الحرية المفقودة التي طالما يحلم بها ، وأراد لها ان تكون سلاحا يدافع بها في صراع ضد الحياة التي لا تنتهي، باحثا عن هوية حقيقية تعبر عن وجهة نظره وأرائه وافكاره،عبر لغة منطوقة أو حتى غير منطوقة، تنير المفهوم الوجودي الذي يحس به. أرى ان سر وصيرورة الحياة تتعلق باللغة و الفكر اللذان يعبران عن دواخلنا و انفعالتنا وقيمتنا و قيمنا في الحياة المليئة بالصراعات و التقلبات النفسية التي تثير فينا رغبة في التواصل و التلاحق مع عجلة الزمن و آلياته المعقدة،بحيث يكونان مفتاح سر لكل أزمة إنسانية.
مصادر الجزء الثاني :
13- اللغة و الاسلوب, ص 29/عدنان بن ذريل/مراجعة وتقديم حسن حميد/مجدلاوي للنشر و التوزيع/الطبعة الثانية منقحة 1427 هــ/2006 م.
14- التعبيرية في الشعر و القصة و المسرح ص 30,ص 31/تأليف د.عبد الغفاري مكاوي/الهيئة المصرية للتأليف و النشر 1971 . 15- http://www.ankawa.com/ . 16- http://maarouf66.wordpress.com. 17- المصدر نفسه(16). 18- المصدر نفسه(16). 19- المصدر نفسه(16). 20- المعجم الفلسفي المختصر, ص 137,ص 396/ تقديم دار التقدم موسكو/ترجمة توفيق سلوم/طبع في الاتحاد السوفيتي1986.
#فيصل_فائق_صبري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مفتاح سر الإنسان!!!! قراءة بحثية في اللغة و الفكر....... الج
...
-
كيف نفهم الارتجال المسرحي.... أثناء البروفة.....؟ أثناء العر
...
-
المسموح و الممنوع في هولندا/ندوة أكاديمية متخصصة تدرس الخطاب
...
-
العلاقة بين الجمهور و المسرح/بحث في المسرح
-
المسرح اشعاع لجميع الحضارات.........دراسة نقدية
-
في يوم المسرح العالمي
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|