أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - إصلاح الشرق الأوسط يبدأ بالتغيير حول ضفتي البحر الأحمر















المزيد.....

إصلاح الشرق الأوسط يبدأ بالتغيير حول ضفتي البحر الأحمر


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1124 - 2005 / 3 / 1 - 12:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


خبر صغير ربما لم نلتفت إليه كثيرا، عن مؤتمر عقدته"مؤسسة الفكر العربي"في المغرب مطلع العام الحالي، الملفت للنظر في هذا المؤتمر كان حقيقةً، هو عنوانه، فقد عقد تحت عنوان"ثقافة التغيير وتغيير الثقافة في العالم العربي"، وبغض النظر عما توصل إليه المشاركون في هذا المؤتمر، فإن الحديث الذي لا ينقطع عن التغيير في العالم العربي في السنوات الأخيرة، يدور في فلك عدة أزواج من الأسئلة: هل ينتظر العرب التغيير من الخارج، أم يبدأ التغيير من الداخل؟ هل يختص التغيير فقط بالنظم السياسية، أم يشمل"تغيير الثقافة العربية"؟ أيهما يكون أولا: انتشار ثقافة التغيير، أم تغيير الثقافة السائدة؟ هل التغيير المأمول ذو نهج ٍ ديني، كما كان ديدن التغيير في المنطقة منذ فجر التاريخ، أم هو تغيير علماني يفرضه العصر فرضاً؟ هل هو شعبي جماهيري، أم نخبوي؟ كيف يبدأ، ومن أين؟ هل التغيير يأتي عن طريق"عملية إصلاح"، أم عن طريق"عملية هدم"لما هو قائم؟ ومن هم المرشحون لبدء أيٍ من العمليتين؟ وهل التغيير في سبيله لأن يبدأ، أم أنه بدأ فعلاً؟ إلى آخر تلك الأزواج من التساؤلات، التي وإن أشارت إلى شيء ما، فهي تشير إلى لحظة(قلق حضاري)تعيشها المنطقة ككل، والقلق الحضاري يشمل ضمن عناصره ليس فقط السياسة ونظمها، بل يشمل كل أوجه الوجود الإنساني، الثقافة والمعرفة كماً ونوعاً، وحركة التفاعل مع الموجودات الأخرى من حولنا، وامتداد الماضي إلى الحاضر وتداخلهما مع المستقبل، والرؤية التي نرى بها أنفسنا ونواجه بها العالم، والقوى المادية والبشرية المتاحة، وغيرها من عناصر الوجود الإنساني. لكن.. ربما كان التساؤل الأكثر إلحاحا- في رأي البعض- هو: كيف وبأي تلك العناصر ومن(أين)يبدأ التغيير؟ أين هي تلك(الحلقة الأضعف)التي تنكسر عندها سلسلة الجمود المهيمن على المنطقة العربية؟. صحيح أن تلك المنطقة ليست كلاً واحدا متماثل الأجزاء، لكن العناصر الأساسية التي تشكل وجودها هي بالفعل واحدة، أهمها الدين، والعقلية القبلية، والتخلف العلمي ومن ثم الاقتصادي، والتخلف الاجتماعي/القيمي/الثقافي كنتيجة للعناصر الأخرى. وكلها مظاهر لمنظومة تخلف متكاملة! مظاهر لثقافة سائدة يجب أن تتغير، فأين هي(المراكز المشعة)لهذا التخلف في العالم العربي؟! أين هي تلك الحلقة الأضعف؟ التي إذا كسرت، نقول حينها ها هي قد هبت بالفعل.. رياح التغيير؟
المركز الأول: مملكة القهر والخوف
عندما أجريت انتخابات بلدية في المملكة السعودية مؤخراً، كان المشهد بكل عناصره مضحكاً! الأسلوب والتوقيت والدافع، وغير ذلك مما يتعلق(بأمر ٍ كهذا)غريب عليهم وعلينا!، بدا الأمر وكأن العائلة المالكة في السعودية تبتلع دواءً مراً ينهرها طبيبها كي تتجرعه! فالمملكة السعودية ومنذ نشأتها.. قامت على قمع الناس وسوقهم كالقطيع، لا على استشارتهم في أمرهم! وهي دولة تتخذ(السيف)شعارا لها! السيف مرسوم وسط العَلم وعلى رأس الأوراق الرسمية، وعلى أغلفة الكتب المدرسية والدينية، وعلى بوابات مبانيها الوزارية وبنوكها ومختلف مؤسساتها، فإذا كان السيف هو(حسام)الأمر بين العائلة المالكة ورعاياها داخل المملكة، فإن ثلاثة أشياء أخرى مكنت تلك المملكة من أن تكون أكبر مركز لإشعاع التخلف خارجها، الدعم الأمريكي للنظام القائم هناك، وأموال البترول المركزة في يد العائلة، والمكانة الدينية بوجود المقدسات الإسلامية على أراضيها، فالدعم الأمريكي بسكوته عمدا ولمصالحه الخاصة، عن هذا الانتهاك الصارخ للكرامة البشرية، والعداء المروع لقيم التحضر والتقدم الإنساني، ظل مساندا لذلك النظام الوحشي، وحتى بعد(غزوتي نيويورك وواشنطن)في الحادي عشر من سبتمبر، استمر- وإن مكشراً عن أنيابه قليلا- حتى بعد بدء مراجعة الولايات المتحدة لأسباب الإرهاب، ربما ما غيره سعي أمريكا لمحاربة الإرهاب(على طريقتها الخاصة، بمحاربة الشعوب)هو محاولتها الضغط على العائلة المالكة كي تظهر أو تدعي شيئا من المرونة، تجاه شعبٍ كّل ومّل من عائلة تمتص دمه وتهين كرامته، فقط مرونة تسمح بشيء من التنفيس، يمنع انفجارا قد لا يأتي على هوى كلا الطرفين، العائلة الحاكمة في السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، وفي إطار هذا التنفيس السطحي جاءت تلك الانتخابات المضحكة، ولأن الشعب السعودي لم يعد كله كما كان منذ مئة عام، وقت تأسيس المملكة، بل تكونت فيه نخبة مثقفة واعية، تتمرد على هذا النمط من الحكم الخارج عن سياق حركة التاريخ، وترفض أن تبتلع مثل هكذا طعم تافه، فإن بعض المثقفين السعوديين خارج أسوار مملكة القهر(ففي الداخل يُسكت السيف الحسام صوت أشجع المثقفين)ما زالوا يحاولون كشف الواقع المزري للإنسان المسجون وراء أسوار تلك القلعة، بالسبل المتاحة في أيديهم، من صحافة أو إنتاج أدبي متمرد أو ما تسمح لهم به الفضائيات أو غيرها، وفي ظل غياب حركة شعبية عربية شاملة، فإن مأزقهم الذي يواجهونه، يمثله تساؤل: من يدعمهم؟ فالولايات المتحدة مازالت تدعم العائلة التي ترهبهم، وهم مازالوا فرادى بغير قوة كافية لتحريك الوضع هناك، والطرف الذي استطاع إشاعة شيء من التوتر وحلحلة الوضع هو جماعة القاعدة ومشتقاتها، وهي تطرح مشروعا أشد قسوة وقهرا لحرية الإنسان، ومع ذلك فهو مشروع يستهوي الغالبية العظمى من الشعب السعودي، التي تأمل في أي بارقة تغيير حتى لو كانت على يد أسامة بن لادن وجماعاته،(وربما تكون- قابلية- طبيعية داخل الإنسان العربي لمثل هذه المشاريع!). ولو كانت آفات هذا النظام منصبة على شعبه فقط، لكانت مشكلة محلية لا تؤثر على الآخرين بدرجة أو بأخرى، لكن الدور السعودي يتعدى شعبه إلى(العرب)كلها، وأدق تعبير عن هذا ما قاله الأمير بندر لمجلة نيوزويك عام واحد وتسعين(وتصريحه المنقول هنا، نقل- نصا- عن مقالٍ لكاتبٍ سعودي ذكر المصدر المذكور ونص التصريح وتاريخه)وعنوان المقال الأصلي في مجلة النيوزويك- حسب المقال السعودي المنقول عنه هنا هو:"أمير سعودي يرسم دوراً ملكياً جديداً"، حيث قال الأمير:" العرب يبدون مثل المرأة التي تنام معك في الفراش، لكنها لا تريد أن تخلع ملابسها، لذا فإن شخصاً ما يجب أن يساعد الطرفين ليفهما بعضهما بعضاً"!! النظام السعودي إذن يساعد العرب على خلع ملابسهم أمام الأمريكان! فكيف نصم آذاننا عنه وكأنه لا يعنينا، شئنا أو أبينا، لابد لنا أن نهتم بما يجرى وراء تلك الأسوار، شئنا أو أبينا فإن(التغيير)في بلد كلٍ منا يرتبط بالتغيير على الضفة الشرقية للبحر الأحمر، التي يحكمها نظام يملك- إضافة للدعم الأمريكي- ثروة تتدفق بين يديه بسبب النفط، وهو ما جعل البعض يصف العقود الأخيرة في القرن الماضي بأنها(الحقبة السعودية)، حيث تمكن هذا المال في يد العائلة، بلا رقيب شعبي عليه، أن يشتري ذمم أفراد كثر من النخب العربية في كل أرجاء العالم، بدرجات تبدأ من الأنظمة الحاكمة وحتى الأدباء والشعراء والصحفيين والباحثين ورواد الإعلام والتعليم والبيزنيس وغير ذلك، وساعد في ذلك تلك المكانة الرفيعة التي تحتلها(الأراضي المقدسة)في مخيال كل مسلم في العالم، فصار للوهابية التي يستند إليها النظام السعودي أذرع تمتد وتتمدد في كل أرجاء العالم العربي، يحملها العمال والعاملون لسنوات في المملكة إلى أوطانهم بعد عودتهم، عن وعي ٍ بها أو عن غير وعي، باعتبارها(قيم الأراضي المقدسة)، ففي مصر مثلا- البلد الأشد تأثرا بما يجري في تلك الأراضي- وبعد أكثر من ربع قرن من عمل ملايين المصريين بالمملكة في مختلف القطاعات، صار الرداء السعودي الأسود زيا منتشرا بين النساء المصريات، وصارت الجلاليب السعودية واللحى الطويلة مظهر التدين الوهابي الأول بين المصريين، وحتى في العادات اليومية المصرية المستقرة منذ مئات السنين(فالمصريون منذ الأزل كانوا يحتفلون بمرور أسبوع على مولد الطفل في مناسبة تسمى بالعامية المصرية"السبوع"، فإذا بها تتحول على أيدي العائدين من الأراضي المقدسة إلى احتفالية"العقيق"!)، وتحول المصريون وغيرهم في بلدان عربية أخرى عن الحماس لما يمكن وصفه بأنه(ثقافة الإنتاج)،التي غرستها حركات التحرر من الاستعمار في ستينيات القرن الماضي، إلى(ثقافة الريع)،وكلنا نعرف كيف أعرض العائدون من المملكة عن صناديق الادخار إلى شركات(توظيف الأموال)،التي انكشف بعد فوات الأوان أنها كانت شركات(نهب الأموال)باسم الدين، وغير ذلك من مظاهر تأثير الحقبة السعودية على بقية العرب، الدين إذن والمقدسات هي أداة في يد نظام قمعي، تدعمه القوة العظمى في العالم والتدفق المالي البترولي، نظام ينشر التخلف والخنوع والكسل والاستسلام، والإغراق في متاهات غيبية عن حياة ليست هنا على الأرض، نظام يتعهد علنا بمساعدة العرب... في خلع ملابسهم!
المركز الثاني: الديكتاتورية المصرية الغاشمة الجهول
الديكتاتورية المصرية الغاشمة الجهول، هو وصف دقيق معبر لحالة(الدولة)المصرية منذ نشأتها قبل آلاف السنين على الضفة الغربية للبحر الأحمر، وهو وصف تعود ملكيته الفكرية- إن صح التعبير- إلى صاحبه ومبدعه الدكتور جمال حمدان، عالم الجغرافيا الراحل، الذي أورثنا موسوعة بعنوان(شخصية مصر)، وبداية ً، فإن علوم الاجتماع وتاريخ الحضارات تعلمنا أنك عندما تتحدث عن(الدولة)فإنك تتحدث عن(نظام)للعلاقات بين الناس، اتفقوا عليه في عقد اجتماعي يلقى قبولهم- كما في البلدان الديمقراطية- أو أخضعوا له بالقوة والقمع، وهو ما يعني أن جمال حمدان عندما وصف(الدولة)المصرية بأنها كانت على مر التاريخ ومازالت.. ديكتاتورية غاشمة جهول، فقد كان يعبر عن طبيعة(النظام)الذي خضع له المصريون قهراً وقسراً منذ بدء التاريخ الإنساني المسجل، هذا فقط توضيح لسياق استخدام هذا التعبير، ومصر بموقعها الجغرافي وهبات أرضها ومناخها وعوامل طبيعية أخرى، وما نتج عن ذلك من زخم تاريخها الإنساني والحضاري، مرت تاريخياً بمراحل كانت فيها(مركز إشعاع)للحضارة والتقدم، بما أمكن لها من تراكم علوم الهندسة والكيمياء والفلك ومختلف الفنون(والمؤسف أن كل تلك الفنون والإبداعات تجلت في نهاية المطاف فقط في.. فن حفظ المومياوات وهندسة القبور!)لكنها صارت- أو صار نظامها- في نهايات القرن العشرين.. المركز الثاني للإشعاع العكسي في المنطقة بعد المملكة السعودية، صارت مركزاً لإجهاض المشاريع التقدمية قبل أن تولد، ذلك أن النظام المصري الحالي أصبح معبراً عن(الديكتاتورية المصرية الغاشمة الجهول)في أقصى مراحل تطورها!، داخلياً: انتهاك صارخ- بل اغتيال- لحقوق الإنسان وكرامته، وخارجياً: صارت عاملاً نشطاً في تخريب أي أمل إقليمي للتنمية والتقدم، قد يدفع هذا لطرح تساؤلات عدة، على رأسها.. لماذا حدث هذا التحول السلبي في مصر؟ وما السبيل إلى إعادة الإشعاع المصري إلى طريقه الإيجابي.. لنفسها وللمنطقة ككل؟ ليس إعادته فقط.. بل تصويبه، حتى يكون إشعاعاً أكثر عصرية.. إشعاعاً أفضل حتى مما كان عليه في الفترة التي توصف بأنها كانت(بدايات عصر النهضة)المصرية، لا شك أن هذا التصويب لابد وأن يبدأ من تصحيح(نظام العلاقات)بين الناس الذي يسمى بالدولة، أي أن التغيير في المنطقة العربية يبدأ بتغيير نظام العلاقات بين المصريين داخل مصر! ولهذا السبب المفهوم ضمنياً على المستوى الدولي، يتابع العالم بحذر وترقب.. تصاعد الصرخة المصرية التي اندفع المصريون لإطلاقها في الشوارع هذه الأيام، والتي منحوها مصطلح(كفاية)، فقد كان المصريون على مدى العقدين الماضيين يخرجون إلى الشوارع احتجاجا على ضرب أفغانستان وتقسيم تيمور إلى شرقية وغربية! كان هناك تشوهاً في أولويات الشارع المصري، كان الاحتجاج على مصيبتهم الداخلية غائبا ً، وفي ديسمبر الماضي انطلقت أول صرخة تذمر واضحة من المصاب الداخلي، على يد هؤلاء الذين وضعوا رؤوسهم على أكفهم وأطلقوا الصرخة الأولى وعددهم قليل، ولم يكتفوا بالشكوى في المجالس الخاصة والمقاهي، فصارت وكالات الأنباء في العالم- لمن يتابع- تسمي انطلاقتهم(حركة كفاية المصرية)، بينما كل من يعرف(نفسية)اللهجة العامية المصرية.. يعرف ماذا يعني أن يصرخ المصري بعد صمتٍ طويل في وجه أحدهم قائلاً(كفاية)! إن هذا يعني أنه لاقى من الظلم ما جعله يتغلب على(طبيعة)الصبر المعروف عن المصريين، لكن هذه الصرخة لن تقابل- في ظل تصاعدها- بصمتٍ وتجاهل من قبل نظام ٍ قمعي كنظام مبارك وأسرته، وهو ما يعني أن صداماً مروعاً ووحشية ضارية سوف يلقاها المصريون- إذا ما استمروا في الصراخ- في الأيام القريبة المقبلة، فكل الحالات التاريخية المشابهة، مر فيها النظام في أيامه الأخيرة بأقصى حالات التوحش والافتراس لمعارضيه. لكن التغيير داخل مصر لا يقتصر على(نظام الدولة)وحسب، رغم أنه الأهم في المرحلة الحالية، فالبُعد الثاني للتغيير يتعلق(بثقافة)المجتمع المصري، التي زادت خرابا على خراب وظلاما على ظلام على مدى عقود، هيمنت فيها قوى لاعقلانية على النفس المصرية، قوى هاربة من ماض ٍ يعود إلى زمن الكهنة والسحرة، إلى حاضر ٍ.. تحدث فيه معجزات أيضاً، لكن على يد علماء الطبيعة، وليس علماء الكلام!
التغيير إذن في المنطقة العربية يرتهن بالتغيير حول ضفتي البحر الأحمر، وإذا كان حراس العالم في الولايات المتحدة ينشدون في مصر والسعودية تغييرا(مفصلا ً)لخدمة مصالحهم، لا لإخراج الشعوب العربية من ظلامها الحالك.. فلا هذا يهمهم، ولا نحن يحق لنا أن نطالبهم به!، وإن كانوا قد أدركوا بما يجندون من مراكز دراسات استراتيجية وجيوش الباحثين، أن تغيير هذين النظامين هو(مفتاح)التغيير في المنطقة، فإن صعوبة الأمر على الشعوب العربية- ونخبها ومثقفيها ومفكريها- ليس أنها ترفض التغيير، وإنما كيف تستجيب للمساعدة الخارجية، بأقل قدر من الخسارة المتوقعة بسبب(اللجوء)للخارج، فقد بات واضحاً أن السعوديين والمصريين وإن صرخوا، وإن صمدوا، أمام وحشية العائلتين في قمع صراخهم، لن يتمكنوا من إزاحتهما دون(غض طرف)بل ومساعدة من قبل حراس العالم في الولايات المتحدة، وهذه هي المعادلة الصعبة التي طالما قاومت النخبة- المصرية خاصة- فكرة تطبيقها، تغيير بمساعدة من الخارج مع ما تفرضه من ثمن الدخول في دورة جديدة من التبعية، أم محاولات داخلية تنتهي دائما بقمعها؟ لكن استمرار فساد(الدولة)حول ضفتي البحر الأحمر، واستمرار تعنتها وعدم إقرار رجالها بأن العالم(يتغير)، وأنهم أصبحوا خارج حركة التاريخ، وأن من كان يدعمهم طوال تلك العقود انقلب عليهم الآن ودارت عليهم الدوائر، كل ذلك يدفع عجلة التغيير الآن- شئنا أو أبينا- في اتجاه(محاولة داخلية، بغض طرف خارجي)، فالمواطن المصري والسعودي البسيط، لا يملك جيشا ولا قوات شرطة ولا آبار بترول ولا أجهزة متكاملة للإعلام، وهي فرصته الآن.. حيث غضب حراس العالم على جلاديه، بعد أن خلعوا كل ملابسهم.. حتى القطعة الأخيرة، فرصته الآن أن ينقض... على هؤلاء العراة!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من لا يربيه شعبه.. كونداليزا تعرف تؤدبه!
- صفوت الشريف: الريس مقبل على-ضبط إيقاع-المعارضة المصرية!
- الرئيس مات قبل التمديد: اللي خلف مماتش، المثل من مصر والريس ...
- مآخذ على التيارات السياسية المصرية في ظل نظام يحتضر
- رحيل ماهر عبد الله الإخواني الحداثي
- عدوى الخوف من الغزو الثقافي تنتقل من العرب إلى الفرنسيين
- المسلسلات التاريخية فن زراعة الوهم في نخاع العرب
- الأعلانات التجارية على الفضائيات من الأسمدة الزراعية إلى الم ...
- بمناسبة الحملة البريطانية على القرضاوي لا يوجد تعريف دولي لل ...
- مبارك : أنا عايش ومش عايش
- فوضى الساعات الأخيرة في حكم آل مبارك
- أخبار مملكة الخوف الشعب السعودي بين الاستبداد والإرهاب
- استجابة الفضائيات للهوس الديني بين الواحد القهار وأبينا الذي ...
- مصر التائهة بين مبادرة أمريكية للهيمنة ومبادرة مباركية لمزيد ...
- مصر قوة هائلة كامنة فأين توارت؟ المقاومة العراقية هدية للشعب ...
- سوق الفتاوي وفتاوي السوق في دولة الأزهر!
- الحساسية تجاه مناقشة قضايانا دليل علي افلاس سياسي
- هل يفلح مشروع مستقبلي منفرد لدولة عربية بمعزل عن المحيط الجغ ...
- امريكا تهدد دول العالم بالعقوبات اذا لم تفتح اسواقها لها بين ...
- حول موقع مصر في المشروع الاميركي لدمقرطة العرب: المسألة القب ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - إصلاح الشرق الأوسط يبدأ بالتغيير حول ضفتي البحر الأحمر